الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أرباح الله البنكية من الرؤوس

منال شوقي

2016 / 4 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من الأيات التي يستدل بها المسلمون علي أخلاقية دينهم الأية الخامسة عشر من سورة لقمان حيث يقول محمد : وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ-;---;-- أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ-;---;-- وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ-;---;-- وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ-;---;-- ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15)
و لا شك أن الأية في ظاهرها تحض علي بر الوالدين و الإحسان إليهما حتي و إن كانا مشركين يحاولان حمل إبنهما علي الكفر بالله مع التنبيه علي عدم طاعتهما في الشرك به .
و لكن الله نفسه لا يجد غضاضة في توريث عبادته ، إذ من واجب الأبوين المسلمين تعليم أبنائهم مبادئ الإسلام و غرسه فيهم منذ نعومة أظفارهم بل و ضربهم إن لم يلتزموا بالصلاة كما يقول محمد : مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع. رواه أحمد وأبو داود . و بالتالي تنشأتهم علي الجُبن و الخوف من العقاب البدني و الذي قد تكون ذكراه السيئة مرتبطة بالصلاة فيما بعد و إن كانت طوعاً حسب قانون الإرتباط الشرطي لبافلوف .
و لو أنصف إله الإسلام لما ألزم الأبوين بتوريث الإسلام لأبنائهم و لأمرهم بتعليمهم الأخلاق الحسنة و كفي حتي يصلوا إلي سن مناسبة فيها من النضوج العقلي ما يتيح لهؤلاء الأبناء إختيار دينهم أو مذهبهم الفكري الذي يقتنعون به عقلاً و يختارونه بأنفسهم بعد دراسة و تمحيص و بحث و اقتناع و بلا أي مصثرات خارجية ،أما وشم تعاليم الإسلام في عقولهم الصغيرة بل و ضربهم و تنشأتهم علي الخوف من العقاب البدني فذاك لا يصدر عن إله يثق في إلوهيته و في منطقية التوصل إليها عقلاً و بداهةً في غياب عمليات غسيل المخ التي تتم في سن صغيرة عن طريق التلقين في أحقر عملية غسيل مخ يتعرض لها الأطفال و تقتل لدي معظمهم مهارات التساؤل و التفكير و إعمال العقل .
فالإنصاف يقول بعدم طاعة الوالدين الكافرين بإله الإسلام طالما كان الإيمان به ناتج عن قناعة عقلية و يتعدي الوالدان حدودهما حين يحاولان التأثير علي إختيار إبنهما و تغيير قناعاته الفكرية مستخدمين في ذلك سلطتهما الأبوية أو سلاح العاطفة كما حدث في القصة التي أوردها الطبراني في كتاب العشرة : حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثنا أحمد بن أيوب بن راشد ، حدثنا مسلمة بن علقمة ، عن داود بن أبي هند [ عن أبي عثمان النهدي ] : أن سعد بن مالك قال : أنزلت في هذه الآية : ( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ) قال : كنت رجلا برا بأمي ، فلما أسلمت قالت : يا سعد ، ما هذا الذي أراك قد أحدثت ؟ لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت ، فتعير بي ، فيقال : " يا قاتل أمه " . فقلت : لا تفعلي يا أمه ، فإني لا أدع ديني هذا لشيء . فمكثت يوما وليلة لم تأكل فأصبحت قد جهدت ، فمكثت يوما [ آخر ] وليلة أخرى لا تأكل ، فأصبحت قد اشتد جهدها ، فلما رأيت ذلك قلت : يا أمه ، تعلمين والله لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ، ما تركت ديني هذا لشيء ، فإن شئت فكلي ، وإن شئت لا تأكلي . فأكلت .
و بالمثل كان علي إله الإسلام - إن كان يثق في ألوهيته و في جدارته - أن يأمر الأباء بعدم توريث الإسلام لأبنائهم كما أمر الأبناء بعد طاعة أبويهم علي الشرك به كي يضمن أن عبادته و الإيمان به أمر ينبعان عن إختيار حر لا عن عمليات غسيل مخ و تلقين و وراثة تتم في سن صغيرة جداً يثق الطفل خلالها في صحة كل ما يعلمه إياه أبواه و يصدقهما في كل ما ينطقان به و يأخذ عنهما معتبراً كل ما يصدر عنهما حقائق لا جدال فيها ، فهما بالنسبة له لا ينطقان عن الهوي .
فحينها فقط يتحقق الإختيار الحر و الإيمان الحقيقي لا وراثة الدين و قتل ملكات التفكير و إخصاء الإختيار الحر و إعمال العقل منذ الطفولة المبكرة و نفس الأمر ينطبق علي المدرسة التي تُلقن الأطفال الدين الذي ورثوه و كان حرياً بالتعليم أن يعني بتدريس الأخلاق دون التعرُض للأديان عوضاً عن المشاركة في غسيل المخ بالتلقين و اغتصاب حق الطفل في التساؤل و التفكير و البحث و الإستنتاج و من ثَم الإختيار الحر و الذي سيكون بلا شك مبني علي قناعة و يقين فالإله الإبراهيمي يعمل يعيش علي نظام مشابه لنظام الأرباح البنكية ، يستعمر رأس رجلاً و امرأة و تتضخم ثروته من الرؤوس تلقائياً مع كل طفل يُولد لهما و لذا أمر رسول الإسلام المسلمين بالتفريخ فقال لهم : في عدة أحاديث منها ما رواه النسائي وأبو داود والإمام أحمد بلفظ: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم. ومنها: تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة. وهو حديث صحيح رواه الشافعي عن ابن عمر. . مما كان سبباً في تضخم سكاني في دولة مثل مصر بها 2 مليون طفلاً مُشّرَداً و قضي علي كل فرصة للتنمية و النهضة ، و حتي في دول الخليج المرفهة نفطياً قد يُخطئ الرجل في أسماء أولاده و أعمارهم و من أي أم هذا الإبن أو ذاك فكيف لهكذا أب أن يُحسِن تربية أبنائه ! و ذاك حديث أخر .
.
https://www.facebook.com/SalafiMajnoun/videos/vb.1382511642077777/1555943488067924/?type=2&theater








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العقل المعطل
john habil ( 2016 / 4 / 5 - 10:10 )
زواج الفتيات القاصرات واغتصاب طفل من بين كل أربعة أطفال في بعض الدول العربية المتشددة
حسب احصائبات رسمية وشعبية +غسل دماغ الطفل الصغير وشل قدرته الفكرية في التساؤل وفي البحث والأستنتاج يجعل منه طاقة عدائية للخير والجمال فتدفعه العقد المتراكمة في داخله من أثر الكبت والخوف للكره والإنتقام واتباع طرق الشر والإرهاب
فمن الغرب يتركون جامعاتهم وحياتهم وأحبائهم ليلتحقون بدواعش سوريا والعراق
ومن السعودية والخليج (( وعن طريق المزاد العلني ) ** ( مليون ريال لكل رأس ) يأتوك بفكر وهابيٍ عنصري يحملون معهم فتاوى جهاد المناكحة وجهاد اللواط في سبيل الله
وعندما يموت الكبار والصغار معاً فمن سيبقى؟؟
مشكاتنا هي التراث والوهابية


2 - Homo islamicus barbicus
سيفاو ( 2016 / 4 / 5 - 12:39 )

مرة أخرى سيدتي الفاضلة،لايمكنني إلا أن أحييك على هذا المجهود التنويري الجبار الذي تستميتين في القيام به بكل جرأة ومسؤولية،كي تتحرر هذه القطعان المبرمجة بملاحم خيبر و عذابات القبر والثعبان الأقرع،هذه القطعان التي لازالت تحلم بالفراديس المفقودة وغزو ة روما وسبي بنات الأصفر الشقراوات وربما غدا بنات الدنمرك والنرويج والسويد..... سيدتي الفاضلة،المشكلة تكمن في رؤوس جوفاء عششت فيها العناكب منذ 14 قرنا.هذه الرؤوس استطابت الكسل والخنوع،هذه الرؤوس ألفت الثبات، ثبات الأوتاد تحت المطارق،هذه الرؤوس ألفت الإنقياذ ولو إلى المهالك. شباب الدواعش المغرر بهم نموذجا.
تحياتي ومودتي

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تبدأ النظر في تجنيد -اليهود المتش


.. الشرطة الإسرائيلية تعتدي على اليهود الحريديم بعد خروجهم في ت




.. 86-Ali-Imran


.. 87-Ali-Imran




.. 93-Ali-Imran