الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات في الجمال..

اجرعام محمد

2016 / 4 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الجمال ليس كل شيء.. فتأثير الجمال يزول بعد اسبوع على الاكثر.. انه اشبه بمخدر.. الجمال اشبه بالفضيلة كما يقول برنارد شو.. يصيبنا بالضجر بعد ثلاثة ايام.. لانه ليس قائم بحد ذاته.. الجمال رؤية.. كما يعتقد نيتشه ان الجمال يقوم على النشوة كشرط فيزيولوجي لوجوده.. لان الجمال في ذاته غير موجود.. الجمال نسبي و احساس محدود.. شيء يسعى الانسان من خلاله الى الكمال كنوع من تأليه الذات.. -انتهى اقتباسي من كلام نيتشه- .. بالمقابل نجد القبح كنقيض للجمال يصف كل ما يثير النفور.. كل ما هو غير متناسق و مشوه يعتبر قبح.. لانه يهدد البقاء.. المسألة اذا تربط بالجينات و الانتقاء الجنسي الذي يعتمد على صفات الكمال كتناسق الجسد الذي يعبر عن صحة الفرد القادر على تأمين الغداء و الامان و تمرير الجينات للاجيال الاحقة بشكل سليم.. انطلاقا من هذا ارتبط مفهوم القبح بالشر و مفهوم الجمال بالخير.. لكن ماذا لو قلبنا هذه القيم رأسا على عقب على طريقة نيتشه؟؟ يمكن اعتبار الجمال سلاح اجتماعي ظالم.. الجمال يفتح الابواب للعمل دون كفائة و حتى نيل العدالة دون استحقاق.. قد يتعاطف الناس مع الانسان الجميل اكثر مما يتعاطفون مع الانسان القبيح.. انه ميل لا شعوري تجاه الوجه الجميل الذي اقترن بالبراءة.. مقارنة مع الوجوه المشوهة.. حين تصف شخصا ما بانه جميل .. تكون حينها قد قمت بتزيكية .. و كانك وصفته بانه جيد.. بغض النظر عن سيرته و اخلاقه.. يكفي وصف جميل حتى يصير الانسان الجميل بريئا و القبيح شريرا.. و هذا حكم استاطيقي و ليس حكم عقلي.. و الحكم الاستاطيقي حسي و نسبي لا يأخد بصحته لانه متغير.. فالجمال يزول و يتغير بتغير الظروف الطبيعية التي انتجت ذلك الجمال.. يستطيع الانسان ان يمتلك القيم و المبادئ و ان يحافظ عليها حتى لو تغيرت الظروف و اذكر هنا سقراط الفيلسوف كمثال.. كان وجهه قبيح اقبح من وجه التنين.. لكن قبح وجهه كان يخفي جمالا عميقا خلده بمواقفه الصارمة و استقامته و سعيه خلف الفضيلة و التزامه بالبحث عن المعرفة و الحقيقة عن طريق الحوار.. تمسك بذلك حتى في لحظة اعدامه حين اعد له تلامذته مهربا قبل تنفيد الحكم.. ففضل البقاء و الخضوع للقانون الذي يؤمنه به.. و تحدى الخوف من الموت لان الفيلسوف الحقيقي لا يخاف من الموت.. سارتر ايضا كان قبيحا.. رغم قبحه فقد كان ذكيا و غريبا.. غرابته و ذكائه صنعت منه شخصية جذابة تملك قدرة.. يكفي ان سيمون تعلقت به.. اما الجمال الطبيعي الخارجي فهو خارج نطاق سيطرة الانسان رغم العلميات التجميلية و الماكياج الى اخره..يبقى خارج سيطرة الانسان حين تغزو التجاعد وجهه.. و يتخلل الشيب ما تبقى من شعره.. و يصير انفه معقوف كأنف الساحرة الشريرة التي تركب المكنسة.. حتى لو كان للجمال سطوته فهو مهدد بالزوال.. ان لم تتدخل الحوادث بتشويهه فالزمن كافي لابادته.. اما القبح فهو ازلي.. لا يشيخ و لا يموت.. قائم و يتمدد.. بل هو الشكل النهائي للجمال.. حين يتبدد الجمال و يموت.. يحيى القبح على انقاضه.. اكثر من هذا فالقبح يعيش وسط الجمال.. يكفي ان تتأمل في اكثر الوجوه جمالا و سوف تكتشف القبح يندس هناك بين التنايا و التفاصيل.. انه موجود مند البدأ.. يخفيه الجمال.. حتى المرأة الجميلة تتمسك بصحبة النساء القبيحات حتى تبرز جمالها.. هذا يدل على ان القبح يكمل الجمال و يصنعه.. يبرزه بشكل ما.. ثم يهدمه..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح