الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم دولة الحرية والعدالة الإجتماعية في القرآن-دولة النبي-3

انطلاق الرحبي

2005 / 11 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لاإكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي. فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لاانفصام لها. والله سميع عليم.
وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
وأمرت لأعدل بينكم.
ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين.
وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى.
وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل.
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.
ولن تجد لسنة الله تبديلا.
ولا تجد لسنتنا تحويلا.
الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم.
أختم البحث بالجزء الثالث عن مفهوم الدولة الدينية ودولة العدالة الإجتماعية( دولة النبي)في القرآن من خلال حركة النبي في الواقع الإجتماعي وبرنامجه التغييري.فنقف مع القرآن في إنتاجه لمفهومي العدل: باعتباره العامل الأساس التي ترتكز عليه حركة النبي في الواقع الإجتماعي.والحق:والذي يمثل الحقيقة الموضوعية(=القانون الكوني للخلق) فالقرآن يؤكد علاقة التلازم بينهما باعتبار أن الحق يمثل القانون الكوني للخلق في وجوده العام. أما العدل فيمثل القانون العام في تميزه معرفياً واجتماعياً من قبل الإنسان.وبمعرفة علاقة التلازم بين الوجود العام وتميزه في الواقع الإنساني نستطيع أن نفهم حركة تطورالبنية الإجتماعية في انتقالها من مرحلة أدنى إلى مرحلة أعلى في خط السيرورة والصيرورة التاريخيتين وهوهو معنى ولا تجد لسنتنا تحويلا لأن السنة: تعني الجري= السيرورة والتحويل: تعني الحركة في دور = التكرار وهو ماينفيه القرآن أي أن القرآن ينفي الحركة الدائرية التكرارية للبنية الإجتماعية ويؤكد على الصيرورة وهي هي الجعل في التاريخ وهو هو قانون التطور بالضد من التفسير التراثي الذي فسر ذلك بمعنى الثبوت أي إلغاء عامل الصيرورة من البنية الإجتماعية مما أدى إلى توقف الصيرورة التاريخية لحركة التطور الإجتماعي ودخولها في دائرة التكرار والإنغلاق ومن ثم موت البنية الإجتماعية مادياً وبقائها تاريخياً تعيش على الماضي الذي لم يكن لنا أي دور فيه( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولاتسألون عما كانوا يعملون). فالسؤال هو : ماهو كسبنا نحن اليوم؟ أو بمعنى أدق ماهو إنتاجنا المعرفي والمادي؟ هل عندنا شيء نقدمه للناس ينتفعون به اليوم وفي المستقبل؟ أقف عند هذه الآية العظيمة وهي تؤسس لمفهوم الصيرورة ( التطور الإجتماعي)من خلال طرحها لمفهوم الأمة :السلوك أو البناء المادي والمعرفي وهو ما نستنتجه من الآية حين ربطت بين الأمة وكسبها= الإنتاج من خلال العمل( يعملون) وهو هو الإنتاج المادي والمعرفي لاحظ الدقة العلمية المتناهية في نحت المفاهيم المعرفية للقرآن.فالقرآن يسأل الناس عن إنتاجهم المادي والمعرفي( الحضاري) ويدعوهم إلى عدم الوقوف على ما أنتجه الماضون وهذه الآية هي أعظم من بيّن قانون التطور الإجتماعي من خلال طرحه لمسألة تجاوز القديم (خلت) والتأكيد على الحاضر الحي (ولاتسألون). ونقرأ في القرآن وهو يطرح مفاهيمه المعرفية ويدعو للقيم الإنسانية العامةفي الآية: لاإكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي. ماذا يؤسس هذا القول في الواقع الإجتماعي والمعرفي للإنسان؟.ليس من حق أحد كائن من كان أن يكره الناس ويحملهم على الإعتقاد بشيء لايؤمنون به= قول يؤسس لحرية الإعتقاد وهنا يعقل( يربط) القرآن العلاقة بين الرشد والغي من جهة والله الطاغوت من جهة أخرى، فالرشد هو الكفر بالطاغوت =إنكار ورفض العبودية لأحد من الناس أما الغي فهو الإيمان بالطاغوت =القبول بالعبودية لأحد من الناس، إقرأهذه المعادلة الإجتماعية والمعرفية بنفس الوقت بين الإيمان بالله والرشد= الحريةفي طرفها الموجب إن صح التعبير والإيمان بالطاغوت والغي= العبودية في طرفها السالب فالعلاقة بين الرشد والإيمان بالله علاقة إنجذاب تؤدي إلى الحرية في الواقع الإجتماعي بالعكس من العلاقة بين الغي والإيمان بالطاغوت فهي علاقة إنتباذ تؤدي إلى العبودية في الواقع الإجتماعي وهو ماأكد عليه القرآن في مكان آخر حين قال: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم.الله الله لاإيمان مع الظلم أي أن شرط الإيمان بالله هو هو رفض الظلم الإجتماعي البغي-الطاغوت والمعرفي الإكراه في الدين.إنها الحرية الإنسانية بأجلى معانيها أن تكون حراً أمام الطواغيت أي أن ترفض أن تكون عبداً لإحدْ.بل الإنسان حرُ في اختياره حتى مع الله فإنه لايريدك عابداً ولاأقول عبداً له بالإكراه بل منحك حرية الإختيار في ذلك وهو معنى الآية: وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.إنه قول عظيم يؤسس للحرية المعرفية للإنسان في اختياره في مسألة الإيمان بالله أو عدمه. وهي حقيقة موضوعية عير قابلة للإلغاء لما تحمله كلمة الحق من معنى في القرآن والذي يعني قوانين الوجود الموضوعي المادية والمعرفية فنحن المؤمنون بالله علينا أن نؤمن أن الكفر حق كما هو الإيمان حق على حد سواء ولاننازع الناس ما منحهم الله إياه.إن الذي علينا أن نرفضه ونقاتله هو تحول الكفر إلى ظلم : إجتماعي أو معرفي أو إقتصادي أو سياسي( إكراه وطاغوت). تلك هي حركة الثائر الأول نوح ومواجهته للملأ المترفين وحلفائهم الكهنة مع أنصاره من الأراذل. إقرأ حوارهم مع طواغيت زمانهم لتفهم كيف واجهوا الكفر في تحوله إلى ظلم في الواقع الإجتماعي، فلن تجد في القرآن رفضاً للكفر إلاّ إذا ارتبط بالظلم. بل القرآن يدعو إلى الحوار المعرفي على أساس البينات والأدلة المادية والمعرفية الذي يهدف إلى التوصل للحقيقة الموضوعية المادية أو المعرفية وهو هو قوله في الآية: وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين.الله الله الطرفان متساويان في البحث عن الحقيقة الموضوعية وهوتأسيس للحوار المعرفي المنتج والنافع للناس بدلاً من الجدل العقيم الذي لاينتج معرفة بل يؤدي إلى الإكراه.فالناس أحرار فيما يختارون من معارف وعلوم على أن يرفضوا الظلم والظالمين وهو هو المشترك الإجتماعي بين الناس لبناء مجتمع الحرية والعدالة الإجتماعية على قاعدة التنوع والإختلاف في أشكال الحكم والنظم الإجتماعية.أن ترفض الظلم وتواجهه بكل ماتملك من إمكانيات في الواقع الإجتماعي الذي تتحرك فيه وأن تعمل في سبيل السلم الإجتماعي بالضد من يعمل في سبيل الحرب الإجتماعي وذلك على جميع المستويات المعرفية والسياسية والإقتصادية.....إلخ. وهو هو معنى : إدخلوا في السلم كافة.وهو هو البرنامج العملي للتغيير الإجتماعي الذي أتى به الأنبياء بالضد من سلطة الطاغوت ( الدولة الدينية) بجميع أشكالهاالتاريخية المبنية على أساس الإكراه المعرفي والسياسي والإقتصادي( الغي والبغي) بلغة القرآن.أي إستعباد الناس وجعلهم أعداداً تسير وفق مشيئة الطاغية وإرادته. وهو هو موت المجتمع الإنساني وتحوله إلى مجتمع من البهائم. إقرأ مايقوله القرآن: إن هم إلاّ كالأنعام بل هم أضل سبيلا.إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا.وأضل فرعون قومه وما هدى. والسبب في تحوله إلى مجتمع من الأنعام هو خضوع الناس للطاغية بدلاً من مواجهته، أي القبول بالظلم الإجتماعي!!. ينقل الدكتور علي شريعتي رحمه الله عن معلمنا الثاني علي إبن أبي طالب قوله : إثنان مسؤلان عن الظلم: الظالم والآخذ بالظلم . أي القابل به والساكت عنه. الله الله عليك يابقية محمد في أمته. وعلى هذا فأن دولة النبي تؤسس للحرية والعدالة الإجتماعية من خلال اختيار الناس الحر لما ينفعهم( يحقق مصالحهم في الحياة) على قاعدة : ماينفع الناس يمكث في الأرض أما الزبد وهو عدل الظلم فيذهب جفاء.وهنا مسألة معرفية هامة أحب أن أوضحها في نهاية الكلام وهي أن شكل الدولة وآلية الحكم مسألة خاضعة لاتفاق الناس وليس لما يسمى بالفقهاء! الذين لايفقهون من الصيرورة التاريخية المتطورة والمتغيرية على الدوام والتي الغوها من قاموسهم المعرفي. فلا تنتظروا منهم قولاً حول الدولة وأشكال النظم المعاصرةمن مجالس نيابية تشريعية ( برلمانات) وكيفية اختيار الحاكم والحكومة فهذا شيء ليس من اختصاصهم أصلاً. لإن القرآن وضع مسؤلية ذلك على الناس أنفسهم بما يختاروه وأعطاهم القاعدة المعرفية التي تمكنهم من تحقيق العدالة الإجتماعية في الواقع من خلال مفهوم (الأمة) والتي تعني في وقتنا الحاضر المفكرين والعلماء في جميع الإختصاصات الإجتماعية والطبيعية ومن خلال الاحزاب المعاصرة ومنظمات المجتمع المدني النقابات والجمعيات والذي يمثلون الورثة الحقيقيون للنبوة ودورها في الواقع الإجتماعي للإنسان .فهل نأخد بقوانين السيرورة والصيرورة( سنة الله... ولن تجد لسنة الله تحويلا. ولن تجد لسنة الله تبديلا)لندخل التاريخ من جديد نحمل للناس ماينفعهم ونحقق معهم حلم الأنبياء ( إدخلوا في السلم كافة)؟!. . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah