الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام ليس دين ودوله

سناء بدري

2016 / 4 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


على جميع المسلمين الخروج من فكرة ترويج ان الاسلام دين ودوله لان ذلك ليس صحيحا .
الاسلام هو فقط دين, معتقد ايماني مثل ما المسيحيه واليهوديه والبوذيه والهندوستانيه وغيرها من الاديان.
رفض الاعتراف بوجود ديانات اخرى من قبل المسلمين الذين لا يرون غير الاسلام دينا لا يغير من حقيقة وجود هذه الاديان ويستطيعوا تسميتها كما يشأوا,, وهذا ليس بيت القصيد في مقالنا اليوم.
الاسلام لا يقدم حلولا اقتصاديه او سياسيه او علميه للدول وهو لا يجيب على اسئلة التطور والحداثه والابداع والعلم.لا يقدم شيئ للطب والزراعه والتجاره والصناعه .
على جميع المسلمين ان يخرجوا من عقولهم فكرة ان الاسلام يجيب على كل اسئلة القضايا الكونيه.
القرأن الكتاب المقدس لدى المسلمين هو مصدر للشريعه وتعاليم الدين وليس به اعجازا علميا او طبيا ولا يملك اجوبة اقتصاديه وسياسيه او او او او او.
الاسلام هو دين يدن به مليار ونصف انسان ويجيب فقط على الشق الايماني والعلاقات الخاصه بين البشر والخالق.
من هنا على المسلمين ان يعلموا ويدركوا ان اختفاء الاسلام او المسيحيه او اليهوديه او اي معتقد اخرمن على وجه البسيطه هذا لا يعني اختفاء البشريه. غياب او وجود الاديان لا تحدد صيرورة الوجود ودوران عجلة دورة الحياه على الارض.
ارى ان الاسلام السياسي هو واقع فرض نفسه على المسلمين والاتباع يدعي ان الاسلام هو دين ودوله وانه الاحق في حكم الدول.
لكن بالمجمل علينا جميعا رفض الاحزاب الاسلاميه السياسه لانها تشكل خطر على الدول والمجتمعات,, والتي نشدد ان عليها ان تفصل بين الدين والسياسه.
الدين لا يسيس واذا سيس يصبح خطرا على نفسه وعلى الاخرين.والسياسه ايضا لا تدين لذا يجب ان يكون هناك فصل كامل بين الدين والدوله وان تكون الدول علمانيه مدنيه لبيراليه ديمقراطيه او اي صفه تتبع لارادة وانتخاب مواطني الدول وارادتهم لكيفية الحكم فيها بعيدا عن الدين.
اذا اراد المسلمون التطور والحداثه والاستمرار في الحياه والعيش المشترك بين جميع الاعراق والمعتقدات على هذه القريه الكونيه عليهم رفض كل اشكال الاسلام السياسي لانه هو نواة الارهاب ومن يدعي غير ذلك فهو مخطئ.
ان الاسلام السياسي والارهاب المتأسلم يلتقيان على نفس الهدف الا وهو الدوله الاسلاميه والاختلاف هو في اساليب العمل .
الاسلام السياسي يحاول البدء بالدعوه ومن ثم الجهاد وعند الفشل يتحول الى الارهاب لان النهايه الحتميه لكل اشكال الاسلام السياسي هو اسلمة المجتمعات واقامة دولة الخلافه او الدوله الاسلاميه.
الم تنجب حركة الاخوان ابنائها القاعده وجبهة النصره وصولا الى داعش واخواتها.
الم يمارس الاخوان الارهاب والقتل في بدايتهم ثم استكانوا وعادوا واستكانوا.
الم يمارس اخوان الجزائر والاسلام السياسي والارهاب لسنوات طويله وقتل الالاف.
الاسلام السياسي في كافة مراحله عندما يحشر بالزاويه يستعمل كافة الاساليب ويبرر للارهاب بعد ممارسته.شعار الضروريات تبيح المحذورات حاضر عند الازمات والشدائد.
لا بوجد احزاب اسلاميه سياسيه وسطيه او معتدله تؤمن بالديمقراطيه حتى لو ادعت بذلك.
من جهه يريد الاسلام السياسي الدخول في لعبة الديمقراطيه لكي يدخل في الانتخابات واذا نجح كما حصل في مصر يرفض الديمقراطيه لانها بدعه غربيه ويمارس استبداده ودكتاتوريته الدينيه.
الاسلام السياسي اولوياته الدفاع عن الدين لا الوطن. هو يرفض ان تكون الدوله لكافة مواطنيها وان ادعى حفاظه على حقوق الاقليات من الاعتداء لكنه يرفض بكل الوسائل ان يكونوا مواطنين متساوين.
الم يعلن مرشد الاخوان قبل سنوات انه يرفض ان تحكم مصر من قبل قبطي اومسيحي مصري ويفضل ان يحكمها مسلم اندونيسي.
هل نماذج الدول الاسلاميه في العصر الحديث هي نماذج
يحتذى بها وايهما نفضل اليوم النوذج السعودي ام السوداني ام الباكستاني ام الايراني ام الافغاني.
هل مناظر الاعدامات وتقطيع الايادي وجز الاعناق هو ما نصبوا له.هل قمع حريات المواطنين والمرأه وغياب العداله الاجتماعيه والتشدد بكل اشكاله هو ما تحن له الشعوب
اي من الدول الاسلاميه عبر التاريخ كانت نموذجا او دولة يمكن الفخر والتباهي بها.
عندما ندعوا الى الدوله العلمانيه والمدنيه نحن لا ندعوا الى الالحاد الذي يصوره الشيوخ والمستبدين لشعوبهم حفاظا على مصالحهم و خوفا على سلطتهم وهيمنتهم ووصايتهم من الضياع,,نحن ندعوا الى دولة المواطنه الحديثه دولة العلم والتطور.
العلمانيه لا تعني الالحاد ,العلمانيه هي فصل الدين عن الدوله وعدم تسيسه.دولة المواطنه والحريات الشخصيه والديمقراطيه الدوله القويه.
الارهاب هو نتيجة حتميه للدوله الضعيفه, للدوله
التي تسيطر عليها الخرافه والغيبيات للدوله التي فيها النفوذ للحاكم المستبد وشركائه من شيوخ الدجل والمال والشعوذه والافتاء.
الارهاب هو نتيجة برمجة العقول من الاحزاب الاسلاميه وخطاباتهم الدينيه المسيسه ودعواتهم لاسلمة العالم وعودة الخلافه وحث الاتباع على دراسة الدين والشريعه و ان الاولويه للدين ورفض العلوم الاجتماعيه والفلسفيه وعلوم المنطق وكل العلوم الانسانيه.
ختاما شعار الاسلام هو الحل الذي ترفعه كل احزاب الاسلام السياسي لا يجيب الا على المسأله الدينيه وفيما عدا ذلك فهو لا يقيم دول واذا اقيمت دول على هذا الاساس فهي دول فاشله خارجه عن الحضاره تعيش خارج التاريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النموذج القادم
بارباروسا آكيم ( 2016 / 4 / 14 - 15:21 )
سيدتي دولة مدنية حديثة تقوم على أَسـاس المواطنة وتساوي جميع المواطنين تحت مضلة القانون في ظل وجود نص ديني يقول : (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) هو أَمـر مستحيل

وتتراوح صيغ الخطاب بين كافر وفاسق وظالم (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )) ، (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ))

إِذاً الحل سيدتي بإختصار هو إِعتبار الإسلام مجرد ديـن حاله حال بقية الأَديان ، إِعتبار أَن القرآن حاله حال بقية النصوص الدينية المقدسة عند اصحابها مجهود بشري بحت قد يصيب ويخطأ

ثم الإحتكام للعهود الدولية ومواثيق حقوق الإنسان

مقالة حكيمة تستند لرؤية واضحة

تحياتي


2 - الحل الصحيح والطريق الى المريخ
س . السندي ( 2016 / 4 / 14 - 16:08 )
بداية تحياتي لك يا سيدتي وتعقيبي ؟

1: صدقيني لا ينفعل مع هـولاء الشراذم إلا العمل بشريعتهم ( العين بالعين والغزوة بتدمير أكثر من دولة ؟

2: شاؤ أو أبو سيكون للمسيحين في مصر دولة كما حدث في جنوب السودان ، وكما سيكون للكل في ديارهم دولة ، وسيعودو لديارهم مكرمين ومتنفذين ، فالأكثرية التي لا تستطيع تأمين حتى قوتها فلن ينجدها دين ولا حت إرهابها ؟

3: وأخيراً ...؟
صدقيني عاجلاً أو أجلاً وسترين كيف سيكون قتل الشيوخ والملالي كما يقول العراقيين عمل شعبي ودولي ، لتسببهم في دمار البلدان والإنسان ، لان زمن الضحك على عقول والذقون بخرافات الدين قد ولى بفضل العم كوكل الذي عرى حقيقتهم وحقيقة دينهم ، سلام ؟


3 - الاسلام والدولة
سمير ( 2016 / 4 / 14 - 16:53 )
سيدتي الفاضلة, الاسلام لايصلح لاقامة دولة, الاسلام عدو المهن, محمد قطع الاشجار واحتقر الزراعة .المسلمين الاوائل لم يفعلوا شيئا غير الحرب وامتلاك السبايا. الشعوب المقهورة هي التي مارست الزراعة والحرف والترجمة والتعليم وغيرها. الدين شيء والدولة شيء آخر, حتى اسرائيل لاتطبق اليهودية. الخوف الان هو من وصول المتشددين المسيحيين الى السلطة كرد فعل على الارهاب الاسلامي. الغربيون يقرون بان السياسيين هم من اوصل بلدانهم الى هذه الحالة , وكل عملية ارهابية ستكون في خدمة اليمين المتطرف والمسيحية المتشددة. احترامي


4 - الامر صعب
على سالم ( 2016 / 4 / 14 - 21:42 )
السيده سناء , الامر فى غايه الصعوبه ان لم يكن مستحيل , اذا انت درست الاسلام جيدا فسوف تجدى انه دين تشريعى صارم وليس دين دعوى مثل المسيحيه , كيف اذن سنتخلص من الايات الاجراميه الدمويه الوحشيه والتيار العام فى الاسلام يعتبرها شئ اساسى فى الحياه , الاسلام دين ودوله بمعنى الكلمه عكس اى ديانه اخرى , يوجد فى القرأن ايه خصيصا لدفع الشباب بالقيام بعمليات انتحاريه وقتل الاخرين وازهاق ارواحهم من اجل حور العين .. هل تطلبى مثلا ازاله هذه الايات الرهيبه من القرأن , اذا نجحنا فى ذلك فرضا فسوف يتبقى فقط من القرأن ايات النكاح وماأكثرها .. هل تعتقدى ان السعوديه منبع الاسلام تقبل هذا ؟


5 - الاسلام دين ودولة 1
سلامة شومان ( 2016 / 4 / 15 - 01:10 )
الموضوع ليس سهلا ويحتاج لعدة ردود لكى يعرف القارىء لماذا الاسلام دين ودولة
ومتى ظهرت فكرة العلمانية الفاشلة واقول الفاشلة لانها لم تنتج الا الفساد والانحلال الاخلاقى والمجتمعى والثقافى والعلمى والاهم العقائدى
ونرجوا ان يدلونا على اى منفعة عن دينهم العلمانى ؟
البداية
نقلا عن علماء الاسلام واصحاب الفكر الاسلامى الصحيح
ترجع فكرة فصل الدين عن الدولة إلى العهود التي سيطرت فيها الكنيسة على الحياة المسيحية في أوربا، واستعملت في سيطرتها أنواعا من الاضطهاد والتنكيل مدعية الحق الإلهي المزعوم، ذلك الحق الذي اتخذته سلاحا حادا لمطاهدة الفكر والثقافة والمفاهيم العلمية الجديدة التي خالف مفاهيمها.
وكان من الضروري أن يكون رد فعل فقام -مارتن لوتر- يدعو إلى رفض الديكتاتورية البابوية وصكوك الغفران فوصفها بأنها عبودية ورق، ورأى أن خير إصلاح لهذا الوضع الفاسد هو الرجوع إلى الكتاب المقدس والنظر فيه بالعقل، وجاء بعده -كالفن- فأيده فيما ذهب إليه، وتكونت حينذاك جبهة لمواجهة التسلط الكنسي الذي ذهب ضحيته المفكرون ومن بينهم جاليلو
وأصبح الصراع دائر بين الكهانة والطبقة المعادية لها
يتبع


6 - الاسلام دين ودولة 2
سلامة شومان ( 2016 / 4 / 15 - 01:25 )
وأصبح الصراع دائر بين الكهانة والطبقة المعادية لها إلى أن تبلور هذا الصراع في صورة -فصل الدين عن الدولة- وسيادة العقل واتخاذه مرجعا للمعرفة الإنسانية، ومن فلاسفة عصر (التنوير) (النصف الثاني من القرن الثامن عشر) الذين تميز طابعه الفكري بإسراف العقل على كل نزعة سياسة ودينية،
Christian Wolif (Lock John) (Voltair)
وأمسى تصورا يختلف عما سبق وحددوا له دائرته التي يمكن أن يتحرك داخلها، وبهذه النظرة الجزئية، أخذ الغربيون، ومنهم المستشرقون، ينظرون إلى الإسلام نظرتهم إلى المسيحية، بل منهم من ينكر الروحية ويحصره في المادية، وينعته بالوحشية كالمستشرق الانجليزي ر. أ نيكلون
وكان من البديهي أن يعادي الناس الكنيسة ويلتجئوا إلى العلم مؤمنين بنظرياته أيما إيمان حتى ولو كان فرضيات لا يساندها برهان، وتوالت –بطبيعة الحال – في أتون هذا الصراع آراء تنسف الوجود الكنسي فظهرت نظرية داروين في أصل الأنواع، ونشأت فلسفة مادية لا تؤمن إلا بما يقع تحت الحواس كنظرية ماركس في الاقتصاد ونظرية فرويد في علم النفس ونظرية دركايم في علم الاجتماع.
وهكذا أصبحت الجفوة واضحة بين الدين والعلم
يتبع


7 - الاسلام دين ودولة 3
سلامة شومان ( 2016 / 4 / 15 - 01:32 )
وانتقلت كل هذه الأفكار التي يقول عنها كتاب بروتوكولات حكماء صهيون (لقد رتبنا نجاح دراوين وماركس ونيتشيه بالترويج لآرائهم وأن الأثر الهدام للأخلاق الذي تنشئه علومهم في الفكر غير اليهودي واضح لنا بكل تأكيد) إلى الوطن الإسلامي فأخذ المنبهرون بثقافة الغرب يدعون بحماس للعلمانية ويجهرون بالطعن في المقدسات الإسلامية في الصحف والمجلات والكتب غير ناظرين للظروف التي عاشتها أوربا في ظل الطغيان الكنيسي، ولا لتباين البيئات، واختلاف الرؤية العقدية بيننا وبين المسيحيين المضطهدين رغم ذلك تمادوا في الصياح، صياح من استولت عليه سورة من الصرع لا يدري ما يقول منادين بفصل الدين عن الدولة كما لو كانوا يحيون تحت رحمة الجبروت الكنسي
وكان في مقدمة المهاجمين للشريعة الإسلامية عام 1922 محمود عزمي الذي سمى بكل وقاحة البند الذي ينص في الدستور المصري على أن الدين الرسمي لمصر الإسلام بـ (النص المشئوم)ومنصور فهمي الذي هاجم في أطروحة الدكتوراه تحت تأثير أستاذه اليهودي (اليفي بريل) (نظام الزواج في الإسلام)وكذلك طه حسين – وقصته مع الإسلام طويلة ومليئة بكل سخف وغثاء – في رسالته عن ابن خلدون إذ جرح فيه الفكر الاسلامى
يتبع


8 - الاسلام دين ودولة 4
سلامة شومان ( 2016 / 4 / 15 - 01:37 )
ففكرة فصل الدين عن الدولة في الحقيقة نغمة شاذة عن طبيعة تصور الشريعة الإسلامية التي ترتكز على أرضية عقدية تؤطر المسلم إلى الكون في إطار متميز خاص، ذلك أن الإسلام منهج متكامل جاء معلنا للإنسان حياة جديدة رائعة تقوم على تصميم شامل لكل أنظمة الواقع البشري من سياسية واقتصادية وتعليمية وعسكرية، وكان من الضروري – والمنهج الإلهي يتميز بهذه الشمولية- إقامة حكومة إسلامية ترعى هذا المنهج رعاية تامة من عبث العابثين، وتحكمه في حياة الناس في كل جزئية من جزئياتها، لأنه لا يقبل التبعيض ولا يمكن أن يزهر ويقدم للبشر ثمراته المرجوة إلا إذا اكتملت أجزاؤه في التطبيق وترابطت ترابطا لا يقبل الانفصام.
ولا شك أن هذه الحكومة يرأسها رئيس نسميه الخليفة أو الإمام تشبيها بإمام الصلاة في الاقتداء به، والأصل أن تكون الخلافة للأنبياء عن الله وقد ورد في قوله تعالى (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله)، وتكون بالنيابة عن النبوة في تطبيق الأحكام، وقد روى أن أبا بكر رضي الله عنه بعد البيعة قال حين ناداه رجل. يا خليفة الله فقال له (لست خليفة الله ولكني خليفة رسول الله)


9 - الاسلام دين ودولة 5
سلامة شومان ( 2016 / 4 / 15 - 01:45 )
ويجوز أن نطلق على الخليفة الإمام أو رئيس الدولة لأن الغاية ليس هو الاسم، وإنما قيام الإمام بتحكيم منهج الله في واقع الناس من غير استثناء أي مرفق من مرافق الحياة
لهذا كانت مهمة الخليفة في رأي الإسلام دينية ودنيوية، ولا يمكن حصرها في مجال ضيق، لأنه من المستحيل فصل هذا عن ذلك لأن النصوص القرآنية والسنة وسيرة الصحابة تقطع بخلاف ما يقوله العلمانيون ويتمثل ذلك في قوله تعالى، (وأن احكم بينهم بما أنزل الله إليك)وقوله تعالى (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما)وقوله تعالى (وأمرهم شورى بينهم)وقوله تعالى (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)
فما مدلول هذا الحكم بين الناس، أليس هو تطبيق منهج الله كاملا بين العباد في شؤونهم الدنيوية، إذ لا يتصور مفهوم الحكم في العقل إلا إذا اقترن بمفهومه الواقعي وهو الفصل في المنازعات المختلفة التي تحدث بين الأفراد في شتى المجالات الحياتية
أقول أنها حقيقة عليمة كأي حقيقة أخرى كانقسام الخلية مثلا وجدت منذ القديم واكتشفها الإنسان فيما بعد
يتبع


10 - الاسلام دين ودولة 6
سلامة شومان ( 2016 / 4 / 15 - 01:49 )
والقرآن الكريم يلمح في آيات كثيرة إلى عديد من مسائل العلم ويلفت النظر إليها لنتدبرها، ولكن لا يحدد دقائقها كما يحاول إقحامه في ذلك بعض الناس اليوم، لأنه ليس كتاب فيزياء ولا كيمياء ولا طب يتناول كل ذلك بمصطلحاته ونظرياته، لا ثم لا
ما هذه غاية الكتاب الكريم وهو الخالد بمفاهيمه العامة عن الكون ومركز الإنسان فيه على مر الزمن، والنظريات العلمية تتغير من فترة إلى أخرى وهو لذلك بفسح المجال للعقل الإنساني ليخوض ميدان الكشف والإبداع في إطار استعداداته وطاقاته ولنأخذ مثلا واحدا على ذلك فقط ففيه الكفاية يقول تعالى (وأرسلنا الرياح لواقح) فالعربي حين سمع هذه الظاهرة الإلهية فهمها بمقدار مستواه العلمي الذي يتلخص في أن السحب تحمل ماء المطر فيقع التلقيح المجازي، في حين فهمنا نحن بمقدار مستوانا العلمي الحالي أن الرياح تقوم بحمل بذرة الإخصاب من أعضاء التذكير إلى أعضاء التأنيث في أزهار النبات، وإذا قارنا بين الفهمين وجدنا أن كلا منهما على جانب واضح من الصحة بحكم ثقافة كل عصر، وذاك إعجاز البيان القرآني الذي تحدى الإنس والجن، من أجل ذلك لم يقطع الرسول عليه الصلاة والسلام بتاتا برأيه في تأبير النخل
يتبع


11 - الاسلام دين ودولة 7
سلامة شومان ( 2016 / 4 / 15 - 01:56 )
وأما الاستشهاد بالسنة عن تلاحم منهج الإسلام في واقع الناس فقوله عليه السلام (أن من أحب الناس إلي وأقربهم مني مجلسا يوم القيامة إمام عادل وأن أبغض الناس إلي يوم القيامة وأشدهم عذابا إمام جائر) وقوله عليه السلام (السمع والطاعة حق ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة) وقوله (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته )
وحين نستقصي الوقائع العلمية في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم نجده قد باشر مهمة الإمامة أو مهمة رئيس الدولة، ذلك أنه كان يعين الولاة والقضاة ويحاسبهم، وفي هذا أحاديث كثيرة رواها البخاري والترمذي وأبو داود فليراجعهما من شاء هناك كما مارس عقد المعاهدات والاتفاقيات الحربية والاتصالات في روايتها الصحيحة.
ومما يتعين أن نذكره هنا أن الإسلام حين استقر بالمدينة المنورة أمر رسول الله عليه السلام بكتابة وثيقة بين المهاجرين والأنصار تكون بمثابة دستور للدولة الإسلامية الجديدة ومن يطلع على بنود هذه الوثيقة المشهورة لا يشك لحظة أن الإسلام دين ودولة.
ونظرا لأهمية رئيس الدولة وقيامه بالرئاسة العليا في الأمة اشترط فيه الإسلام الذكورة والتكليف
يتبع


12 - الاسلام دين ودولة 8
سلامة شومان ( 2016 / 4 / 15 - 02:07 )
ونلمس كل ما قلناه عن الخلافة أو الرئاسة العليا للدولة في تولية الخلفاء الراشدين الذين تقلدوا مناصب الإمامة ورعوا المنهج الإلهي خير رعاية وطبقوه في حياة الناس خير تطبيق
ويظل لدينا – بعد الاستدلال من القرآن والسنة والواقع التاريخي – سؤال يطرح نفسه وهو لماذا زخر القرآن والسنة بتشريعات في كل حقل من حقول الحياة في السياسة، في التعليم، في الاقتصاد، في الحرب، في المعاهدات، في العلاقات الدولية والعدالة الاجتماعية، في الأخلاق، في الحرية الفكرية؟ الجواب هو أن الإسلام دين ودولة
ويطول الحديث إذا تعرضنا إلى كل جانب من الجوانب التي عالجها المنهج الإسلامي لحياة الإنسان، ويمكن أن نلمح فقط إلى واحد منها وهو الجانب الاقتصادي في الإسلام، هذا الجانب الذي يزعم المناوئون أنه باهت في المنهج الإسلامي ولا يتمشى مع تطورات الحياة الخاضعة للجبرية الاقتصادية – حسب النظرية الماركسية- التي تملي على الإنسان إرادتها فتكون أفكاره وأخلاقه ومشاعره يلونها، وغير هذا من الفرضيات التي يراد بها استيعاب التاريخ وتفسيره تفسيرا علميا دقيقا، الأمر الذي ناقضه الواقع التاريخي – منه الواقع التاريخي الإسلامي- والواقع الحالي
يتبع


13 - الاسلام دين ودولة 9
سلامة شومان ( 2016 / 4 / 15 - 02:12 )
والحقيقة أن من جملة أسباب هذا الهجوم أن المذهب الاقتصادي في الإسلام الذي هو جزء لا يتجزأ من المنهج الإسلامي المتكامل القائم على العقيدة السليمة يخالف النظرية الماركسية في ركنين أساسيين هما محو الملكية الخاصة ومحو السلطة يعني زوال الحكومة حسب ما يذهب إليه الماركسيون.
والإسلام بصفته دين الفطرة يواكب الطبيعة البشرية، يعمل على إشباع ميول الإنسان الأصلية في حب التملك بشروط خاصة سواء كان هذا الإنسان يشتغل بالمحراث أو يستعمل الآلات الحديثة، الأمر الذي اضطر معه المجتمع الاشتراكي إلى الاعتراف بالملكية الخاصة –خصوصا للفطرة- قانونا حينا وبشكل غير قانوني أحيانا أخرى .
وشريعة الإسلام حضنت مذهبا –لا علما اقتصاديا لتسير على ضوئه البشرية في مسيرتها الطويلة ويمكن حصر الواجهة العامة لهذا الاقتصاد فيما يلي :
أ‌- مبدأ الملكية المزدوجة.
ب‌- مبدأ الحرية الاقتصادية في دائرة معينة.
ج- مبدأ العدالة الاجتماعية.
ويلاحظ أن الرأسمالية قاعدتها العامة إعطاء الحرية التامة في الملكية الخاصة بدون استثناء، والاشتراكية قاعدتها العامة على نقيض الرأسمالية
يتبع


14 - الاسلام دين ودولة 10
سلامة شومان ( 2016 / 4 / 15 - 02:20 )
في حين مذهب الإسلام ينص على أشكال للملكية الواحدة وهي
الملكية الخاصة.
ملكية الدولة.
الملكية العامة.
من أجل ذلك يكون المذهب الإسلامي في الاقتصاد بمعزل عن المذهب الرأسمالي والمذهب الاشتراكي. ومبدأ الحرية فيه مقيد، إذ لا يعترف بتاتا بالاحتكار والربا، لكونهما محرمين في المنهج الإسلامي العام.
والعدالة الاجتماعية تتلخص في التكافل العام والتوازن الاجتماعي والزكاة تدخل في هذا المبدأ، وغير الزكاة إن اقتضى الحال لأن في المال حق غير الزكاة كما يقول الحديث الشريف.
وبالإضافة إلى هذا فالإسلام له أحكامه في ملكية الأرض والمعادن الظاهرة والباطنة والإنتاج والتوزيع والضمان الاجتماعي وغير ذلك.
وهكذا يكون قد بان لنا بالبراهين القرآنية والحديثية والتاريخ أن الإسلام دين ودولة رسم للإنسان صورة كاملة فريدة لحياته على وجه البسيطة لأنعه دين الفطرة يساير تكوينها العضوي والنفسي، ولا يمنع أشكال الحياة من التطور والتغير في إطار أصالة هذه الفطرة التي فطر الله عليها الناس.
إذن كل ما قيل عن الإسلام افتراء من أعدائه الذين يريدون أن ينعزل عن الحياة، ويقبع في المساجد والزوايا للتبرك
تريدون منهج بشرى لادارة الكون؟


15 - الازرار اغلى من الجاكيت
سمير ( 2016 / 4 / 15 - 06:23 )
سيدتي الفاضلة, عازف البيانو الشهير كليدرمان كان معروفا باناقته, مرة لبس جاكيت فاخر وكانت ازراره من الماس, وقال قوله الشهير ( لاول مرة الازرار اغلى من الجاكيت) وهكذا فهي المرة الاولى, وليست المرة الاولى, التي فيه التعليقات اطول من المقال. احترامي


16 - الى المعلقين من الفيسبوك
سناء بدري ( 2016 / 4 / 15 - 09:32 )
الاستاذ علي علي المحترم
اشكرك على المداخله والتعليق لكن ما تراه انت ,الاستاذ شومان اتحفنا برد اطول من المقال وبقول ان الاسلام دين ودوله لكني اوافق مع اجابتك
تحياتي
الاستاذه وفا سابا المحترمه
شكرا على المتابعه ودعم المقال بالموافقه
تحياتي لك
الاستاذ زينفوفسكي المحترم
اسعدني حضورك وتثمينك للمقال
تحياتي لحضورك


17 - الاستاذ بارباروسا اكيم المحترم
سناء بدري ( 2016 / 4 / 15 - 09:40 )
انا لم اقل انه من السهوله اقناع المسلمين ان الاسلام ليس دين ودوله لكن مهما طال الزمن سيصلوا الى قناعة فصل الدين عن الدوله والاصلاح
لربما اليوم لا يتجراء احد لكن هنا اصوات كثيره اخذت تدعوا الى هذا الاتجاه.
الاسلام والمسلمين لا يمكن ان يقفوا عند حتمية صيرورة التطور والحداثه والاصلاح الى ما لا نهايه وهذا رأي
لست الوحيده التي ادعو لذلك هناك الكثيرين الاقدر مني والافضل علما وسعة وثقافه
التنورين في عالمنا العربي بازدياد مع الاعتراف بزياده رهيبه على التصحر وغياب الوعي والتحجيب
تحياتي ومودتي


18 - الاستاذ س.السندي المحترم
سناء بدري ( 2016 / 4 / 15 - 09:50 )
العنف لا يولد الا العنف المضاد وهذا لا يعني اني ارفض محاربة الارهاب لكن القناعات الدينيه يجب العمل عليها بغير طريقة الاقصاء
في مصر اشك بحصول المسيحين على دوله لانهم موزعين السودان كانوا متجمعين في منطقه اغلبها مسيحين
لا اشك ان الصرعات الدينيه ستتوقف خصوصا بين المسلمين شيعه وسنه هناك من يؤجج للخلاف ويسعى للحرب
اذا لم يتدارى العقلاء فنحن قادمين على مجازر
الارهاب الداعشي ايضا سيحصد المزيد من الدمار والقتل لكن لن تدوم والاسف الكبير على ارواح الابرياء الذين سيجرفهم تيار الارهاب
تحياتي ومودتي


19 - الاستاذ سمير المحترم
سناء بدري ( 2016 / 4 / 15 - 10:05 )
نعم الاسلام لا يصلح لدوله وهوليس اسلوب حكم ومهما كان نوع الحكم هذا لا يلغي عن البشر حرية المعتقد والتدين
المؤسف انه عبر التاريخ وفي الزمن الحالي لم تثبت دوله اسلاميه تفوقها في اي مجال سوى ان كل الدول الاسلاميه حاربت بعضها للوصول الى السلطه
اشكرك على ردك على الاستاذ شومان بالفعل الازرار اغلى من الجاكيت
تحياتي ومودتي


20 - الاستاذ على سالم المحترم
سناء بدري ( 2016 / 4 / 15 - 10:14 )
لهذا اذا استمر المسلمين على فكر ان الاسلام دين ودوله سيكونوا خارج التاريخ وبعيدا عن التطور والحداثه.
لقد كتبت في مقالات سابقه انه في القرأن ايات انتهت مدة صلاحيتها ولا تطابق الواقع وكان لها اسبابها في النزول واليوم هي مجرد احداث تاريخ والبعض يستنسخها وبدل من تحديث الدين يسقطون الماضي على الحاضر ويحاولون البحث عن جزئيه بسيطه تتطابق مع ما حدث
التجديد مطلوب والغربله الحاح والاصلاح حتمي
تحياتي ومودتي


21 - الاستاذ سلامه شومان المحترم
سناء بدري ( 2016 / 4 / 15 - 10:30 )
كان بامكانك بالفعل كتابة تعليقك كمقال رد وتوضيح على ما كتبت وطرح افكارك.
بالمختصر اذا اردت الاجابه على ردك فاحتاج الى اكثر من مقال والكثير منما طرحت خارج عن فكرة المقال والهجوم على المسيحيه وسرد تاريخ الاصلاح ليس ردا على المقال لكي تعطي الافضليه للاسلام كدين.لم اطرح مقارنه بين الاديان
من اين احضرت لي مصتلح العلمانيه الدينيه.
الدين هو شيئ اخر عن العلمانيه وحديث كل الاسلامين عن فشل وخلاعة الدول العلمانيه هو خزعبلات وهراءات لا اساس لها من الصحه.
كل الدول العلمانيه انجح من الدول الاسلاميه المتخلفه في معظم المجالات.
الخلاعه والفساد بمعظم الدول الاسلاميه يفوق ما في الغرب وعدم الحديث عنه لا يلغي وجوده
زنا المحارم واغتصاب الاطفال والفساد وجرائم الشرف والتحرشات الجنسيه والاغتصاب والسرقه موجوده باعداد ونسب مهوله تفوق ما في الدول العلمانيه ودول القانون فلا تحدثنا عن الاخلاق والخلاعه
تحياتي ومودتي


22 - كل ما ذكرتيه هو من صنيعة الغرب وانحلال العلمانية
سلامة شومان ( 2016 / 4 / 15 - 12:30 )
زنا المحارم واغتصاب الاطفال والفساد وجرائم الشرف والتحرشات الجنسيه والاغتصاب والسرقه موجوده باعداد ونسب مهوله تفوق ما في الدول العلمانيه ودول القانون فلا تحدثنا عن الاخلاق والخلاعه
-----
اضحكتينى جدا
دا لسه اغتصاب الاطفال فى دول الصليبية وفى الكنائس مخلصش حتى الان وفضائح بالهبل
وبعدين عرفتم منين زنا المحارم اذا كنتم لاتؤمنون بدين هو عندكم ايضا محارم -زنا المحارم يوجد فى دول الغرب لان كتبهم مليئة به
والفساد والجرائم فى مافيا ايطاليا وشيكاغو الخ الخ
مش عارف اقول ايه ولا ايه
كل ما ذكرتيه هو من صنيعة الغرب وانحلال العلمانية والاديان المبتدعة
تحياتى


23 - Homo-islamicus-barbicus
سيـفاو ( 2016 / 4 / 15 - 13:50 )
مرة أخرى سيدتي الفاضلة أجدد لك التحية مع جزيل الشكر للمجهود التنويري الذي مافتئت تقومين به من أجل أن تنقشع الغباوة التي وضعها وعاظ السلاطين وشيوخ الدجل والشعوذة على أبصار المواطنين.نعم الإسلام لايصلح لصالحة.مكانه الحقيقي هو المتحف مع
المستحثات، أمام المجتمع الدولي مشروع حضاري إنساني مهول يجب كسب رهانه، ألا و هو إعادة تأهيل أمة الربع الخالي و انتشالها من وحلها وقحطها. الخلل في التركيبة المفاهيمية و العقائدية لقطعان مبرمجة بملاحم خيبر و عذاب القبر و الثعبان الأقرع ، قطعان تتمضمض صباح مساء ببول السلف الصالح و تحلم بالفراديس المفقودة دون كلل أو ملل ، الخلل في رؤوس جوفاء تسكنها عناكب عكرمة الشرير.... هذه القطعان تساق 5 مرات يوميا لكي تأخذ جرعاتها المنومة.صح النوم .تحياتي ومودتي


24 - أتريدين الحقيقة مع مرارتها؟
سيلوس العراقي ( 2016 / 4 / 15 - 15:46 )
مرحبا ست سناء
ان الاسلام ليس دينا (لانه لا يخدم الانسان والبشرية إن لم يكن يبحث عن موت البشرية بافعال اغلب اتباعه)
والاسلام ليس دولة لانه ليس هناك مفهوم للدولة في الاسلام

تحياتي لك


25 - الاستاذ سيلوس العراقي المحترم
سناء بدري ( 2016 / 4 / 15 - 16:38 )
اذن نحن متفقين على الطرح ولهذا انا كتبت الموضوع واشرت الى الحقيقه المره والمصيبه التي تجتاح مجتمعاتنا الاسلاميه التي يرونها على اساس انها الحقيقه المطلقه والانسب
تحياتي ومودتي


26 - الاستاذ سيفاو المحترم
سناء بدري ( 2016 / 4 / 15 - 16:43 )
لا ادري لماذا حذفت الاداره تعليقك ومع ذلك اشكرك على المداخله
تحياتي ومودتي

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah