الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يسوع من الناموس الى درب الصليب

وليد يوسف عطو

2016 / 4 / 2
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات



البحث عن الاصول

لقد اكد يسوع على اهمية النقاء الروحي الداخلي للانسان وليس على الطهارة الجسدية الخارجية .في انجيل مجهول عثر عليه في مصر في بردية يرجع تاريخها الى النصف الاول من القرن الثاني الميلادي نقرا النص التالي على لسان يسوع :
( انت اغتسلت بالماء الراكد الذي تستلقي الكلاب والخنازير فيه ليل نهار , اما انا وتلاميذي الذين قلت عنا اننا نجسون , فقد اغتسلنا بالماء الحي الذي يسكب من السماوات ).والماء الحي يقصد به المعمودية الروحية, اي الاستنارة والولادة الثانية الجديدة , انها مسحة وختم من الروح القدس .

تحدث المؤرخ يوسيفوس في كتابه (الحرب اليهودية)عن ضرورة التطهر قبيل دخول المعبد , لكنه لايحدد هذا الطقس .وفي انجيلي مرقس ومتى موقف فكري مواز لهذا الكلام , لكنه ليس واضحا . حيث لام الفريسيون تلاميذ يسوع لانهم لايغسلون اياديهم قبل تناولهم للطعام.

وقد وبخ يسوع الفريسيين على نفاقهم , اذ قال لهم لايدنس الانسان مايدخل جوفه بل مايخرج من فمه , في اشارته الى افكار الانسان ,وهذا القول يعكس روح وجوهر تعاليم يسوع .
تقول الباحثة :
ا .س . سفينسيسكايا في كتابها:
( المسيحيون الاوائل والامبراطوريةالرومانية ) ان يسوع في الموعظة على الجبل كما استعرضها الانجيلي ( البشير) متى في الاصحاحات (5 و 6 و 7 )تحدث عن الصوم لكنه لم يتحدث عن ضرورته ,بل عن الصوم في (السر)بحيث لايظهر الصائم صائما امام الناس , انما امام الاب السماوي .

كما لم يكن موقف يسوع وتلامذته متماثلا تجاه مسالة تحريم القيام باي عمل في يوم السبت . حيث يبدو ان يسوع يجيز عمل الخير والاعمال الضرورية والنبيلة يوم السبت حيث تحدث يسوع عن ضرورة اخراج الحيوان الذي يسقط في حفرة او بئر يوم السبت . ان انكار يوم السبت لم يكن موقفا حاسما عند يسوع .

في مقطع من انجيل لوقا القانوني ( الرسمي )لم يدخل الصيغة النهائية لهذا النص القانوني :
( في اليوم عينه راى انسانا يعمل في السبت , فقال له : ايها الانسان اذا كنت تعرف ما الذي تفعله , فانت مبارك . اما اذا كنت لاتعرف فانت ملعون لانك تخالف الناموس ).وهذا يعني اذا كان هذا الرجل ينتهك تحريم العمل يوم السبت عن وعي لتحقيق غايات نبيلة فرضتها الضرورة ,حيث يكون التواصل مع الفقراء , فانه رجل مبارك ,ولكنه اذا كان لايعرف الشريعة ,اوانه لايريد ان يعرفها , وينتهكها دون تفكير , فانه رجل ملعون , بمعنى آخر ان الالتزام بمتطلبات اليهودية ليس مهما بحد ذاته , انما المهم هو الاهداف التي من اجل بلوغها يجري الانتهاك .

وينتمي المقطع الذي سقناه هنا الى المخطوطات الاولى لانجيل لوقا ,لكنهم استثنوا هذا المقطع اثناء وضع قانونية الاناجيل , لان غالبية المسيحيين كانت قد كفت عن الالتزام بيوم السبت .ان العودة الى الشريعة اليهودية وليس الى شريعة المسيح والرسول بولس سنجدها لدى الطوائف الانجيلية حيث العودة الى تقديس يوم السبت .

ان النواة الاهم في المعايير الاخلاقية التي بشربها يسوع هي متطلبات الحد الاقصى التي اجتمعت في الموعظة على الجبل :
( لاتقاوموا الشر بالشر...احبوا اعداءكم , باركوا لاعنيكم , احسنوا الى مبغضيكم , وصلوا من اجل الذين يسيؤون اليكم ويضطهدونكم – متى - )

ان هذه المتطلبات التي لايجري التقيد بها من حيث الجوهر لدى اليهود وخاصة لدى الفريسيين , هي التي ميزت تلاميذ يسوع , اي الحواريون , عن باقي طوائف اليهود والطوائف المستقلة من ديانات الاسرار.

ثمة ابهام يحيط بموقف يسوع واتباعه تجاه التبشير في الاوساط اليهودية. وللوهلةالاولى يتكرس انطباع بان البشارة والدعوة كانت مكرسة لليهود فقط ( انما جئت فقط من اجل الخراف الضالة في بيت اسرائيل ) ( متى ) . ولكنه كان في اثناء ذلك يشفي ابناء الاثنيات الاخرى والاديان الاخرى . فقد شفى خادم المئة الروماني في كفرناحوم ( لوقا ) , وابنة امراة سورية – فينيقية دعاها انجيل مرقس (هللينية) وفي الترجمة القانونية( وثنية ) . وتكلم يسوع بحسب انجيل يوحنا مع المراة السامرية. وكان اليهود الاصوليون مثل يهود اورشليم يتجنبون الاختلاط بالسامريين او المرور بالسامرة .

ومن الواضح ان سلوك يسوع يعكس تراجعا عن الالتزام بالتقاليد اليهودية والتزمت بالشريعة الصارمة من اجل تحقيق اهداف نبيلة , والسعي الى الانفتاح على العالم .لقد كان يسوع يبشر في مناطق تضم خليطا من السكان , خاصة ضواحي المدن الفينيقية التي كانت تتمتع بالحقوق الاغريقية , لذلك يمكننا القول ان تلك المشاهد تنتمي فعلا الى احداث واقعية حافظت عليها ذاكرة الرسل .

تنقل الينا الاناجيل , خصوصا انجيل يوحنا , خبر مجيء يسوع الى المعبد اليهودي (الهيكل )وطرده لباعة الحمام والصيارفة :( متى , مرقس , لوقا , يوحنا ).يرى اكثر الباحثين ان هذا الحدث كان مشهدا واقعيا , بل ثمة من راى فيه استيلاء مسلحا على المعبد , مثل الباحث كارمايكل , وهو امر له نصيب ضعيف من الصحة , لانه لو كان كذلك لتدخلت القوة العسكرية الرومانية الموجودة في اورشليم دون تاخير.

وعلى اغلب الظن ان الامر لم يتعد كونها حركة رمزية لم تستغرق لاكثر من لحظات قصيرة. لم يكتفي يسوع بموقفه المناهض للتجارة التي دنست المعبد , بل تعدى الامر ليطال طقس تقديم القرابين نفسه عندما اعلن يسوع انه يستطيع ان يهدم الهيكل ويعيد بناءه في ثلاثة ايام .اما بالنسبة لصلب يسوع فقد اسفرت اعمال التنقيب الاثارية عن اكتشاف عظام شاب دق مسمار في رسغه , يعود تاريخه الى حوالي القرن الاول قبل الميلاد .
ومعنى ذلك انهم كانوا يثبتون القدمين بالمسامير فعلا.ولكننا لانعرف هل كانوا يدقون اليدين ايضا بالمسامير ؟ اذ ربما يربطونهما ربطا بحسب النص (علق على خشبة).

كلمات يسوع الاخيرة تنقلها الاناجيل بصورة مختلفة ولاهداف لاهوتية وتعليمية مختلفة, ولكن يبدو ان اصح الروايات هي رواية متى ومرقس حيث قال يسوع جملته الاخيرة (الهي ..الهي .. لماذا تركتني ؟).لقد اورد البشيران( الانجيليان ) متى ومرقس هذه الكلمات بالارامية ثم ترجماها الى الاغريقية . ويبدو على ارجح تقدير انها الكلمات الحقيقية التي نطق بها يسوع.

لقد نطق بها يسوع بلغته الاصلية :الارامية بلهجتها الجليلية . حتى ظن الواقفون على مقربة منه انه ينادي النبي ايليا .ومما يلفت الانتباه ان يسوع لم يستخدم في لحظة الامه الجسدية والنزع الاخير تعبير ( ياابي ) او ( يا ابتاه ), بل استخدم التعبير اليهودي التقليدي :
( يا الهي ) . لقد كانوا يدفنون الخارجين عن القانون والثوار في مقابر جماعية .وقد يكون هذا هو السبب في عدم عثور الاثاريين على قرينة تدل على الاعدام صلبا . ومن شهادة فيلون الاسكندري نعرف ان بعض الحكام الرومان كانوا يجيزون لعائلة المعدوم دفنه , حيث جاء طلب يوسف الرامي بهذا الالتماس بدفن يسوع قبل اعدامه, وليس بعده , وهو مايتوافق مع ماجاء في انجيل بطرس .ويبدو هذا التسلسل اقرب الى منطق الاشياء.

كان على بيلاطس ان يقرر السماح بدفن جثة يسوع قبل الاعدام وليس بعده .وهكذا دفن يسوع وفق الطقس اليهودي في قبر , وكان يوسف الرامي قد حفره لنفسه في صخرة.
وبعد صلب يسوع كان الايمان بقيامته وحده كفيلا ببقاء التلاميذ على تماسكهم النفسي . ان ايا من التلاميذ لم يكن حاضرا لحظة الصلب ,ربما باستثناء يوحنا تلميذ يسوع , فيما حضرته جميع النسوة .ِ

لم يكن الايمان بالقيامة حدثا استثنائيا , بل كان يتوافق مع يقين القمرانيين بالظهور المنتظر لقيامة معلم الحق .بيد ان الايمان بقيامة يسوع واعتبار موته ذبيحة لمغفرة الخطايا , واليقين بان المؤمنين ينجون من الموت بات هذا كله القاعدة التي استندت اليها المسيحية في شتى ارجاء الامبراطورية الرومانية .

واذا لم يكن هنالك قيامة للاجساد , فان العناصر المتحللة من الجسد ستدخل في دورة حياة جديدة على الارض . وان الجينات الوراثية وبتات الطاقة عند الانسان ستبقى خالدة . كما يمكن لذاكرة الانسان ان نعثر عليها في العالم الرباعي لنظرية الكم او في كون مواز وستبقى خالدة الى الابد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السمو الأخلاقي يلغي الحيز الدائري
nasha ( 2016 / 4 / 2 - 11:28 )
الأستاذ وليد المحترم
اقتباس
السعي الى الانفتاح على العالم .لقد كان يسوع يبشر في مناطق تضم خليطا من السكان , خاصة ضواحي المدن الفينيقية التي كانت تتمتع بالحقوق الاغريقية , لذلك يمكننا القول ان تلك المشاهد تنتمي فعلا الى احداث واقعية حافظت عليها ذاكرة الرسل
هذا ما قصدته في تعليقي على موضوع الأخت ليندا كبرييل الأخير عن اليابان.وهو كذلك ما تسميه انت الحيز الدائري. المسيحية ليس لديها حيز دائري خاص ولكنها عالمية ولا تفرض
تعاليمها بالقوة بالإضافة إلى وجدانية التعاليم وانسانيتها.
ولذلك عندما احتك المجتمع الياباني بالثقافة الغربية طور مفاهيمه وأصبح شعب مسالم إنساني.
عندما أعلق على مواضيعك استاذ وليد انا أقصد الجانب الفلسفي الأخلاقي والتاريخي الاجتماعي وليس الجانب الغيبي والكنسي السلطوي.
من الصعوبة بمكان تطبيق الديمقراطية في أي مجتمع له حيز دائري مهما كان.
الحيز الدائري هو تعبير مهذب يعوض عن كلمة العنصرية أو الفاشية المستخدمة لوصف المجتمعات.
اعتذر عن الخروج من الموضوع وشكرا جزيلا على جهودك الكبيرة يا أيها المعلم الفاضل


2 - صلب المسيح
بارباروسا آكيم ( 2016 / 4 / 2 - 12:09 )
قدر الدنيا أَنه الشريف إِبن الآوادم لابُدَّ أَن يتم التخلص منه سريعاً ! أَما الواطي فيعيش ويُعَمِرْ

وقد صَحَّ قول عبد الحليم حافظ عليه السلام : قدرٌ أَحمق الخطى سحقت هامتي خطاه

بالمناسبة سبب صلب المسيح كان إِقتصادي وليس ديني .. وهذه قصة تخريب وقلب طاولات الصيارفة هي البداية .. وحتى مرقس يقول انه من هنا تشاور الكهنة لقتله ! هو قام بتخريب تجارة رجل الدين وياليته لم يفعل .. لأَنه رجل الدين إِبن حرام قاتل بالفطرة .. حينما تمس تجارته لايوجد عنده سوى حل واحد .. (( التصفية )) .. لاحظ العقاب كان قاسي وقاسي جداً ، حتى يصبح عِبرة لكل من تسول له نفسه المساس بتجارة رجل الدين


3 - فكرة منطقية
nasha ( 2016 / 4 / 2 - 12:22 )
أستاذ وليد أثرت موضوع آخر في آخر فقرة من موضوعك وهو
اقتباس


واذا لم يكن هنالك قيامة للاجساد , فان العناصر المتحللة من الجسد ستدخل في دورة حياة جديدة على الارض . وان الجينات الوراثية وبتات الطاقة عند الانسان ستبقى خالدة . كما يمكن لذاكرة الانسان ان نعثر عليها في العالم الرباعي لنظرية الكم او في كون مواز وستبقى خالدة الى الابد
هل استطيع ان اسمي هذه الفقرة تأويل ؟
في غياب الحقيقة المطلقة واستحالة الوصول لها فعليا..... يمكن تأويل الفكرة وتقريبها من المنطق وأبعادها عن المعجزة والتفسير العاطفي باستخدام المنطق العلمي والمقارنة لما لا؟
بالنسبة لي هذه إحدى الوسائل التي استخدمها مع نفسي لتقبل الفكر الديني القديم.
يسلمو


4 - الاستاذ الباحث ناشا المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 4 / 2 - 12:38 )
اسعدني تواصلكم معنا وسلامي للاستاذة ليندا كبرييل ..

تقول في تعليقك ( ان المسيحية ليس لديها حيز دائري خاص ولكنها عالمية ولا تفرض ..

اقول لك ان كلامك يصح عن تعاليم يسوع وبحسب الاناجيل التي وصلتنا . لكن المسيحية كمؤسسة لها قوانينها وتحريماتها, فهي تعمل في حيز دائري - عمودي مرتبط بالسماء حتى في اوربا . لكن المسيحي المؤمن يمكن له الخروج من هذا العقل الدائري حال خروجه من الكنيسة الى الشارع والعمل والبيت ويتحول الى الحيز الفردي الافقي , ماعدا المتشددين .
في اوربا في العصور الوسطى كانت هنالك محاكم التفتيش والحرق والقتل والتعذيب والسجن للمخالفين لها من المسيحيين . لقد تمت ابادة شعوب كاملة على ايدي االكنيسة الكاثوليكية وكانت الكنيسةتمثل الحيز الدائري لكن حركة الاصلاح اليروتستانتي والكاثوليكي حديثا حول الكثيرمنها الى الحيز الافقي العمودي في اوربا . لكن لايمنع هذا من وجود المتشددين اصحاب العقل الدائري حتى في اوربا .وخاصة من المهاجرين .والذين لم يندمجوا بعد في مجتمعاتهم ..

يتبع


5 - الاستاذ ناشا المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 4 / 2 - 12:45 )
تتمة ...

المجتمع الياباني نتاج الراسمالية المتطورة ولديه جذور فكرية عميقةتاريخيا في الحكمة والطاو والشنتو والبوذية والتي تعطي الحرية والتعددية والتوافق مع الطبيعة بعكس الديانات الابراهيمية بالاضافة الى التخلص من النزعة العسكرية كما تحدثت بذلك الزميلة ليندا..

اتفق معك انك تكتب لمقاصد فلسفية واخلاقية واجتماعية .. التحول من الحيز الدائري الى الحيز الفردي - الافقي يستلزم الانتقال الى بناء المجتمع الراسمالي الصناعي والمتطور حيث تعمل علاقات الانتاج الراسمالية على تفكيك العلاقات العشائرية ويصاحبها تغيير جذري في انظمة التربية والتعليم والبحث العلمي ..

رغم ان تعليقكم لاعلاقة له بمادة المقال , الا انكم اثريتم النقاش والحوار وحق الاختلاف ..

ختاما تقبل مني وافر محبتي واعتزازي وتقديري .


6 - يسوع كلمة باقية لا تزول
شاكر شكور ( 2016 / 4 / 2 - 12:56 )
شكرا استاذ وليد على هذا السرد المركز والمختصر ، لقد تألقتَ فعلا في إدارة دفة الموضوع بطريقة سلسه ومفهومة خاصة في تقييمك لدور التجديد لشخصية يسوع الفريدة ، ان قصة حياة يسوع هي القصة الوحيدة التي يستغلها منتجوا الأفلام ومهما تكررت الأفلام عنها لا يملها المشاهد لأنها قصة تمس وجدان ومصير البشر ولهذا نراها تصلح لكل زمان ، وهذا كان السبب في وقوف شيوخ اليهود ضد هذه الشخصية لأجل مناصبهم ومصالحهم الشخصية فتعاليم يسوع اكتسحت عقولهم وأثبتت بأن عبادة الحرف هو الجمود وتوقف الزمن الذي ينتج عن ذلك العنصرية والكره للآخر ، بخصوص حادثة طرد الباعة من الهيكل ، الحقيقة الهيكل كان تحت حراسة جنود من اليهود ولم يكن لجنود الرومان دور في حراسة الهيكل وحراس الهيكل من اليهود وشيوخهم كانوا على علم بأن الباحة التي يتجمع بها الباعة والصيارفة هو تجاوزعلى قدسية الهيكل وفق الشريعة الموسوية لذلك صمت شيوخ الهيكل وحراسة لهذا الفعل لكن عادوا وانتقموا فيما بعد عندما صاح وطلب الباعة المتضررين على الحاكم الروماني اصلبه اصلبه ، تحياتي استاذ وليد


7 - صلب المسيح
بارباروسا آكيم ( 2016 / 4 / 2 - 13:01 )
قدر الدنيا أَنه الشريف إِبن الآوادم لابُدَّ أَن يتم التخلص منه سريعاً !


بالمناسبة سبب صلب المسيح كان إِقتصادي وليس ديني ..

وهذه قصة تخريب وقلب طاولات الصيارفة هي البداية ..

وحتى مرقس يقول انه من هنا تشاور الكهنة لقتله !

هو قام بتخريب تجارة رجل الدين وياليته لم يفعل .. لأَنه رجل الدين إِبن حرام قاتل بالفطرة .. حينما تمس تجارته لايوجد عنده سوى حل واحد .. (( التصفية )) .. لاحظ العقاب كان قاسي وقاسي جداً ، حتى يصبح عِبرة لكل من تسول له نفسه المساس بتجارة رجل الدين


8 - ماهو تعليق الأستاذ عطو بأن يوسف الرامي
عراقي ( 2016 / 4 / 2 - 14:05 )
أستلم جسد يسوع قبل أن يلفظ أنفاسه كما كان مقررا , وتم نقله بعد عملية الدفن الظاهرية الى مزرعته والتي كان القبر المحفور من الحجر محجوزا لصاحبه , وتم أنعاش يسوع بعد غيبوبته وبذلك قام من بين ما يشبه الأموات , وهذا هو الواقع العلمي بعيدا عن الغيبيات وبعقول العالم الألكتروني الحديث , مع الأحتفاظ بروحانيات التعاليم الأنسانية (وأن ترديده كلمة :-ألهي ألهي , وليس أبتاه يثبت بأنه ليس أله) , والتي يشير اليها الأستاذ ناشا في تعليقه؟؟


9 - الباحث القدير الاستاذ باربا روساآكيم المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 4 / 2 - 15:05 )
اسعدني تواصلكم الدائم مع مقالاتنا ..

اخي الفاضل ..العامل الاقتصادي يحتاج الى دعم سياسي وديني ومن هنا نشا التحالف بين سلطة الهيكل الدينية الكهنوتية وسلطة الحاكم الروماني حيث كان الهيكل يسك عملة خاصة به مقدسة مقابل العملة الرومانية النجسة لذا يجب تبديل العملة عند الصيارفة بعمولةكبيرة وشراء الحيوانات من داخل الهيكل حصرا وباسعار اغلى من اسعار السوق بعشرين ضعفا .المحكمة اليهوديةتحكم بالرجم وليس بالصلب وبما ان التهم الموجهة الى يسوع هي تهم سياسية تخص امن الدولة الرومانية وهذه نجدها في انجيل لوقا لذا تم تحويل محاكمة يسوع الى محكمة رومانية لان قضيته تمس امن الدولة الرومانية ففي تعاليمه تحريض على الارستقراطية اليهودية المدعومة من الارستقراطية الرومانية .
ختاما تقبل وافر محبتي وامتناني وتقديري لشخصكم الكريم ولقلمكم النبيل والجريء.


10 - الاستاذ ناشا المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 4 / 2 - 15:10 )
رسالتكم رقم - 2 -

اتفق معكم ..انها تاويل حقيقي فيه الكثير من الصحة ..

اسعدتني حواراتكم الجادة والمثمرة والشكرموصول للاساتذة والزملاء والاخوة المعلقين الاخرين المارين على مقالتي ..

تقبل مني اسمى اعتزازي وتقديري .


11 - الاستاذ شاكر شكور المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 4 / 2 - 15:18 )
اسعدني حضوركم وتعليقكم بعد طول غياب ..

اتفق معكم في التحليل الوافي بصورةعامة ..

هنالك قوة عسكرية رومانية تقدر ب 500 عسكري تتواجد ربما في اورشليم ولكن ليس بقرب الهيكل ويمكن استدعائها من قبل رئيس الكهنة في حالة عجز حراس الهيكل عن الدفاع عن الهيكل وهي بمثابة قوة تدخل سريع .

ختاما اتتمنى لكم دوام الموفقيةوالنعمة والتواصل مع مقالاتنا ..

نلتقيكم على خير ومحبة ....


12 - الاستاذ عراقي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 4 / 2 - 15:31 )
هنالك الكثير من الروايات حول هذا الموضوع وقد استعرضت بعضها استنادا الى الاناجيل الغنوصية والتي لاتؤمن بقيامة الاجساد .لكن الواقع ان التلاميذ امنوا بقيامة يسوع جسديا من بين الاموات حتى وان لم يشاهدوه يعكس لنا لوقا هذه النظرة بطريقة لاهوتية عندما يرتفع يسوع الى السماءامام التلاميذ وهم ينظرون اليه وهو وعد بارسال روحه اليهم اي الروح القدس الفارقليط لان لوقا يصور يسوع على طراز ايليا الجديد حيث طلب اليشع من ايليا ان يرسل له سهمين من روحه عند اختطافه فقال له ايليا سيكون لك ذلك متى رايتني اختطف وتم له ذلك وارسل ايليا عباءته الى اليشع وهي رمز لانتقال الملكية فقام الشع بشق مياه الاردن بالعباءة كذلك كان حال التلاميذ لقد اعطاهم يسوع وعدا بارسال روحه اليهم متى ارتفع الى السماء وهي صورة رمزية ولاهوتية وليست صورة تاريخية حقيقية .الايمان بالقيامة يصنع المعجزات لوحده.


13 - صلب المسيح
بارباروسا آكيم ( 2016 / 4 / 2 - 16:27 )
نعم عزيزي السيد المسيح سيق لمحكمة رومانية ، لكن بيلاطوس لم يكترث بالمبررات الدينية ! وقد قال بيلاطوس للكهنة حاكموه انتم ..فإختلق الكهنة قصة جديدة غير حقيقية بأن السيد المسيح يدعي الملكية ويمنع دفع الجزية لقيصر هنا أَيضاً حاولوا إِختلاق مبرر سياسي - إقتصادي للفتك به ! لكنهم لم يريدوا أَن يحصل هذا بأيديهم بل يكون بيد الرومان

بالنسبة لبيلاطوس أَتصور بأنه كان مدرك بأن القضية مفبركة .. لكن في النهاية كعادة الروماني في النظر الى الشرقي .. قال في قرارة نفسه : نارهم تاكل حطبهم أَو فخار يكسر بعضه


14 - الباحث والكاتب الجاد
عدلي جندي ( 2016 / 4 / 2 - 16:45 )
أستاذ وليد
رائع يا رجل
أنسنة العقائد تعطيها مصداقية وسمو حيث يصبح الإنسان مؤهلا في أن يتحمل مسئولية إيجابية تجاه جوهر عقيدته
أما تأليهها فنتيجته ما تعانيه دول الشرق العربي أو كما يقول أخينا ناشا تدوير العقيدة ( أدلجة)أو العمل من داخل دائرة مغلقة ومنغلقة
تحياتي


15 - الاخ بارباروسا آكيم المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 4 / 3 - 13:04 )
رسالتكم الاخيرة ...

بغض النظر عن التهم استاذي الفاضل الا ان التدقيق في اقوال يسوع وموقفه من المال ومن سلطة الهيكل وقلبه لموائد الصيارفةوباعة الحمام تمثل تهديدا مباشرا للارستقراطية اليهودية وتهديدا غير مباشر للارستقراطية الرومانية ..لان الكاهن الاعظم - رئيس الكهنة كان يتم تعيين بمرسوم امبراطوري روماني وبذلك قام يسوع باستعداء السلطة الرومانية ضده ..

ختاما تقبل مني جزيل مودتيوتقديري .


16 - الاستاذ عدلي جندي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 4 / 3 - 13:08 )
اتفق مع كلامك سيدي القاضل..

انسنة العقائد تعطيها مصداقية وسمة ..

اما مجتمعاتنا العربية - الاسلامية فتعاني من عقدة الايديولوجية الاسلامية والتراث العربي - الاسلامي واسطرته وتقديسه لذا تحولت مجتمعاتنا نحو الحيز الدائري ولم تخرج منه وهو حيز جماعي منطوي على نفسه ..

اسعدني حضوركم وتعليقكم الدائم على مقالاتي..

نلتقيكم على خير دائما .

اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص