الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللعب والفن محطّتا استعداد لجدّية الحياة المستقبلية؟

أحمد القاسمي
(Ahmed Alqassimi)

2016 / 4 / 10
التربية والتعليم والبحث العلمي


اللعب والفن ـ محطّتا استعداد لجدّية الحياة المستقبلية؟
إيزابيلا غاير
ترجمة أحمد القاسمي

ـ"وفي النهاية أعبّر عن قناعتي بالقول دفعة واحدة إن الإنسان يلعب فقط عندما يكون إنسانا كاملا. وإن الإنسان يعتبر كاملا فقط أثناء اللعب." الشاعر الألماني فردريش شيلر من كتاب "رسائل في تربية الإنسان الفنية" رسالة رقم 15.

ما هي الوسائل الأفضل لتهيئة الطفل لواجبات الحياة الجدّية المستقبلية؟ قد يكون الجواب المعتاد هو بتعليمه مبكرا، حتى وهو في روضة الأطفال، مبادئ القراءة والكتابة والحساب. ربّما يؤكد البعض على ضرورة تعليمه لغة أجنبية أيضا. أي بمواصلة تعليمه من الصباح وحتى المساء، مع السماح له باستراحات قصيرة فقط، كي يتم التقليل من الوقت المُهدَر فيما لا يُفيد.
كمعلّمة في مدرسة وكأمّ لأربعة أطفال أجد نفسي متّفقة مع أحدث نتائج بحوث الدماغ، والتي مؤدّاها أن العكس هو الصحيح. فالاستعداد الأمثل لمشاغل الحياة المستقبلية يتمّ من خلال إتاحة أكبر قدر ممكن من الوقت للطفل للعب وتنمية كل إدراكاته الحسية. يَعتبر عالِم النفس التطوري جان بياجهJean Piagets أن التعلّم كنشاط كفيل بتحقيق تفاعل وانهماك بالبيئة المحيطة بالإنسان وبالعالم الاجتماعي يماثل في أهميته لعب الأطفال. استطعتُ أن ألاحظ لدى أطفالي أنا وكذلك لدى أطفال الأصدقاء والأقارب مدى الأهمية الكبيرة للعب في تنمية قدرة الأطفال على التعلّم. كان الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو مراقبا دقيقا للإنسان والمجتمع، ويُعدّ أولّ عالم اجتماع. ولقد كان من رأي مونتسكيو أن الطفل لا يجب أن يتلقى الطفل تعليما، إلى أن يبلغ السادسة أو السابعة من العمر، لأن الطفل قادر بحواسه الذاتية على تحصيل ما يكفي من المعرفة. وكان يرى أن واجب المربّين يجب أن يقتصر على توفير بيئة مناسبة ومحفزّة للأطفال. يجب توفير بيئة محفزّة للأطفال تثير في نفوسهم، من خلال اللعب الحرّ، تنمية مهارة التعامل مع العالم المحيط بهم. هذه الفكرة يعبر عنها مثل إفريقي بالقول: إن تربية طفل تستلزم مشاركة قرية بكاملها.
تختلف مفاهيم التربية بحسب مفهوم صورة الإنسان الذي يكمُن خلفها. فهناك فرق بين مفهوم يرى في الطفل ورقة بيضاء، يمكن للكبار تسجيل عاداتهم وتقاليدهم الموروثة فيها، أو مفهوم يعتبر الطفل كيانا وشخصية فريدة لا يمكن المساس بها، أو مفهوم يرى فيه مخلوقا خلقه الله على صورته. فإذا اعتنق المرء مفهوم الورقة البيضاء، سيكون السؤال التالي حينها، كيف تمكن صياغة التصوّر المُسبَق لما ينبغي أن يكون عليه هذا الطفل مستقبلا. سيكون هناك برنامج معدّ سلفا للتربية في هذه الحالة، يتم بموجبه التعامل مع المادة الخام، أي الطفل، وكيفية برمجته. علاوة على ذلك فإن مصالح سياسية واقتصادية تتدّخل في مفهوم التربية هذا، لتلبية احتياجاتها المستقبلية. فلا يُطرح هنا سؤال، ما الذي يحتاجه الطفل، كي يتطور وهو بصحة جيدة وبسعادة، بل بالسؤال، ما الذي يحتاجه الاقتصاد منه. مع تسجيل ملاحظة مهمة هي أن وسائل التربية التي يطرحها النظام الاقتصادي السائد لا تؤدي في الغالب إلى تحقيق النتائج المرجوّة التي يتوخاها منها. خلاف ذلك فإن النظر لفردانية الطفل وشخصيته الإنسانية سيقودان إلى نتيجة هي انتفاء الشرعية التي تسمح للمربين بتشكيل الطفل، المحبوب لديهم بلا شك، كما يرغبون. إن واجب المُربيّ، أو المُربّية، خليق بأن ينحصر بتوفير أفضل الشروط الممكنة للطفل، كي تتاح له فرصة التطور الأمثل، وكذلك بتذليل العوائق والصعوبات التي يواجهها، سواء كانت جوانب نفسية أو عادات سيئة. يمكن للمُربّي أو المُربّية تشجيع الطفل من خلال توفير أجواء مطمئنة ومثيرة للفضول وقيم مُثلى ليتأثر بها. سوى ذلك يجب ترك الحرية للطفل كي يتعرّف على العالم عن كثب وينميّ خبراته فيه من خلال اللعب. فلغة الطفل للتعلم ليست شيئا آخر سوى اللعب.
اللعب الحرّ يعني انهماك الطفل بدافع ذاتي وبسبب من المرح الصرف بالتعامل مع الأشياء الموجودة في محيطه متبّعا مسار عالم خياله الخاص الذي يتطور باستمرار من خلال اللعب. يمكن للطفل أن يلعب لوحده أو مع أطفال آخرين. بعض الأطفال ليس لديهم عالم خيال واسع، يتيح لهم اللعب لفترات طويلة بمفردهم، بينما لدى البعض الآخر من الأطفال خيالات واسعة لدرجة يصعب معها عليهم الانسجام مع اقتراحات أو أفكار اللعب التي يقدّمها أطفال آخرون.
فإذا لعب الأطفال معا لتأدية أدوار اجتماعية ما، سيكون عليهم إيجاد تلاؤم للتوفيق بين التصورات والحاجات لكي يتمّ خلق لعبة أداء ناجحة. يلعب الأطفال في العادة أدورا اجتماعية معقدة ويؤدونها بجدّية، مثلما يتم في فيلم سينمائي يؤدي الجميع الأدوار فيه بأفضل ما يستطيعون من المُخرج وحتى ممثّل الكومبارس. وبما أن الطفل يُحاكي الكبار كثيرا في هذه المرحلة العُمرية، يمكن للكبار التعرّف على ما يدركه الصغار أثناء لعبهم من عالم الكبار، أي أشياء مثل الطبخ والعناية بالأطفال أو التسوّق أو التنقّل بالسيارة أو التخلّص من القمامة أو تشييد المنازل إلخ. ومحاكاة ما يجري في عالم الكبار هي ما يفسّر ميل الأطفال الصغار المحسوس للمساعدة، لأنهم بهذا يقلّدون نشاطات الأم أو الأب أو الأشقاء والشقيقات الأكبر سنّا أو معلمة روضة الأطفال أو الجيران. وعندما لا ينجحون تماما في تأدية ما يقومون به، يقومون بالتمثيل كما لو أنهم أدّوه تماما
يُعَبّر الطفل أثناء اللعب عن شخصيته أيضا. فالانهماك باللعب يستوجب الاهتمام بقواعد العالم العامة والالتفات إليها ـ مثل قانون الجاذبية أثناء تشييد برج من الأحجار وقطع الخشب. فانهيار البرج ومعاودة الطفل تشييده مرّة أخرى بكل حماس يساعده على إدراك سرّ بقائه قائما، ولكن ليس عن طريق الإدراك المعرفي، بل من خلال جميع الحواس، إلى أن يقف البرج منتصبا أخيرا.(تشييد الأبراج بقطع الليغو لا يشجع الطفل على تعلّم هذه المسألة، لأن قطع الليغو متماسكة مع بعضها البعض وثابتة، بغض النظر عن مدى توافقها مع قوانين الجاذبية أو أسس التوازن.)
تعني الكلمة الألمانية begreifen الفهم وهي مشتقّة من كلمة أخرى هي ergreifen التي تعني تناول الأشياء باليد وتلمّسها. ومثل ذلك ينطبق أيضا على الكلمة الفرنسية comprendre التي تعني الفهم أو الإنكليزية to get أو الكلمة العربية تَناوُل، فهذه الكلمات تدلّ أيضا على تناول الأشياء حسّيا. يتيح اللعب للطفل إدراك الخبرات الحياتية اليومية، وخاصة الصعبة منها. فعندما لا يستطيع الطفل مواجهة وضع مُشكل، يكون ردّ فعله في العادة إما الانسحاب أو الرد بعدوانية. لكن اللعب يتيح له فرض سيطرته الكاملة على مجريات الأحداث عن طريق تجربة ردود مختلفة للتعامل معها. فإذا كان المنزل الذي يعيش فيه الطفل صغيرا أو ليس فيه مكان للعب، يمكن حينها للأهل إرسال الطفل لمكان يُسمى العلاج عن طريق اللعب، وهو ما يغطّيه التأمين الصحي المعمول به في ألمانيا. ابنتي الكبرى مثلا، كانت تعيد أداء خبراتها اليومية في اللعب مع الدمى أو الأحجار أو الكريات التي كانت لديها. وكانت تتحكم، بحسب خيالها ورغباتها بكل مجريات الأحداث، لتعيد صياغتها أثناء اللعب. وبما إنها كانت تقلّد أصوات الأشخاص المشتركين في الأحداث، فقد كان ما تقوم به مثار اهتمام كبير لأخيها الصغير الذي كان يتابع ما يجري بكل حواسه، كما لو أن ما يجري أمامه هو مسرح حيّ.
هناك جانب آخر يجعل من اللعب الحرّ نشاطا هاما، وهو أنه مُحفّز لا مثيل له لملكة الخيال أو الإبداع. وهذان الجانبان ينموان بشكل أفضل كلما كانت المواد التي يستخدمها الطفل ليست متطابقة لما يريد أن يشكّله منها، أي على الضد من الألعاب البلاستيكية المُجسّدة الموجودة في الأسواق. إن كون مواد اللعب شبه خام يدفع الطفل للاستعانة بخياله لتوظيفها بحسب ما يريده منها. فقطعة الخشب مثلا يمكن أن تتحول إلى سفينة أو جسر أو جرار زراعي أو تمساح. كلّما كانت مواد اللعب أقرب إلى الطبيعية ومتنوِّعة، كلّما كان ذلك أفضل، فخبرات الحواس الجديدة تنمّي قدرة الدماغ على إدراك الأشياء. فلعب الطفل بمواد مثل البلاستك أو بالأحجار أو الخشب أو القماش أو الفرو أو المعادن أو الخزف أو الزجاج أو الطين أو الرمل أو الورق يؤدي بالطبع إلى زيادة معرفته بالاختلافات الموجودة فيما بينها. ولحسن الحظ فإن كثيرا من الأطفال يحبون كثيرا اللعب بمواد يسهل إدخال تغييرات على شكلها مثل التربة والرمل والماء.
إن وظيفة الدماغ، تتحوّر بحسب استخدام الإنسان له، كما برهنت دراسات علمية مرموقة في مجال بحوث الدماغ. فقد أثبت البروفيسور غيرالد هوتر في محاضراته الفروقات الموجودة بين الحمير البرية والحمير المدجّنة. فالحمير البرّية تتمتّع بأدمغة أكبر وأكثر كفاءة بكثير من الحمير التي دجّنها الإنسان. ومردّ ذلك يعود إلى محيط الحياة المختلف والأكثر تحدّيا للقدرات، والذي يتطلب التعامل معه والاستجابة إلى تحدياته بذل جهود فردية، دون تأثيرات غريبة مفروضة. يعتبر الطفل اللعب سلوكا جادّا وحقيقيا. ويمكن التعرّف على اللعبة الناجحة من خلال درجة انهماك الطفل بها وتكريس نفسه لها والتماهي معها. ولإن ما يقوم به منبثق من أعماق ذاته، نراه متحمسا لا يخشى الصعوبات التي يواجهها، وذلك حتى مع غياب أي عامل تحفيز خارجي. يُسمى مثل هذه السلوك أثناء اللعب باللغة الألمانية التسليم للعب، ومن المناسب الإشارة هنا إلى كلمة Hingabe هي الترجمة المعنوية لكلمة الإسلام.
إن روح المبادرة الحرّة التي يمارسها الطفل أثناء اللعب، يمكن أن تتحول عند رعايتها جيّدا إلى روح مبادرة لإنجاز الواجبات وتحمّل المسؤوليات في مستقبل حياة الطفل. فالإنسان اليوم يدرك محيطه ومجتمعه (وإن كان ذلك جزئيا من خلال وسائل الإعلام) ويعرف مدى قدراته الخاصة تقريبا ويعرف الأشياء التي يجب أن ينجزها ولديه تصورات عامة أو أفكار لكيفية تحقيقها أو استخدام وسائل بعينها لإنجازها.
توصّلت لجنة Faure التابعة للأمم المتحدة في عقد السبعينيات إلى أن البشر يكتسبون 70 بالمئة من قدراتهم خارج نطاقات التعليم المنهجي العام. إنّ هذه النسبة العالية يجب أن تعضّد القناعة بأنّ اللعب الحر ليس مضيعة للوقت، بل فرصة مهمة وجديرة بالاهتمام. فالطفل الصغير يمتاز بالفضول والحماس للتعرّف على محيطه واكتشافه، وهاتان الصفتان تظهران أثناء اللعب الحرّ وتتيحان للطفل تعلّم مهارات أخرى كثيرة بطريقة غير مقصودة، بضمنها كفاءات اجتماعية هامة تتطوّر أثناء اللعب مع أقرانه. إن أماكن لعب الأطفال لها وظيفة تربوية لا يمكن التقليل من أهميتها. ومن الواجب إيجاد توازن بين الغنى المادي والندرة المقصودة، لأن الأطفال يحتاجون من جهة أولى إلى مُحفزات كافية ومواد لممارسة نشاطاتهم مثل قطع من القماش أو رفوف ومناضد متحركة أو ملابس تنكّرية أو مواد طبيعية أو قطع من الخشب أو الألوان إلخ. لكن من جهة أخرى يجب أن تكون أروقة اللعب بسيطة الشكل لدرجة تسمح وتشجع الأطفال لإدخال تغييرات على شكلها الداخلي بحسب مقتضيات اللعب.
مقابل ما ذُكِر حتى الآن عن اللعب الحرّ واكتساب المهارات من خلاله، تجب الإشارة هنا إلى مجالين أصبحا في زمننا جزءا من عالم الأطفال، بمن فيهم الأطفال الرضّع في كثير من العائلات، أعني بهما التلفزيون وألعاب الكمبيوتر. عندما يشاهد الطفل التلفزيون فإنه يجلس ببساطة ولا يتحرك، رغم أنّه بحاجة ماسّة إلى الاقتراب من العالم بالحركة واللمس والتجربة. فإذا استمر الطفل بمتابعة التلفزيون فسيتعوّد على نصف التركيز، أو حتى التسمّر أمام التلفزيون دون حراك، إذا كان ما يراه مبهرجا بالألوان وضاجّا بالأصوات. لكن الأحداث في التلفزيون تجري دون أن يكون للطفل أي تأثير عليها، وفي كثير من الأحيان بسرعة كبيرة ودون أي استراحة أو وقت كاف لفهم ما يجري أمامه. أما عندما يقوم شخص ما مثل الجدّة أو أي شخص راشد من العائلة برواية قصة ما لطفل فحينها يمكن للطفل تخيّل الصور في ذهنه، وهو ما يُقوّي من ملكة خياله. التلفزيون على الضدّ لا يكاد يُنمّي ملكة الخيال لدى الطفل، فكل شيء موجود في التلفزيون ولا يمكنه إضافة المزيد إليه. لكن تنمية قدرة الخيال مهمة جدا، وتساعده على إيجاد الحلول مستقبلا لمشاكل تنقية أو اجتماعية أو مشاكل من طبيعة أخرى.
أما ألعاب الكمبيوتر فليس لها صلة بما يجري في العالم الواقعي المحسوس الذي يعيش فيه الطفل، ولذلك فإن ألعاب الكمبيوتر لا يمكن أن تؤدي دورا في تقريب الطفل من العالم المعاش. فرغم أن الطفل يستيطع مثلا مع عصا التحكم بالألعاب تدمير صورة لمنزل، لكنه لا يتعلّم ما يمكن أن يعنيه ذلك في العالم الواقعي. إن الوقت الذي يقضيه الطفل عابثا بعصا التحكم بالألعاب يعني إهدار وقت للتعامل مع العالم الواقعي، والتعرّف على المحيط الحقيقي والقوانين التي تتتحكم فيه. إن التصميم المتقن لألعاب الكمبيوتر يوهم الطفل بأنها حقيقية، رغم أنها مجرد زيف.
يعتبر الطفل الصغير في بادئ الأمر كل شيء يراه حقيقيا. ويمكن أن يُصاب بالبلبلة، لأنه لا يميز معرفيا ولا عاطفيا بين العالم الحقيقي والافتراضي. لذا فإن تأثير ألعاب الكمبيوتر التي تتحكّم برامج معدّة سلفا في مسارها سيمتد إلى الطفل أيضا. فرغم أن الطفل الذي يمارس ألعاب الكمبيوتر يظن أنه يعتمد على على قدراته هو، إلا أنه في الحقيقة ينصاع إلى قواعد ألعاب الكمبيوتر التي تمتاز بوجود حركات سريعة تجري وفق قواعد دقيقة وجامدة مبرمجة مسبقا.
ممارسة ألعاب الكمبيوتر في حد ذاتها ليست لها قيمة إيجابية على الطفل على الأرجح، أما مجالات الاختيار خلالها فتكون محدودة للغاية في العادة. وهنا أيضا، كما في مشاهدة التلفزيون، لا مكان لأي تحفيز للخيال. على الطفل الانقياد إلى خيال مصمّم اللعبة. ففي ألعاب الكمبيوتر هناك حضور فقط للانتباه والتفاعل العاطفي القوي، أما المظاهر الأخرى للعب فغائبة تماما. مشاعر التوتر والانفعال تكون حاضرة بقوة إلى درجة تجعل معها المعلومات التي سبق للطفل تعلّمها شبه منسية، كما أثبتت دراسات باحث الدماغ مانفريد شبيتسر. لقد اختار شبيتسر عنوانا جريئا وصادما لأحد كتبه: "الخَرَف الرقمي ـ كيف يمكننا تشجيع أطفالنا على ترك ألعاب الكمبيوتر". فبغض النظر عن أهمية تقنيات الكمبيوتر بالنسبة للكبار، تظل مسألة اكتساب الطفل لمهارات جديدة عن طريق ألعاب الكمبيوتر إشكالية إلى حد بعيد.
ولكن الاقتصار على اللعب بالنسبة للأطفال لن يستمر على الدوام بالطبع، فبعض المهارات المجتمعية بحاجة إلى تعلّم موجّه لإتقانها. لكن لا يجب اللجوء إلى هذا التعليم في مراحل مبكرة من عمر الأطفال، فالحشائش لا تنمو بسرعة عند سحبها للأعلى، كما يقول المثل الألماني، كما أن الأسمدة الكيميائية يمكن أن تُسرّع نمو ونضج المحاصيل الزراعية، إلا أن ذلك يتم على حساب الطعم والنوعية والقدرة على مقاومة الآفات. علاوة على ذلك فإن اكتساب المهارات العلمية اللازمة سيكون أكثر فائدة، إذا كان اكتساب تقنيات التعليم الموجّه مصحوبا بمواقف تعليمية توفر للتلاميذ الفرص لإظهار قدراتهم الإبداعية وإتقان طرق التعامل مع المواقف بأنفسهم، وذلك في إطار تحضيرهم المبكر للحياة العملية المستقبلية. كل ذلك يعني أن حصص الأعمال اليدوية والفنية ليستا ترفا غير ضروري، بل إنها حصص ذات أهمية كبيرة لتكوين شخصية التلاميذ في طريقهم لتطوير الحياة والمجتمع مستقبلا.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل