الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عهد قديم وعهد جديد-12- إيل العبري وإيل الكنعاني

طوني سماحة

2016 / 4 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من هو إيل؟ أتراه إله اليهود؟ أم هو إله الكنعانيين؟ أم هو إله الشعبين معا؟ هل هو نفس الإله في كلتا الثقافتين؟ أم هو تسمية واحدة لآلهة مختلفة كما هو الحال في كلمة الله المستخدمة لدى اليهود والمسيحيين والمسلمين، علما أن الله الذي يؤمن به المسيحيون يرفضه اليهود والله الذي يؤمن به المسلمون يختلف في هويته وتعريفه عن الله الذي يؤمن به كل من المسيحيين واليهود؟

لا شك أن عبادة إيل كانت منتشرة لدى الشعوب الكنعانية في الألفيتين السابقتين للميلاد وما قبلها. فأيل هو رئيس آلهة كنعان بالمطلق، علما أن عبادته فقدت من زخمها مع مرور الزمن لصالح ابنه بعل. لكنه السيّد، هو الخالق ومعه كانت البدايات. كان إيل زوجا لشقيقته عشيرة. وبعض الروايات تذكر انه كان زوجا لشقيقاته الثلاثة. يُعرف إيل بالإله الأب نسبة لأبوته لآلهة كثيرين. لكنه أيضا الإله الثور نسبة لخصوبته الفائقة. يخلق إيل بطرق مختلفة. أحيانا يتكلم فتكون الخليقة. أحيانا يجبل الناس من طين وأحيانا ينجبهم من خلال علاقاته الجنسية. لا يختلف إيل كثيرا عن البشر. فهو مثلهم يتزوج وينجب ويقاتل ويشتهي ويجوع ويتآمر ويقتل ويفرح ويحزن ويشتاق. عندما رأى إيل زوجته عشيرة قادمة تحركت مشاعره حسب ما أوردته النصوص الاوغارتية " وإذ رآها، ارتخت شفتاه وضحك. أرخى قدميه على الكرسي وفرك أصابعه." في نقش آخر، نقرأ " عندما يشرق إيل، تذوب الجبال. سبّحوا اسمه في يوم الحرب."

لا يستطيع أحد أن ينكر ورود ذكر إيل في اليهودية. فكاتب العهد القديم لم يترك ذلك سرا. بل على العكس تغطي ثقافة إيل صفحات الكتب التاريخية والنبوية والشعرية في التوراة. فمن إسرائيل (الله يصارع) إلى ميخائيل (من مثل الله؟) إلى جبرائيل (جبروت الله). ومن إيل شداي أو الشدّاي (الرب الإله) الى إيل عليون أو العليون (الإله المرتفع) الى إيل حي أو الحي (الإله الحي). إذا هل نستطيع استنتاج أن اليهود عبدوا إيل الكنعاني بعد إضافة بعض التعديلات إليه؟ قد يكون الجواب نعم لو نحن توقفنا في دراستنا عند القشور. لكن لو أردنا الغوص في عمق النص، لرأينا مشهدا مختلفا تماما، مثلنا مثل السباح الذي يغوص في المحيط فيرى في عمق اليم صورة مختلفة تماما عن تلك التي رآها الناس على سطح المياه.

لو أنت قلت للمسلم واليهودي "أنت تعبد إله المسيحيين". لأجاباك فورا "ما هذا الهراء؟ نحن نعبد إلها واحدا فيما هم يعبدون إلها مثلث الأقانيم أو قل ثلاثة آلهة". ولو أنت قلت لليهودي "أنت تعبد إله الإسلام"، لأجابك فورا "أنت تهذي. فإله الإسلام لا يشبه يهوه بأي شكل من الاشكال"، بينما في الوقت ذاته يكون لسان حال المسلم "إله اليهود والنصارى شوهته نصوصهم وليس هو إلهنا بأي حال من الاحوال". وبالمناسبة، أذكر أن أندونيسيا على الأغلب أو ربما ماليزيا أصدرت قانونا في السنوات القليلة الماضية تمنع على المسيحيين استخدام كلمة الله في تسميتهم لإلههم، إذ أن كلمة الله خاصة بإله الإسلام. إن كانت الديانات الابراهيمية الثلاثة لا تتفق على هوية آلهتها وهي التي تتشارك في الكثير من رواياتها وكتبها وتاريخها وثقافاتها، فكيف لباحث محترم أن يخرج ليقول أنّ إيل العبري ليس سوى بتطور تاريخي وثقافي واجتماعي لإيل الكنعاني ضاربا بعرض الحائط كل الاختلافات اللاهوتية والثقافية والدينية والاجتماعية، وبانيا حجته على ورود اسم إيل في نصوص الثقافتين. إذا هنا يطرح السؤال نفسه من هو إيل؟ هل هو اسم واحد لكائنين مختلفين أم هو كائن واحد بوجهين مختلفين؟

أولا لا بد من ترداد ما ذكرناه في مقالة سابقة أن إيل كلمة كنعانية تعني الله. يجوز استعمال كلمة إيل بصفتها اسما نكرة تعني الإله أو اسم علم تعني الله. شاع استعمال كلمة إيل عند الكنعانيين بصفتها اسم علم يطلق على الإله الذكر زوج عشيرة ووالد بعل وأشقائه، بينما يرفض الكتاب المقدس تعريف الله باسم علم. فالله أعظم من أن يُعرّف باسم. لكي لا نكون مجرد أصحاب نظريات تطلق في الهواء، أدعو القارئ للعودة الى رواية موسى في لقائه مع الله في العليقة حيث دعاه لإخراج شعبه من العبودية في مصر كما وردت في سفر الخروج 3 الآيات 13 و 14 "فقال موسى لله ها أنا آتى إلى بني إسرائيل وأقول لهم إله آبائكم أرسلني إليكم فإذا قالوا لي ما اسمه فماذا أقول لهم. فقال الله لموسى اهيه الذي اهيه وقال هكذا تقول لبني إسرائيل اهيه أرسلني إليكم." من اللافت للنظر أن الله لم يقل "أنا هو إيل" أو أنا هو إيل الذي حرّفه الكنعانيون وشوّهوه" بل كانت إجابة الله لموسى "أهيه الذي أهيه" والتي ترجمتها "أنا هو" أو "أنا هو الكائن" أو "أكون الذي أكون". ومن هنا تم اشتقاق كلمة يهوه التي ليست في الأساس اسم علم بل تحولت إليه بفعل الاستخدام، وهذه الكلمة في العبرية تعني فعل الكينونة. وإذا أردنا ترجمتها للإنكليزية نجد معناها " I AM ". وبالتالي يكون اسم الله I AM who I AM”".

لا يقف النقاد عند التشابه اللفظي بين كل من إيل العبري وإيل الكنعاني لتأييد نظرياتهم، بل أرفقوها ببعض العبارات المتشابهة بين النصين. مثلا بعل هو رب الجنود وإيل هو أيضا كذلك. إذا لا بد وأن يكون كلاهما واحد، بحسب النقاد. كلاهما يسكن في جبله المقدس. كلاهما رب السماوات والأرض. إذا كلاهما واحد. وهنا نسأل "هل من الغريب أن يؤمن كل من الشعبين أن إلههما هو إله السماوات والأرض؟ أليست هذه من المسلمات التي تتفق عليها كل الديانات؟ أليس من الطبيعي أن يؤمن أتباع كل ديانة أن إلههم هو رب الجنود بصفته الأقوى والأعظم؟" يتكلم النص الكنعاني عن أبناء ايل الذين هم بعل وموت ويم وغيرهم بينما يتكلم الكتاب المقدس عن أبناء الله بصفتهم الملائكة. وهنا نقول ان النقاد عن جهل او سوء نية لم يستطيعوا التمييز بين كلمة "الأبناء" الذين أنجبهم إيل بفعل علاقاته الجنسية وبين الملائكة الذين هم مخلوقات الله والذين يطلق عليهم الكتاب المقدس مجازا تعبير "أبناء الله" للدلالة على قدسيتهم. لذلك ندعو الباحثين لفهم المصطلحات التوراتية قبل الشروع برمي التهم جزافا. فات النقاد أن شعبين يتكلمان اللغة ذاتها لا بد لهما وأن يستعملا نفس العبارات والاصطلاحات للدلالة على فهمهما المختلف للأمور. فالجنة مثلا وإن كانت وردت في النصين المسيحي والإسلامي، إلا أن وصفها ومكانها وزمانها مختلف في كل من النصين. الجنة في المسيحية هي المكان الذي أوجد فيه الله آدم وحواء على الارض وقت الخلق (في العراق الحالي). بينما الجنة في الإسلام هي مكان سماوي يتواجد فيه المؤمن بعد الموت وهي أشبه بجنائن فيها الكثير من الفاكهة وتكثر فيها الحوريات. ومع أن المسيحي المشرقي، وبفعل تأثره بالحضارة الاسلامية، أخذ يستعمل كلمة الجنة للدلالة على المكان الذي سوف يذهب إليه بعد الموت، لكن ذلك لا يجعل من المكانين مكانا واحدا بأي شكل من الاشكال. يذكر الدكتور غبرييل صوما، ذو الأصول الآرامية، والمدرّس للغات السامية في جامعات أمريكا، أن السريان والكلدان والاشوريين، يستعملون كلمة "قريانو" عندما يقرأون نصوصا من كتبهم المقدسة في الكنائس. مثلا يقول القارئ على الهيكل "قريانو اغارتو باولوس شليحو" (أتمنى ألا أكون أخطأت كتابة النص السرياني) ما معناه "قراءة من رسالة القديس بولس الرسول". لا يستطيع القارئ إلا وأن يلاحظ التشابه الكبير بين كلمتي قريانو السريانية والقرآن العربية. لكن هل يعني هذا التشابه في استعمال المفردات أن كلا الكتابين واحد؟ يكون من الغباء الجواب بنعم. فالقرآن مختلف بفحواه ومضمونه ولاهوته وتعليمه مائة وثمانين درجة عن رسائل بولس الرسول. والقول أن الكتابين واحد أو ذات أصول واحدة هو نوع من الهراء بغض النظر عّمن أخذ كلمة قرآن أو قريانو ممّن! كذلك القول أن اليهود أخذوا ديانتهم عن الكنعانيين لأن الشعبين يستعملان مصطلح رب الجنود هو أيضا هراء. مرة أخرى نقول ان اللغة العبرية مشتقة من الكنعانية وبالتالي ليس مستغربا أن يكون إيل هو رب الجنود الذي يقود شعبه للحرب فيما يهوه هو رب الجنود السماوية أي الملائكة. فإيل العبري لم يكن له يوما جيش يحارب معه أو عنه. كذلك سكنى الإلهين في جبل مقدس لا يجعل منهما واحدا. فإقامة بعل صفون في جبله المقدس كان يفهم إقامة حرفية عند الكنعانيين، أما سكنى الله في جبل صهيون هو مصطلح يهودي للدلالة على قدسية هذا الجبل وقدسية مدينة اورشليم المتواجدة عليه. ولم تكن التوراة غامضة في هذا الموضوع، بل أعلنت وبصراحة أن الله روح وأن سكناه لم تكن يوما بين البشر.

إن كان ثمة تشابه لغوي في النصوص العبرية والكنعانية مما تسبب بتشويش ذهن البعض، ونكرر مرة أخرى أن ذلك أمر طبيعي نظرا لتشابه اللغة والثقافة، إلا أن الاختلافات بين إيل العبري والكنعاني جوهرية ومفصلية حيث لا تدعو للشك بأن كلا من الكائنين مختلفان وليس ما يجمع بينهما سوى الاسم والاسم فقط، تماما كما أن المسيحي والمسلم واليهودي الذين يتكلمون العربية يستعملون كلمة الله كل للدلالة على إلهه مع أن لكل من هذه الآلهة هويته الثابتة والمختلفة. إن شاء الله، سوف نتناول في المقال القادم هذه الاختلافات كي يتم وضع النقاط على الحروف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الإله هو سر الوجود الغامض
nasha ( 2016 / 4 / 2 - 23:13 )
الأستاذ طوني سماحة المحترم
تسمية الاله في الثقافات ربما يتشابه ولكنه لا يمكن أن يتطابق. بالطبع إيل الكنعاني ليس إيل العبراني والله اليهودي ليس هو الله المسيحي أو الله الإسلامي.
هنالك البعض هذه الأيام يسميه الإله الخالق للتخلص من الالتباس.
تسمية الإله متطور ومتغير عبر التاريخ .اله اليوم بالنسبة لأي ثقافة يختلف عن اله ما قبل عدة سنوات مضت في نفس الثقافة. وهذه سنة الحياة.
الحياة يحكمها قانون النسبية وقانون التغيير هذان المفهومان لا يمكن تجاوزهما مطلقا لأنهما المفهومان الوحيدان الصالحان لكل زمان ومكان على الأقل إلى الوقت الحاضر.
أستطيع أن اتجاوز وأقول لكل من البشر الهه الخاص به يختلف عن غيره بالتمام كما نختلف بالشكل أو بطريقة التفكير.
الإله هو سر غامض لم يتمكن الإنسان من الوصول إليه عبر التاريخ ولن يصل إليه إلى الأبد.
الجميع يبحث عن هذا السر ،انا وانت وكل إنسان بدون أن نعلن ذلك.
علماء الطبيعة لا يختلفون عن الفلاسفة ولا عن الأنبياء والأدباء والمفكرين انهم جميعا في بحث مستمر عن الحقيقية أو الإله.
البحث عن الإله هو البحث عن التوحيد ( توحيد الإله)وهذه هي مشكلة البشرية.


2 - تكملة للتعليق السابق
nasha ( 2016 / 4 / 2 - 23:53 )
تأمل في الحروب التي جرت على مدار التاريخ. إذا ركزت على السبب الرايسي ستجده اختلاف الإله.
اليوم الحرب تجري في الشرق الأوسط بسبب اختلاف الإله. اله السنة يختلف عن اله الشيعة وآله المسلمين يختلف عن اله اليهود وكذلك المسيحيين وهلم جرا.
الإله بالنسبة للإنسان هو الحق المطلق الذي يعتقد نسبيا انه ملكه هو فقط.
هذا السبب هو الذي دفع الغرب إلى تبني التعدد الثقافي ومحاولة توحيد الآراء بواسطة الديمقراطية.
الإله الحديث اليوم هو الديمقراطية والدين الجديد هو شرعة حقوق الإنسان فهل سينجح الإنسان في التخلص من الحروب بهذه الطريقة؟
سؤال كبير .
تحياتي


3 - الإله هو سر الوجود الغامض
طوني سماحة ( 2016 / 4 / 3 - 00:50 )
أخي العزيز ناشا
يسعدني التواصل معك. واسمح لي بالاختلاف معك بعض الشيئ. تقول -الحياة يحكمها قانون النسبية وقانون التغيير-. أوافقك الرأي الى حد ما. فالتغير واضح في حياة الناس. نولد أطفالا وننمو ونشيخ. لا شك اننا نتغير. لكن الموت على سبيل المثال ثابت ولا يتغير. دورة الفصول ثابتة ولا تتغير والمثال على ذلك كثيرة. فإن كانت هذه الامور ثابتة، فكم بالاحرى الإله؟
الذي يتغير بالإله هو فهمنا له. ومرد ذلك أننا نعرف القليل. لكن حتى ضمن القليل الذي نعرفه، هناك ثوابت أعلنها لنا الله عن ذاته. على سبيل المثال، الله روح، هو مصدر كل حياة على الارض. أعرف أن الكثيرين سوف يعترضون على هذه النقطة بالذات. لكن بالنسبة لي، لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن لفاقد الشيء أن يعطيه، أي كيف للمادة التي ليست فيها حياة أن تنتج حياة من العدم. من ضمن الثوابت التي أومن بها أيضا، أن فهم المسيحي لإلهه بقي ثابتا علىى مدى الالفي سنة الماضية .فالطوائف على اختلاف اتجاهاتها تتفق على الامور الجوهرية التي أسست المسيحية عليها، ألا وهي الله روح، هو مصدر الحياة، هو عادل ومحب،. على الجانب الآخر نرى ان الانسان أفسدته الخطيئة واقتادته للموت


4 - الإله هو سر الوجود الغامض
طوني سماحة ( 2016 / 4 / 3 - 01:05 )
تكملة
لذلك أخذ الله على عاتقه إنقاذ الانسان من الموت بأن أصبح إنسانا كيما يذوق الموت عن كل واحد منا وبالتالي يهبنا الخلاص.
أما بالنسبة للحروب، فظاهرها ديني، لكن باطنها هو كراهية الآخر وحب السلطة والاستيلاء على ممتلكات الغير وتعزيز الهوية الوطنية وتحسين عجلة الاقتصاد. قد تكون تعرف مثلا أن الحروب الصليبية التي أتت في الظاهر ردا على اعتداء الاتراك على بعض الحجاج المسيحيين في أورشليم كانت في الداخل تحمل أهدافا أبعد وأخطر. عندما شجعت الكنيسة في العصور الوسطى على الحملات الصليبية كانت دوافعها إيقاف حمام الدم من حروب وخصومات بين الدول الاوروبية، ناهيك عن مبارزات الفرسان العشوائية التي كانت تقضي على خيرة شباب أوروبا. زد على ذلك الارباح الاقتصادية التي سوف تنتج عن هذه الحروب.
في المقابل كثيرة هي المناسبات التي كان الاضداد في الدين يجتمعون معا لدعم مصالحهم الوطنية. عد الى الحرب العالمية الاولى والثانية. كان آنذاك العثماني المسلم صديق الالماني المسيحي فيما كان الالماني المسيحي عدو الانكليزي والفرنسي المسيحيين. كما تجد آنذاك أيضا السعودي السلفي حليف الانكليزي الكافر ضد العثماني الشقيق،،


5 - الإله هو سر الوجود الغامض
طوني سماحة ( 2016 / 4 / 3 - 01:12 )
تكملة
أما بالنسبة للديمقراطية وحقوق الانسان،أنا من أشد المؤمنين بهما. لكن كلا من الديمقراطية وحقوق الانسان هما آليتان لتنظيم المجتمع العادل الذي يضمن لكل انسان حقوقه. لكن هاتين الآليتين تعجزان عن الاجابة على التساؤلات المصيرية في حياة الانسان مثل من أنا؟ من أين أتيت؟ الى أين تراني أذهب؟ كيف لي أن أتخلص من الخطيئة في حياتي؟ كيف لي أن أسمو بحياتي الى مستوى القداسة؟من هو الله؟ هل الله عادل؟ هل هو محب؟ أتراه يغفر خطاياي؟ بأي ثمن؟ من هو المسيح؟ هل هو أنسان؟ هل هو أله؟

في رأيي أن المسيح أجاب عن كل هذه الاسئلة، لذللك أنا أومن به
مرة أخرى، أشكرك أخي العزيز ناشا وتقبل مني كل الاحترام


6 - هو الله
muslim aziz ( 2016 / 4 / 3 - 01:50 )

السيدطوني سماحة
سماحة هذه الصفة الرائعة لبيت سماحة هذه العائلة الوطنية. اشكرك على هذا التحليل الرائع اخي طوني وطبعا من المعلوم ان صفات الاله تختلف عبر التاريخ من ديانة الى ديانة سواء اكانت الديانة سماوية ابراهيمية ام ارضية
على كل فالانسان يثبت للخالق كل صفات الكمال وينزهه عن كل صفات النقص. فمثلا كلمة الله اسم علم مفرد ليس لها جمع ولا مؤنث ولا مثنى في لغتنا العربية. بينما في ثقافات شعوب اخرى لا نجد اسم علم للمعبود بل نجد كلمة(اله ولها جمع ومؤنث ومثنى)وكلمة (رب تجدها مفردة ولها جمع ولها مثنى ولها مؤنث)
هو الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سِنة ولا نوم....الاية


7 - You missed my point
nasha ( 2016 / 4 / 3 - 07:50 )
الأستاذ طوني أما أنا لم اتمكن من توصيل الفكرة أو انت لم تفهم المقصود من التعليق وتسرعت في الحكم على طريقة فهمي للإله.
تقول ما يتغير في الإله هو فهمنا له وهذا ما أقصده تماما. لا اختلف معك
مثلا فكرة الطيران او السفر في الفضاء أو اختراع الكهرباء أو اكتشاف أميركا.... الخ كلها أفكار صحيحة وتطبيقات حدثت في الواقع ولكنها قبل خمسة آلاف سنة كانت أيضا صحيحة وكان يمكن تطبيقها على الواقع في ذلك الزمن ولكنها لم تطبق لأن الإنسان لم يكن قد توصل إلى أسرارها وفهمها.
بنفس القياس فهم الإله كان يختلف وكان ابسط مما نفهمه الآن وعليه اله الماضي لا يمكن أن يكون الإله الحالي.
هنالك سر كبير وثابت وراء الوجود ،هذا السر هو الله ونحن جميعا نبحث عنه ونحاول أن نفهمه.
في رأيي وعلى سبيل المثال عندما تبحث في المختبر عن اكتشاف أو اختراع اوتطوير فإنك تبحث عن الحقيقة وتقترب أكثر فأكثر عن الحقيقة المطلقة أو تقترب أكثر من الله نفسه لأن .الله هو الحقيقة المطلقة أو هو السر الغامض
أما فهم المؤمن المسيحي لله فهو نسبي..... ثابت بالنسبة له ولكنه ليس كذلك بالنسبة إلى المؤمنين بعقائد اخرى
يتبع


8 - You missed my point
nasha ( 2016 / 4 / 3 - 08:23 )
أستاذ طوني انا لا أنكر ولا اعترض على فهمك للثوابت ومن حقك أن تعتقد ما تشاء وهذه هي النسبية التي أؤمن بها.
الموت من وجهة نظرك ثابت ولكنه بالنسبة لي ليس كذلك الموت هو جزء من دورة الحياة واجسادنا المادية لا تفنى ولا تستحدث وإنما تتغير بالتحلل وباقية إلى الابد
أما الروح بالنسبة لي فهي تعبير عن الوعي وهي أحد الأسرار التي لم يتمكن العلم أو الدين الإجابة عليها منطقيا.
الإجابة الإيمانية متوارثة وملقنة وغير معتد بها انا اريد إجابة يسعها عقلي لا تتعارض مع المنطق.
هذه الإجابة التي نبحث عنها هي جزء من سر الوجود الغامض الذي نسميه الإله.
الديمقراطية هي أحد الحلول لنسبية الأشياء . بما أن المفاهيم نسبية فنحن نستخدم الديمقراطية لأجل التخلص من معضلة النسبية. ولذلك تتحول الديمقراطية إلى ثابت رغما عن إرادتنا. وأما القانون أو الدستور فيصبح ثابت آخر يحل محل الدين والتشريع الديني.
بما أن الصالح والثابت على الأرض غير معروف فنحن نخترع الصالح أو الثابت مضطرين لأن الصالح المطلق والثابت المطلق مجهول نسميه الله. هل تقبل بالله الاسلامي؟ هل تقبل بالشريعة الاسلامية؟
..فكر مليا وجاوب
تحية


9 - من هو الله وما هو الله
nasha ( 2016 / 4 / 3 - 09:00 )
أؤمن أن المسيح هو أرقى فيلسوف ظهر بين البشر ومن حقي أن أسميه الإله لأن جوهره حسب الإيمان المسيحي مطلق لا يموت ولا يحمل اية شائبة أو خطيئة وفلسفته مثالية خالية من العيوب.
المسيح يمثل الكمال الذي نسعى إلى الوصول له ولكننا عاجزين عن إدراكه ولذلك كان من المنطق أن يضحي بنفسه لأجل إكمال منطق الخلود .
هذا الإيمان بالنسبة لغير المؤمن بالفداء والمسيحية غير ملزم ولذلك يجب أن نجد حل وسط .
أما أسباب الحروب فهي تناقض المصالح. والمصلحة وجهة نظر، ما تجده انت حق يراه غيرك باطل . حقك تعتبره مقدس ومن الله لأنك تعتبره ثابت لا يقبل التفاوض والثبات هي صفة من صفات الله وعليه عندما يتحارب الناس فيتحاربون بسبب اختلاف ثوابتهم أي اختلاف الهتهم
هل وصلت الفكرة؟


10 - هو الله
طوني سماحة ( 2016 / 4 / 3 - 12:33 )
شكرا استاذ مسلم عزيز المحترم
تسعدني مشاركتك وتفاعلك الايجابي مع المقال. أشكرك لإضافة المعلومة والتوضيح فيما يختص باسم الله في اللغة العربية. وتقبل مني كل الاحترام


11 - you missed my point
طوني سماحة ( 2016 / 4 / 3 - 12:51 )
أخي العزيز ناشا
من الأرجح أني اسأت الفهم. لكن على الرغم من ذلك أرى أننا نلتقي فكريا اكثر مما نختلف وانا متفق معك في كل ما تقول. أنا لم أنف وجود الاختلا فات كما لا أنفي اختلافنا على الثوابت وان ما هو ثابت لي قد يكون متغيرا لزيد أو لعمر والعكس صحيح. لكن كل ما في الامر اني اطرح الثوابت من خلال رؤيتي لها. موضوع الفداء مثلا لا ولم يكن في يوم من الايام ملزما لغيري. هو قرار شخصي اتخذه ومن حق اي انسان آخر ان يقبله او يرفضه. لذلك عندما شرعت في الاجابة قلت اني مؤمن بالديمقراطية وحقوق الانسان
أما بالنسبة للدين، نعم عانى العالم الكثير من الحروب الدينية وما نشهده اليوم في الشرق الاوسط هو خير دليل على ذلك. لا شك ان هناك عامل كراهية الآخر في الحروب الدينية، لكن احيانا كثيرة يتخطى الموضوع كراهية الاخر فتكون الحروب الدينية فرصة للغزو والحصول على الغنائم وابرام الصفقات لبيع الاسلحة وازدياد السلطة وغيره
على اي حال لا يهم انحن اختلفنا ام اتفقنا، انا يشرفني اثراءك للحوار واعتبر نفسي مدينا لك بحثي على التفكير والسعي لمزيد من البحث. مع حبي واحترامي

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah