الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب (القرآن بين المعقول واللامعقول) - نحن مجرد أشباه للفيروسات والطحالب - ج 49

نبيل هلال هلال

2016 / 4 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني





49
ويتوجب علينا نحن سكان كوكب الأرض أن نعرف كم هو فسيح ذلك الكون بما يتجاوز قدرتنا على التخيل , وأن نعلم كم هو الإنسان ضئيل لدرجة لا تصدَّق على مستوى الزمان والمكان , ونحن وكوكبنا لا نتعدى حجم هباءة في الفضاء , وربما جاز الوصف بأننا لا نزيد كثيرا على أن نكون مجرد أمثال للفيروسات أو الطحالب أو قريبا من ذلك , بل ربما نكون مجرد أشخاص افتراضيين في عالم افتراضي في حاسوب فائق الضخامة , الله وحده يعلم. وعلينا الإقرار بأن تأثيرنا في الكون لا شيء , كما أن الكون لا يعرف عنا أي شيء. وإذ ينتهي بنا الحديث إلى هنا, تُرى ما القول في الآية الكريمة التي تقول :{وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الجاثية13. كيف يستقيم لنا فَهْمُ ضآلة شأن الإنسان على نحو ما وصفنا , مع قول الله تعالى بتسخير ما في "السماوات والأرض" للإنسان؟ الأمر جد بسيط , فالكثير مما في كوكبنا من المعادن مثلا , مصدره من خارج الكوكب , فالحديد مثلا الذي يكوّن قلب الكرة الأرضية مصدره من خارج الأرض كما أسلفنا, والقرآن يخبرنا بذلك اسمع : (وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ) الحديد25 . وكما سيرد في موضعه من الكتاب , فإن التعبير القرآني (السماوات والأرض) إنما يُراد به (مجموعتنا الشمسية), فيكون معنى تسخير ما في "السماوات والأرض" هو تسخير مكونات ومفردات من "مجموعتنا الشمسية" كالشمس والقمر مثلا, فبدون حرارة الشمس وضوئها لاستحالت حياتنا , فضلا عن ضوابط الجاذبية . اسمع: "وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ " إبراهيم33 . كذلك فإن تسخير الليل والنهار يكون أيضا في إطار مكونات المجموعة الشمسية , اسمع : {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }النحل12 . وثمة ملحظ دقيق في الآية الكريمة السابقة , إذ تنص على تفاصيل بعض ما سخره الله لنا : وهي ( الليلَ , والنهارَ , والشمسَ , والقمرَ) وكلها في موقع (مفعول به)منصوب بالفتحة , لكن كلمة (النجومُ) في قوله " اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ , مرفوعة بالضمة , فليس لها حكمُ المعطوف عليه , لذا ينقطع الفهم بأن "النجوم" ضمن ما هو مسخر( لنا), مما يمنحنا معنى خالصا بأن ما سُخِّر لنا- مباشرة- هم الليل والنهار والشمس والقمر. لكن (النجومُ ) مبتدأ مرفوع بالضمة في جملة جديدة مستقلة ينتهي حديث الآية عندها على التسخير (لكم), لكن لا ينفي التسخير عن (النجوم ) , فهي مسخرات , لكن لغير الإنسان مِن سواه ممن لا نعلمه من خَلْق الله . فنحن- بني الإنسان- مجرد فصيل كوني واحد , وهل من الصواب أن نظن أن الكون بأسره مخلوق لاستضافة حياتنا عليه , أعني الحياة المناسبة لنا نحن البشر فقط , أم أَوْلى بنا أن نظن أن الكون يستضيف ألوانا أخرى من الحيوات وأنواعا مختلفة من المخلوقات. وهل يتوجب علينا اكتشاف حياة ذكية خارج الأرض في أنظمة شمسية (نجمية) أخرى؟ ربما يجب تسليم قيادنا إلى الخيال , عندئذ ستتحقق فرضياتنا الأكثر غرابة , وسنصل إلى حيث لم يكن ممكنا أن نتصوره على الإطلاق. يتبع - بتصرف من كتابنا (القرآن بين المعقول واللامعقول) - نبيل هلال هلال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا