الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللغة والثقافة .

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2016 / 4 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


اللغة والثقافة .
أجدُ نفسي أحياناً مُنساقاً إلى "التصرف" على فطرتي العربية التقليدية، وتحديداً حينما يُغضبني أحدهم، يغدر بي، يغشني أو يستغفلني، أجدُ نفسي مُوجهاً سهام غضبي الى أُم أو أُخت ذلك الوغد ،شاتماً إياهما أو إحداهما بأقذع الشتائم المتداولة والدارجة ، ناعتاً اياهن "بالشرموطات" أو "القحاب"، وبذاءات أُخرى لا أُريدُ أن ألوث مسامعكم بها .
والشتيمة الأكثر تداولاً في قاموسي ،هي "إبن شرموطة" .. لكنني وبعد أن أهدأ، أُعاتبُ نفسي وألومها على هذا البغي بحق إنسانة لم تُسيءْ إلّيّ في حياتها.. وللتنويه فأنا مُقلٌّ في الغضب وفي الشتيمة أيضاً، إلّا فيما ندر.
لكن ، لمَ ننشغل بالأُم ونترك إبنها ؟ هل لأننا "نؤمن" بأن هذا الوغد أو ذاك ، ستردعه شتيمتنا لأُمه ، أُخته أو زوجته؟! وهل إهانة الآخر وتحديداً الأُنثى (الأم ، الأُخت ، الزوجة)، فيها إهانةٌ للوغد بطريقة أُخرى؟! عِلماً بأنني لم أسمع شتيمة جنسية تخص الذكور، إلّا في حالة واحدة فقط ، تُعنى بالميل الجنسي للذكر المشتوم بشتيمة "يا هومو" ، أي يا مثلي الجنس ..!!
مثلنا العامي يُقرر بأن "الولد العاطل (السيء) بجيب لأهله المسبية (الشتيمة)".. فهل هذا ما يحدث، أم أن للأمر جذور ثقافية أعمق ؟!
لكن قبلاً أود أن أُشيرَ الى أن اللغات التي أعرفها، كالعبرية ،الإنجليزية والسلوفاكية ، كلها تشترك مع العربية في تخصيص الأُم بالشتيمة نيابة عن إبنها.. بل أشهر شتيمة في ملاعب كرة القدم الإسرائيلية هي الشتيمة التي يتلقاها حكم المباراة ، والقائلة "الحكم ابن زانية" ، يرددها المتفرجون وتحديداُ من أنصار الفريق الخاسر.
أعتقد، بأن المجتمع الذكوري ، والذي يتعامل مع الأُنثى على أنها وعاء تفريغ جنسي ، يُقدسه ويزدريه في آن واحد، يرى في الجنس ضالته ومتعته، ومع ذلك يُشهّر بهذه الأنثى التي شاركته فراشه أي فراش الذكر ، وليس ذكراً محدداً بالضرورة .. فكل أنثى شاركت آخرين الفراش هي "شرموطة" بالضرورة ، لأن "وجود" ذكور آخرين ، غير "هذا" الذكر، يُفقده إمتيازه وخصوصيته. وإلّا كيف نُفسّر "تدافع" الذكور على شراء الخدمات الجنسية من البائعات المختصات بذلك ..؟ فلو كان يحتقرها لما لجأ إليها باحثاً عن متعة مدفوعة الثمن (لكنه يحترمها ويحتقرها في نفس الوقت). لئلا يتوقف عن احترام نفسه ..!!
كل أمهاتنا مارسنَ الجنس مع شريك واحد على الأقل، وأنجبننا، لكنهن غير مذنبات لأن أبنائهن أصبحوا أوغاداً، فليست مسؤولية وغدنة الإبن من نصيب الأم ، بل هي بالأساس ناتجةٌ من التنشئة الاجتماعية ،الثقافية والتربوية والتي يقوم عليها وكلاء المجتمع ، والعائلة واحد من هؤلاء الوكلاء. ولا ننسى الوضع الإقتصادي وظروف الفقر والقهر .
لكن ما مناسبة هذا الكلام الآن؟ لأنني قرأتُ مقالاً لزميل عزيز على صفحات الحوار ، يتعرض للاضطهاد والملاحقة، وأنا أتعاطف معه ، لم يجد ما "يفش خلقه" به سوى توجيه الشتائم لأمهات المجرمين ...
أعتقد بأن الأولى بالشتيمة هو المجتمع الذي يسكتُ عن ظلم وعدوان هؤلاء الظلمة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اهلا عزيزي بهاء
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 4 / 10 - 16:22 )
تحية
وهي حالة منتشرة كثيرا بين شعوب العالم
شكرا ومودتي


2 - عزيزي قاسم
محمد البدري ( 2016 / 4 / 11 - 11:16 )
نزلفا للقرآن الكريم وتماهيا فيه خاصة من الطبقات الدنيا التي لا تعرف منه سوي قبح العلاقة الاسلامية بالمرأة تاتي كل هذه الشتائم والسباب للمرأة. انها من موروثاتنا ذات الاصل العبراني اليهودي في التوراة والانجيل والقرآن. فهذا النوع من السب موجود في ثقافة اوروبا ايضا وبغزارة ربما لان الارث العبراني في طورة المسيحي قد لوث اوروبا منذ سيادة الديانة المسيحية. نقد الثقافة يستلزم نقد الموروث. تحياتي واحترامي وتقديري


3 - اهلا عزيزي محمد البدري
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 4 / 11 - 11:42 )
تحياتي الحارة
هذا سؤال مهم جداَ أو طرح هام
وبما انني لا اعرف من لغات غير الابراهيميين ديانة ، كلغات شرق اسيا غير المتأثرة باليهودية ، لن استطيع الجزم بأن -ثقافة- شتم الاناث مقصورة فقط على المتأثرين باليهودية ..
الا يشتم الصينيون مثلا أمهات اعدائهم ؟ سؤال هام
لك خالص مودتي


4 - ولكنه يعني المجتمع...
أفنان القاسم ( 2016 / 4 / 11 - 16:44 )
العزيز قاسم: لا داعي لتعاتب نفسك أو تلومها، فمثل هذه شتيمة دارجة في كل المجتمعات الغربية أولها، وهي تريد أن تمس أعز شيء لنا في الوجود: فرج المرأة، إن للشتيمة بُعدين، نفسي، فأنت تفش غلك، واجتماعي، لأنك في الواقع تسب المجتمع مجازًا...


5 - الغالي الاستاذ افنان
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 4 / 11 - 18:34 )
تحياتي
شكرا للمواساة
ولكن هل تعلم فيما اذا كانت شعوب شرق اسيا تستعمل نفس الشتائم ؟
مودتي


6 - يتسلّون بمسبة(ابن القحبةوالشرموطة)كالبزر والقضامة
ليندا كبرييل ( 2016 / 4 / 12 - 08:19 )
تحياتي أستاذ قاسم حسن محاجنة المحترم

عندما أردت التعليق على مقالك أمس كان ردّك ت3 على أستاذنا القدير محمد البدري قد ظهر،وقرأت سؤالك إذا كان الصينيون يشتمون الإناث
فوجدت أن أشارك بما أعرفه نظراً لعلاقتي الوطيدة بأهل آسيا الشرقية

الجواب الفوري لا،لا يشتمون الإناث ،بل إنهم يستخدمون لفظة(الأفظاظ الأجلاف)لكل من يهين المرأة

مجتمعات شرق آسيا كونفوشية الثقافة،تمكنت قيمها من أعماق الإنسان الآسيوي ورسخت في ذهنه فأصبحت محركا ودافعا لكل سلوك يقوم به،وإن كان الآسيوي لا يتنبّه لذلك، فقد انغرست أخلاقياتها في شخصياتهم حتى التصقتْ بها

وصحيح أن الفلسفة الكونفوشية تؤكد على طاعة المرأة لأبيها في صباها ثم زوجها في رشدها ثم ابنها في شيخوختها(وهي المفاهيم التي تتميز بها المجتمعات القديمة)لكن مجتمعهم كان أموميّاً بالأصل، للمرأة والأم فيه هيمنة على الأسرة،لا الأب
ورغم تغير المجتمعات ودخول القيم العصرية بقوة إلى كل مفاصل حياتهم فإن هذه القيمة بالذات ما زال لها حضور إلى اليوم في الأسرة الآسيوية(صينية يابانية كورية)

وإذا كانت المرأة الأقوى داخل البيت،فإنها لا تشعر أنها الجنس الأضعف خارجه

يتبع رجاء


7 - يتسلّون بمسبة(ابن القحبةوالشرموطة)كالبزر والقضامة
ليندا كبرييل ( 2016 / 4 / 12 - 08:25 )
هذا المجتمع الذي يتميز بتجانسه الشديد، والتزامه بشدة بالقانون، وخضوعه للأعراف التي حدّدها للمضي بانسجام وتوافق، يحاسب بشدة وصرامة من يتفوّه بقبيح الكلام، ويعتبره من السقطات الاجتماعية التي توجب العقاب المعنوي !
فمثل هذا النموذج لا يحترم قيم المجتمع المتماسك، الذي يسعى بهمة ونشاط ودون كلل لإثبات حضور فعّال، لا يحققه إلا الأعضاء الصالحون، لا الحثالة التي تقود إلى الانقسام وتمزّق أفراد المجتمع

في المجتمع القديم كانوا يبجلون الخصوبة(الأرض والمرأة) ويجب احترام هذه الهبة،لا التفريط بها بأية صورة
ولم تندثر هذه القيمة إلى اليوم، رغم أن المجتمع أصبح صناعيا واختفت مفاهيم المجتمع الأمومي ثم الإقطاعي

وحتى تستطيع أخي قاسم من تفهّم الذهنية الكونفوشية، اسمح لي أن أستخدم بعض العبارات وردت في مقدمة مقالك، تقول حضرتك:

أجد نفسي أحيانا مُنساقا إلى -التصرف-على فطرتي العربية التقليدية،حينما يُغضبني أحدهم ..أو يستغفلني،أجد نفسي مُوجها سهام غضبي الى أم أو أخت ذلك الوغد ،شاتماً إياهما ..بأقذع الشتائم المتداولة،ناعتا اياهن -بالشرموطات- أو -القحاب-،وبذاءات أُخرى

يتبع من فضلك


8 - يتسلّون بمسبة(ابن القحبةوالشرموطة)كالبزر والقضامة
ليندا كبرييل ( 2016 / 4 / 12 - 08:29 )
تابع لقول الأستاذ محاجنة:

لكنني وبعد أن أهدأ،أعاتب نفسي وألومها على هذا البغي بحق إنسانة لم تُسيءْ إلّيّ في حياتها.. وللتنويه فأنا مُقلٌّ في الغضب وفي الشتيمة أيضا

هذا قولك
وأما أنا فأقول ومعذرة إن وجدت ضيقا من ملاحظتي

لقد تداخلت الكونفوشية مع البوذية مع الشنتوية، حتى ما عدنا نميّز بين قواعد هذه الفلسفات التي تشكل شخصية الإنسان الآسيوي

إنها تؤكد على أن يتحلّى الإنسان بالأخلاق الرفيعة، والسعي المتواصل إلى العلم، والإيمان بالعمل لإثمار هذا العلم
كذلك
تؤكد بصرامة على أن يتحلّى الفرد بالحب للآخر، وحسن معاملته له، والتأدّب في الخطاب معه

والأهم عندي في هذه الفلسفة :

أن الإنسان يميل إلى العدوانية بطبيعته، فعليه أن يتدرب على كبح جماح غرائزه وميوله للطغيان، (بالتدريب على ترويض النفس واللسان)، والبحث عن كل ما يسعد المجتمع وينظّمه

إذاً: هو تهذيب الذات،، فلا يجنح الإنسان إلى ما يسبب انفصاما في شخصيته
فكلما ارتفع وعيه وثقافته وعلمه، كان عليه أن يستجيب بقوة (لتعليم العلماء) أي ما نسميه نحن الكونفوشية،الذي يحثّ على التماسك أمام ما يثير غضبه وحنقه،( فلا يخرجه عن اتزانه ووقاره)

يتبع


9 - يتسلّون بمسبة(ابن القحبةوالشرموطة)كالبزر والقضامة
ليندا كبرييل ( 2016 / 4 / 12 - 08:38 )
إنساننا يصل إلى أعلى مراتب العلم ومع ذلك يبقى لسانه مُنساقا إلى الحضيض من الكلام
لماذا؟

نحن نربّي جيلاً،ونهيمن عليه بأوامرنا وإرشاداتنا ونصائحنا وملاحظاتنا، ومع ذلك لسنا قادرين على السيطرة على عضو طوله بضعة سنتمرات؟

أعتقد أستاذ قاسم أنك ستوافقني أن ثقافتنا قياساً بما جاء به كونفوشيوس ضحلة جداً

هناك ما يدعم تحقير المرأة في أدبياتنا الدينية،ولا بد أن نعترف بذلك

ولا بد أن نقرّ بأننا نتسلّى بمسبة(ابن الشرموطة، وبنت القحبة وما ورد في أميّات نجيب سرور) نتسلّى بهذه العبارات كما لو كنا نفقّش البزر

ويسرني هاها أن أنقل إليك أنه حتى النساء يستخدمن هذه العبارات القبيحة!

تجرّأتُ اليوم وكتبت (شرموطة وقحبة) وأنا التي لم تسمع هذه الكلمات في طفولتها، فقد كانت أقسى عقوبة تلحق بنا من الراهبة إذا ارتكبنا خطأ لفظياً أن ترفع طرف(قلت طرف يعني يا دوب)طرف التنورة كاشفة عن كيلوت الطالبة فتضربها ضربة خفيفة واحدة فقط وهي تقول لها(عيب تأدّبي)

لا بد أن يتعلم الإنسان كيف يسيطر تماااااماً على جموح لسانه
بالإرادة
وليس إلا الإرادة

أرجو أن تتفضل والأساتذة الكرام بقبول تحيتي وسلامي
ومعذرة لطول التعليق

شكراً


10 - إلى الغالية ليندا كبرييل: هذا المجتمع ليس مجتمعي!
أفنان القاسم ( 2016 / 4 / 12 - 08:40 )
بعد إذن الغالي قاسم: أنا إنسان متعدد متفجر وليس موضوعًا للأخلاق، خاصة ما تسمينه ((العضو الصالح))، ولا أعتقد أن ثقافة ((الجيشا)) في اليابان من هذا النوع... صدمني تعميمك الآسيوي عند الأستاذ قاسم قبل تعميمك العربي عند الأستاذ وليد عند حديثك عن ((العربي المنفصم))، ولنفترض أن الانفصام عند العرب كلي ما عداي، ما عدا شخص واحد هو أنا، وجود شخص واحد فقط واحد مختلف عن الكل السائد ينفي نظريتك، علمًا بأنك تحاكمين الفرد حسبه لا حسب دينه أو ملته كما قلتِ مشكورة...


11 - أرجو التفضل بنشر تعليقي الرابع
ليندا كبرييل ( 2016 / 4 / 12 - 08:40 )
شكراً لحضرة المسؤول المحترم، وأتمنى أن يتفضل بنشر التعليق الرابع ليتمّ المعنى المراد
وشكراً لجهودكم


12 - الشكر الجزيل للفاضلة الاستاذة ليندا كبرييل
محمد البدري ( 2016 / 4 / 12 - 09:47 )
عندما اعجزني العزيز الاستاذ محاجنة في تلميحة للمجتمع الصيني كحالة مقارنة لم استطع الرد لعدم دراياتي الانثربولوجية بمجنمعات شرق آسيا بعكس ما وفرته العزيزة الاستاذة كبرييل من معارف. وهو ما سيجعلني اعود للسؤال عن وضعية المرأة علي لسان رجل الشارع في مجتمعاتنا الاقدم من زمن تلوثنا بالعروبة والاسلام حسب ما تصوره النقوش والكتابات القديمة في بابل وآشور وعند الفينيقين والفراعنة؟ تحية وشكر مرة اخري لكلاكما علي تنشيط الذاكرة وللحفر المعرفي وما علينا فعله لنتخلص من عورتنا الثقافية التي طالت ايضا - وللاسف - اليسار الثوري كما ذكرتنا به العزيزة كبرييل في شعر نجيب سرور


13 - العزيزة ليندا تحياتي
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 4 / 12 - 13:23 )
بداية شكري الجزيل على اثراء الموضوع بشكل كاف وواف.
على حد علمي ما زالت هناك في الصين مجتمعات امومية ..
والشتيمة في جوهرها هي تنفيس عن غضب.. وهي وسيلة وليست هدفا بحد ذاتها.
وأؤكد معك وعلى ما كتبت بأن المجتمعات الإنسانية بحاجة الى اكتساب مهارات التحكم بالغضب. وهناك عدة آليات وبرامج مجموعات علاجية تتخصص في اكساب مهارات التحكم بالغضب ،أذكر منها مهارات إدارة الغضب، ومهارة استبدال الغضب .
فهل تكفي في رأيك فلسفة ما؟
اكرر خالص شكري ،امتناني ومودتي


14 - تحياتي عزيزي الاستاذ افنان .
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 4 / 12 - 13:26 )
بداية ، اود ان اغبطك على مقال الأستاذة ماجدة ..نيالك يا عمي !!
ثانيا ، تجارة الجنس موجودة في كل الثقافات وبعضها حولها الى طقوس دينية في الثقافات القديمة .
ثالثاً سأعود للتعليق على مقالتك، ولكنني مشغول هذا اليوم .
خالص تقديري واحترامي


15 - العزيز محمد البدري المحترم
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 4 / 12 - 13:30 )
تحياتي وشكرا
لم أقصد التعجيز ، بل كان هدفي المعرفة .. وقد قامت الأستاذة ليندا بالواجب ..
اعتقد بأن من المهم أن نعرف كيف تعاملت الثقافة مع المرأة ، كل الثقافات ..وهو أمر أهم كما تقول لكي -نطور- ثقافتنا ..
شكرا وخالص امتناني


16 - أنا لا أتفق معك على الإطلاق يا صديقي قاسم!!!
أفنان القاسم ( 2016 / 4 / 12 - 14:35 )
المجتمعات غير الإنسانية هي التي تتحكم بغضبها، لأن الغضب ذروة في الإنسانية، وما ذكرته الصديقة ليندا عن مجتمعات جنوب شرق آسيا فظيع ومروع، تخيل بشرهم روبوهات صدق واتزان ووقار، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم!!! استنتاجي الأول والسريع: ليندا تعيش بينهم ولا تعرفهم جيدًا، لا تعرف سلوكهم وهم على طبيعتهم، وهم على طبيعتهم يشتمون أكثر منا، وتبقى الشتيمة إنسانية، أجمل ما في الإنسان، على الرغم من تلويثها لنهر الحياة الذي نشرب منه كل يوم...


17 - نعم،المجتمع الكونفوشي ليس مجتمعنا
ليندا كبرييل ( 2016 / 4 / 12 - 15:33 )
بعد إذن الأستاذ محاجنة

أستاذي القدير أفنان القاسم المحترم

المجتمع الكونفوشي خُلِق لأهله فحسب

العلاقات الجنسية قبل الزواج خصوصا، غير مدانة في المجتمع الآسيوي إلا إذا ترتّبت عليها آثار اجتماعية مضرة
من هنا(كان)الغربيون يجدون أهل آسيا الشرقية متناقضين،فالتحرر للذكور،والتزمت للنساء

مع التغيرات السريعة في المجتمع الدولي أصبحت المرأة منافسة للأميركية في التمتع بحريتها

ولما كانت الأخلاق الكونفوشية ملتصقة في العقل الباطن، فإن الآسيويين يُلزِمهم دوما الشعور بإخضاع الرغبات للقوانين التي حددها المجتمع فتكون مساحة التجاوز محدودة

فتيات الجيشا ما زلن موجودات بأعداد قليلة

أما جيوش(الجيشا) الغربيات والعربيات أيضا،فدخلن المجتمع الآسيوي غازيات الملاهي والمراقص وأماكن المتعة وتفوقن على الجيشا الحقيقيات بمراحل
إنهن(جليسات المتعة)الفارّات من أوروبا الشرقية وروسيا،ونراهن في بلاد العرب ك دبي ولبنان وفي كل العواصم الغربية الكبرى

ثقافتنا العربية إلهية المصدر،تصلح لكل زمان ومكان،تتلون حسب الأهواء والتفسيرات،تطبع عقلية العربي بالازدواجية، فإذا أدين الإنسان بالخطأ جرّ معه إلهه إلى معمعة الحساب

أطيب تحية


18 - ليس هناك من لا يتلفظ بالقبيح من الكلام عند الغضب
ليندا كبرييل ( 2016 / 4 / 12 - 16:43 )
وصف الشعوب لا يمكن أن يتم من خلال تعليقين ثلاثة، فكيف وجدت الفظيع المروع؟

كان هدفي أن أقول إن الثقافة محرك لسلوكيات الإنسان
ولكن هذا لا يعني أنه إذا كانت الكونفوشية تدعو إلى الامتثال للأخلاقيات أن يصبح الآسيوي كتلة روبوت من الوقار

إنهم من أكثر الناس عشقا للفرح والمسرات، ولكن بطريقتهم لا بطريقتنا

ليسوا أصناما، طبعا يغضبون ويعبرون عن غضبهم بألفاظ غير لبقة وبشعة

وليس هناك من لا يشتم عند الغضب فهم ليسوا ملائكة
ولكن
ولكن لا يمكن أن تصل الشتيمة إلى أميات نجيب سرور( وهذا بالذات موضوع مقالة الأخ محاجنة)

لم تكن المرأة تحظى بمكانة اجتماعية رفيعة في كل المجتمعات القديمة،لكن في مجتمع آسيا الشرقية لا يمكن مهما بلغ الغضب بهم أن تصل ألفاظهم إلى احتقار أعضاء المرأة الجنسية

موضوعنا اليوم عن استخدام (المسبات الجنسية المتعلقة بالمرأة) بشكل خاص
المسبات الجنسية أستاذ
لا الشتيمة بشكل عام


نحن عالطالعة والنازلة نستخدم هذه الألفاظ بلا خجل
حتى تراثنا الديني مليء بهذه الشتائم (اعضض ....)

أين الإنسانية في هذه الشتائم؟
أين؟
أين الإنسانية في قصيدة حسان في هند؟ أين؟

أرجو أن أكون قد وضحت رأيي
وشكراً لكم


19 - الإنسان لأنه يشتم
أفنان القاسم ( 2016 / 4 / 12 - 17:25 )
أما أنواع الشتم فاستعارات، أنت تعتبرينها حقائق وجودية، إذن الإنساني كيف نفهمه... بخصوص المجتمع الكونفوشيوسي مشكلته ولا مشكلته: التنظيم، كل أفكار كونفوشيوس تدور حوله، ومع ذلك لم يمنع الساموراي من الغضب والفتك بغيره، وبسبب ذلك كان التحدي الآسيوي ونجاحه الحضاري، وليس لأنه متزن ووقور... الحديث معك ممتع وذو شجون...


20 - الناس تنتظرك يا أبا أمجد...
أفنان القاسم ( 2016 / 4 / 12 - 17:47 )
موضوعنا كتير مهم ومهما كان ردك سنفرض عليك ترجمة المقالة إلى العبرية، فلا تخيب أملنا...


21 - العزيزة ليندا تحياتي
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 4 / 12 - 18:13 )
شكرا لك على التوضيح . فمقالتي تتناول الشتيمة الجنسية للانثى .
شكرا لاضافاتك
وشكرا للحوار المُثري مع استاذنا افنان القاسم
مودتي


22 - العزيز الغالي الاستاذ افنان
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 4 / 12 - 18:16 )
مساء الخير
الان عدت الى البيت
أولا يشرفني ان أقوم بترجمة كل كلمة تكتبها ، وسأترجم تكرم عيونك .
ثانيا حينما تحدثت عن آليات التحكم بالغضب تحدثتُ عن باتولوجيا مرضية للغضب , كعلاج الرجال العنيفين، المعتدين جنسيا ، والذين يعانون من قصور الانتباه والتركيز .
شيء محدد ..
كلنا نغضب ولكن ..
مساءك سعيد


23 - الشتيمة في حق المرأة ليست استعارة وغير إنسانية
ليندا كبرييل ( 2016 / 4 / 13 - 09:14 )
أعِد الأستاذ محاجنة أن يكون تعليقي هو الأخير في هذا المقال

أستاذ أفنان ت20

ليس في الشتيمة الموجَّهة إلى عضو المرأة الجنسي أية استعارة
إنها تحقير واضح لكيان إنساني،وازدراء أكيد لكرامته

الشتيمة في أدنى درجاتها كأن يقال(البعيد)
غبي،حقير سافل ....
فهذه(لا يخلو منها مجتمع)على وجه الأرض أياً كانت خلفيته الثقافية

موضوع المقال عن الشتيمة الجنسية المختصة بالمرأة

وذكرتُ أن مجتمع آسيا الشرقية لا يهين الأنثى جنسيا،فهو كما أرى مجتمع أمومي المنشأ يبجل الخصوبة المتمثلة في(الأرض والمرأة)
ومع أن العصر الأمومي ولّى ودخل المجتمع في العصر الإقطاعي،وبعده الصناعي الحديث،لكن المرأة في الواقع ما زالت تشكل محور العائلة ومديرها ت18

الشتيمة الجنسية في المجتمع العربي تعبر بشكل واضح عن العقدة النفسية الخطيرة التي تهيمن على الرجل،وانتقلت إلى أوروبا على أيادينا المباركة

الساموراي(هم)من صنعوا المجتمع وقوانينه مستندين إلى الثقافة الصينية
وأما اعتداءات العسكرية اليابانية فهي جزء من العصر الاستعماري الذي ساد العالم

عبارة(رزين وقور)لا علاقة لها بنجاح اليابان أبدا
كنت أتحدث عن الخلفية الثقافية فحسب في ت8

شكرا لكم


24 - أنت طُهرية جدًا يا عزيزتي ليندا...
أفنان القاسم ( 2016 / 4 / 13 - 10:20 )
الشوغون الدكتاتور العسكري الياباني القديم ألغته طبقة النبلاء لكنه بقي كعقدة نفسية -بما أنك تتكلمين عن العقدة النفسية عند العرب- عقدة القمع الذاتي والاستعلاء والاعتداء عند اليابانيين التي يخفف منها الامبراطور بالمقابل الحامي للتقاليد ومنها المرأة محورًا للعائلة (أخذتُ شخصية الشوغون في روايتي ((باريس)) كدكتاتور للعلم أي عسكرة التطور على الطريقة اليابانية بعد منع اليابان من كل عسكرة)، هذا الشوغون تحت أشكاله المعاصرة موجود في ثوب كل ياباني، في كل ياباني شخصان، الشخص الذي يُظهر والشخص الذي يُخفي، فتلتبس الأمور، يكفي فقط أن تنظري إلى العابرين في شوارع طوكيو، وجوههم عبارة عن أقنعة نسوا أن يتركوها في المشاغل والمعامل التي قضوا فيها معظم ساعات نهارهم، وهذا سبب وجيه لتكون المرأة والبيت (والعكس بالعكس فالمرأة تكد كالرجل) الموئل والملاذ، هنا ندخل في عالم من الصور والاستعارات لأنه عالم مثالي لا يتواصل مع عالم العمل، لكن... هناك دومًا لكن، ما أن يختل التوازن، ولا بد أن يختل التوازن، ينبثق الشوغون، ويصبح واحدًا من عندنا: باكيرو يعني ابن شرموطة، باكانا أونا قحبة، بابا يعني مغفلة وحرفيًا فرج المرأة.


25 - استاذة ليندا العزيزة
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 4 / 13 - 12:22 )
تحياتي
يُسعدني مشاركتك في التعليق .. ولا تبخلي علينا
مودتي


26 - الأيادي السافلة والقذرة لن تطالني!
أفنان القاسم ( 2016 / 4 / 17 - 08:58 )

صباحك أبو أفنان: هل تابعت آخر التطورات بعد كل ما كشف عنه عبد الرضا حمد جاسم؟ أنا رديت اليوم، يجب أن نواجههم يقوة وحزم، فانهِ الترجمة بأقصى سرعة...



اخر الافلام

.. في الإمارات.. مغامران يركضان على مسار جبلي بحواف حادة في تجر


.. القناة 12 الإسرائيلية: الجيش يطلب مهلة 4 أسابيع أخرى لاستكما




.. أحداث قيصري تُثير موجة غضب واحتجاجات عارمة في إدلب وحلب| #ال


.. سرايا القدس: استهداف آلية عسكرية إسرائيلية متوغلة في حي الشج




.. مراسل الجزيرة: خروج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة بعد الإخلا