الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نفحات عطرة من غار خِراء 2

بارباروسا آكيم

2016 / 3 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقد إِرتبط الإسلام السياسي بالعنف سواءاً بالتبرير له أَو الدعوة اليه أَو ممارسته كواقع عملي مُعاش ! ولكن بالرغم من كُلِ هذا التاريخ الذي يقطر إِجراماً ودموية ، تجد أَنَّ هناك من يخلط ويتخبط ويحاول تصوير القضية وكأنها إِقتتال أَديان أَو إِنَّ الإسلام السياسي ظهر كردة فعل على قضية مُحِقة أَو كبادرة إِنسانية بنوازع ورغبات شخصية بعيداً عن النص المؤسس !

الحقيقة أَن من يحاول تنزيه الإسلام السياسي عن العنف هو كمن يحاول تجميل قردة بشعة .. ولا مناص لكم ياقوم من الإعتراف بالحقيقة المجردة أَنَّ الإسلام السياسي بكل مؤسسيه وتنظيماته وحركاته نشأ وتربى وترعرع على العنف ، بل وصل الأَمر أَحياناً حتى لـتبرير الإعتداءات التي تحصل ضد أَقليات دينية بعينها على إِنها تدخل ضمن أُطـر أَو قضايا [ الصراع الطائفي ] وكأنه هناك قوتين متساويتيين في المقدار متعاكستين في الإتجاه تمارسان العنف تجاه بعضهما البعض !

الإسلام السياسي أَيها الإخوة لايحتاج تبريرات حتى يمارس العنف المقدس فإن لم يجد مايتحجج به في الحاضر سيختلق مشكلة من لاشيء ليبرر إِجرامه لأَنَّ الإجرام عنده عبارة عن نص مؤسس مقدس ، بل أَحياناً الإسلامي يتجاوز الجغرافية المحلية ليحصل على أَمثلة عالمية لا لشيء إِلا ليقول ببساطة : لست وحدي من يمارس العنف بل هناك غيري

فمثلاً يقتبس في إِطار التبرير للعنف ثروت الخرباوي عن الهضيبي : (( إِستطرد الهضيبي وهو يضع تبرير لكلماته فقال : كنا نجاهد ، والمجاهد يباح له ما لا يباح للآخريين !!! . وضرب مثلاً بالإغتيالات التي إِرتكبها الحزب الشيوعي اليوناني في اربعينيات القرن العشرين ، قال : لماذا لا تعيبون على الحزب الشيوعي اليوناني إِرتكاب جرائم إِغتيالات لمدنيين من بني وطنهم ؟ أَيباح لهم هذا ولا يُباح لنا ؟! أَحرام على بلابل الدوح حلالٌ للطير من كل جنس ؟! ))

ســـر المعبد ( الأَسـرار الخفية لجماعة الإخوان ) ، ثروت الخرباوي ، ص 87 - 89 ، الطبعة الأولى - 2012 ، الناشر : دار نهضة مصر للنشر

يعني بإختصار هم لايشعرون بأي وخز ضمير لقتل مدنيين في أَوطانهم أَو عمليات العنف بشكل عام أَما الأَسباب فهم لن يعجزوا عن ايجاد أَسباب ومبررات حتى ولو كانت سخيفة بمقدار سخافة عقيدتهم .. فقبائل الزولو تمارس العنف فلما لانمارس نحن أَيضاً .. هناك مجموعات في جزر التيكاواوا تمارس العنف فلما حلال عليهم حرام علينا ، يعني المهم أَن يختلق مشكلة ليقتل ويصل الى السلطة ويحكم بإسم الله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كل تاريخ البشرية مصبوغ بعنف بما فيه المسيحية
عبد الله اغونان ( 2016 / 3 / 30 - 22:34 )
لي ملاحظة على العنوان / نفحات عطرة من غار خراء
يسلم الكل بالنقد لكن في اطار الأدب اذ لايمكنني الا أن أتقزز من هذا الأسلوب فضلا عنتقبله
والاقتناع به حتى بافتراض وجود حجج قاطعة
أسلوب الاستفزاز هذا سهل ولكنه ذو أثر عكسي ولايعتمده الا من يحس بالنقص في دعواه
لاشك أن هناك عنفا وجرائم ترتكب بأسم الدين في كل تاريخ البشرية
وكلنا نعرف تاريخ الأديان في منطقتنا يهودية ومسيحية واسلام
الأخطر في نظري انه ليس هناك مجتمعات ودول تقر هذا العنف والارهاب بل هي أول من يعاني منه لكن الغريب أن هناك دول غربية وجلها ذات خلفية مسيحية ودولة اسرائيل اليهودية تمارس ارهابا مقننا تحت تبريرات سياسية
الارهاب ارهاب سواء صدر عن أفراد أو جماعات أو دول
جماعات الصراع السياسي في العراق تتبادل العنف لكن المعروف أن سبب تفجير هذا العنف يبدأ
من تأييد القوى الامبريالية لطغيان صدام وتزويده بالسلاح والتمويل لمحاربة ايران
فلما استفحل الأمر ووقع دمار عبر8 سنوات واستدار صدام الى من شجعوه وغزا الكويت سمي ارهابيا واتهم بامتلاك أسلحة دمار شامل فتم التدخل في الحراق لتحريره فانفلت العفريت وصار
سنة شيعة أكراد وبعثيون وقوميات متعددة

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تُدخل الاحتلال في ا


.. محبوب عبد السلام : مشاركة الحركة الإسلامية ضرورة لوقف الحرب




.. كارلو أكوتيس: كيف أصبح قديساً في الكنيسة الكاثوليكية؟


.. محبوب عبد السلام : مشاركة الحركة الإسلامية ضرورة لوقف الحرب




.. يهود من الحريديم يتظاهرون في تل أبيب احتجاجا على قانون التجن