الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأطفال في غزة ورعب التوبة إلى الله

أمير ضهير

2016 / 4 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أيها الأطفال الصغار، هل تريدون دخول النار؟ هل تريدون أن تخسروا الدنيا والأخرة؟ إن كنتم تريدون دخول الجنة توبوا الآن إلى الله.
وأبكوا بأعلى أصواتكم معلنين برائتكم من ارتداء (الجينز) واستخدام (الجل) على رؤسكم، ومن كل مشاعر الحب التي تشعرون بها بينكم وبين أنفسكم تجاه فتاة ما.
إن هذا الخطاب الأحمق والذي يسمونه دعوة إلى الله والذي انتشر في غزة بشكل منظم من حكومة حماس من شأنه تحويل أطفال غزة إلى مجرمين غدا. اولائك الأطفال الذي ولدوا وعاشوا حياتهم القصيرة دون أن يعلموا أنه من الطبيعي أن يلعبوا ويغنوا ويحبوا ويرقصوا كأطفال العالم. ودون أن يلعموا أن هناك أماكن في العالم لا تقطع عنها الكهرباء 18 ساعة يوميا.
إن جلسات الاستتابة هذه ليس جديدة على المنطقة، فسبقت داعش حماس في هذ الأمر، فتنظيم داعش الارهابي كان كلما سيطر على مدينة في سوريا والعراق جمع الاطفال في جلسات الاستتابة والعودة إلى الله ثم مبايعة خليفتهم الأحمق أميرا للمؤمنين. والآن حماس تكرر نفس الأمر في غزة.
إن تربية الأطفال على البكاء والعويل والتوبة والخوف من كل شيء لا يمكن ان ينتج أطفالا قادرين على الحياة بشكل سليم. الأمر له انعكاسات نفسية خطيرة للغاية على تكوينهم الفكري. ألا يكفي الضيق والسعف الذي يعيشون فيه مع ذويهم طوال السنوات الماضية، ألا يكفيهم نداء الحرب والدمار والحرمان الذي صقلت طفولتهم عليها؟
ان اعادة تكوين الاطفال وفق رؤية دينية ضيقة ربما يساعد حماس في غزة على تكوين جيل يدين بالولاء لهم ولدينهم وطموحهم السياسي لكنهم وبالتأكيد لن يستطيعوا السيطرة على نواة التطرف الذي يغرسونه اليوم في أطفالنا لسبب بسيط وهو أن التطرف لا يمكن ان يقف عند حد معين وسيتجاوز كل الخطوط الحمراء التي ترسمها حماس. ستتحول حماس بالتدريج إلى التطرف أكثر عندما يكبر هولاء، وإن لم يحدث ذلك، سيشكل هؤلاء الأطفال مستقبلا نواة لجماعة ستدمر حماس لتنج مسخا جديدا من شانه تحول غزة إلى جحيم أكبر مما هي عليه الآن.
بعد أن انتشر هذا الفيديو على وسائل التواصل، قام أفراد حماس باستحضار كل دليل متطرف من التاريخ والحاضر ليبرروا ذلك زاعمين ان ترهيب الأطفال وترويعهم بهذا الأسلوب الوقح مشروع ومباح ولا شائبة تشوبه. قلت وأقول لهؤلاء لا نحتاج لدليل أو تاريخ او حاضر يبرر هذا (القرف) الذي تسمونه دعوة إلى الله. فالمنطق السليم والفطرة السليمة ترفض تماما استخدام هذا الأسلوب والترويج لهكذا أفكار على الكبار فما بالكم بأطفال لم يبلغوا الحلم بعد.
إنهم الان يبكون لأنه ارتدوا سروالا من الجينز، ويحلموا مساء كل ليلة بأنهم ربما يموتون غدا ويدخلون النار لأنهم لعبوا ببراءة مع فتاة في حلم قصير.
صدقا، اليوم فقط، علمت كيف يمكن ان يصبح الانسان داعشيا؟ كيف يمكن لطفل أن يحمل سلاحا ويقتل طفلا اخر في العراق وسوريا، وقريبا في غزة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حركة حماس خطيرة على الفلسطينيين
سيلوس العراقي ( 2016 / 4 / 9 - 18:42 )
ان حركة حماس ليست بالهينة
فهي تعلم كيف تربي جيلا منذ نعومة اطرافه ليكون جزءا لا ينفصل عنها وعن هويتها وعن اعمالها المعروفة للعالم لضمان استمرارية الكراهية لليهود ولاسرائيل
ولاعلاقة للجينز والجل بذلك

لان مايخص اللعب واللهو والرقص فلاعلاقة له بالجينز وبالجل
فكان اجداد وآباء هؤلاء الاولاد يرقصون ويغنون ويلعبون ويفرحون من دون جينز ولا هم يحزنون
وكانوا يكرهون اليهود واسرائيل وهذا هو الذي يهم حركة حماس وسبب وجودها واستمراره

تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah