الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القديس آندراوس صاحب المروءة

جهاد علاونه

2016 / 4 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لو سألني أي إنسان عن أمنيتي لقلت له أن أزور كنيسة القديس آندراوس في اليونان(باتراس), طبعا محبة هذا القديس في قلبي لا يمكن أن تقارن بأي قديس آخر فهو بالنسبة لي مثلا أعلى أضربه للناس الذين يقولون أنهم لا يستطيعوا تقديم أي خدمة للبشرية, والقديس آندراوس أخ الرسول بطرس قدم للعالم المسيحي ربما خدمة واحدة أو خدمتين أو ثلاث خدمات على أبلغ تقدير.

والسائل ربما يسأل ما هي هذه الخدمة الوحيدة الجليلة التي قدمها القديس آندراوس للعالم المسيحي فأقول له أولا أن اسم آندراوس ربما لا يكون أسمه الحقيقي فهو ليس عبريا ولا سريانيا ولا فينيقيا رغم أن آندراوس يهودي الأصل والمنشأ كان يعيش على أكتاف بحر الجليل(طبريا) في بيت صيدا, وهو حسب التقليد الأرثوذوكسي يُعتبر هذا الرسول أول المدعوين وحين سمع بالمسيح قدم إليه وعاش معه يوما كاملا حتى تأكد من أنه هو (المسيا) وكل ما فعله أنه ذهب لأخيه بطرس وبشر بطرس, كان في بداية أمره تلميذا ليوحنا المعمدان, تخيلوا معي أن القديس الرسول آندراوس قام بهذا العمل الجليل وهو فقط أنه أحضر أخاه بطرس وأنتم تعرفون من هو بطرس, وهذا العمل العظيم الوحيد الذي قدمه مع دعوته الأولى للأمم على أطراف بحر البلقان.

ربما يقول لك شخص أنه لا يستطيع أن يفعل شيء علما أن كل إنسان يستطيع أن يبدأ من عنده بمبادرة كلٌ على قدر استطاعته, وآندراوس الرسول والقديس أعدم بطريقة بشعة ليست على شكل الصليب العادي ولا على شكل الصليب المقلوب كأخيه الرسول بطرس ولكنه أعدم بشكل إشارة ضرب دون أن يدق بأصابعه المسامير وذلك لكي يطول عذابه.

اسم آندراوس كما قلنا ليس عبريا ولا سريانيا ومعناه (ذو المروءة) وربما هذا لقب لقبه به محبيه, آندراوس أول من جاء ببطرس وهذا يكفي أمام المسيح, وآندراوس ليس مشهورا في الكتاب المقدس كما هم باقي القديسين والرسل ربما لأعماله القليلة, وهذا يكفي فالعملية ليست بالكم ولكن بالنوع, فهنالك أشخاص على مدى التاريخ نالوا شهرة واسعة بسبب عمل واحد قاموا به وهنالك شعراء كتبوا بحياتهم كلها قصيدة واحدة جعلتهم تلك القصيدة يدخلون التاريخ من أوسع أبوابه, أشخاص كتبوا رواية واحدة وأشخاص قدموا اختراعا واحدا أو اكتشافا واحدا ولكن شهرتهم بلغت عنان السماء والقديس الرسول آندراوس ذو المروءة قدم للبشرية عملا واحدا وهو أنه أحضر أخيه بطرس إلى المسيح وبشر الأمم, لقد روى لي شخص عن احتفال قامت به إحدى الكنائس في أوروبا وشاهدوا رجلا في مرآب السيارات يعطي للحضور إشارة وتوجيهات للسيارات عن كيفية الاصطفاف وعرفوا بعد انتهاء الحفل أن هذا الشخص كان المدير التنفيذي لإحدى الشركات العملاقة في أوروبا, هذا الشخص لم يكن بمقدوره أن يكون قسا أو واعظا أو متحدثا ولكنه أوجد لنفسه دورا في الاحتفال الكنسي وهذا الرجل مثله مثل القديس آندراوس الرسول الذي أوجد لنفسه دورا مهما, لم يكن مشهورا كعادة الرسل ولم يكن صاحب مال ولكنه استطاع أن يحضر أخيه بطرس.
وأنت عزيزي القارئ بإمكانك أن تقدم أي عمل خير أو أن تكون صاحب مبادرة, ليس من المهم أن تكون في الصف الأول في الكنيسة أو أن تكون الواعظ أو المحدث ولكن بإمكانك أن تحضر جارك أو أخيك أو صديقك, بإمكانك أن تخدم الناس بالمحبة أو بأي شيء تستطيع تقديمه للناس وللمجتمع المحلي, ليس من المفروض بك أن تكون في وجه الكاميرا أو أمام الشاشة بإمكانك أن تكون خلف الكاميرا وتقدم أعمالا أفضل من تلك التي يقدمها الذين يقفون أمام الكاميرا فكم من الأعمال الناجحة والشخصيات العظيمة التي قدمت عملا واحدا وكانت ذات مروءة, إننا الآن محتاجون إلى آندراوس صاحب المروءة ليكون بيننا تلميذا ليوحنا المعمدان وأول من أحضر أخاه, بحاجة إلى شخص يحضر لنا أخاه أو ابنه أو صديقه, لنكن كلنا آندراوس الذي لم يكن مهتما أن يحتل الصفحات الأولى من حياة الإنجيل هو فقط عاش يوما واحدا مع يسوع وبعد ذلك قدم للعالم المسيحي أخاه بطرس العظيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستوطنون يغنون رفقة المتطرف الإسرائيلي يهودا غليك في البلدة


.. ناريندرا مودي... زعيم هندوسي في هند علمانية -اختاره الله للق




.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: فترة الصوم المقدس هي فترة الخزي


.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: السيد المسيح جه نور للعالم




.. عدد العائلات المسيحية في مدينة الرقة السورية كان يقدر بنحو 8