الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجوه لاتنسى

كفاح حسن

2016 / 4 / 17
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


إلى ذكرى الشهداء منعم ثاني و خالد يوسف متي و علي بوتو..
تركت خلفي كربلاء في خريف 1975, و أنتقلت إلى بغداد للإلتحاق بالدراسة الجامعية. تركت سحر كربلاء بقبابها الذهبية و أزقتها المتشابكة و بيوت العلم و الأدب فيها. لأقع في سحر بغداد, التي يعشقها ساكنها في أول لحظة. ففيها تشم رائحة العطر العباسي القادم من أواسط آسيا. في بغداد تجد الشرق كله متآخيا في محلاتها و أزقتها.
في كربلاء كنت محصورا في كربلاء, و لكن في بغداد وجدت نفسي وسط حضارات متداخلة. ففي مدينة الثورة ننتقل إلى أجواء الريف العراقي بعشائره و شعره و غناءه. و ما بين الأعظمية و الكاظمية تعيش أجواء ألف ليلة و ليلة.. و في المنصور تجد بغداد الجديدة المولودة من رحم العراق المعاصر.
دخلنا الجامعة المستنصرية, ثلاث قادمين من كربلاء..أنا و علاء الصافي و ماجدة الوزني..الفقيدة ماجدة أسكرها سحر بغداد و أبعدها عننا.. و بقى علاء منشدا لسحر كربلاء مترددا في التخلص من براثن هذا السحر.
أما أنا, فقد وجدت في النشاط السياسي فرصتي للتعرف على سحر بغداد. و هنا كان لقائي الأول مع منعم ثاني و خالد يوسف..منعم القادم من مدينة الثورة المتقدة بروح التحدي اليساري المعادي للإقطاع و العشائرية..و خالد القادم من مدينة القوش, تلك المدينة العاصية بطبيعتها و رجالها..كنا ندرس في معاهد مختلفة, منعم في الجامعة التكنولوجية, خالد في كلية الإدارة و الاقتصاد, و أنا في الجامعة المستنصرية..و منذ اللقاء الأول إنتزعنا حاجز التردد, و أنغمرنا في العمل كإن الواحد مننا يعرف الآخر من سنين طويلة.
لقد واجهنا تحد كبير. حيث إبتدأنا حياتنا الجامعية في شوق عكره قرار تجميد عمل إتحاد الطلبة..القرار الذي فاجئنا, ووجدنا صعوبة في تصديقه. لقد شعرنا بالفراغ الكبير الذي تركه هذا القرار وسط أصدقائنا..فقد فقدنا الكثير منهم. و بدأ الخوف يزحف وسط عوائلنا..ففي إجتماع حزبي ضمنا نحن الثلاث و رفاق أخرين, دخل علينا صاحب البيت محذرا, ينذرنا من مذبحة جديدة أفضع من مذبحة شباط الأسود..لقد كان حديثه مليئا بمشاعر الخوف علينا.
و تكررت هذه الملاحظة من عدد متزايد من العوائل التي كانت تحتضن إجتماعاتنا الحزبية. و بصراحة لم تكن لهذه النصائح دورا مؤثرا علينا. لقد كنا نعمل و كأن الجبهة مع البعث باقية. و بأننا سنستمر بالتوسع و التغلغل وسط جماهير الطلبة.
و كان عامي 1975 – 1976 عامين ذهبيين في نشاطنا الحزبي و الجماهيري. و حققنا نجاحات كبيرة. و كاد الغرور أن يزحف إلى بعض مننا.
و لكن عام 1977 بدأ ببدأ البعث في محاصرتنا و تضييق الخناق علينا. لقد إنتهى شهر العسل. و بدأ الإصطدام المباشر بقواعدنا و مؤازرينا. و بدأت المعلومات القادمة من القاعدة الحزبية تتزايد عن مطاردة الرفاق و الرفيقات.
لقد كننا مصممين على مواجهة الهجمة و حماية القواعد الحزبية. و لكننا لم نتلمس من قيادة الحزب تفهم لخطورة هجمة البعث و السلطة. و كانت التوجيهات المركزية تتحدث عن الحفاظ على الجبهة و تجنب الصدام مع البعث. و قد منعنا من أن نكتب في محاضر إجتماعاتنا إي إنتقاد للسلطة و البعث.
لكننا شعرنا بالخطر القادم. و هنا كان الإمتحان الصعب في التحدي و المواصلة..و بصمت و بجدية عملنا لحماية قاعدة الحزب و جماهيره.
و جاء آيار 1978, ليعلن الحرب العلنية للبعث و السلطة ضدنا. حيث قام النظام بإعدام كوكبة من رفاق و أصدقاء الحزب بتهم ملفقة.
بذلك بدأنا بسرعة لملمة الأوراق و التحضير للإنتقال للعمل السري. و هنا إفترقنا كل في جهة لإداء مهمته.
لقد وصلت السلطة و عملائها إلى منعم و خالد و علي بوتو, و تم تصفيتهم ضانتا إنها بذلك ستقضي عليهم..
و لكن خالد و منعم و علي قد خلدوا مدى الدهر..و لحق الخزي و العار القتلة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاحياء كل زمان و مكان
عبد الرضا حمد جاسم ( 2016 / 4 / 16 - 22:39 )
الشهداء منعم ثاني و خالد يوسف متي و علي بوتو
هؤلاء هم الباقين حيث بقى العراق
بك تتذكرهم الاجيال
شباب بعمر الزهور لم تهزمهم سلطة البعث الطاغية بكل جبروتها فاندفعت سادرة الى غيها بتغييبهم ظناً منها ان تنهيهم و هي تنهي نفسها
هم الباقين و اعدائهم الى مزبلة التاريخ
الى عوائلهم اهلنا تحية و سلام و خشوع و احترام
.


2 - ملازم كريم
Almousawi A. S ( 2016 / 4 / 17 - 14:31 )
عرفت منعم الشاب الفذ ذكاء ووعي وعبقريه عند مغادرتي العراق عام 72
ثم عند عودتي عام 79 وكان سريع اللقاءات وتغير الاماكن والمدن و كالعاده متقدا مبتسما رغم ثقل العمل لكثره الالغام المندسه وطبيعته الخطيه والبوليسيه وعرفت عن الذين عملوا معه وكذلك من اصدقاء الحزب مقدار حرصه على رفاقه وقابليته الكبيره ورؤيه عينيه الواسعتين للتخلص من كثير الكمائن لمحاوله الايقاع به او رفاقه حتى ان احدهم اكد لي ان منعم ثاني قد مد يده وكأن الحدث عفويا لمصافحه رجل امن كان يقف خلفه كي يمنحه فرصه مغادره المكان الملغوم من قبل رجال السلطه بل لا ابالغ القول ان اخر لقاء به كان يؤكد بفطنه الثوري المقدام انه ذاهب غدا الى موعد هام سوف لن يعود بعده وفعلا ذهب ولم يعد حتى ظهور وثيقه الاعدام بعد الاحتلال مما دفعني للكتابه حول انتخابات الاتحاد العام في قتيبه
عندها قلت للاهل نص ما قاله الاسطوره الخالده منعم ثاني
انا ذاهب وقد لا اعود وقد صدق غير اني عدت
جميل ان لا ننسى

اخر الافلام

.. تصريح الأمين العام عقب المجلس الوطني الثاني لحزب النهج الديم


.. رسالة بيرني ساندرز لمعارضي هاريس بسبب موقفها حول غزة




.. نقاش فلسفي حول فيلم المعطي The Giver - نور شبيطة.


.. ندوة تحت عنوان: اليسار ومهام المرحلة




.. كلمة الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي الرفيق جمال