الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسيحية والإسلام في فضائيات القردة!

محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)

2016 / 4 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كلما شاهدت فضائية دينية، إسلامية أو مسيحية، تحاول اصطياد أخطاء أو سقطات أو ثغرات الدين الآخر، ظهرت لي بوضوح صورة قردة تقفز، وتخطف ما في أيدي المشاهدين، وتُظهــِـر مؤخراتها الحمراء للمتابعين.
هناك قلة من القنوات الدينية التي تبث برامج عن التسامح، يقدّمها مذيعون أو دعاة لو تحدثوا عن الخطأ تراه صوابا من بشاشة وجوههم، ورقة مشاعرهم، وتجنبهم الإساءة لأصحاب الدين الآخر.
لكن الأكثرية تزحف الدولارات من كتبها المقدسة لتدخل جيوب مقدمي تلك البهلوانات، وتنتفخ الصدور بقدر سعة الجيوب، وتبتعد السماء فلا ترى فيها هلالا أو صليباً، فكلها رسوم بأقلام مغشوشة وألسنة لا تفرّق بين الدعاء والسباب.

لو يعلم أصحاب الأديان التاريخ الحقيقي للمذابح والرقيق والاستغلال والغزوات والفتوحات، في كل شبر من دنيانا البائسة لأطرقوا خجلا من أنفسهم وأجدادهم وحكايات الفروسية الطاهرة.
الغريب أنه يغضبني من يهاجم دين الآخر بنفس القدر الذي يغيظني من ينفي عن تاريخ أتباع دينه قطع الرؤوس وسفك الدماء وسبي النساء والتلاعب بالآيات الساميات في العهد القديم وفي .. القرآن الكريم.
فضائيات القردة لو جاء محمد والمسيح، عليهما السلام، ودخلاها لطردا على الفور كل العاملين فيها ، وقالا لهما: إن الله بريء مما تبثون.

عندما تقول بأن جرائم أسلافي أقل من جرائم أتباع الدين الآخر فقد وقعت في مصيدة الطاووسية الدينية التي تأكل على مائدة يهوذا وأبي سلول.
حياة تضيع في غمرة الكبرياء الديني فلا المسيحي يستطيع أن يقضي على الإسلام، ولا المسلم يمكنه أن يهزم أكبر أديان الأرض .. المسيحية!
أكاد أرى حمقى ينتفضون غروراً وخداعا فيقول نصفهم بأن المسلمين هم الذي بدأوا النــَــيــّـلَ وإهانة مسيحيتنا، ويصيح النصف الآخر بأن المسيحيين هم دعاة التبشير والاستعمار وقادة المذابح، وهنا يسقط الجميع في فخ الاستعلاء والفوقية، فكلنا أحفاد أناس طاهرين خرج من بين أضلعهم قتلة وسفاحون وغزاة واستعماريون.

لو حجبتَ المال عن قردة الفضائيات الدينية فستجدهم يلعنوك حتى لو كنتَ من أتباع دينهم.
كل الأديان يمكن أن تكون ساحرة الجمال وعظيمة النــُـبل لو أنك بحثت عنها في نفسك أولا، وحينئذ ستجد في أحشاء الكتاب المقدس، بعهديه القديم والجديد، وفي القرآن الكريم جمالا ربانياً ولن ترى آيات القتل ولو كانت أمام عينيك.

فضائيات طعن أديان الآخرين يديرها مرضى نفسيون لا يعرفون حتى هوامش التاريخ، ولا ينظرون إلى أصابعهم التي تتساقط منها دماء أبرياء وضحايا قطع رقاب قام بها أسلافهم.
لوّنوا الأديان بزرقة السماء ولا ترفعوا فوقها رايات الغزاة، مسيحيين ومسلمين، فالحياة قصيرة ولا تتحمل ما لا طاقة لها به.
امتنعوا عن مشاهدة فضائيات القردة الدينية التي تقارن بين الدينين الكبيرين، فكل ساعة تنفقونها في متابعة الغث تـنتف ريشكم و.. تظنون أنكم تحلقون في الفضاء والحقيقة أنك تسقطون الفضائيات.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 19 ابريل 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نهارك سعيد
سناء نعيم ( 2016 / 4 / 19 - 11:38 )
أتباع الاديان مثل الجمل الذي يرى سنام غيره ويعمى عن رؤية سنامه الضخم.يمتلكون مهارة عالية وفكر نقدي فذ عندما يتعلق الامر بمعتقد الغير لدرجة تشعر،وانت تسمع لأحدهم، كانك امام قامة فكرية ذا ت موهبة خارقة في التحليل والتمحيص وفرز الغث من السمين،لكن ما أن تبدأ في ملامسة كتابه المكدّس وخرافاته حتى ينقلب عليك ويسقطك من العلياء التي رفعك اليها ثم يبدا في الركل والشتم....
فهذه الثقافة لم تأتينا من كوكب اخر بل نتاج التربية الدينية التي ينشأ عليها الطفل ويشب على انها الحقيقة المطلقة وماسواها الكفر البواح.وما إدعاءات المؤمن بتسامح دينه إلا اكذوبة يستغلها في الدعاية المزيفة لهذا الدين او ذاك.
صحيح ان كل دين به الجميل والقبيح وصحيح ان تاريخ البشرية تاريخ دام ومظلم.لكن الصحيح كذلك أن الاديان كانت المحرّك الاول في ضخ وقود الكراهية والعنصرية والطائفية .
فمحمد والمسيح وغيرهم ليسوا أبرياء مما حدث ويحدث. الاول إدعى انه خاتم الانبياء والرسالات والثاني ادعى بنوته للإله الذي بعثه لخلاص البشر وكل من ياتي بعده كاذب.!!!
والنتيجة هي صراعات وحروب مآس واحقاد
الا سحقا للاديان
تحياتي


2 - القردة و الخنازير
هانى شاكر ( 2016 / 4 / 19 - 17:25 )


القردة و الخنازير
_________

ما تمر به منطقتنا العزيزة ( المخروبة ) .. هى مرحلة طبيعية جدا من مراحل تحولنا من قردة الى حمير .. ثم .. بالسلامه ، و واحدة واحدة ، الى قامة الانسان الحر المعاصر .. الذى فصل الدين عن السياسة .. و اكتشف حقوق الانسان

لا تقلق .. كلها 10 حروب و 150 مليون قتيل و مهاجر و غرقى و حوالى 25 سنة .. و نبقى كلنا حلوين ... طيور شمال .. زيك كده

....



3 - خيلاء المقارنة أو المصيدة المرفوضة!
محمد عبد المجيد ( 2016 / 4 / 20 - 21:24 )
ما يزال هناك من يرفض رسالة التسامح، ويُفــَــضل عليها إدانة أحد الدينــيـّـن الكبيرين، لتستمر إلى يوم القيامة عجلة الصراع حتى تسقط المسيحية أو يسقط الإسلام بالضربة القاضية. ما يزال هناك من يظن أن أتباع دينه لم يرتكبوا مجازر ولم يسفكوا دماءً في القرون الماضية، والحضارة، وحروب الكون، والغزوات!
من يظن أن حياته تقع بين سبابته وابهامه في الإشارة إلى خطايا الآخرين أو جرائم أسلافهم، فقد اتهم السماء بأنها ستفتح أبوابها لأتباع دين واحد، وتلقي الآخرين في جحيم أبدي.
ومع ذلك فلن أدخل، طوعا أو كرها، في مصيدة المقارنة، أو إقناع الآخرين بأن مذابح أجدادهم أخف من مذابح أسلاف غيرهم.
إن استفزاز أتباع دين لدخول حلبة المصارعة هو عمل غير أخلاقي وغير واقعي، ويحمل الهزيمة للاثنين معا.
هناك من يرى قيمته الدينية في نقاط ضعف أديان الآخرين.
مع تحيات مسلم يحب المسيح ومحمدا، عليهما السلام
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 20 ابريل 2016


4 - المسيحيه سقطت
voltaire ( 2016 / 4 / 21 - 05:53 )
المسيحيه سقطت بيد أبنائها لانها كانت أداة قتل و حقد و تشريد و تخوين و تحريم ....المطلوب الان سقوط الاسلام ( وأتمنى بيد أبناءه) لانه الان و ليس البارحه هو دين قتل و حقد وتكفير و جلد و حرق و بتر و سبي وصلب ....هذا يحدث اليوم باسم الاسلام ...وكل من يحاول الهروب من الحقيقه بمقارنته مع ديانات اخرى او بحجة التفاسير المختلفه للاسلام او باستجلاب الماضي او بتحجيم الصراع ليكون بين قنوات إنتا هو مشارك بقلبه و فكريه و بيده ايضا في الجريمه الانسانيه الكبرى .....دافعوا عن الانسانيه ...لا عن الدين .... يا طائر الشمال الهارب من طلم امة تدافع عنها الان في مخبئك.... الان

اخر الافلام

.. شاهدة عيان توثق لحظة اعتداء مجهولين على مسلم خرج من المسجد ف


.. المحامي ثروت الخرباوي يكشف أسرار الإخوان المسلمين بالأدلة




.. 145-An-Nisa


.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال




.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟