الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التربية والتعليم على ثقافة العيب والحرام والاتكاليه واثرها المدمر للمجتمع.

محمد نضال دروزه

2016 / 4 / 19
المجتمع المدني


التربية والتعليم على ثقافة العيب والحرام والاتكاليه واثرها المدمر للمجتمع.
محمد نضال دروزه
التربية والتعليم في المجتمع تعمل على بناء الذهنية العقلية: بطرق التفكير وإدراك المفاهيم وآداب السلوك في الأجيال الناشئة، من خلال تربيتهم وتعويدهم وتعليمهم المفاهيم والقيم والعادات والتقاليد والأعراف ومنجزات المجتمع من المعارف والعلوم والفنون والآداب المكونة لثقافة المجتمع.حتى تصبح بديهيات في العقل الباطن للانسان.اي بنيته التحتيه الاساسيه لممارسة ثقافته الحياتيه السلوكيه والخلقبه.
تتميز المجتمعات عن بعضها البعض في مكوناتها الثقافية، والتربية والتعليم في أي مجتمع مرتبطة بمكوناته الثقافية. فالمجتمع الياباني مثلا بثقافته الماضوية الخاليه من ثقافة وقيم العيب والحرام والتعصب والاتكاليه.هذه الثقافه المعتدلة والمنفتحة إلى حد ما. أهلته للاستفادة في تطوره الثقافي من ثقافة المجتمعات العلمانية الديمقراطيه المعاصرة ... حتى من مناهجها التربوية والتعليمية. فانتقلت اليابان بهذه المناهج من ثقافة الجهل والتخلف الى ثقافة العلم والتمدن والتقدم والتحديث، حيث أن ثقافة المجتمعات العلمانية الديمقراطية الخاليه من ثقافة وقيم العيب والحرام ةالتعصب والاتكاليه تصنع ثقافتها وتربي وتعلم أجيالها الناشئة مع اشباع حاجاتها النفسيه والعاطفيه والجسديه بارشادها وتعليمها على قيم الصدق والمعرفه العلميه والصواب وكيفية تفادي الخطأ دون تخويف ودون قمع او ترهيب. في ميادين الحرية والحض على التزود بالمعارف العلمية وتدريبها على التفكير العلمي والتشجيع على السؤال والتزود بالثقافة العلمية والنقدية وعلى حرية الاعتقاد وحرية التعبير واحترام حرية الاخر ومساواة حرية المرأة بحرية الرجل.وحق حرية الاختلاط بين الجنسين. هذه التربية هي التي تؤهل الفرد في هذا المجتمعات المتمدنه. المشاركة في صناعة الحاضر والتأسيس لصناعة المستقبل والمشاركة في صنع القرار السياسي والثقافي. وقد استفادت أيضا من هذه المجتمعات العلمانية الديمقراطيه المتمدنه. مجتمعات الصين وماليزيا واندونيسيا إلى حد ما، وأخذت تنفذ السياسات التنموية العلمانيه الديمقراطيه في مجتمعاتها، وهي تنتقل حاليا من التخلف إلى التحديث.
أما ثقافة العيب والحرام والتعصب والقمع والاتكاليه والاستبداد. وهي الاساءة للنفس وللاخر في نظر العادات والتقاليد والاعراف الاجتماعية السائده في المجتمعات العربيه والاسلاميه الجاهله والمتخلف.فهي تسيطر على أغلب مواضيع حياتِنا اليومية في مجتمعنا وفي المجتمعات العربيه، وهذا ما يهدِّد ويَهدم كيان المجتمع السويِّ، فـ"هذا عيب، وذاك لا يَليق"،وهذا حرام. ومعاقبتهم بالضرب او بالشتيمه وتخويفهم من عذاب النار. أصبَحت تتحكَّم في سلوكياتنا ومصائرنا، فضلاً عن أنها المحرِّك الأساسي لأفكارنا وأفعالنا.لان المجتمع يربي اجياله الناشئه عليها منذ السنة الاولى من عمره. هذا مع العلم انه لم يرد نص ديني في القرآن او الاحاديث يشير الى معنى العيب ومفهومه.فهو مفهوم اجتماعي مطاط فكل شخص او بيئة يفصلونه على مزاجهم واهوائهم وجهلهم ويعملون على فرض مفاهيمهم هذه على الاجيال الناشئة.وغالبا ما يحملون معنى العيب معنى الحرام.مع ان مفهوم الحرام له مرجعية دينية في النصوص القرآنية تشير بوضوح الى المحرمات وهي محدودة لا تتجاوز في عددها اصابع اليد الواحده.ولكن المحرمات من منظور العادات والتقاليد الاجتماعية فهي اضعاف ما اقرته النصوص القرآنية فهي حسب البيئة والامزجة الشخصية والاسرية والثقافة الذكورية البدوية القبليه السائده التي تحول مفهوم العيب السائد في المجتمع الى مجموعه لا تنتهي من المحرمات التى يتربى عليها الجيل الناشئ وهو خائف من الاخرين ومن عذاب النار وخائف من تحمل المسؤوليه واتخاذ القرارات.
ان تربية وتعليم الاجيال على قيم ثقافة العيب والحرام والتعصب والقمع والاتكاليه والتجهيل والاستبداد والاوهام والخرافات والتلقين وقمع السؤال لا تنمي القيم الايجابية فيهم من حب الحرية وحب المعرفة والقراءه والجرأه والاعتداد بالنفس والبحث عن المعارف العلمية. وانما تنمي فيهم قيم الاستسلام والخوف والتدجين والقيم السلبية التي تشبه الجرافة التي تجرف من امام عقولهم ونفوسهم وسلوكهم المعارف العلمبة والتفكير العلمي النقدي والثقافة العلمية وثقافة حقوق الانسان.مما يؤدي الى خوفهم من الحرية والمغامرة وحرية التفكير في البحث عن الحقيقه الموضوعيه والجديد في العلوم الطبيعيه والانسانيه وعلوم الاحياء وتطورها جميعا. لهذا تسود في نفسيات افراد المجتمع امراض نفسيه مثل المبالغه في الحياء والخجل.والمراوغه والنفاق والتعصب والاستبداد وتقديس الاوهام. التي غالبا ما تؤدي الى نبذ الاخر وانتشار النزاعات والعنف والنزوع الى الاقتتال الدموي. وهذه هي اسباب خمول المجتمع الفلسطيني والمجتمعات العربيه والاسلاميه وعدم تطورها.
محمد نضال دروزه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبال من القمامة بالقرب من خيام النازحين جنوب غزة


.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق




.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟


.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع




.. الموظفون الحكوميون يتظاهرون في بيرو ضد رئيس البلاد