الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل كان د. نورالدين ظاظا خائنا حقاً؟- صورة طبق الأصل عن وثيقة سرية-

ابراهيم محمود

2005 / 11 / 24
القضية الكردية


قيل الكثير حول الكاتب والمتنور والسياسي الكردي الدكتور نورالدين ظاظا، الذي توفي سنة 1988، خصوصاً وأنه يعد من بين القلائل جداً، ممن حصَّلوا مرتبة علمية( درجة الدكتوراة في العلوم الانسانية من سويسرا" منذ نصف قرن")، وأن وعيه السياسي لانتمائه الكردي على صعيد كردستاني عام، يجيز لـه حديثه المتنوع في شجونه وهمومه، عن ارتباطه بما هو كردي، أنّّى كان. وقد عاش المعاناة الكردستانية، ولوحق حيث تمتد كردستانه، ويكون كرده، وأنه جرَّب مرارة النفي والمنفى داخل وخارج وطنه الممزق، وفي الوقت نفسه، عايش الكردي فيه، على صعيد الواقع ومدى تمزقانه( كرستان الممزقة أكثر مما كانت أو هي عليه)، وعلى صعيد وعيه الذاتي لحقيقة كونه كردياً حيثما كان، وذلك الشعور بالكينونة الكردية من خلال:
الوجود في العالم كما تقتضي كرديته المبتغاة، في وحدة مفاصلها الكردية وعياً قومياً رحب الأبعاد، متعدد الرؤى، عميقها.
الوجود في الذات، كذات كردية، ملء حقيقتها في تنوع وتعدد روافدها الثقافية والاجتماعية والتاريخية والسياسية وحتى الحزبية، بأكثر من معنى كذلك.
الوجود عبرهما، وتجلي الكردية بصفتها علامة فارقة مركَّبة، من جهة حضورها التاريخي الحامل لهوية لا تمثلها( عربية، تركية، فارسية، سويسرية) ولا تنفصل عنها في مجموعها، وعن كل منها بمستويات متفاوتة قيمة ومقداراً وتأثراً وتأثيراً، والعلاقات المختلفة الأبعاد بين هذه الهويات، وهويات أخرى داخلية كردياً من جهة أخرى.
هذه الشخصية التي شغلتني من خلال تتبعي لها، في مسارات عدة، كما لو أنها نزيلة تاريخ حكائي، وحقيقة علاقة اجتماعية، وصورة من صور الحراك الثقافي الكردي، ومشهد حيوي مستعرّ القوام والمقام سياسياً، وبوصلة رجَّاجة محكومة باعتبارات مشخصة ومتحركة في تردداتها، بنزوعات ذاتية وفئوية ومحسوباتية وشخصية، لا زالت فاعلة في صميم البنية التركيبية التحزبية الكردستانية، ومن لدن غالبية المعنيين بالشأن الكردي الحزبي، والعمق الثقافي الكردي أيضاً.
وبصفتي باحثاً في قضايا إشكالية( وآمل ألا تثير مفردة" صفة" من يستثارون ذاتياً تحسساً وتحسباً لأدنى اعتبارتمايزي استعلائي)، تخص جوانب مختلفة: اجتماعية وأدبية وسياسية وثقافية معاً، وفي المضمار الكردي المعاش أكثر، وما لإشكالية القضايا المثارة من علامات فارقة، حيث مفردة الإشكالية قائمة ومتجلية في كل موضوع يُذكر، أو فكرة، أو حتى كلمة معتبرة عادية، مع فارق النظرة إليها، وموقعها الاعتباري، وعلاقتها المفصلية والعضوية ، وأهميتها تاريخياً.
لا أتحدث عما تلمستُ من نقاط لا تزال سخونتها متواصلة في كل من لـه معه أو به غرض أو صلة بمعنى ما، ، سخونة ذات نسب سياسي تحزبي كردي عام، ونسب ثقافي متحزب خاص بدوره، في المتاح من المصادر والمراجع، عدا المقروء لـه/ عنه معاً، بقدر ما أعرض جانباً من حقيقة مـألوفة إلفة بياض العين الكردية لسوادها، وهو الذي يخص غموض شخصية الدكتور المتنور، وكذلك تساؤلات هي أكثر من مثيرة، لها علاقة هنا، بمصداقية عمله المتعدد الاتجاهات داخل الوطن وخارجه، وتحت الاسم( الكردي الطابع). وحتى أستطيع اختصار الموضوع، أشير مباشرة إلى ما يشبه الوثيقة، عثرت عليها، بعد عمل تنقيبي شخصي، وعبر أشخاص، لا أفقد فيهم حماسة الكردايتي، ودفق الشعور بالانتماء لما هو كردي، وثيقة أراها خطيرة جداً، ولكن الحقيقة أكبر وأقوى من كل ما يمكن أن يقال هنا وهناك تاريخياً، لأنها هي ذاتها موصولة بالتاريخ، وتشكل وجهاً من وجوه التاريخ الألف مجازاً، وتخدمه بالمقابل، تلك التي تُبرز متنورنا ومناضلنا العقائدي، والشاهد على فظاعة الواقع المعاش كردياً، كما ذكرت، لا أقول خائناً، وبالسهولة المعاشة بثنائية خبزها وملحها التليدين، وإنما تعرضه لأكثر من مساءلة، أو لا تبرىء ساحته، مما كان يتردد أحياناً، على ألسنة قريبين منه، أو بعيدين عنه، ومن كرده الأقحاح تحديداً بصدده، وحتى اللحظة، وربما الوثيقة تلك، تبرر موقف آخرين وقفاً منه عدائياً، كان يستحقه، وأن الذين نهبوا مستودعه الخاص بالمواد الصيدلانية، بعد دخوله السجن، وخروجه منه ، سنة 8 آب 1961، استردوا حقهم، وجازوه فيما كانوا يعرفون عنه اكثر من سواهم، أي كان يستحق ذلك النهب: المصادرة المشروعة، في ضوء الوثيقة التي أعرضها، حيث أحتفظ بها. وبوسع القارىء تتبع حيثيات الموضوع، بدءاً من احتكاكه بأقرب المقربين إليه( أخوته) وانتهاء بالذين أحاطوا به، ولكن إي إحاطة! وكان التوتر بينهما ملحوظاً، من خلال الوقائع اليومية لحياته، وصلاته بجهات عُتّم عليها.
تقول الوثيقة هذه، عن أن الدكتور ظاظا، كان على علاقة وثيقة بعبدالحميد السراج، ومعروف من هو عبدالحميد السراج السيء الذكر سورياً، وبالنسبة للكرد، رغم مصاهرته للكرد بالمقابل.
تلك العلاقة الوثيقة، ما كانت معلومة، بل خفية، حيث الاتصالات بينهما كانت متواصلة، حتى حين دخوله السجن، وما يتعلق بما يسمى بنهب مواده الصيدلانية، التي لم يكشف النقاب عنها ومن كان وراءها، وكيف أُهمل الموضوع جانباً، ولم يُبحث فيه حتى الآن، طبعاً كعادة أمور كثيرة، لا يُنقب فيها، أو لا تتم تحريتها، ربما لأخلاقية الكرد السمحاء، أو قدرتهم على نسيان قضايا خطيرة، لا يجب تركها لصدف التاريخ العمياء، أم لغموض فيهم، كما هو غموض من نتحدث عنه. لا بل يقال أن الصلات تجاوزت حدود سوريا وكردستان وسويسراً، حيث كان ظاظا، لا يبخل على السيء الصيت في تقديم معلومات مفصلة عما كان يُطلب منه، فيما يشبه تقارير دورية، كان بارعاً فيها، كما برع في الكتابة بأكثر من لغة، وأكثر من مجال.
كان ثمة جهاز اتصال صغير ودقيق وغريب في ذلك الوقت، يساعده في نقل المعلومات وتلقي تعليمات وسواها، إنه جهاز موبايل صغير جداً، ما كان بوسع أي كان معرفته بسهولة، يضاف إلى ذلك وجود جهاز آخر، استخدم للكتابة، كان شبيه الكومبيوتر، حيث أمَّن له غطاء معلوماتية واسعاً، ومن خلاله عُرفت وقتذاك، والتحادث عبره كذلك.
والأكثر من كل ذلك، أن الدكتور نورالدين ظاظا، عندما توفي، وترك وراءه أوراقاً ووثائق لا تقدر بثمن مجهولة أماكن إقامتها أو حجزها، عدا عن أغراضه الشخصية، التي استفيد منها في تلمس جوانب غامضة من حياته، ونشاطه الدؤوب اللافت، وقدعثر أحدهم( لم يُسمَّ في الوثيقة تلك) في جيب صغير داخل معطف سويسري له، على جهاز صغير، كان يرسل إشارات، يبدو أن الشخص كان يلم ببعض تقنيات الجهاز ذاك، إذ إنه عندما حاول التعرف إليه، عبر تشغيله، ظهرت على شاشته الصغيرة: البيضاء صورة فاجأته، كانت لعبدالحميد السراج نفسه، وتحت الصورة الشخصية الواضحة الملامح عبارة فصيحة بالكردية şêrînê li ber dilê min ، وتعني( العزيز على قلبي)!
حقاً، هي وثيقة مثيرة، آلمتني بمضمونها، لهذا أنشرها كما هي، وأترك أمر البت والتنقيب في حقيقتها لثقافة وفطنة القارىء الحصيف.
وربما برز سؤال: ولماذا لا أناقشها أنا؟ والسبب هو أنني قد أتعرض لها لاحقاً، لأن لي اعتباراتي الخاصة في أمور من هذا النوع، وحتى استراتيجية معينة في التعامل مع ما هو مثير كالذي أوردته، وفي أكثر من منحى!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين


.. السودان.. طوابير من النازحين في انتظار المساعدات بولاية القض




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة تبا