الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عذراء الأوراس...الشهيدة مريم بوعتورة

أسامة هوادف

2016 / 4 / 4
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


هي بنت من بنات الجزائر الشامخة وجميلة من جميلاتها ولدت من أجل أن تزف الى جنان الخلد شهيدة مخضبة بدماءها الزكية ...أبصرت النور يوم 17 جانفي 1938 بمدينة نقاوس وترعرت في كنف عائلة ميسورة تمتهن التجارة وتمتلك كثير من البساتين والخيول وكان لها الحظ في تلقي العلوم ودخول الى المدرسة ..رأت وهي صغيرة معاناة أهلها من الجزائريين وبطش الأستعمار بهم سافرت فيما بعد الى مدينة سطيف مع أبويها وظلت تحن الى مسقط رأسها الأوراس الذي أنكسر على جباله الشامخة كل جيوش المستدمرين الغزة منذو فجر التاريخ والذي كانت جباله ووديانه وتلاله مع أول رصاصة تطلق في ليلة الفاتح من نوفمبر 1954م ضد المستدمر الفرنسي إيذان ببداء مرحلة جديدة من الكفاح ضدا هذا المستعمر الغاشم أستطاعت إنهاء المرحلة الثانوية بتفوق في ثانوية أوجان ألبارتيني /مليكة قايد حاليا ..ومع مرور الأيام أزداد حبها الثورة الجزائرية حتى أنها رفضت فكرة الزواج رغم ألحاح أمها لكنها فصلت في أحتيارها قائلة (..أنا لن أتزوج ...سألتحق بالثورة...وأدافع عن وطني...!) وقد شاركت زهراء الأوراس في أضراب الطلبة الجزائريين عام 1956م وكانت من بين قيادته في مدينة سطيف وثانوياتها وحينها بدأت رحلة المطاردة والأستنطاق من طرف البوليس الفرنسي ولكن دون جدوى لأنها بنت الأوراس ولن تنحني أمام جبروت الطغاة وبعدها أخذت دروس في الأسعافات من طرف جبهة التحرير الوطني وما هي ألا بضعة أشهر ويتحقق حلمها وتلتحق بقلاع الثورة في الجبال وترسل رسالة تخبر فيها أسرتها بألتحاقها بثورة التحرير و ه>ا مقتطف من الرسالة (...أدعوا لي بكرة وأصيلا ...وتأكدو أن الوطن سيحيا بدماءنا وسنسقيه من عروقنا روحا عطرة زكية ...وأن الأستعمار الفرتسي الذي بدأ في الجزائر سوف ينتهي فيها وتكون له بذلك الجزائر مقبرته الأبدية...) أمتهنت بطلة الجزائر التمريض بالجبال وكانت تحرص على العناية بالجرحى المجاهدين وتقديم كالفة العون لهم وتسهر على راحتهم وكان رفاق الجهاد والكفاح قد أعجبتهم شخصيتها وقرر بعضهم التقدم الخطبتها لكنها كانت تقول ..(..لم التحق بالثورة ولم أصعد الجبال لأجل الزواج..تجربتي أطلعتني على معاناة أبناء وطني وما يقاسيه هؤلاء أريد أن أثأر لشعبي وأنتقم..!) ألا أن مهنة التمريض لم تكن كافية لأشباع رغبة مريم رغم كونها مهنة نبيلة وخطيرة فلقد رفضت ألا أن تشارك في العمليات الفدائية وكان لها ما أردت ...وكان قد عرض عليها الألتحاق بحكومة المؤقتة في تونس من قبل المجاهد على كافي ألا أنها رفضت وقالت لهم ( أفضل أن أستشهد بين أخوني ...أما بخصوص تونس فلو كانت لي رغبة فيما فلن يسبقني أليها أحد وكانت قد أنتقلت لأن عائلتي لم تبخل علي أبدا ووفرت لي كل شئ....!) وقد أنظمت الى مجموعات القدائيين بمدينة قسنطينة حيث شاركت في بعض العمليات النوعية هناك فذقت جنود الأستدمار الويلات وجعلتهم يشربون من نفس الكأس الذي ذاقه الجزائريون وهو الموت وكانت على موعد مع الشهادة يوم تاسع جوان من عام ألف وتسعمائة وستون (1960) حين حاصرتهم جحافل الجيش الفرنسي في بناية في مدينة قسنطينة أثر وشاية أحد الخونة فرفضت مريم الأستسلام وظلت تقاتل وترميهم برصاص وعلا صوت الأنفجارات أثر قصف العدو البناية بقذائف البازوكا وكانت تصرخ بأعلى صوتها (الله أكبر..تحيا الجزائر مستقلة ...يسقط الأستعمار) وقد أستطاعت أن تقتل ضابط برتبة ملازم يدعى /روسو/ وقد ألقي عليها القبض وهي مصابة أصابة بالغة وقد تعرضت التعذيب من أجل الحصول على المعلومات ولكن هيهات أن تنطق لهم بحرف بعدما أقسمت على صوان العهد عهد الثورة فبعدما يئسوا منها حقنوها بحقنة مسمومة فسجلت بذلك أسمها في سفر الخلود ولقد حاول أبواها لأتصال بأحد الجنرلات ممن شاركوا في العملية من أجل الحصول على معلومات حول قبرها فقال له الجنرال (لقد أشبعتنا المر...قاتلتنا بشراسة كالأسد ولو كانت ابنتي لأقمت لها تمثالا ! وقال أحد قادة القوات الفرنسية ’’لقد قتلوا أحسن ضباطي فلن يرى أحد جثتها أو يعرف قبرها ) ولكن لقد جعل الشعب الجزائري أسمها محفور في قلبه وذكرها ماثلة أمامه وسيرتها تتناقلها الأجيال جيل بعد جيل لأنها تمثل الجزائر وما أدراك ما الجزائر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استطلاعات رأي ترجّح فوز حزب العمال وخسارة المحافظين في بريطا


.. المحافظين: حزب العمال في طريقه لتحقيق فوز لم يسبق له مثيل




.. نحن والغرب تأصيل مفهوم الغرب سياق تطوري مقارن - أ. شوكت سعدو


.. تصريح الرفيقة زهرة أزلاف: حول انعقاد المؤتمر الوطني الثالث




.. كلمة فتيحة حدادوش عن عاملات سيكوميك في إفتتاح المؤتمر الوطن