الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الظاهرة القبلية مفهوم متعدد الابعاد

عبد الكريم بن خالد

2016 / 3 / 31
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ان النموذج القبلي والدي يعتبر نظام يؤسس السلم الاجتماعي، الذي يصنع عند المواطن حالة نفسية وعملية تتجه نحو إعلاء المشترك مع الإنسان الآخر، واحترام نقاط التمايز وابقائها في حدودها الطبيعية التاريخية والثقافية ، وحينما نتمعن في التاريخ وعوامل نشوء العصبيات، ومن ثم تأثيرها السيئ في الوجود المجتمعي. نجد أن ظروف القهر والنفي والإقصاء والاستعلاء، هي التي تدفع الآخرين إلى التخندق و في إطار عصبوي ضيق. وان المزيد من الاستعلاء، لا يؤدي إلى تلاشي العصبوية التاريخية والاجتماعية، وانما يزيدها اشتعالا. .
وبالكاد ايضا لا نجد حضورا كافيًا للدّراسات الجادّة لهذه المسألة، لدى مرجعيّة كلّ من الفاعلين السّياسيّين ولدى النّخب الفكريّة والعلميّة. لقد صادق أغلب هؤلاء على فكرة ترسيخ التّحديث دون حداثة، وعلى النّموّ دون تنمية، واعتبروا أنّ هذا التّحديث قد نجح في اجتثاث البنى التّقليديّة أو تحييدها تحت تأثير هبّة التّحرّر من الاستعمار وبناء الدّولة الوطنيّة. ولم يخرج البعض الآخر ممّن تناولوا تأثيرات المسألة القبليّة في المنطقة، من أسْر الأطر الأكاديميّة وهكذا فقد استحال المشهد الدّارسيّ حول مكانة القبيلة ودورها وأسس تغيّرها إلى ضآلة ملحوظة، وعجز في النّفاذ إلى إحدى الإشكاليّات المجتمعيّة والسّياسيّة الهامّة في الواقع العربيّ المعاصر. وقد ساهم تداخل المصالح وتعقّد التطورات وتسارع الأحداث في تغذية هذا الإرباك الدارسيّ، ممّا أدّى إلى عدم القدرة على التّحرّر من أحكامٍ ظلّت تتراوح بين التّعالي على الواقع، والتّسرّع في إسقاط النّماذج الجاهزة والمفاهيم المسبقة الصّنع، دون مارعاةٍ للخصوصيّات المجتمعيّة والتّاريخيّة ما أدّى إلى الانسياق إلى الشكلانيّة في التّشخيص الاجتماعيّ والسّياسيّ.
القبيلة اصطلاحا بمعنى الجماعة أو بنو أب واحد ، وهو نظام اجتماعي وجد من العصور القديمة لعصرنا الحالي باختلاف أشكاله وأنماطه بين العصور المختلفة والمتعاقبة وإختلافه بين المناطق الجغرافية والعرق والجنس البشري . فالقبيلة لفظ اجتماعي لتنظيم أفراد مجموعة معيّنة وللتعارف بينهم مع الإبتعاد عن العصبيّة والإفتخار البشري ، لا للتعصب للجنس واللّون والمذهب والطائفة والحزب والقوم والجنسية .
حيث أسهم الأنتروبولوجي البريطاني إفانس-بريتشار (Evans-Pritchard)، وهو صاحب دراسة أصيلة حول قبائل النوير بجنوب السودان، إسهاما كبيرا في توطيد التناقض الذي نَظَّر له عالم الاجتماع الفرنسي دوركايم وأكسبه صبغة جوهرية. فبالنسبة لإيفانس-بريتشار، كما هو الشأن بالنسبة للأعمال التي استوحت منه، فإن التنظيم القبلي يقوم قبل كل شيء على القرابة وبشكل خاص على روابط خاصة من القرابة تدعى "أحادية النسب" ("القرابة الأبوية بالنسبة للنوير"). فمرجعية الجد الجامع إذا رافقتها طريقة معينة في الزواج فإنها تمكن في هذا النوع من المجتمعات من تحديد وحدات تنطلق من الأقرب فالأقرب ثم تتوسع شيئا فشيئا (بطن، عشيرة، فخذ، قبيلة في السياق لعربي على سبيل المثال) وهي تقوم في الوقت ذاته على التضامن والتنافس وفق مبدأ التعارض التكاملي "أنا ضد أخي، وأنا وأخي ضد أبناء عمنا، ونحن وأبناء عمنا ضد أهل الأرض أجمعين". وهذه الفوضى المنظمة شيئا ما والناتجة عن هذه الآلية المزدوجة في الانفصال والاتصال كانت دائما تنعت في الوظائفية كخصيصة جوهرية للمجتمعات القبلية "الانقسامية" والتي توصف أحيانا بأنها "بلا زعيم" أو "بلا دولة". والصراع الفردي (الثأر) أو الجماعي (الحرب بين القبائل) هو الوسيلة الأساسية وربما الوحيدة التي كانت هذه المجتمعات تحل بها التناقضات التي تنشب بين أفرادها أو جماعاتها. وكان إيفانس بريتشار يرى أنه لا يمكن أن يقوم بين القبائل إلا الحروب. وهذا ما يميز جذريا بين الفضاء القبلي وبين طريقة إدارة الدولة القائمة، حسب التعريف الشهير الذي وضعه ماكس فبير (Max Weber)، على احتكار شرعية ممارسة العنف الجسدي من قبل دائرة الدولة. وينبغي أن نضيف إلى الدور المركزي للقرابة في المجتمعات القبلية، دور الحوزة الترابية ومجموعة القيم الرمزية (المعتقدات الدينية، الممارسات الشعائرية، الخ) والذكرياتية (القصص الأسطورية والتاريخية المشتركة، أماكن الذكريات) المرتبطة بتاريخ ومكانة المجموعة..
اذا بالرغم من أن مفهوم العصبية عند ابن خلدون لا يقتصر على رابطة النسب وحدها , بل ينضاف إليه " الحسب " وما يدعوه ابن خلدون " الشرف بالأصالة والحقيقة " . يقول ابن خلدون في هذا الإطار : " ثم إن القبيل الواحد وإن كانت فيه بيوتات متفرقة وعصبيات متعددة , فلابد من عصبية تكون أقوى من جميعها , تغلبها وتستتبعها وتلتحم جميع العصبيات فيها , وتصير كأنها عصبية واحدة كبرى
ونجد ان مفهوم القبيلة يتضح من خلال الجانب السلالي, ومن ثم اهتمامه بجنيالوجيا القبائل باعتبارها مشكلة من جملة فرق تستمد كل منها تسميتها من أصلها , ثم من العائلات الوجيهة التي كانت تشكل عناصرا لها , والتي تحولت مع مرور الزمن إلى مستوى فرق
اذن القبيلة هي وحده تكوين اجتماعي تتميز بالأصل الواحد، فمقياس الانتماء إليها هو النسب، اما الطور القبلي فهو طور التكوين الاجتماعي الذى لا تتميز فيه القبيلة عن غيرها بالأرض المعينة ، لحركتها من مكان إلى مكان، كما تكون فيه القبيلة كل قائم بذاته ومستقل عن غيره ،اما القبلية فلها معنى إيجابي هو علاقه انتماء الى القبيلة كوحده تكوين اجتماعي ،كما ان لها معنى سلبى هي محاوله للعودة الى الطور القبلي، كطور تكوين اجتماعي تجاوزه التطور الاجتماعي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا