الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاتر نقدية -5 - صور وتجليات الرب العسكري.

وليد عبدالله حسن

2016 / 4 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


معسكرات الله في الدين الاسلامي- 5
ظهورات الرب الديني وصوره متعددة وفق الضرورات الواقعية للخطاب المقدس ونستطيع متابعة هذة الصور من خلال هذة الخطابات التي تخص حوداث ووقائع حدثت للانبياء والامم في تطويعها للاعتراف بالربوبية تارة او تنظيم حياتها وفق رؤية الرب الديني والتي يقبلها ويسنها كارادة الهية يوجبها الله على عباده، ففي الخطاب القرأني نرى صورا كثيرا يظهر بها المعنى الالهي مطلقا ويمنح فرصا كثيرة لعباده في الاعتراف بوحدانيتة ويعترف بباقي السنن الدينية مع بعض الملاحظات حول اخطائهم التاريخية وانحرافاتهم المعرفية عن دعوة انبائيهم ويقربالكتب السماوية الاخرى ويمهد الطريق للتسامح والمحبة والاعتراف بكل المكونات الدينية الاخرى وتظهر صفات الجمال والعلم والعظمة والاسترخاء عند الرب ويشخص بدقة كبيرة المظالم الذي تقع على الانسان من خلال سلوك الديانات الاخرى والتمايز الطبقي والفوارق الانسانية والاجتماعية واخطاء حيازة الالهه لمجموعة على اخرى كاتخاذ اهل الجاهلية العرب ارباب مشخصة ومتكونه ومصنوعة بايدهم يتقربون بها اليه ورفض هذا الشكل من التعبد لمافيه من اضرار ومشاكل لصورة التوحيد الربوبي ومشاركة هذة الارباب في صنع التمايزالطبقي والمظالم باسمه وتسلط على عباده بلارحمة، وتقوم الارباب بعملية معقدة في توريث الجهل بالغيب وبالمعاني السامية للحياة والانسان والعالم والكون .
وفي بداية الدعوة الاسلامية ظهر الرب الاسلامي (الله) بدعوة مدنية تحمل كثير من المعاني الجمالية والعلمية في قيادة الحياة وتغيرها نحو معرفة اكبر وآفاق لأدراك الغيب والحياة وتغير الواقع العربي وتطويره بملكات السماء لكن في مراحل تطور نشر الدعوة وانتاج مفهوم الشمولية المطلقة للرب الاسلامي على الحياة والعالم ،وتعنت المجتمع المكي واتخاذه لغة الاستعلاء وخطاب القوة وقيامهم بتهجير المسلمين وقتل بعضهم واظطهادهم ومصادرة اموالهم وطردهم من مكة وهذا واضح من خلال المصادرو الوقائع التاريخية المعروفة في هجرة المسلمين الاوائل الى المدينة وقياهم بتاسيس دولة الرسول والدعوة الى التوحيد . بدأت بوادر ظهور الخطابات المقدسة تميل الى تاسيس الدولة الدينية ونشرها في اطار محدود ثم فتح هذا الاطار حتى يشمل العرب ثم لامم المحيطة بهم و صولا الى شمولية العالم اجمع ووجوبية الانطواء تحت راية الاسلام . وبدأت هذة الخطابات تصاحب تحولات هائلة في نشر الدعوة الاسلامية وعملية المواجهة مع اعداء الاسلام ومن خلال تكرار المواجهات وتنوعها وكثرتها تكونت ميول الرب الى الخطاب العسكري وتحشيد المؤمنين وبث الخطاب الشعاراتي بين المسلمين وبعدها السعي الى توجيب لغة التجنيد الاجباري في الدين لحماية رسالته من الاعداء القائمين والمفترضين والذين يحيطون بالمؤمنين الاوائل من كل الجهات ،فبدأت ملامح الاقرار الربوبي تظهر في استخدام لغة السيف والحرب ومن ثمة البطش والقوة المفرطة والاعتراف بالقوة والحرب كونها الاداة الاكثر فعالية وسرعة في تحقيق أمانيات الرب الاسلامي في نشر دعوته، وتختلط الاسباب الواقعية والتاريخية مع الاسباب الغيبية في عملية معقدة يصعب فصلها في عملية الاعتراف بلغة القوة والسيف والبطش والتأمر والتجسس والاغتيال والصراع الدامي في اقامة دولة الله على ارض العرب.
ومن الاسباب الواقعية لهذا المنحى العسكري في الدين الاسلامي على ارض العرب كما يصنفه كثير من الباحثين بانه سبب واضح وطبيعي وهو جغرافية المكان الصحراوي ومكونات الذات العربية القاسية التي لايمكن اقناعها بلغة الخطاب المعرفي والدعوة الدينية المدنية والسلمية، فالحرب كيان جوهري في الذات العربية و حقيقة تاريخية و ميدانية لاختبار سلوكهم الرجولي وظيفة معاشية و سلطوية على الاخر ولايمكن قبول الدعوة الدينية الجديدة بسهولة وبقوة المنطق والحوار وخاصة في بلاد العرب او في جميع الامم انذاك، فلم تطبق وتنشراي دعوة دينية بشكل سلمي الا بقوة السلطة العسكرية وخاصة في الديانات التوحيدة الثلاث(اليهودية،المسيحية، الاسلامية) ولايختلف العرب عن غيرهم في مواجهة الدعوة الاسلامية والتصدي لها بالقوة والسيف والذي جعل الدعوة الالهية في الاسلام تتخذ هذا الجانب لاثبات وجودها وقدرتها في اتخاذ الحرب كوسيلة ستتحول في نهاية الامر الى غاية دينية مقدسة ويبقى مستودع الحلول او الخزين التبريري في اسخدام القوة والعنف والتدمير والقتال كحاجة الهية لاثبات التواجد الالهي على الارض وقوة هذا الوجود الرباني من خلال هذة الاساليب وعن جدوى هذة التعسكرات الربانية وعن ضرورة استخدامها من قبل الله المطلق الخالق والمسير والماسك لكل شي وعن جدوى اسخدام هذا الاسلوب الحربي المخيف وممارسة القربنة المستمرة والمتواصله للانسان وماخلفته من اثار نفسية وعقلية ومعرفية وكارثية على الانسان والطبيعة والحياة والعالم والكون وعن جدوى هذة التحولات الربوبية التي تميل للحرب ولاقتال والتسلط الاعمى والاستلاب والتوحش والنفي والتغريب والاعدام والتعذيب والاغتيال والازاحة فماهي الوسائل والاليات التي تبرر اعمال الرب والكيفية التي نتابع بها تحولات الرب الى رب عسكري قوي ومخيف ؟ وكيف لنا ان نرى صورالرب تتجلى على الواقع والحياة الاسلامية والعربية وتترك تقافة وذاكرة عسكرية بكل معاني العسكرة البدائية والمعاصرة وبامكاننا رصد هذة المفاهيم من خلال النصوص المقدسة (القران والسنة) فهي ممتلئه بهذا التحولات التي تعتبر اساس جوهري مقدس وليس وليد حاجة معينة مرتبطة بظرف تاريخي محدد وخاصة في تحول الرب الاسلامي من
( رب مدني ) يريد ان ينشر لغة المعرفة و الحكمة والاخلاق والعدالة ونشر خرائط جديدة لفهم الغيب الى( رب حربي) وعسكري ومخطط كبيرلوسائل الحرب وماهر في تحشيد كل الخطابات المقدسة لاسناد ظهوره العسكري في الحياة لانجازدولته الموعودة والمنتظرة في بلاد العرب، فالاجوبة التقليدية في الدين غير كافية بل تبدوا في اكثرها تنطوي على سذاجة او توهيم مقصود للعقول التقليدية داخل الدين ولم تعد تلك الاجابات قادرة على الصمود امام التطور العقلي والحياتي للانسان في حركتة الحضارية والتطورالسريع لجوانب مهمة في الحياة والروح والمعنى والعقل،
فهل يتوقف الانسان في حركتة الوجودية مقابل توقف وسكونية الدين وتخمتة الشعاراتية وبالمقابل يتحمل كل هذة التبعات المتوارثة في الاعتقاد الشمولي؟ .
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب