الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاتر نقدية -3 معسكرات الله في الدين الاسلامي

وليد عبدالله حسن

2016 / 3 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ديمومة الدين ومجهولية الموت.
يستخدم الدين مجهولية الموت ليستثمره في صياغة عالم اخروي عائم يحقق الرغبات الانسانية المؤجلة، ولكن الاشكالية ليست بالموت كحقيقة وجودية وسنة كونية بل في استثمارالموت كونه وقود وطاقة فعالة لاستمرارالرب الديني في الحياة وتشيد قيمومة موت الانسان التي ارتبطت بحياة الرب الابدية، ففي الموت وحدة تحياة الديانات للابد لانة الغريب المجهول والمنتظر المخيف الذي ارتبط بالغيب واستُثمر كقوة للدفاع عن الله ودينه في نظام اهل الجهاد والعسكرة الدينية، فلاحياة للرب العسكري بدون حروب الانسان، ولادوام لوجوده الا باستمرارعسكرة الحياة، ولامتعة الا بالقرابين الانسانية تملاء التاريخ ويتفاخر بها المجاهدون كتراث مقدس وسلوك متبع، ولايعلوا علية سلوك اخر في الحياة. فلماذ يربط الله بين الدين والموت؟ كاْمنية مكتوبة على العباد لتحقيق صدقهم في حبه وفنائهم فيه وتنجز هذة الاشياء في ثلاثية العسكرة الالهية التي يحيا بها اهل الحرب (السلطة ، الجهاد، الاخرة) فالسلطة لارباب الحرب وقوادهم والجهاد للمؤمنين وعامة اهل الدين والاخرة من الجنة والنار للقرابين من كل الاطراف يحققون بها احلامهم وينجزون بها نوياهم المؤجله .
فنشاهد في خرائط الرب العسكري الذي يتجسد في السلوك الديني في الحياة صورة الله الذي يتمنطق بلغة العسكر وقسوة الاوامر في جبهات الحرب وعلى كل جوانب الحياة ففي اداء الطقوس العبادية يكون الامر الالهي بيان عسكري لتجهيز المؤمن لاداء صلواته وليست دعوة مدنية لتثبيت ارتباطه الروحي والمعرفي، بل هي نوع من الاستعداد للمنازلة واعداد نفسي للمواجه والحرب فتكون الصلاة وكانها ساحة وغى لمجاهد يتمنى الموت ويتوسل بقوة الحياة للزوال او لمنحة فرصة اكبر لتحقيق مشروعه الالهي في الشهادة والعبور الى حياة اخروية سعيدة يحمل بها احب الصفات الى ربه وهي صفة (الشهيد) فعندما نشاهد خطابات المؤمنين في ادعيتهم ومناسكهم واستجابتهم لاوامر الرب من خلال نصوصه المقدسة التي تتشابة بشكل كبير مع خرائط الانظمة العسكرية التي تتبع مناهج الاعداد المادي والمعنوي لخوض الحرب ويمارس المؤمن من خلال اداء هذة الطقوس العبادية التدريب والاستعداد العسكري لاداء مهمة حربية وليس في محراب العبادة والرياضة الروحية والاسترخاء المعنوي بل هو في هجوم عسكري يطلب الانتقام من اعداء الله ويتمنى ان يحصل على اعلى المراتب الدينية في الاستشهاد والاستعداد للموت والفناء من اجل الله ودينه فيظهر الرب بعيون المجاهدين متجليا بوظائف عسكرية وحربية بشكل خاص رغم اشتراك مفهوم الرب عندهم مع الشكل الالهي المطلق الاانهم يزحفون بهيمنة الشكل العسكري للرب على كل جوانب الدين باعتباره مايلي:
- الله خالق مطلق من جهة تمكينه وسيطرته على السلطة والتحكم بجميع المخلوقات كونه ربهم الاعلى ويتعامل بدون تمايز او فوراق خلقية او طبيقة لاكن سرعان ما تتحدد الاشكال المقبولة وغير المقبولة بالنسبة له ،بمجرد النطق بعبارات الشهادة والتوحيد والاعتراف بالنبوة المحمدية والتصديق والايمان بكل ماتحمل الخطابات المقدسة في الدين الاسلامي والتواصل مع الاولياء والخلفاء بتبعية سياقات الحكم والسلطة الفقهية والعقائدية الاسلامية الى يومنا هذا وباشكال متعددة وصور ربوبية متنوعة.
- الله قاهر , عظيم, قوي,جبار,منتقم,مهمين,مميت, محي,ضار,قادر, مقتدر, تستثمر هذة الصفات الفعلية في تشكيل صفات القائد وملامح السلطة الجهادية وبالمقابل تفعل كل الصفات السلبية ضمن كنيونة التسمية الربانية وتسليطها على الاخرين وتفعيلها بشروط وخطابات تدشن الفعل الرباني القاسي والمميت بحق اعداء الله واعداء الدين،
ويركز أهل التدين و الجهاد على هذة الصفات كونها جوهرية في عملهم وتوفر قوة رادعة يمارسونها من خلال تفعيل هذة الصفات كسلوك يعتنقونه في عملهم الجهادي ويمارسون سطوة هذة الاسماء على اعدائهم.
- تظهر هوية الله في الاسلام كونه يحمل الشكل الظهوري الامثل في تجليه على الدين الاسلامي اي انه يتصور من خلال الشكل الظهوري للاسلام فهو منحاز بشكل مطلق للدين الاسلامي لان الاسلام اخر الديانات من جهة واخر الرسالات النبوية من جهة اخرى فجعل خاتمية الشكل الظهوري للنبوة متجسد بهذا الشكل الديني الا وهو الاسلام و يتخذ الرب الاسلامي اللغة العربية كلغة اساسية حتى تقريبا في العوالم الغيبية الاخرى كما تؤكد بعض النصوص في الحديث والسنة (ان لغة اهل الجنة هي اللغة العربية) بمعنى ان اللغة العربية تحمل صفات تقديسية واضحة ومن خلال ترجمة هذة المفاصل التفضيلية لتشكيل الرب الاسلامي في الواقع والحياة نتوصل الى رب هويتة مسلمة ويفضل اللغة العربية على باقي اللغات بدليل تكلم فيها في اخر رسالة له للبشرية حسب التفكير الظاهري ويضاف الى هذا الظهور والتجلي الشكل المهمين وجبارية الرب بالاضافة الى هذة الملامح يتصوراهل القتال والحرب ان الرب الاسلامي هو قائد اعلى للقوات المسلحة في الدين الاسلامي, و يحمل اعلى المراتب التي هي صفات الجلال واللهيمنة والتسلط.
- وبعد تشكيل هيئة الرب وتحميلة صفة العسكر وربطه بصور الحرب لابد ان يكون المشرع والمخطط لخرائط الحرب ، ومشارك فعال في الميدان وبشكل مباشر وموجهة لمناطق الضعف والقوة في معسكرات المؤمنين والاعداء وكذلك يدفع بقطعات عسكرية ملائكية للحرب في حال اسناد معسكرالايمان او اختزال الزمن وتعجيل النصرالموعود لمعسكرالاسلام على الاعداء الاخرين وكذلك تتحدد ملامحة في اكثرمن نص تشريعي وتفصيل خرائط السلوك الديني والقتالي للمجاهدين الذي يفضل الله طريقة حياتهم لما يقدمنونه من تضحية ودفاع عن الدين والحياة الايمانية (باسم الله) ونرى كثير من النصوص تشير الى السبيل والطريق المتحقق والمفضل للوصول الى رضاه هو طريق القتال في سبيلة الحق.
- وأحب العباد وافضلهم المؤمن المحارب (المجاهد) في( سبيل الله ونصرة دينه) .
- الكيفية التي ينظر بها المتدينون الى الله كونه قائدا وآمرا عسكريا أعلى ومٌنًظر فكريا ومعرفيا لاليات العمل العسكري من خلال فهم الصفات التي تسمى جلالية او قهرية للرب الداعمة لتاسيس قائداغيبيا مطلقا يتمنطق لغة الحرب ويلبس لباس المحارب بشكل دائم ومتواصل، والارض بالنسبة له ساحة وغى وفروسية لتحقيق اهدافة الخطابية المقدسة وهداية عبادة الى الطريق المستقيم في تبني الدين الذي اراد بنظامة وشريعته وفق فهم الذين يرون الله بهذا الشكل ويتقلدونه في الحياة الايمانية ويتبعونه لتحقيق وعوده لهم مقابل تبني عسكرة الحياة وفي حال تطبيق هذا الشكل المفروض لايتوانى في تحقق كل الامنيات الظاهرية والباطنية للمؤمنين اللذين يسعون بكل ماعندهم لتحقيق امنيات قيمومة الرب العسكرية ومنها الحياة الابدية والرغبة الدائمة للخلود.
يتبع---








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب