الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رد على مقال يتهافت على الرسول محمد

هيثم بن محمد شطورو

2016 / 4 / 1
المجتمع المدني


...من جهة أخرى يبدو أن البعض قد أصبح يفكر و يكـتب بمنطق الصحافة الطاغي على الحقائق اليوم و هو البحث عن الإثارة. من ذلك مثلا مقال قرأته لكاتبة عـربية في موقع الحوار المتمدن تهجو فيه الرسول محمد، و ليس فيه من الموضوعية شيء. فبالنسبة لعـديم المطلع على السيرة النبـوية يتبين له بكل يسر تهافت هذا المقال للنيل من شخص الرسول و أخلاقه.
تعرضت الكاتبة إلى أسباب حـرب الرسول لبني قريضة. أرجعت الحـدث دون ذكر مصدرها التاريخي(إما لتواريه لأصله المشكوك فيه، و إما أنها بكل بساطة اختـلـقت الأمر لغاية التهجم فقط)، ان الرسول أراد افتداء احد المسلمين القاتـلين بدية، و طبعا من السهل اختـراع أي اسم و تركيـبه، فتوجه صحبة عمر ابن الخطاب و علي على ما اذكر و هذا ليس له أهمية تـذكر لأنه من السهل اختراع هذه الصحبة نظرا لاقـتراب هذه الأسماء من الرسول دوما، و ذلك ليطلب مالا من بني قـريضة الطيـبـين جدا حسب توصيف الكاتبة، و بينما هم تحت جدار القـلعة جالسون، في انتـظار فتح الباب، انـتـفض الرسول فجأة و قال ان اليهود سيرمونهم بحجر من أعلى القـلعة ليقـتـلوه (و هذا يتـناقض مع حادثة الغار صحبة أبي بكر الصديق حيث كان الرسول مطمئنا لحماية ربه له و لصاحبه)، و لإضفاء معنى على هذا القصص تـقول انه من السهل عليه ان يخترع أي سبب بتعلة الإيحاء إليه، و انه استـند إلى هذا التوقع أو الإيحاء لمحاربة بني النـظير..
كل هذا دون ذكر مصدر تأريخي واحد. كل هذا بجرة قـلم ينسج أحداثا مثـلما اتـفـق. و ربما لإضفاء شيئ من الموضوعية تصف تعلة حرب بني قـريضة هذه منافية لأخلاق العـرب. أي الايحاء أنها ليست بموقف الكاره لهذه الملة من الناس. أخلاق العـرب اللذين يأبون الظلم. ربما هذه النـقطة صحيحة في بعض الأوجه و لكن تـشترك جميع الشعـوب في كره الظلم. ثم ربما أنها لم تسمع بعجز بيت الشعر القائل ان "من لم يَظلم يُظلم". و بعـد ذلك كأنها تسدد ضربتها القاضية بالقول ان الاتهام تـلـزمه بينة و ان البينة على من ادعى مثـلما قال عمر ابن الخطاب في مناسبة أخرى...
على كل، فان ما روته الكاتبة يـربك القارئ من حيث فتح باب النـقـاش في أخلاق الرسول محمد. و لكن مثل أي عظيم يريد تجسيد أفكاره في الواقع التي هي أحلام شعبه في النهاية، فانه بالضرورة يخرج من الروح الجميل حـسب التوصيف الهيغلي. الروح الجميل الذي يحكم على العالم من خلال الزاوية الأخلاقية و الإنسانية و هو لا يفعل شيئا في الواقع. أي "المتـفرج دوما منـتصر" حـسب المثل التونسي. الأفكار في معـركـتها مع الواقع تخرج أولا من دائرة الحـرية المطلـقة إلى دائرة التحرر. تخرج من الجمالية المطلـقة إلى الممكنة. و هنا بالضرورة لن تجد أي مصلح أو زعيم سياسي مؤسس يحاول وضع أفكاره في الواقع ان لا يستعمل أدوات الواقع نفسه، و ان لا تـتصف بعض أعماله بالشر لان طبـيعة الواقع الإنساني ان يمتـزج خيره بشره.
فالكاتبة قامت بعزل واقعة غزو بني قريضة اليهودية عن تاريخيتها. اليهود من أهل يثرب اللذين تعاهـدوا مع الرسول حين استـقر الأمر بالمسلمين فيها على حسن الجـوار. لكن كانت هناك نـقاشات من أصحاب دين له كتابات و دعاة و مفكرين بينما كان الإسلام لا يـزال دعوى و رسالة و فعل تأسيسي. أي انه لم يكن في طور البحـوث الفكرية. على كل تمت الإجابة عن كثير من السؤالات التـشكـيكية من قبل القرآن. و من حق الرسول ان يصل به الأمر إلى الاعـتـقاد بان الأمر ليس مجرد نـقاشات فكرية و إنما تـفريق لجماعته و عمل تآمري على عـقول بسيطة مطلوب منها ان تكون أدوات لفعل تاريخي يتجاوزها إلى ابعـد الحدود. أما الأمر الثاني و الذي وصلنا من سيرة بني هشام و تاريخ الطبري(على ما اذكر) ان مسالة غـزو اليهود ارتبطت بحـرب الخنـدق التي تآلف فيها جميع الأحزاب أو القبائل العـربية للهجوم على المدينة و إبادة المسلمين. كانت المسألة مسألة وجود و ليس مجرد مناورة. المسألة كذلك مسألة قضية و رسالة عالمية حملوا أثـقـال حملها و تـثبـيتها في الأرض. المسالة مسالة تجـسيد إرادة الله في التاريخ الإنساني. هنا كان بعض اليهود يتجـسسون على المسلمين و ينـقـلون أخبارهم إلى قـريش. أخبار استعـداداتهم و مكامن ضعـفهم و حتى حالتهم السيكولوجية. هنا أعمال تخـريـبـية من الداخل. أليس من المنطقي أن يحـسم الرسول أمره بإفـناء عوامل الضعف في الجـبهة الداخـلية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المشكله
على سالم ( 2016 / 4 / 2 - 17:37 )
السيد الكاتب , هل تدرك المأساه عندك وعند كل المسلمين السذج , المأساه هى انكم جميعا تعبدوا محمد وتعتبروه اله قدوس , هذه كارثه بجميع المقاييس تعيشوا فيها , ارجو ان تتيقظوا فى يوم قريب من هذه الخزعبلات

اخر الافلام

.. شبح المجاعة في غزة


.. تشييد مراكز احتجاز المهاجرين في ألبانيا على وشك الانتهاء كجز




.. الأونروا: أكثر من 625 ألف طفل في غزة حرموا من التعليم بسبب ا


.. حملة اعتقالات إسرائيلية خلال اقتحام بلدة برقة شمال غربي نابل




.. بريطانيا.. تفاصيل خطة حكومة سوناك للتخلص من أزمة المهاجرين