الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عهد قديم وعهد جديد-13- إيل تحت المجهر

طوني سماحة

2016 / 4 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بين سانتا كلوز أو بابا نويل وإيل إله كنعان الكثير من القواسم المشتركة. كلاهما يحب النوم. سانتا يعمل يوما واحدا في السنة ويمضي بقية الوقت متواريا عن الانظار يغط في نوم عميق في القطب الشمالي. كذلك إيل، فهو يعيش كسولا في عزلة عن خليقته في جبله المقدس. لا شك أن سانتا يحب الطعام الشهي، لذلك تجده بدينا، ممتلئ الجسم، مستدير البطن، فيما إيل يمضي الوقت يأكل أشهى اللحوم والطيور والاسماك. تتبدل الأزمنة والاوطان والثقافات. يكبر الأطفال ويتزوجون وينجبون ويموتون وسانتا في غفلة عما يدور حولهم. كذلك إيل، يتقاتل الآلهة حوله، يحوكون المؤامرات، يقتل بعضهم بعضا، حتى أن ابنه بعل ينحّيه جانبا ويمسك بزمام الرئاسة دون أن يعي ما يدور في فلكه. أخيرا كل من سانتا وإيل يتمتعون بقضاء الوقت الى جانب ماما كلوز وماما عناة.

فيما يبدو إيل إله كنعان أشبه بعجوز ساذج منفي منعزل تماما عن الناس، نرى إيل إله إسرائيل حاضرا وعاملا يتفاعل مع خليقته. الله، في العهد القديم، يحمل مشروع بناء الإنسان. على عكس إيل، هو صاحب رؤيا: ما كاد يخلق الله الانسان للمجد حتى رأى تحفته ينحدر مسرعا في طريقه للموت الابدي. أدرك الله مأساة الانسان بسبب عبوديته للشر والخطيئة، فمد يده له منقذا. شاهد الله جهل الانسان فقدّم له الحل. أبصره مصابا فضمد جراحه. لحظ دموعه فمسحها. رآه ميتا فأحياه. مشروع الله للإنسان هو مشروع حضاري، روحي، أخلاقي، ثقافي، فلسفي، تثقيفي، وطني، ديني، وإنساني.

يفتتح الله سفر البدايات، أي سفر التكوين، بعمل الخلق. خلق السماوات والأرض. خلق الكواكب والأجرام. خلق البحار والجبال. خلق الحيوان والنبات، وفي النهاية خلق الإنسان: "وجبل الرب الاله ادم ترابا من الارض ونفخ في انفه نسمة حياة فصار ادم نفسا حية" (تكوين 2: 7). لقصة الخلق هذه رمزية خاصة تعطي الإنسان بعدين: بعدا روحيا وبعدا ماديا. فهو، أي الانسان، مولود من الطين ترابي الجسد سماوي الهوية. يخطئ من يظن ان الانسان مجرد مادة. فالتجربة الإنسانية تغوص في عالم الروح منذ أن وجد الإنسان وإلى أن ينتهي. إن أردتُ أن أعطي السفر الأول للخلق عنوانا، لأطلقت عليه تسمية سفر الحياة. خلق الله الإنسان وأعده للحياة، أي ليكون كائنا حيا. قرأت لبعض النقاد يتهكمون على المسيحيين بالقول "لو سألت المسيحي: ما الهدف من وجودك؟ لأجابك بسرعة: لكي أعبد يسوع." لا شك أن عبادة الإله هي مكوّن أساسي من مكونات العلاقة الإلهية الإنسانية. لكن سفر البدايات يعطينا جوابا أعمق عن الهدف من خلق الانسان في صفحاته الأولى: "خلق الله الإنسان على صورته ومثاله. ذكرا وأنثى خلقهما". كما أن الله يحيا، كذلك صار الانسان كائنا حيا. عندما تضع امرأة طفلا، هي تهدف بالدرجة الأولى أن تعطيه الحياة، أن تتمتع بالعلاقة معه، أن تضحك معه، أن تغمره وأن تعانقه وتقبّله. إن كان عامل الطاعة يمثل جزأ أساسيا من علاقة الطفل بأمه، إلا أنه لا يختزلها بأي شكل من الأشكال. فالحياة هي الهدف الأسمى لهذه العلاقة. كذلك المسيحي، هو مولود للتمتع بالحياة. علاقة الطاعة بينه وبين الله هي نتيجة حتمية لحصوله على الحياة. لكن الانسان المطيع هو أبعد ما يكون عن جهاز مبرمج ينفذ الأوامر فحسب، بل هو كائن مخلوق على صورة الله يحيا ويحب ويخلق ويبدع ويكتشف ويفكر ويتفاعل مع الخليقة بأكملها. ثقافة الكتاب المقدس هي ثقافة الحياة بدأٌ بسفر الخلق أو التكوين وانتهاءً بسفر الرؤيا الذي هو سفر غلبة الإنسان على الموت. الكتاب المقدس هو باختصار ملحمة الصراع بين الموت والحياة، بين البر والشر، بين القداسة والخطيئة. اختصر يسوع هذا الصراع بالقول في يوحنا 10 "أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف". في خضم هذا الصراع بين الذئب والراعي، يحدد يسوع الهدف من تجسده بالقول " أما أنا فقد أتيت ليكون لهم حياة وليكون لهم أفضل". وفي الترجمات الإنكليزية نقرأ “I have come that they may have life, and that they may have it more abundantly. "، ما معناه أما أنا فقد أتيت ليكون لهم حياة، وليكون لهم فيض كثير منها". لسنا نغالي إن قلنا أنّ الملايين من البشر خلال الألفي عاما الماضيين قد اختبروا فيض الحياة الأسمى من خلال تبنيهم رسالة يسوع الناصري. أعادت رسالة المسيح بناء أسر بأكملها بعدما غرق الكثيرون في بحر التفكك والانحلال والموت الأدبي. رسالة يسوع هي التي حوّلت شاول الطرسوسي من إرهابي الى القديس بولس. هي التي حوّلت زكا من سارق وعشار الى تائب يعلن رفضه الاستمرار في حياة السرقة ويصر على التعويض على كلٍ من ضحاياه بأربعة أضعاف. هي التي حولت أوغسطينوس الجزائري من فاسق الى قديس. عاش أوغسطينوس حياة الزنى لخمسة عشرة عاما مع امرأة لم تكن أبدا زوجته وأنجب منها طفلا. ثم تخلى هذا الشاب عن عشيقته ليتزوج من ابنة السنوات العشرة التي كانت وريثة لثروة هائلة. لكن بما أن القانون الروماني آنذاك لم يكن يسمح بزواج الفتاة قبل عامها الثاني عشر، كان عليه أن ينتظر سنتين. سنتان كانتا كفيلتين بأن تعيداه لذاته فيقرر التوبة وعدم الزواج فيما بعد ليحيا ما تبقى من حياته أسقفا عفيفا. وتطول السلسلة في الماضي والحاضر، فكم من الناس كانوا قبل معرفتهم بالمسيح عبيدا للمال والسلطة والشهرة والشهوة والشر، اكتشفوا فيما بعد أنهم كانوا أمواتا بالذنوب والخطايا، مع أنهم كانوا يتنفسون ويأكلون ويشربون. هؤلاء الناس قرروا التضحية بهذه الحياة الرخيصة التي تقود للموت من أجل الحصول على الحياة الأفضل التي بشر بها السيد المسيح.

ثقافة الكتاب المقدس هي ثقافة الحياة من ألفها الى يائها. هي ثقافة دينونة الموت. هي ثقافة الحصول على الحياة الأفضل في هذا العالم وفي الآتي. ليس في أدب الناس ما هو أروع من قصة الفداء التي سطرها الانجيل، بغض النظر عما إن كان البعض يعتبرها رواية تاريخية أو خيالية. على مدار التاريخ البشري، كتب الشعراء أجمل القصائد بالمرأة، لكن حياة الكثيرين منهم كانت تعج بقصص الغدر والخيانة والتخلي عن امرأة لأجل أخرى. سطّر الكتّاب والادباء أروع قصص الحب والغرام، لكن قليلون هم الذين عاشوا حبا حقيقيا مجردا من الذات وهادفا لإسعاد الآخر. في خضم الفشل الإنساني، يأتي الكتاب المقدس ليقص علينا أجمل ما يمكن أن تنتجه أدبيات الأرض والسماء. خلق الله الانسان وأسكنه في جنة عدن كيما يحيا فيها. لم يمض وقت طويل حتى سقط الانسان في شباك الموت. مضى الزمن وصار الانسان يغوص أكثر وأكثر في أوحال الانحلال والهلاك. تحولت حياته الى بحر من الدماء والقتل والسرقة والشر. نظر الله للإنسان كما تنظر الأم الى ولدها الضال. أدرك أن عمل يديه الذي نفخ فيه نسمة منه ذاهب لا محال للموت. عندها تحركت مشاعر هذا الإله نحو الانسان وقرر أن يفتديه من قبضة الموت. وهكذا كان، تجسد الله في شخص يسوع المسيح لكي يموت على الصليب فداء عن الخاطئ والمسكين ولكي يدفع بدمه ثمن العدالة الإلهية كما نقرأ عن لسان المسيح في إنجيل يوحنا " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد ، لكي لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم ، بل ليخلص به العالم الذي يؤمن به لا يدان ، والذي لا يؤمن قد دين ، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد وهذه هي الدينونة : إن النور قد جاء إلى العالم ، وأحب الناس الظلمة أكثر من النور ، لأن أعمالهم كانت شريرة لأن كل من يعمل السيآت يبغض النور، ولا يأتي إلى النور لئلا توبخ أعماله وأما من يفعل الحق فيقبل إلى النور ، لكي تظهر أعماله أنها بالله معمولة".( يوحنا 3 : 16-21)
أُدرك مسبقا أن البعض سوف يعترض عليّ قائلا "إن كان الله يحمل مشروع حياة للإنسان، كيف تراك تبرر سفك الدماء في العهد القديم؟" إزالة للترداد والتكرار، أقول إن الرد على هذا السؤال قد تمت الإجابة عليه في مقال "عهد قديم وعهد جديد-6- الحرب على كنعان: إبادة جماعية أم دينونة؟"

إن كان إيل قد اكتفى بالسكن في جبله المقدس آكلا شاربا ونائما، غير آبه بما يدور حوله، إلا أن إيل إله إسرائيل متواجد دوما وسط خليقته حاملا مشروع خلاص وحياة. يبتدأ هذا المشروع بالخلق، يرافق الانسان ملى مدى تواجده على الأرض وينتهي بسفر الرؤيا سفر النهايات الأرضية والبدايات السماوية حيث يعلن السيد المسيح لرسوله يوحنا عن مخططه للحياة "و انا يوحنا رأيت المدينة المقدسة اورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروس مزينة لرجلها و سمعت صوتا عظيما من السماء قائلا هوذا مسكن الله مع الناس و هو سيسكن معهم و هم يكونون له شعبا و الله نفسه يكون معهم الها لهم و سيمسح الله كل دمعة من عيونهم و الموت لا يكون فيما بعد و لا يكون حزن و لا صراخ و لا وجع فيما بعد لان الامور الاولى قد مضت... و اراني نهرا صافيا من ماء حياة لامعا كبلور خارجا من عرش الله و الخروف في وسط سوقها و على النهر من هنا و من هناك شجرة حياة تصنع اثنتي عشرة ثمرة و تعطي كل شهر ثمرها و ورق الشجرة لشفاء الأمم و لا تكون لعنة ما في ما بعد و عرش الله و الخروف يكون فيها و عبيده يخدمونه و هم سينظرون وجهه و اسمه على جباههم و لا يكون ليل هناك و لا يحتاجون الى سراج او نور شمس لان الرب الاله ينير عليهم و هم سيملكون الى ابد الابدين".

في ختام هذا البحث، لا أعرف كيف قال النقاد ان الله هو إيل وأن الشعب الإسرائيلي عبد إيل إله كنعان. ثمة من يقرأ ولا يقرأ أو ثمة من لا يجيد القراءة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الله واحد احد لايتغير ولايتبدل ولايتجسد 1
سلامة شومان ( 2016 / 4 / 12 - 01:34 )
امر الاله لايحتاج الى فلسفة والى تعدد فالله واحد ونحن من جعلناه الهه متعددة
التوراة والانجيل والقرآن عرفوا الله واكدوا على انه واحد لم يتغير ولم يتبدل وهو الحى الذى لايموت ولاينام ولايأكل ولايشرب ولايتجسد
العيب فينا وفى فهمنا وفى اتباع الهوى والشيطان
الله الذى خلق الكون ارسل لنا رسلا ليعرفونا بالله الخالق المقتدر والعظيم
الله خلقنا لكى نعظمه ونبجله ونطيعه -ابتلانا بالخير والشر بالموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا
يوحنا 17 عدد3: وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته
من المرفوض عقلاً أن تجد إله يُرسل إله آخر أو يرسل نفسه وذلك الإله الذي يرسل نفسه يخاطب نفسه ويقول ليعرفوك انك أنت الإله الحقيقي وحدك
يوحنا 5 عدد30: انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا.كما اسمع ادين ودينونتي عادلة لأني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي ارسلني
يوحنا 20 عدد17:قال لها يسوع لا تلمسيني لأني لم اصعد بعد الى ابي.ولكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم اني اصعد الى ابي وأبيكم والهي والهكم
هذا مما قاله المسيح عليه السلام
يعنى الله هو واحد
ما قالته التوراة (العهد القديم)
يتبع


2 - الله واحد احد لايتغير ولايتبدل ولايتجسد 2
سلامة شومان ( 2016 / 4 / 12 - 01:59 )
ما قالته التوراة
إشعياء46 عدد9: اذكروا الاوليات منذ القديم لاني انا الله وليس آخر.الاله وليس مثلي
هوشع11 عدد9: لا اجري حمو غضبي لا اعود اخرب افرايم لأني الله لا انسان القدوس في وسطك فلا آتي بسخط
إرميا10 عدد6: لا مثل لك يا رب عظيم انت وعظيم اسمك في الجبروت
إشعياء46 عدد5: بمن تشبهونني وتسوونني وتمثلونني لنتشابه
عدد 23 عدد19: ليس الله انسانا فيكذب.ولا ابن انسان فيندم.هل يقول ولا يفعل او يتكلم ولا يفي
ملاخي3 عدد6: لأني انا الرب لا اتغيّر فانتم يا بني يعقوب لم تفنوا
اذن الله فى التوراة والانجيل هو هو
ولكن نحن من فسرنا وحللنا حسب هوانا ونحن من حرفنا وترجمنا كما يحلوا لنا لان الشيطان كلما اتى نبى يهدى الناس للحق عمل عمله وهو تحول الحق الى باطل والى ضلال وهذا هو ابتلاء من الله للبشر فهل يتمسكوا بكلام الله الذى جاء به الانبياء ام انهم يتبعوا الشيطان وغوايته (ليبلوكم ايكم احسن عملا )ا
اما القرآن
قال تعالى ((قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى )
يتبع


3 - الله واحد احد لايتغير ولايتبدل ولايتجسد 3
سلامة شومان ( 2016 / 4 / 12 - 02:20 )
شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْم

وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ

الله لااله الا هو الحى القيوم لاتأخذه سنة ولانوم له ما فى السموات ومافى الارض

وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ

ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ

اذن الله عرفنا بنفسه عن طريق انبياءه
قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ - فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

فلا داعى للفلسفة فى امر واضح وضوح الشمس من كل الكتب المنزلة
يتبع


4 - الاستاذ توني سماحة المحترم
nasha ( 2016 / 4 / 12 - 03:01 )
العهد الجديد ورسالة المسيح هي الطفرة التي حولت عقل الانسان من عقل مقلد محدود الى عقل مبدع غير محدود.
منذ نشأت الحضارة الانسانية والانسان يسعى لفهم الحياة ومغزاها. لقد سلك طرق عديدة بحثا عن الحقيقة المطلقة.
في القديم طور الانسان فهمه لله من فهم بسيط الى فهم اكثر تطورا مع مرور الزمن . بالطبع ايل وما قبل ايل كان فهم الله بسيط وبدائي ولكنه تحول الى افكار اكثر تعقيدا واشمل معنى بظهور اسفار العهد القديم التي جُمعت على مدى مئات السنين .
العهد القديم كان مقدمة للثورة الفكرية التي انفجرت بتجسد السيد المسيح الذي حرر العقل البشري من الحرفية والنقل والقيود التشريعية الى فضاء اطلاق العقل حراً بشرط واحد فقط وهو (المحبة). المحبة بالاتجاهين الافقي (محبة الناس لبعضهم ) والعامودية وهي (محبة الله) اي محبة البحث الدائم عن الكمال الذي تمثله الحقيقة المطلقة او (الله).
في اعقادي الطفرة الحضارية منذ عصر النهضة الاوربية كانت بسبب تحرير العقل الذي جاء به المسيح بالرغم من تأخر فهم الاوربيين لجوهر الفكر المسيحي والتخبط خلال القرون الوسطى.
تحياتي


5 - السيد سلامة شومان
nasha ( 2016 / 4 / 12 - 07:11 )
ماهو تعريف الله عندك يا اخ سلامة؟
كليشة التوحيد معروفة قبل الاسلام لم يأتي الاسلام بجديد . كلامك عن التوحيد لا يقنع العقل والمنطق ولا يعرّف ما او من هو الله.
تقول (امر الاله لايحتاج الى فلسفة والى تعدد فالله واحد ونحن من جعلناه الهه متعددة)
اذا كان فهم الله بهذه السهولة وبدون فلسفة لتحول الناس الى الاسلام بدون نقاش وكنت انا اول واحد.
ما الضير لو كان هنالك اكثر من اله واحد؟ ما المشكلة في التعدد حسب رأيك ورأي الاسلام؟
المسألة ليست اطلاق كلام، هل تعتقد انك لو قلت الله واحد فانت قد افحمت الجميع؟
لا يا عزيزي لا ولم ولن يتمكن الانسان فهم الحياة والوجود وما هية الحقيقة المطلقة.
نحن لا نملك الحقيقة المطلقة ولكننا نبحث عنها في كل يوم وفي كل ساعة منذ ولادتنا والى يوم موتنا.
الفلسفة والمنطق والعلم هي الوسائل التي تساعدنا في البحث عن ماهية الله او( الحقيقة المطلقة) وليس نصوص القرآن وخرافات التراث الاسلامي.
التدين الاعمى هو تعصب وتعطيل العقل وتقييده وربطه بنقطة واحدة في التاريخ .
حرر عقلك من القيود الاسلامية التي دمرت العقول. الاسلام فكر بدائي نشأ في مجتمع بسيط ساذج لا يمكن ان يلبي حاجة العقول في


6 - لاتفكروا فى ذات الله وفكروا فى مخلوقاته -ا--ناشا
سلامة شومان ( 2016 / 4 / 12 - 17:36 )
لقد ضرب الله لنا امثلة كثيرة على ان الله هو الخالق
من سموات وارض وجبال وانهار وبحار وانسان الخ كل هذه المخلوقات تخبر على ان هناك قوة عظيمة خلقت الكون وما فيه وايضا خلق لنا عقول ولكنها محدوده
فلماذا تفكروا فى ذات الله ياريت تفكروا فى مخلوقات الله وفى انفسكم اولا
وعلى العموم انت وعقلك فكر فيما تشاء واضع عمرك فى مستحيل فالبعرة تدل على البعير-واثر السير يدل على المسير
فلا تضيع عمرك هباءا منثورا ثم تندم حيث لاينفع الندم
الخلاصة ان هناك قوة عظيمة قوية خلقت الكون كله وما فيه هذه القوة هو الله العظيم مالك الملك
تحياتى


7 - الى الاخ سلامة شومان المحترم
طوني سماحة ( 2016 / 4 / 12 - 22:46 )
شكرا على القراءة والتعليق. أحترم رأيك وانت كنت لا اتفق معك في النقاط التي طرحتها. على أي حال لن ادخل في نقاش عن التوحيد او عدمه إذ ان موضوع نصي هو المقارنة بين إيل إله
كنعان وإيل إله إسرائيل
نقبل مني سيدي كل احترام وتقدير.


8 - الاستاذ ناشا
طوني سماحة ( 2016 / 4 / 12 - 22:53 )
مرحبا اخي الكريم ناشا
لا شك ان الحياة هي عبارة عن اسئلة كبيرة تحير عقولنا الصغيرة، فما بالك ان كانت هذه الاسئلة تصب في بحر الالوهة. نعم نحن مطالبون بأن نسأل من خلال العلم او الفلسفة او الفيزياء او الطب او اي مجال آخر
كذلك اويدك الرأي ان تقدم اوروبا لم ينشأ من فراغ، بل هو نتيجة حمتية لتأثير الثقافة المسيحية، التي وان وقعت احيانا في طور الانحطاط الادبي والفكري والاخلاقي الا ان ذلك لم يمنعها من النهوض وايجاد اجوية عميقة لكثير من الاسئلة الصعبة
شكرا مرة اخرى ولك مني كل الاحترام

اخر الافلام

.. الشقيران: الإخوان منبع العنف في العالم.. والتنظيم اخترع جماع


.. البابا فرانسيس يلقي التحية على قادة مجموعة السبع ودول أخرى خ




.. عضو مجلس الشعب الأعلى المحامي مختار نوح يروي تجربته في تنظيم


.. كل الزوايا - كيف نتعامل مع الأضحية وفكرة حقوق الحيوان؟.. الش




.. كل الزوايا - الشيخ بلال خضر عضو مركز الأزهر للفتوى يشرح بطري