الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


11 عاما ً من الإنتصار لحقوق المرأة العراقية

عامر الدلوي

2016 / 4 / 3
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


عانت المرأة في العراق و ما زالت منذ القدم من آثار و تبعات المجتمع الذكوري و تسيد الرجل و تصديه لمتطلبات الحياة و عمله من أجل توفير لقمة العيش للعائلة و أرتضت لنفسها تحت ضغط مجتمعي هائل أن تكون عبارة عن آلة توفر الخدمة المنزلية و تلبي حاجات الرجل الجنسية لا غير ليصبح ما يعادل نصف المجتمع العراقي معطلا ً أو عاطلا ً بمعنى الكلمة " غير منتج " .
و في خضم التجاذبات و التغيرات التي كانت تتحكم في تطور مجتمع و بلاد كانا عرضة للإحتلالات المتكررة و آخرها الإحتلال العثماني البغيض الممتد لما يقارب الأربعة قرون لم يشهد تاريخ البلاد ظهور أي حركة أو مجرد أصوات تطالب بأنصافها و منحها حقوقها كبشر . وقد أسهمت إصلاحات بعض الولاة العثمانيين المتأخرين في التنوير الذي أنعكست آثاره في بروز أصوات رجالية تدافع عن حق المرأة في الحياة الحرة الكريمة و التي وجدت لها صدى واسع مع بداية الإحتلال الإنكليزي للبلاد عام 1916 رغم القيود الثقيلة التي رسف المجتمع تحت طائلتها .
مع نهايات الحرب العالمية الأولى ظهرت حركات و منظمات نسوية تبنت المطالبة بذلك الحق الطبيعي ساعدها و قدم لها أسباب الظهور الصوت المجلجل للشاعر الشيخ " الزهاوي " في العديد من قصائده المشهورة والتي طالبت المرأة بالنهوض و التحرر من قيود ظالمة فرضها عليها هذا المجتمع المتميز بذكوريته .
تكلل هذا النضال أواسط القرن الماضي و بعد ثورة 14 تموز المجيدة بصدور قانون الأحوال الشخصية 158 لسنة 1959 الذي أعتبر في حينه تشريع متقدم على عصره بما ضمنه من حقوق للمرأة .
وبعد 45 عاما ً على ذلك التاريخ كانت البلاد على موعد جديد مع إحتلال بغيض آخر جاء هذه المرة رافعا ً شعارات براقة في مقدمتها تخليص الشعب و البلاد من ربقة نظام البعث و صدام و نشر مفاهيم الديمقراطية , و الذي كان من حسناته التي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة عندما تعد مقابل بحر متلاطم من السيئات , أنه افرد مساحة واسعة لحرية الإعلام بعد أن كان مكبلا ً بقيود الدكتاتورية .
في ظل هذه الحسنات النزيرة برز مشروع رائد و متقدم ليكون " صوتا ً للمرأة العراقية " تحت مسمى " راديو المحبة " في الأول من نيسان عام 2005 , و الذي أسهم بشكل فاعل في توعية المرأة عبر برامج نوعية و متميزة و تصدى بشكل رائع لمحاولات الرجعية الأسلامية المتخلفة في إلغاء قانون الأحوال الشخصية المشار إليه و التي أبتدأت منذ الأيام الأولى لتشكيل مجلس الحكم و مهزلة القيادة الدورية له من قبل أعضائه و التي لم يفلح أي تعبير في وصفها كما فلح المثل الشعبي القائل " أول ما شطح نطح " .
اليوم وقد أكمل هذا الراديو عامه الحادي عشر و هو ثابت على مواقفه الداعمة والمنتصرة لقضية المرأة العراقية رغم آلاف المصاعب و العراقيل التي واجهها عبر هذه المسيرة من تعديات صارخة سواء من الحكومات المتعاقبة لما بعد العام 2003 أو لأذرع الحركات الإسلامية الفاشية المسلحة و التي أسهمت بشكل أو بآخر في ظهورها و تماديها تصرفات وسلوكيات الإدارتين المدنية والعسكرية للإحتلال الأميركي .
لم يكملها إلا بتضحيات مادية هائلة لأعضاء مجلس إدارته من أجل ديمومته وبقائه مدويا ً عبر الأثير , في مقابل إهمال حكومي متعمد و أسهمت فيه ممثلية الأحتلال الدبلوماسية الذين قدما الدعم الهائل لإذاعات و فضائيات كانت و ما زالت لا تبث في المجتمع سوى فحيح لأفاعي الطائفية و الفرقة و الكراهية , في حين مسكت فيه ايديهما عن تقديم أي شكل من المساعدة أو الدعم للراديو .
لا بل على العكس , فإن الحكومات المتعاقبة أسهمت و عبر سيطرتها على هيئة الإعلام والإتصالات التي كان مفترضا ً بها عند التاسيس أن تكون مستقلة و داعما ً رئيسيا ً للإعلام المستقل , أسهمت في التضييق على الراديو و مؤسسات أعلامية أخرى عبر بدعة أوجدتها تحت مسميات مضحكة " أستخدام الطيف الترددي " لتطالب الراديو و مؤسسات عديدة غير ربحية بوصفها تابعة لمنظمات المجتمع المدني بدفع مبالغ بأرقام فلكية جراء الأستخدام لذلك الطيف .
إن التضحيات الجسام لتلك الثلة من العراقيين و الذين جمعهم حب الوطن والناس و تعاهدوا على أن يكونوا جنودا ً مخلصين لقضية تحرير المرأة العراقية من نير القيود العرفية للمجتمع الذكوري هي التي أسهمت في بقاء هذا الراديو على قيد الحياة و هي التي ستبقيه شوكة في عيون و حناجر الفاشيين على تنوع مشاربهم و الذين يريدون إرجاع عجلة التاريخ إلى وراء و جعل العراق شبيه بما تفرضه حركة " طالبان " في افغانستان من تشرعات ما أنزلت السماء بها من سلطان .
تحية في مثل هذا اليوم لكل من اسهم و حافظ على بناء هذا الصرح من إدارات لكوادر طوى صفحة بعضها الموت و غيبها و أخرى ما زالت تواصل المسيرة بعد أن أنتقلت لوسائل أعلام أخرى سعيا ً وراء الحصول على أجور تسد متطلبات عيشهم بعد أن عجزت المرتبات التي يدفعها الراديو عن ذلك , لكن الكثير منهم ظلوا أوفياء للمدرسة التي نشأوا و ترعرعوا و نهلوا المعرفة و التمكن من الحرفة بين اركان جدرانه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول مكتب عقاري بإدارة امرأة في مقاطعة الرقة


.. مسرحية بترا




.. العنف ضد المرأة في تزايد الأسباب متعددة والحلول غائبة


.. ضغوط نفسية وتحديات معيشية معاناة مزدوجة تعيشها نساء غزة




.. تفاعلكم | تفاصيل مفجعة عن شبكة لاغتصاب الأطفال عبر تيك توك ف