الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرق المقلوب ولزوم قلب الغرب ؟ - بقية

احمد مصارع

2005 / 11 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الشرق المقلوب ولزوم قلب الغرب ؟ ( بقية )
الثقافة العربية الإسلامية أم الديمقراطية ؟
من العسير جدا الفصل مابين مفهومي الحضارة والمدنية , كما هو عسير للغاية الفصل مابين مفهومي العلم والتكنولوجيا , إنها توائم متشابهة , مندمجة في مشتركاتها بحيث يفصل الفصل بين الدماء واللحوم عن العظام والأعصاب , إلا بواسطة مبضع جراح بليد , وحيث أن بلدان الاضطراب وغير متاح لها سوى الضياع في متاهات الدروب , وذلك عن طريق الجهل البسيط أو المركب , والأخير فيما يمكن دعوته بالوعي الزائف , والدوغمائي أو اللاعملي , من زاوية نقص الجدوائية الفوائدية , التي تتلخص في تجنب المهالك , أو حفظ الذات , عن طريق الوقوف المحاذر ألاجتنابي , وبعبارة أفصح سلوك طرق الانحناء للعواصف الهوجاء , قدر الامكان وذلك لخشية من قوة الاقتلاع من الجذور , ومجانبة للاستلاب الذي يليه الاغتراب .
نصل أوكام يقطع أوصال الأفكار , بينما التهديد شبه الحقيقي سيكون بنصل سليمان لأعضاء الجسم البشري الموغل بالحس والألم , لأنه روح وعصب ودم , مالم يتم الاعتراف بالحقيقة , التي يمكن بشكل مطاطي ساخر شد مرونتها , لتقصر أكثر ما يكون , أو لتستطيل أطول ما يكون , ولعل ابلغ تراجيديا يمكن للعقل البشري أن يشهدها , تتمثل , في القول باسم الله , ثم تتقطع أوصال الموحد باسم الله , بنصل مسموم مطرز بالذهب والألماس مجرد خط , باسم الله , وعند ذاك , تختلط الأمور وتتداخل بشكل لغة معقدة يخترعها الإنسان لتتفوق على كل إمكانية وعي إنساني يمكن له فك طلاسم اللغة المندعية أو المخترعة ؟
يحدث ذلك حين لا يجد السند باد الباحث عن جزيرة أو محطة استراحة في محيط متلاطم الأمواج , مجرد فسحة ضئيلة لاستعادة الأنفاس , وإدراج الحكمة الموروثة أو المنقولة لمزيد من الصبر السلبي , أو الانكماش للحظة الواقع المعقولة , ومن هنا تكمن اللحظة الغابية الوعرة , بل الوحشية بجلاء , المثال أم الواقع ؟!. الارادوية أم القدرية ؟!. نفهم أو لانفهم ؟ تلك هي المشكلة التراجيدية ؟ نلعب أو لا نلعب , وحيث لا يوجد ملعب ولا جمهور ؟!.
لمن نكتب؟! , ولمن نقرأ؟! , كل ذلك في انغلاق لايمكن له أن يجري بطلاقة في فضاء مفتوح على مجاهيل ليس فيها استقرار ولا أدنى حدود للسلامة ؟ والأدهى والأمر , أن لا يكون كل ذلك ممكنا بدون احترام غرائبي لروح المجهول العاصف للغاية , وكأننا أسرى حقيقيين للعنة المثال والحكمة , ولاشيء اسمه التجربة الأليمة , أو التفكر والتعلم , وفي مرحلة أكثر صلابة وأمانا في أن نتعلم في منظومة علم مبررة ومفسرة أولا , وثانيا في واقع منتج له جدوائية حادة الزوايا , تملك امكان بقائها والحفاظ على ذاتها , حتى لوكانت بشكل لئيم , من نوع المهم بقائها واستمرارها , ديمومتها وخلودها , من أجل أن تبقى أو من اجل بقائها لذاتها لمجرد البقاء , وليس من باب الحب والإخلاص للآخرين ,وهي المرحلة الأ رقى حتما , وفي كل المقاييس .
لادرس لمن لا يريد البقاء , وهو يطلب جزافا الخلود نفسه , ولا دواء محتمل لمريض يكابر ما فوق الدواء المعلوم بل والمجرب , ولا حياة مطلقا لمن لا يعمل بصدق أكثر من تام على حماية الحياة و ولو بدافع غريزة البقاء ؟
إسفاف الفيلسوف المؤرخ أرنو لد توينبي في العزف على الاسطوانة المشروخة , لعلاقة الأمم بالتحدي , كقيمة مضافة يحاول إضافتها بشكل مبتذل على علم الاجتماع الخلد وني مزقت شمل أمم كثيرة لم تتح لها مقومات الصمود والبقاء أمام الإعصار التقني أو التكنولوجي القادم بشكل مرفه ومستريح , فيصورها البعض الكسول على أنها بقعة زيت , بينما هي في حقيقتها هلاما من نار وكبريت , لا يخفف من آلامها إن كانت من النار والفسفور ؟!.
الفرق كبير للغاية بين الإعصار المعلوم , والمعرف بوجه عام , وإعصار الفجاءة يلتهم كل جميع وأخر , وهو ما هدد بامكان حدوثه أجمل أسوأ رهابنة العصر ثوماس مالثوس و ولازلنا حقا ندور في فلكه , فهو يتحدث عما يمكن له أن يحدث فيما فوق الإرادة , والعمل , لتوازنات غرائبية يحدثها بقوة مضيفنا الكوني و دون دواع الاحترام لبشريتنا الأنيقة ؟!.
من يسوق بلد وزر الهدم , يفعل ذلك من وحي تحد القوة , لما هو تحت تقليدي , ولكن السؤال الأجدى أي معنى لمنسحق لا يهرب وفقا للسند باد الغارق في لجة المحيط ؟ بلا صخرة عائمة , ولا نسر للطيران , بل مجرد غرق أوديسيوسي متأله , بوحي من عظامه المختلطة بالإرث الألو هي , ورعاية تنتظر مجرد لحظة اعتراف ؟ حتى لوكانت بلغة مخترعة للغاية أو مندعية , وحتى صابئة خلدها التاريخ القديم ؟. فهل من جديد يمكن له البقاء بدون ماهو قديم ؟!.
ليس كل موروث منقول باق بالرغم , وليس كل متفوق معقول باق بلا حدود , في عصر العولمة وما بعد الحداثة ...ولكن ؟؟.
احمد مصارع
الرقه - 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah