الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الذي يجعلهم يصبرون؟؟.....حياتان ومماتان!!

عماد صلاح الدين

2016 / 4 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ما الذي يجعلهم يصبرون؟؟.....حياتان ومماتان!!
عماد صلاح الدين
اسمحوا لي أن أقدم لكم مقالا فلسفيا، لا ادعي أن له سندا علميا أو معرفيا أو حتى ثقافيا، ولكنه مقال أو مقطوعة نفسانية روحية ميتافيزيقية، حاولت إخراجها من الأعماق؛ على ما يهجس لي باستمرار وأحس به من عالم داخلي ذاتي، ربما أحسست أن آخرين التقيتهم والتقوني يشاركونني هذا المهجوس الكلي الداخلي. وبالمناسبة أنا واحد ممن يعتقد التأمل والتفكر المجال الأقوى والأعمق لإخراج المعرفة والإبداع الحقيقيين؛ ذلك لان عقل الإنسان ليس بصفحة بيضاء؛ فيه مخزون معرفي وآلية لتوليد المعرفة ربانية فطرية، قبل أن تكون تدريبية مراسية واكتسابية. تعالوا معا أقدم لكم هذا المقال ألمقطوعي بعنوان: ما الذي يجعلهم يصبرون ؟... هل الإنسان يحيا حياتين دنيويتين ما بين حياة وموتها؟؟
ما الذي يجعلهم يصبرون؟
هل الإنسان يحيا حياتين دنيويتين؟؟
وهل هو في الأولى في موضع الاختبار الجدي والأصيل؟
وهل الثانية استكمالية واستدراكية ومن باب الإمهال؟؟
إنني مما اشعر به من اتجاهي الفلسفي، في معظم مناشطي عمومها وخصوصها؛ ولكوني اشتغل في المراقبة والتفكير والتأمل والتحليل والاستقراء والاستنباط والاستشراف، بالإضافة إلى طبيعتي الذاتية، ضمن موجودات التنوع الإنساني؛ أجدني دائما ما اسأل: ما ذنب أولئك المعاقين والمرضى في أكثر من ناحية، وأولئك الذين يقعون في دائرة الظلم والحرمان وربما الجوع في غير جانب، وربما الاجتماع المثلبي الطبيعي التكويني والظرفي الطارئ أيضا في غير جانب؟، وهل حياتهم عبثا خصوصا أولئك المجردون من إمكانات الثروة حتى القحط، أو أولئك المجردون تقريبا من عقولهم ووعيهم، أو أولئك المجردون من صحيح البدن، وهكذا. أين هي مساحة الاختبار وحتى الإمهال في حيواتهم؟، وهل نقيس ذلك بالحيوانات الخرساء، فحتى تلكم الحيوانات لديها غرائز وإمكانات طبيعية واكتسابية..
وأين المعنى والمبنى ووجهة الجزاء حتى في جانبه الايجابي المضمون كما هو متداول عندنا؛ واقصد هنا أخرويا بالنسبة لأولئك الأسقام خصوصا منهم المحرومون أو المظلومون أو المجردون من مقومات البدنية الحيوانية والعقلانية الإدراكية الإنسانية؟
ولماذا المتمتعون بصحيح العقول وسليم الأبدان وتوازن النفوس وأصحاب الثروات والإمكانات، وعلى العموم معقولي ومقبولي الإمكانية هم في الآن ذاته عليهم الالتزام والانضباط وأداء الواجب والدفاع عن الحق ومواجهة الظلم؛ علّهم إلى الجنة داخلون وعنهم ربهم راض؛ أما أولئك المجردون من ميزاتهم وحضور إمكاناتهم فلا حساب ولا عقاب والى الجنة داخرون، وما معنى تبعا لذلك حياتهم، ولم إذن هذه الانتقائية في وضع الالتزام عن بشر وفرضها على بشر آخر؟؟.
الأخوة والأخوات.....
أحاول في هذه السبحة الفكرية والتأملية، وان شئتم انتم، ولست أنا على الأقل في غمرة السيطرة الذهنية لدي في هذا الجانب، تسميتها الشطحة الخيالية، معرفة إن كانت هناك حياة أولى مُنحنا فيها كامل الفرص والإمكانية في غير جانب؛ فنجح منا من نجح بامتياز، واجتاز من اجتاز على تفاوت بيننا، ومن اخفق اخفق على تفاوت أيضا بيننا؛ وبين هذا وذاك وذلك هذه هي درجات حضورنا وغيابنا على تفاوت من جديد بيننا بين الممتاز والجيد جدا والمتوسط والمقبول والراسب، وفي كل ما بين بينها من تباينات واختلافات ومساحات ومسافات..
وهل دنيا كل واحد فينا في ثانيتها مجال آخر لفرصة أخرى إما لتأكيد من -جديد- نجاحنا واجتيازنا أو لتجديد فشل وخسران من جديد ؟
وهل بعدها تكون القيامة الكبرى للحساب النهائي لنتائج جولتين أو فصلين من حياتنا الصغرى؟
وأنا انظر في هذه الدنيا أقول: كثير منا أموات؛ لأنهم ماتوا من قبل وارى لذلك ملامح ومظاهر، ولعلني أرى أحياء جددا، في كامل فرصهم وإمكاناتهم، وآخرين أراهم في علو الملائكة وما فوقهم، وأحس هكذا بأنهم أموات قدماء اجتازوا حياتهم الأولى بنجاح ممتاز، ويكرّون الكرّة لنجاح باهر آخر، وارى عاديين ومعقولي حياة وأولئك الذين اجتازوا حياتهم الأولى بنجاح ينجي لكنه ليس فائقا ولا مبدعا، وارى ساخطين مقهورين ومظلومين ومعاقين يصرخون ويولولون غير صابرين لاجتياز واستكمال الفشل في الاختبار الدنيوي الأول، وارى مقهورين صابرين ومع أنهم مجردو الإمكانية العادية؛ إلا أنهم بعد أن حاولوا الإيمان وعملوا متحملين صالحا من الأعمال، فهموا حقيقة وسبب المآل الذي هم عليه بما القي في روعهم ووعيهم، فانتظروا إلى قيامة القيامة الكبرى، وهناك دار الحيوان الحقيقية. وهناك أخيرا من نحس أن حياتهم كالبهائم السائمة بل اقل درجات بكثير؛ فأولئك الذين لا أمل منهم، لأنهم في حيواتهم الأولى في اختبارها الأول والجدي المعوّل عليه ابتداء، أصروا في عنادهم واستكبارهم، فكان رصيدهم متدنيا عن الصفر، بدرجات متباعدة جدا، والله اعلم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع