الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف الوضيفي الممارس على المواطنين

أسامة عريوي

2016 / 4 / 11
المجتمع المدني


" العنف الوظيفي الممارس على المواطن "

إن أخد الوثائق الإدارية تعد مسألة أساسية بالنسبة لكل منتم إلى وطن ما ، أكثر من ذلك تعد حقا من الحقوق المكفولة دستوريا ،هذه الوثائق هي في الحقيقة التي تجعل الفرد يحس بكونه مواطنا في رقعة مكانية ما ،حتى ولو كانت هذه الرقعة ممزقة الأشلاء،لكن هذه الوثائق لا تتناتر في السماء،بل يتم طلبها من إدارة ما (بلدية ،قروية ، محكمة ، مقر شرطة).
هذه الإدارة المكلف بتسليم هذه الوثائق تضم موضفين،هؤلاء الموضفين أو بعضهم يحتار المتأمل لأمرهم ولحالهم ولطريقة تعاملعم الشادة والعنيفة والشرسة مع أناس بسطاء وأميين، لا يطلبون سوى وثائق من حقهم أخدها ،وثائق تتبت وطنيتهم وانتمائهم لهذا الوطن ،لكن طلبهم هذا يصد من طرف موضفين أمرهم محير ،موضفين وكأنهم غير راضين على وضيفتهم وبالتالي لا يجدون أمامهم سوى ذلك المواطن المثقل الكاهل يفرغون فيه شحناتهم السلبية والعنفية ، يقدفونه يسبونه،وكأنه يسألهم شيئا من أجيابهم ،هذا العنف اللفضي والذي يمكن أن يصل أحيلنا إلى عنف مادي الممارس من طرف الموضفين على المواطنين ،يجعلك تستشعر مرارة الإنتماء ،وتقول في قرارات نفسك ما لا يمكن الجهر به .

هذا العنف دفع البعض إلى عدم اللجوء بصفة مطلقة إلى الإدارة ، إلى عدم إعداد حتى الوثائق التي تعد أساسية من قبيل البطاقة الوطنية وما إلى غير ذلك من هذه الوثائق رغم أهميتها،لأن المواطن المسكين اصبح يعاني فوبيا من الإدارة .

هذه السلطوية وهذا العنف الممارس من طرف الموضف على المواطن الذي لا يطلب إلا حقه ،يجعل المتأمل يحتار ويعمق تأمله قصد الفهم ،فهم هذا الواقع الأليم الذي ينده له الجبين في زمن الحداثة في زمن حقوق الإنسان ،زمن الحق والقانون ، زمن الإدارة في خدمة المواطنين ، كلها شعارات واهية ، لأن الواقع يتبت عكس ذلك ، يتبت أن الكبت الإجتماعي يفعل فعلته في موضفينا المقهورين هم في الأصل، وعند اعتلائهم منصبا إداريا ما ،يفرغون كبتهم في المواطنين العاديين الذين لا حول لهم ولا قوة .

هذه الأمور تجعلك تستشعر مرارة اللا إنسانية ،مرارةالتعدي ،مرارة الضلم والتهميش والإقصاء ،وكأن ذلك الموضف ولد وفي فمه ملعقة من ذهب ، ولد من أجل ذلك المنصب الذي هو في الأصل لا يستحقه ،هذه الأمور تدفعني للتساؤل ،لماذا هذا العنف ؟؟؟هل هو نابع من عدم الرضى على المهنة ؟؟؟هل هو مرض نفسي؟؟؟؟؟

إذا كنت غير راض عن هذه المهنة فتركها لغيرك ،اتركها لمن يراعي حق الله في العباد،إذا كان هذا العنف نابع عن مرض نفسي دفين فابحث لك عن معالج ،إذا كنت عنيفا ابحث عمن تصارع ودع المواطن وشأنه ،واعلم أنك في خدمة المواطن وأنك لولا ذلك المواطن لما وصلت إلى الوضيفة وتسلقت في السلم الإجتماعي وأصبحت دا قيمة ومكانة في هذا المجتمع المريض والعائب..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موظفة بالأونروا توثق نزوح عائلات فلسطينية من رفح


.. -طبعاً مش هيشوفها تاني-.. خالد أبو بكر يشيد بالموقف المشرف ل




.. نشرة الرابعة | متطوعة سعودية تلفت الأنظار.. ولاجئون يسمون مو


.. الترحيل إلى رواندا.. هواجس تطارد المهاجرين شمال فرنسا الراغب




.. نشرة الرابعة | النواب البحريني يؤكد على استقلال القضاء.. وجه