الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البقاء و الحياة .. و الخوف من الموت

شاهو علي

2016 / 3 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


البقاء حالة وقتية ، في يومنا هذا يضع الانسان امام ثلاث خصال . أولها (الخرافة و معاداة الحياة) و ذلك من خلال التمسك و الادمان على فكرة "إعادة الإحياء بعد الموت و الخلود" الفكرة الازلية القديمة التي نشأت بسبب الخوف من الموت و فطرة الانسان بتمسكه بالبقاء، ويتم هذا اليوم عن طريق مخادعة المنطق و اكراه الواقع و التضحية به في سبيل احتمالي للعيش مرة اخرى و الخلود و هذا على اساس الفكرة الدينية التوحيدية "البعث من جديد و الحساب "و التي لا دليل منطقي و اثبات علمي و عملي لها .
و الثانية (الادمان على الحياة و تقبل الموت بمنطقية) ..من خلال تقبل فكرة الحياة و الموت بمنطقية علمية فكرية ، والذي يؤدي الى احترام الفترة الحياتية للذات ، ليسعى فيها الشخص للرفاهية و استغلال الوقت في افكار و خدمات منطقية للذات و البشرية ، و يستفاد على اساسها من الماضي و الحاضر لخلق فلسفات حياتية جديدة للمستقبل ..
الخصلة الثالثة هي (الصراع) .. و برأيي هذه هي خصلة اغلب الشرق اوسطيين ، فهم في صراع فكري شرس بين "مخادعة الذات ومعاداة ملذات هذه الحياة" على اساس الفكرية الدينية للبعث من جديد ، و بين حبهم و تمسكهم ايضا بفكرة "الحياة و العيش بمنطقية".. و هذا الصراع ارتسم ملامحه اكثر بفعل العولمة و التطور التكنلوجي و المنطقي الادبي للانسان في السنوات الاخيرة ، لتزلزل عرش فكرة "البعوث من جديد" و تؤدي بأتباعها الى خيبة امل كبيرة ، لذا نتيجة لخوفهم من مستقبل منطقي أكثر يمحو فيها خرافاتهم و خلودهم المستقبلي، القوا بأنفسهم في دوامة الغضب والعنف و الارهاب ، و برأيي ما هو هذا إلا بمرحلة انتقالية نحو الخصلة الثانية (ادمان الحياة و تقبل الموت بمنطقبة) ..

اختتم الحديث هنا بأقتباس ابياتا من قصيدة الحياة لشاعر الحياة "ايليا ابي ماضي" و التي تبث فلسفة عميقة و جميلة تفهمنا كيفية التفكير في الحياة بمنطقة و ايجابية ..

أيّهذا الشّاكي وما بك داء كيف تغدو اذا غدوت عليلا؟
انّ شرّ الجناة في الأرض نفس تتوقّى، قبل الرّحيل ، الرّحيلا
وترى الشّوك في الورود ، وتعمى أن ترى فوقها النّدى إكليلا
هو عبىء على الحياة ثقيل من يظنّ الحياة عبئا ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئا جميلا

www.facebook.com/shaho.iraq
ليس أشقى مّمن يرى العيش مرا ويظنّ اللّذات فيه فضولا
أحكم النّاس في الحياة أناس عللّوها فأحسنوا التّعليلا
فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه لا تخف أن يزول حتى يزولا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا