الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنسان اللاهوتي و الإبتسومولوجية العقلية

عمر يحي احمد

2016 / 4 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن أعظم شيء في الوجود هو ذلك الكائن الذي يتربع على قمة الطبيعة و الذي أطلق عليه اسم ( اﻹ-;-نسان ) ولقد اتفقت كل اﻷ-;-راء وإتجاهاتها و اﻷ-;-ديان ورسالاتها على مبدأ ان اﻹ-;-نسان هو اعظم شيء في الوجود فإن العقل البشري هو أعظم شيء في اﻹ-;-نسان وكلما ترقى وتطور عقل اﻹ-;-نسان تعاظمت على أثاره عظمة الوجود البشري .
دعت معظم الاراء والمفكرين و اﻷ-;-ديان السماوية إلى ضرورة إستخدام العقل وعدم تجاهله و يبدو جليآ إن العقل البشري برغم قصوره إﻷ-;- إنه هو صمام اﻷ-;-مآن وعنصر الكمال المرجوه لسد حلقة القصور البشري فالعقل اﻹ-;-نساني سبق وجوده وجود اﻷ-;-حكام القبلية و القواعد الدينية و المؤثرات البيئية وقد أدرك بعض الفلاسفة هذه الحقيقة ونادوا بها وهنا نشأ هذا التيار الذي أطلق عليه اسم المدرسة العقلية أو الفلسفة العقلية.
الفلسفة العقلية هي مدرسة تدعو إلى أستخدام العقل وإعماله في ما هو كائن وما يجب ان يكون تحت مبدأ ( الظاهرة في ميزان العقل ) ويبدو إن اﻹ-;-سلام -كدين - لم يدعو إلى تجميد العقل وركونه وإنما دعا إلى إستخدامه وإعماله ولكن كثير من العلماء المسلمين. - كأفراد - قد دعوا إلى عدم استخدام العقل وتأثروا بالسلفية الفكرية والفلسفة القبلية وكانت من اثار هذه الردة الفكرية واﻹ-;-نهزام الواقعي هو تجميد منابع المعرفة و قدرات اﻹ-;-نسان كمفكر و العقل البشري كناقد .
بالنظر إلى نصوص اﻵ-;-يات و مدلوﻷ-;-ت اﻷ-;-حاديث وفرضيات العرف يتضح مدى تعظيم اﻹ-;-سلام إلى العقل البشري و التفكير اﻹ-;-نساني. لقد تأثر كثير من علماء المسلمين بمبدأ السلفية الفكرية حتى في بعض الحركات الفكرية التنويرية و المعاصرة فلم يستخدموا العقل - كمنبع للفكر - تستقى منه القواعد و المبادئ ولم يدعوا عوام المسلمين إلى أستخدامه فكل من أستخدمة عقله في اي قضية معاصرة او لمواجهة واقع اﻷ-;-مة أو فقه الواقع يعتبر ( كافر - ملحد - زنديق - متآمر ...الج.
إن لمفهوم العقل في اﻹ-;-سلام قواعد و لمبدأ العقلية في اﻹ-;-سلام حدود وللحدود تصورات و لكل تصور منطلق. ولكل منطلق واقع و الواقع متغير ومتغاير و اﻹ-;-سلام ذات أصول ثابتة وهنا تبرز أهمية العقل لتوفيق بين السلفية والخلفية و الواقع و معالجة عنصر الدين و التدين.
يبدو ان من أهم المشكلات التي تواجه الفرد -كإنسان مسلم - للإسلام وبإعتبار اﻹ-;-سلام منهج للحياة يكمن في تلك الحواجز التي يضعها العلماء المسلمين أو المتأسلمين بين الفرد و قواعد اﻹ-;-سلام و خصائصه لذلك يجب إن نميز بين الفلسفة العقلية في مفهومها المجرد وتصورها الحقيقي في اﻹ-;-سلام إنطلاقاً من تفسيرات نظرية المعرفة الإبتسومولوجية و حدود العقل فيها
تستمد كينونة الوجود الأرضي في معرفة مجهولات العقل و جوهر الوجود الذي يتمحور حول المعرفة فهي ثمرة التقابل بين الذات المدركة والموضوع المتدارك، وتتميز عن باقي معطيات الشعور من حيث إنها تقوم في آن واحد على التقابل والاتحاد الوثيق بين هذين الطرفين. والمعرفة بهذا الشكل هي التي تحصل للذات العارفة بعد اتصالها بموضوع المعرفة لتنتقل بذات الإنسان من اطر العقل اللاهوتي الي المتفزيقي حتي تصل الي مرحلة وضعية العقل البشري مع البحث في إمكانية المعرفة البشرية، وفي مصادر هذه المعرفة أو الطرق الموصلة إليها والمعرفة تستمد من بيئة الفرد وتركبيته الفيزيولوجية والمادية ، تدور المعرفة العقلية في التصور الإسلامي حول محورين رئيسيين:
اولاً : رفض النزعة الشكية و"الاعتقاد اللاهوتي:
يرفض التصور الإسلامي التعميمات الغربية حول حتمية تحصيل المعرفة عن طريق المنهج التجريبي، وإلا فإن ما لم يحصل من خلال هذا المنهج فهو موضع للشك، وفي ذات الوقت يتعامل التصور الإسلامي بشكل مختلف مع مفهوم الاعتقاد " حيث يُفسر هذا المفهوم في الفلسفة والفكر الغربي بأنه فعل أو عزم به يعقد المرء النية على أن يقبل كشيء صادق ما يمثل عقبة للعقل. في حين يقدم التصور الإسلامي مفهوم اليقين كمرادف لمفهوم الإيمان؛ حيث القضايا الإيمانية هي صادقة في الواقع، وصدقها يحيط به العقل، أي يفهمه ويقبله يقينًا.
ثانياً : التوحيد هو مبدأ للمعرفة:
إن الإيمان بالله والإقرار بوحدانيته تعالى هو المبدأ الأول للإسلام، والوحدانية هي نقطة البحث عن الحقيقة أو المعرفة في الفكر الإسلامي؛ حيث إن وجود الله تعالى وإرادته وأفعاله هي الأسس الأولى التي يقوم عليها بناء كل الكائنات وكل المعارف وأنظمتها.
مصادر المعرفة في التصور الإسلامي:
1 ـ الوجود: يؤكد الخالق -عز وجل- على دور الحواس في اكتشاف المعرفة المحيطة بالإنسان، كذلك النظر العقلي والتأمل والتفكر في الكون ومكوناته، كما دعا الخالق -عز وجل- إلى عدم تقليد السابقين، لأن التقليد يُعطل العقل عن البحث وإدراك الحقيقة.
2 ـ الوحي : يتميز الوحي عن الوجود كمصدر من مصادر المعرفة في الفكر الإسلامي بأنه يدرك الحقيقة المطلقة أو يدرك الأشياء على حقيقتها بشكل منزه عن الخطأ. ويقدم الوحي معارف متنوعة؛ إذ يقدم -منفرداً عن كل وسائل المعرفة التي تندرج تحت مصدر الوجود- معرفة تتعلق "بالغيب"، ومعرفة تتعلق بالقوانين الطبيعية في الكون، ومعرفة تتعلق بالسنن الحاكمة للوجود الإنساني.
وتتميز المعرفة العقلية في التصور الإسلامي بعدد من السمات البارزة
عدم الفصل بين المعرفة والعمل: إن المعرفة في الرؤية الإسلامية ليست غاية في حد ذاتها، ولكن لا بدّ أن تلحقها مرحلة أخرى تتمثل في السلوك أو العمل. و تكامل المعرفة حيث ان التصور الإسلامي للمعرفة متكامل لا يعرف التنافر، ولا يحتوي على القطيعة المعرفية بين أجزائه؛ فهناك تكامل بين الوجود والوحي، وتكامل بين النظر والعمل، وتكامل بين المعرفة العلمية والمعرفة الغيبية، وكل ذلك نابع من تجليات مبدأ التوحيد في وحدة الحقيقة.ولقد كان ذلك على العكس التجربة الغربية التي حدث فيها التعارض والتنافر بين المعرفة العلمية العقلية والمعرفة الميتافيزيقية الدينية.
وهنا يجب ان نطرح تساؤلات ابتدائية لكل من المدرسة العقلية و الفلسفة الاسلامية هل يولد عقل الإنسان مع الإنسان أم يولد الإنسان مع العقل ام يظل ساكنا فيه وما معه من معرفة أو وسيلة تفكير ، ودون فـكـر أو قــوة إدراك ، والعقل لا يعرف نفسه بنفسه ، و يُعتنى به بالعلم والتفكير دليــله ، والحقيقة مبتغاه ، وأي حقيقة هي؟ حقيقة مجهولة ، يسعَى الإنسان أن يبعد عقله عن الجهل والأمية ، فينطلق باحثا مفكرا بعقله في عقله و بتفكيره لعله يجد ذاته في نفســه أو علماً في عقله فاذا كان في عقل الإنسان علم وفكر فلماذا يفكر بعقله، اويحاول ان يفهــم ما حــولــه بدقة ، فلا يجد حلا قريبا لأن الطبيعة علمته أنما هو متمتع فيها دون أن يتعرف على نفسه ، فيريد تركها ليفكر في داخله ، في عقله و ما هو عقل الإنسان وما هو الإنسان .
أن للعقل مراتب كثيرة و ان للإنسان إختلافات متفقة ، وأن في العقل صورة للطبيعة التي أراد الإنسان ان يخرج مـنها ، و صورة أخرى في ما وراء الطبيعة والتي جعلته بفكره منحصرا فيها ، إلا أن هذه الطبيعة غير منحصرة كالأولى ، إذ بالـخــيــال يسبح فيها دون أجنحة ، ويجد فيها صحراء أخرى وشمسا وقمرا وأشجاراً بفاكـهـة لا يــأكــل منها ، وإن تطور فبفكره . وجد أن عقله منحصر بخياله فـي خــيـالــه وفــي الطبيعة التي يعيش فيها .
تعلم الإنسان من الطبيعة الثانية التي في عقله بفكره أنه يعيش فيــها بتفكيره وخياله ولم يتعرف الإنسان على نفسه ولا على عقله ، ولا يجيب العــقــل أبــدا عــن تــســاؤل الإنسان ، إذ الــعــقــل هو السؤال في الإنسان كما أن الإنسان هو السؤال في الحياة .
إن الحيرة والتساؤل أول راية حملها الإنسان منذ نشأته ، حملها بجهل إذ كيف يحير ويتساءل وهو معترف بقوة عقله و جاهل بحقيقة عقله ، وأنه يعرف الخطأ والصواب بمجرد ما يكتسبه من تـجــربــة . وإذا عرف الإنسان جهله فقد عرفه بعلم ، وهو يكتشف الجهل بما لديه من علـم والخطأ بــمــا لديه من صواب ، وهذا دليل أنه ليس لديه علم عن الجهل ، ولا علم عن العلم .
يمكن أن تحل إشكاليات العقل البشري عندما يصبح الفكر الإنساني سابق لوجود الإنسان وليس أسبقية وجود الإنسان قبل الفكرة ولما لم تحدث هذه الفرضية فقد ارتكس الإنسان كآلية للتفكير في حمأة الجاهلية والبدائية المتفزيقية بصورتيها البسيطة و المركبة، ملأت الهواجس والأوهام اللاهوتية قلبه وعقله واستبد به الخوف من الظواهر الطبيعية وقوى الطبيعة.
فتراكم بذلك لدى البشرية على مر السنين ، تراث ضخم من المعتقدات السابقة للفكر الإنساني و التي اتخذت فيما بعد مادة للتفكير والاستقراء ، والبحث عن الذات أصلا ومآلا، وعن الكون والطبيعة ماضيا ومستقبلا . ثم تحول هذا التراث العقلي إلى قاعدة للفكر الديني الوضعي المفضي إلى عبادة الأوثان والنجوم والكواكب ، واتخاذها آلهة
ثم بعد ذلك اتُخذت هذه المعتقدات الدينية منطلقا ومادة للتفكير الفلسفي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة