الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التأثيرات المصرية على الديانة المسيحية

بارباروسا آكيم

2016 / 4 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إِنَّ عملية فهم الخلفية التاريخية للاهوت المسيحي ( الثالوث ، القيامة ، حياة مابعد الموت ..الخ ) تتم من خلال فهم الخلفية التاريخية للمنطقة .

تعريف الثالوث المسيحي لمن لايعرف وببساطة شـديدة هو ثلاثة أَقانيم ( الآب - الإبن - الروح القدس ) وهذه الأَقانيم تمتزج في كيان واحد .

بــدايـــة الأَفكار الـمـتـعـلقة بالثالوث ( الـخـلفية التاريخية )

نشأت فكرة الثالوث في مصر القديمة ، ومن المعروف إِنَّ الديانة المصرية هي ديانة تراكمية مَرَّت بمراحل زمنية وحقب تاريخية طويلة جداً وعمليات تطور مختلفة ،

يقول ياروسلاف تشرني عن الديانة المصرية : (( وقد أَدت هذه الأَحداث السياسية الى علاقات متقاربة بين الآلهة المحلية ، فقد أَصبح إله عاصمة الإقليم المعبود الرئيسي في الإقليم ، بينما إِنزوت الآلهة الأُخرى الى مصاف المعبودات الثانوية ، أيضاً أَضحى إله العاصمة السياسي للملكة الموحدة الإله الأَكبر لها جميعاً . وفي مجرى هذا التطور حجبت أَو ضمرت بعض المعبودات لحساب الآلهة الأَكثر أَهمية ، أَو امتصت واندمجت فيها تماماً فاقدة قوامها الفردي ، منتهية بذلك الى النسيان ، وقد عَمد كهنة وأَتباع الآلهة المحلية المهددة الى النضال من أَجل الحفاظ على آلهتها من هذا المصير ، فأعلنوا أن معبوداتهم ماهي إِلا مجرد إقنوم من أَقانيم الإله الرئيسي لايختلف معه في جوهر صفاته الخاصة إذ كانا يحملان بالفعل ملامح مشتركة بينهما ، وقد تم على مدى الزمن التوحيد بين الكثير من المعبودات بدرجات مختلفة تتراوح بين المزج التام واختفاء أَحدهما كلياً في كيان الآخر ، أَو ظهور المعبود الأَقل أَهمية كمجرد نعت يضاف الى أَلقاب الإله الأَعظم نفوذاً وأَهمية . فقد إِمتص [ بتاح ] إله منف على سبيل المثال المعبود [ ســوكــر ] إله جبانة سقارة فأصبح الأَخير لايظهر بعد ذلك إِلا في شكل [ بتاح - ســوكر ] وهناك إسلوب آخر لجأ اليه كهنة الآلهة القديمة للحفاظ على كيانها بإدخالها عضواً في ثالوث إلهي مقدس مع آلهة رئيسية يجعل دورها بينهم دور الزوج أَو الزوجة أَو الإبن . والنماذج هنا شـهيرة في تاريخ الديانة المصرية ، ففي مدينة [ Antinoupolis ] زُوِجَـــتْ الإلهة [ حكات ] من الإله الكبش [ خنوم ] وفي منف ضم ثالوثها المقدس المعبودة اللبوءة ســـخــمت كقرينة للإله [ بتاح ] بينما لعب الإلــه [ نفرتوم ] دور الإبن والعضو الثالث في الثالوث المنسوب الى منف ))

الديانة المصرية القديمة ، تأليف : ياروسلاف تشرني ، ص 34 ، ترجمة : د. أَحمد قدري - مراجعة : د. محمود ماهر طه ، الطبعة الأولى - 1996 ، الناشر : دار الشروق - القاهرة

قد يتسائل البعض عن إِرتباط اللاهوت المسيحي تحديداً من خلال عملية التجسد أَو التأنسن باللاهوت المصري .

يقول ياروسلاف تشرني تحت عنوان [ أَرباب في صور بشرية ] : (( ويبدو أَن إسباغ الأَشكال والصفات الإنسانية قد بدأ منذ وقت مبكر منذ نهاية عصور ماقبل التاريخ ، ففي الصلاية الاردوازية للملك - نعرمر - في بداية عصر الأُسرات نجد رسم معبود ذي وجه إنساني وإن حمل ذلك الوجه أُذني بقرة ، وربما كان هذا الرسم يدل على الإلهة [ حتحور ] وقد وجدت ثلاثة تماثيل للإله [ مين Min ] عثر عليها في [ كوبتوس Koptos ] تعود تقريباً الى نفس الفترة ، وهي منحوتة في شكل بشري يبدو منه عضو الإخصاب المميز للإله مين في وضع الإنتشار ، والجسد عار إِلا من حزام ، والرجلان ملتصقان ببعضهما بينما الذراعان مشدودان الى الجنب والرسغ الايمن به حفرة لعلها كانت أَصلاً موضع تثبيت السوط الذي يعد أحد علامات الإله [ مين ] ))

الديانة المصرية القديمة ، تأليف : ياروسلاف تشرني ، ص 29 ، ترجمة : د. أَحمد قدري - مراجعة : د. محمود ماهر طه ، الطبعة الأولى - 1996 ، الناشر : دار الشروق - القاهرة

فــكــرة الـمــــوت والإنبعاث للإله والإنـســـان

فكرة الإنبعاث بعد الموت سواءاً للإله أَو الإنسان هي فكرة إِرتبطت بشكل لاهوتي بمصر القديمة .

في الثالوث المصري تتزوج الإلهة المصرية [ أيزيس ] الإله [ أوزيريس ] وينجبان الإله [ حورس ]

(( هناك روايتان مختلفتان عن موت [ أوزيريس ] فطبقاً للأولى منها فأنه قتل عند [ نديت Nedit ] وهو موقع غير معروف حتى الآن ، ثم قُطِع جسده الى أَشلاء والقي به في النيل .

وطبقاً للرواية الثانية فأن أوزيريس أُغرق في النهر وفي كلتا الروايتيين فأن بعثه واعادته للحياة كان نتيجة لأَعمال السحر التي برعت فيها [ إيزيس ] كما إِن صلة موته بالنيل يفسر الإعتقاد بأن اوزيريس كان اله النيل والفيضان وإيضاً إله الخضرة والنبات الذي يعقب ظهورها بأنتظام فيضان النهر وهي خاصية تبدو واضحة الإشارات المبكرة اليه في النصوص المصرية في نهاية الأُسرة الخامسة ، ولكن طابع الملكية والسلطة يبدو أَكثر وضوحاً وإِستمراراً في ملامح هذا الإله ، فكل ملك مصري كان يوحد مع أوزيريس بعد وفاته وكما بُعث أوزيريس سيبعث الملك مرة أُخرى ، في عالم مابعد الموت ))

الديانة المصرية القديمة ، تأليف : ياروسلاف تشرني ، ص 40 - 41 ، ترجمة : د. أَحمد قدري - مراجعة : د. محمود ماهر طه ، الطبعة الأولى - 1996 ، الناشر : دار الشروق - القاهرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف


.. تعمير-لقاء مع القس تادرس رياض مفوض قداسة البابا على كاتدرائي




.. الموت.. ما الذي نفكر فيه في الأيام التي تسبق خروج الروح؟


.. تعمير -القس تادرس رياض يوضح تفاصيل كاتدرائية ميلاد المسيح من




.. تعمير -القس تادرس رياض: كنيسة كاتدرائية ميلاد المسيح مرسومة