الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيء عن اللغة العربية سيكولوجيا

موسى راكان موسى

2016 / 4 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



إن وحش الغربة لا يرحم ، فكيف إن كان هذا الوحش لغة نستعملها ؟! ــ إن الفرد الذي يعيش مُتغيّرات العصر و يدرك راهنه ، بحاجة للغة تمكنه من القبض قدر الإمكان على منطق هذه المُتغيّرات ؛ في حضورها فيه ، و في حضوره فيها ، عقلا و لسانا باللغة . و ليس القصد بالمُتغيّرات الأجهزة الإلكترونية و التقنية فقط ، بل المجتمع في تغييراته ككل ، و بما يتضمنه من بناءات تتبعه أو تسبقه بالتغيير .

اللغة العربية رغم كونها ذات طابع ( شعري | ميتافيزقي ) ، و أنها في كليتها هي أدبها ، إلا أنه لا يفوت المُستبصرين نزوع المُستعملين للغة العربية للخروج على الأنماط الأدبية في اللغة العربية ، مُستحدثين بذلك أنماط أدبية جديدة في اللغة العربية ، في محاولة لوأد ما يمكن أن نسميه (( الإغتراب الأدبي )) في اللغة العربية ، بالنسبة للفرد المُستعمل للغة العربية ــ و العجب أن هذا النزوع في جوهره شاعري و وجداني ! ؛ فالشعر الموزون الفصيح ما عاد يحرك في النفوس ذاك الوجدان اللذيذ ، و إن حرك في بعض النفوس [ و قد أمست نادرة ] ، لا تعدو كونها نفوسا نيكروفيلية ، و حل محل الموزون الفصيح أنماط أخرى [ (لا فصيحة) أو (لا موزونة) ، أو كلاهما معا ] ، ما كانت لتكون لولا تحريكها للنفوس و بعث الوجدان اللذيذ فيه [ و هو ما قد سل ضده الأحبار الأقلام ، بل إن بعض النيكروفيليين وصف الأمر كونه لا يعدو مجرد إختلاف أذواق (و الإختلاف لا يفسد في الوّد قضية) ؛ متجاهلين و متغابين حقيقة أن الأمر يتجاوز مجرد إختلاف في الذوق ] .

و هناك جانب التواصل مع الآخرين [ أي بين مُستعمليّ اللغة العربية ] ، نجد إشكالات يمكن تلخيصها بما عبّر عنه أحد الزملاء الجهابذة بقوله (( معظم مشاكلنا تقع بسبب الفرق بين : ما أقصده أنا و ما تفهمه أنت / أو العكس )) . صحيح أن بعض الفلاسفة اللغويين أوجد سفسطة تشبيحية تنتصر لـ(خيانة النص صاحبه) [ و الغاية الأم هي الإنتصار لوثنية الهوية ] ، إلا أن الخيانة هذه إغتراب صاحب النص عن النص ، بالتالي إشكالية في التواصل مع الآخرين ؛ فأيا يكن المعنى المغاير أو السيمولاكر الدلالي حكيما و بليغا ، يفقد حكمته و بلاغته حين تكون الغاية هي التواصل بمعنى مُعين و دلالة محددة .

و لا يفوت أحد أننا اليوم [ مُستعمليّ اللغة العربية ] لا نتواصل بالفصحى ، لكن نتواصل بالعامية ، و أحيانا نلجأ للغات أخرى [ الإنكليزية ] في التواصل فيما بيننا ! ، هذا إن لم نلجأ إلى شكل من التواصل التهريجي من خلال الإشارة باليد و حركات الوجه ! .

إن مظاهر النزوع للخروج على الأنماط الأدبية في اللغة العربية هي إحدى تجليات التطوّر اللغوي ، و ليس مجرد إختلاف أذواق ، و مهما إدعى الأحبار أنه رديء ، بل و حتى إن كان بالفعل رديء ، فهي الرداءة الضرورية التي ترافق التغيير و التطوّر ، و يجب أن نذهب بها إلى آخر المطاف ــ أما التواصل فهي مسألة مخاضية ، فما يسميه الأحبار باللهجات ، هي مشاريع لغات يجد بها مُستعمليها شيئا من وجودهم ضد إغترابهم [ اللغوي ] ، تتشكل و تتبلور كل منها حسب منطق ظروفه الخاصة ؛ و هذا المنطق لا مركزي ، بل هو خروج قرمطي على المركز [ الحبر الوثني ] .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط