الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرحبا بالغدير ....ولكن !

ناديه كاظم شبيل

2016 / 3 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


.
في عراق مابعد الاحتلال الامريكي ، يشاهد المرء العجب العجاب ، ففي عيد الغدير كما يسميه الشيعه ، يبارك الناس بعضهم بعضا بحرارة مابعدها حراره ، وبصدق مابعده صدق ، حتى يخيل للمرء اننا في يوم الغدير الحقيقي ، عندما اعلن النبي ص ولاية الامام علي رض وصيا من بعده .
كان رنين الهاتف لا ينقطع لحظة واحده ، وباستطاعة المرء سماع الجملة ذاتها (مبروك عليكم ولاية امير المؤمنين ، اللهم احشرنا مع من بايعه ، ولا تحشرنا مع اعداءه ) ثم الاختتام بالصلوات على النبي واله الطيبين الطاهرين .
لا شك في ان الامام علي ع شخصية عظيمة قل نظيرها في التاريخ ، ومن حق شيعته التفاخر والتباهي بشدة ايمانه وزهده في الحياة لدرجة التقشف ، شهد له المسيحي قبل المسلم وشهد له اليهودي حتى اسلم ، ولا تزال احكامه بين الرعية تثير الدهشه ، ماوصل الينا عن شخصية الامام علي شذرات خطتها يد محبية ، اما واقع الحال فلا يعلمه الا المقربون من اله واصحابه .
كلنا يعرف ان حديث حجة الوداع التي نصب فيها النبي محمد ص عليا اميرا للمؤمنين لم يتحقق (من كنت مولاه فعلي مولاه ،اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ) والسبب هو تولي الخلفاء الثلاثه ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رض الخلافه من بعده ، وضربوا حديث الولايه عرض الحائط ، وظل الامام سندا لهم يحل المشاكل المستعصيه للجميع بنيّة خالصه قربة الى الله تعالى .
لا ضير في ان يخلد الشيعة هذه الذكرى لو ان الحديث قد تحقق فكان الامام هو الخلفة الاول ، ولكنه كان رابع الخلفاء ، وثارت في وجهه كل قوى الظلام حينما استلم الحكم ، بيده حمل السيف وبقلبه حمل القران ، وسيوف الغدر ابت الا الفتك به وقال قولته الشهيره حين تلّقى الضربة الغاشمه : (فزت ورب الكعبه ) واوصى بقاتله خيرا !
خلاصة الحديث اردت ان اهمس في اذن الحكومة عامّه والشعب خاصّه ، احتفلوا بيوم الغدير كما يستحق هذا اليوم ولكن بهذه الشروط : اولا ان تعرفوا عليا حق معرفته ، لا اقصد بذلك حفظ مناقبه او التباهي بالمسائل الرياضيه التي كان يحلها بيسر وسهوله ، او احكامه العادله او شجاعته في الحروب ولكن ، احملوا نبراس عليا ، عدله بين الرعية فلا فرق بين اعجمي وعربي ومسلم ومسيحي فالجميع اخوان في الانسانيه ، لذا عليكم لو كنتم علويون حقا ان تعرفوا الحق وتعملوا به وان تعرفوا الباطل فتتجنبوه ، ولا اجد هذا بين شيعة علي على الاطلاق ويكفي الفساد المستشري في البلد ، الرشاوي ، الخطف ، القتل على الهويه ، الطائفيه المقيته ، هذا سني وهذا شيعي ، السرقه العلنيه والباطنيه ، التفجيرات وقتل الاطفال والنساء ، المحسوبيه والمنسوبيه ،الفساد في دوائر الدوله فلا تعيين في وظيفة او معاملة تتم الا مقابل مبالغ طائله ، ماذا والا فستتم المعاملة بعد عمر طويل ، او يتلف الملف او يختفي، وهذا مايحدث في مديرية التقاعد العامه .
البلد يرتع في الفساد ، ابتداءا من رأس الهرم فكل وزير يأتي يستبدل طاقم الوزير السابق ، وكل مدير عام يأتي له نفس المهمه ، والناس لا تأمن على رزقها لهذه الاسباب ولاسباب كيدية طائفية تعصبية مقيته .
اين انتم من علي الذي طلق الدنيا ثلاث لا رجعة فيها وقصوركم في العراق و دول العالم تشهد انكم الد اعداء عليا.
اين انتم من علي الذي رقّع ثوبه وخصف نعله بيديه ، والشعب يشاهدكم وانتم تلبسون الحلل الفاخره ،ففي كل مشهد تتبدل ( الصاية والجبة وحتى العمامه) .
اين انتم من علي الذي كان يطعم اليتامى بيديه الكريمتين وانتم تشاهدون اليتامى مشردون في الشوارع يستغلهم المرضى وضعاف النفوس او الدواعش كأحزمة ناسفه لتفجير الابرياء . اين انتم من ابي الارامل الذي كان يزودهن بالطعام محمولا على ظهره الكريم ليلا ومثله فعل اولاده واحفاده ،ا لذين تتمسكون بقبورهم ونسيتم اعمالهم الجليله .
اين انتم من توبيخه لعماله ان تقبّلوا الولائم ، وعزله لهم لأقل هفوة او مشروع هفوة ، وانتم تقيمون الولائم بمناسبة او دون مناسبه ، فأعيادكم كثيرة رغم الموت الذي تدور رحاه على بيوت العراقيين بيتا بيتا بالتساوي .
اين انتم منه وهو اكتفى من العيش بقرصيه ، ولا يجمع اكثر من في الوجبة الواحدة سوى الماء والخبز او اخبز واللبن او الخبز والتمر ، وانتم في رمضان الذي من المفترض ان يكون شهر زهد وعبادة ، تأكلون كل مالذ وطاب وما ان تفطروا حتى تعقّبوا بالسيئات .
من اراد ان يكون من شيعة علي ، فعليه ان يلغي المنطقة الخضراء ، كما الغى الامام قصر الاماره وسكن في بيت لا يختلف عن بيوت العامة من امته .
الغاء المنطقة الخضراء امان للشعب من غدر الاحزاب السياسيه ،التي تفجر في كل يوم منطقة امنه نكاية بالمنافس الاخر .
من اراد ان يكون من شيعة علي فعليه ان يكون كعامة الشعب بلا حرس او حماية او مواكب تكلف الدولة ثورة تكفي لأعالة الارامل .
من اراد ان يكون من شيعة علي ، فعليه الاخلاص في العمل والغاء العطل المستحدثه واللا مبرره ،وهو الذي كان يطفأ الشمعة ان كان الحديث خارج عن خدمة الامة .
من اراد ان يكون من شيعة علي فعليه الغاء مساكن (التنك والخيام والصرائف ) التي لا تحفظ للمرء كرامته وانسانيته ، وبناء دور تتوفر فيها الشروط الصحية ، كي لا يكون اصحابها عرضة للانتقام من وطن لم يحفظ لهم آدميتهم . اكثر الدواعش عراقيون عاطلون عن العمل ، باعوا الضمير والشرف لقاء لقمة عيش ، لو ان الدولة علوية كما يدعي البعض لما آل الوضع لما هو عليه ، ولما اضطررت لكتابة هذا المقال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في