الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيء عن اللغة العربية أبستمولوجيا

موسى راكان موسى

2016 / 4 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع




حين ندخل الفلسفة و العلوم باللغة العربية ، نكتشف ضعف اللغة في القبض المعرفي ، بل إن الأمر يصل لخطورة المعرفة الحاصلة باللغة العربية ؛ فما أن نبدأ نعرف و نعرّف حتى نجد أنفسنا في حقل ملآن بالألغام ، فنتحسس و نستحذر ، إلا أن النجاة شبه مستحيلة ما دمنا نستعمل اللغة العربية في المعرفة ــ لذا نهرب من هذا الحقل إلى حقل آخر ألغامه أقل ، أو تمسي المعرفة فردية ما قبل لغوية ؛ حيث ينعدم وسيط المعرفة إجتماعيا .

و هذا الوضع المُعيق للتطوّر ليس من ذات اللغة العربية ، لكن لابد لنا أن نعي أن الأدب العربي هو ( نثر ) و ( شعر ) و ( قرآن ) ، و أن اللغة العربية في كليتها هي أدبها ــ حتى العلوم و الفلسفة التي كانت بها ، كانت في أبنيتها أدبها ، بل كانت تؤكد على البناء اللغوي أكثر مما تؤكد على ذاتها البنائية ؛ لذا فإن الطابع العام للغة العربية هو طابع ( شعري | ميتافيزقي ) . إذا فإن تطوّر اللغة العربية يقتضي استهداف هذا الطابع العام ، بالتالي نكون على طريق بدء التطوّر اللغوي ؛ فيتصيّر الطابع العام للغة العربية طابعا ( واقعيا | علميا ) .

في حين أن الـ(1)ــوضع المُعيق للتطوّر اللغوي ليس من ذات اللغة العربية ، و أن الــ(2)ــطابع العام للغة العربية هو طابع ( شعري | ميتافيزقي ) ، و ليكون التطوّر يجب أن يصير الطابع العام طابع ( واقعي | علمي ) ، فمن يعيق التطوّر اللغوي ؟! .
من يعيق التطوّر اللغوي هو نفسه الذي يحاول إعاقة التطوّر الإجتماعي [ التغيير الإجتماعي ] ، فليست الغاية من التطوّر اللغوي إفادة اللغة ذاتها ، بل من ستخدمه اللغة بتطوّرها ــ بالتالي فليس المحافظة على اللغة دون تطوّر لإفادة اللغة ذاتها ، بل من سيخدمه وضع اللغة المحافظ ؛ و نحن نتحدث عن وضع محافظ ذا طابع عام يُجذّر الأوهام و الأحلام ، و يدعو للثبات و الجمود ، و ينتصر للغيب و التغييب .

فإن تطوّر اللغة العربية لا يعني تطوّرها هي فقط بكل سلمية و هدوء ، بل هي بداية تقويضية لمكاسب كانت تُكسب من وضع اللغة المُتخلف ــ لذلك فإن الإصطدام حتمي ، سيعتبر الأمر تهديدا للدين الإسلامي ، و سيعتبر خروجا قرمطيا على منطق أحبار اللغة ، و قد يصل الأمر لدرجة تهديد الأمن و زلزلة الدولة ! ؛ في النهاية هناك ثمن يجب دفعه .

قد نستعمل الفصحى في محاولة نقل المعرفة لأكثر عدد ممكن ، لكن التطوّر اللغوي لن يكون الفصحى ذاتها ، بل مما يسميه الأحبار اللهجات العامية في اللغة العربية ؛ أوليس من أدوار اللغة هو دورها كوسيط للمعرفة إجتماعيا ؟! ، فكيف إذا ما كان الوسيط جثة تتناوب عليها قلة نيكروفيلية ، هل نخضع لهؤلاء المرضى الوثنيين ، أم نصير نيكروفيليين لنكون من أهل الحكم ، أم نقوّض حكم المرضى و نكرّم الميت فندفنه [ إكرام الميت دفنه ] و ليكن الوسيط حيّا فعّالا مع الواقع الراهن ؟! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة مؤثرة تتهافت عليها شركات صناعة السيارات العالمية | عالم


.. عريس جزائري يثير الجدل على مواقع التواصل بعد إهداء زوجته -نج




.. أفوا هيرش لشبكتنا: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الج


.. مصدر لسكاي نيوز عربية: قبول اتفاق غزة -بات وشيكا-




.. قصف إسرائيلي استهدف ساحة بلدة ميس الجبل وبلدة عيترون جنوبي ل