الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في اللادينية – 8 - ضوء على الإيمان، مُستتبَعاً من: علم النفس – مدرسة: كارل جوستاف يونج.

نضال الربضي

2016 / 4 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


قراءة في اللادينية – 8 –"ضوء على الإيمان" مُستتبـَعاً من: علم النفس – مدرسة: كارل جوستاف يونج.

تنظر ُ هذه السلسلة من المقالات في المنظومة الدينية ككُل، و تعرضها بالتَّقابُل ِ مع المنظومة اللادينية، لمقارنة الأولى بالثانية، و لتُظهر َالسلسلة اختلافهما الجوهري في تفسير الوجود، و مُكوِّنات الحياة، و وزن و تأثير عناصر الفعل في شبكة التفاعل البشرية البيئية كاملة ً. أحرص ُ منهجا ً على الابتعاد ِ عن تناول ِ عقائِد مُحدَّدة أو أحداثٍ دينية ٍ بعينها، لأن المنظومة َ الدينية َ نفسَها هدفي، فهي تقوم ُ على مبادِئ و تستخدم ُ أدوات ٍ و تُنشئ وعيا ً ينبغي التَّعرُّض لهم بالنقد و التشريح و التفكيك حتى يستطيع َ الباحث ُ و المُتسائل ُ و الشاكُّ و الراغب في الاستنارة أن يصل َ إلى الجذور الحقيقية لما ورثه من مُسلـَّـمات ٍ و ثوابت، فالعقائد المُحدَّدة و الأحداث ُ الدينية و الطقوس التَّعبُّدية ما هي إلَّا مظاهر للجوهر، و صور للماهية، و سوف َ يجدُ الإيمان ُ و الدين ُ المُبرِّرات و المُسوِّغات لوجودها،و البدائل التحليلية لأي ِّ نقد ٍ يتناولها، ما دام أن جوهرها الذي تنبثق ُ عنه ما زال بعيدا ً عن التناوُل.

إذا ً نحو َ الجوهر ِ ننطلق لنفهم َ ما بُني عليه!

تقوم ُ المنظومة ُ الدينية ُ على الإيمان كأهم ِّ ركيزة ٍ لها، و يعمل ُ كأساس ٍ و أداة ٍ في نفس الوقت، فبدونه لا يمكن ُ أن تُقبل َ العقائد و يُسلَّم َ بالأحداث و الخوارق و النبوءات، و يحتاجُه المُتعبِّد ليستمر َ في قبول المنظومة ِ إذا تعارضت مع الواقع ِ و العلم و المنطق. لا بدَّ لنا إذا ً أن نسألَ: ما الذي يجعل ُ الإيمان مُمكنا ً؟

سأرتكز ُ في الإجابة ِ على هذا السؤال على القواعدِ الأساسية ِ التالية:

- أولا ً: نعلم ُ من علوم البيولوجيا أن الإنسان َ يتصرَّف ُ وفقا ً لطبيعته، و لا يمكن ُ له ُ أن يأتي بما هو خارج ٌ عنها، فعلى سبيل المثال:

يستطيع الإنسان أن يُحرِّك رقبته يمينا ً و يسارا ً لكنه لا يستطيع أن يُديرها دورة ً كاملة ً، فطبيعة ُ تركيبه الجسدي (الفسيولوجي) لا تسمح ُ بذلك، و بنفس الطريقة نقول أنه يستطيع ُ الركض لكنه لا يستطيع الطيران، لأن ذات الطبيعة منحته رجلين و لم تمنحه ُ جناحين.

- ثانيا ً: نعلم ُ من علوم النفس و الاجتماع و الأنثروبولوجيا أن الإنسان َ يمتلِك ُ بُنى ً نفسية ً مُعيَّنة و أدوات تفاعل إنسانية، تمُكِّنُه ُ من إشباع ِ حاجاتِه الأساسية: مأكل، مشرب، ملبس، و حاجاتِه النفسية الإجتماعية الأعلى: انتماء لمجموعة، تميُّز ضمن المجموعة، سُلطة على المجموعة. و بالتالي فإن َّ كل َ فعل ٍ يقوم ُ به لا بُد َّ أن يكون َ له أصل ٌ نفسي يجعلُه مُمكنا ً، و لولا هذا الأصل ما كان َ الفعل ُ ممكنا ً.

- ثالثا ً: بالقياس على ما سبق لا بدَّ أن يكون َ للإيمان ِ جذر ٌ نفسي يجعلُه ُ مُمكنا ً و مُبرَّرا ً، بل و يضمن ُ استدامتَه أيضا ً.

يمكن ُ الخوض ُ في الجانب ِ النفسي من أكثر َ من مدخل، و اخترت ُ لمقالي هذا رُؤية ً مُستتبَعة ً من مدرسة العالم النفسي: كارل جوستاف يونج، و بالتحديد مما سمَّاها Archetypes و التي يمكن ُ ترجمتُها إلى العربية تحت التعابير التالية: "النَّماذِج الأصيلة" أو "الأُطر البدائية" أو حتَّى "الأنماط الأوَّلية" و لقد قدَّمتها في مقالي السابق الذي أوثِّق ُ رابِطه ُ في الأسفل لمن يرغب في التَّعرُّف على أثر هذه الأنماط في تطوير أخلاق المجموعة البشرية.

"النماذج الأصلية" هي َ بُنى ً نفسية (جمع بُنية، أي كينونة أو هيكلية أو كيان نفسي ينتُج عنه نمط إدراكي داخلي لموضوع في العالم الخارجي و سلوك، ردَّا ً على موثر ٍ ما) اكتسبها الجنس ُ البشري بشكل عام نتيجة َ تعرُّضه لذات المواقف خلال تاريخ ٍ تطوُّري طويل ٍ امتَّد َ عبر َ ملاين السنين. و سنسأل ُ حتما ً: كيف يشترك ُ جميع البشر ِ في ذات الأنماط النفسية؟

علينا أن نتذكَّر أن اشتراك َ المجموعة ِ البشريَّة ِ في الجينات يُنشأ ُ ذات ِ الإمكانيَّات لديهم: فالبشر جميعهم يمشون و لا يطيرون، و يتكلمون، و يفكِّرون، و يأكلون و يشربون و لهم خصائص ُ مُحدَّدة، كما أنَّهم يشتركون َ في المنشأ: الولادة، و التي بالضرورة تجعلُهم يمرُّون بذات الخبرات النفسية في الرَّحم، و كذلك َ بذات ِ الخبرات ِ حين فطامِهم، و حين َ فصلِهم عن أمَّهاتهم و خروجهم للعالم، و كذلك َ حين تُخضعهم الجماعة لطقوس ِ القبول (دخول مرحلة الرجولة، دخول مرحلة الأنوثة، و الاعتراف المجتمعي بالفرد الجديد)، و أيضا ً حينما يختبرون موت الأحبَّاء و الخِلَّان ِ و الأصدقاء.

هذه الخبرات النفسية المُشتركة بين البشر يستجيب ُ لها الفرد ُ بحسب ِ ما يمليه عليه جسده و كيمياؤه و تفاعُلاته الداخلية، و التي تنبع ُ جميعُها من قدرات ٍ جينية ٍ مُشتركة، فتنشأ ُ عن هذه الخبرات و الاستجابات أنماط ٌ نفسية مشتركة بين الجميع. و تخرج ُ عن هذه الأنماط الأوَّلية صور ٌ أوَّلية مشتركة أيضاً مثل صورة: الأم، الأب، الساحرة، الساحر، الحكيم، المُخادِع، البطل، الفتاة العذراء. و تُمثِّل ُ كل ُّ صورة ٍ منها خُلاصة الخبرة النفسية للمجموعة الإنسانية على مدى السنين و تُحدِّد ُ الاستجابة َ الأوَّلية من الفرد تجاه َ أي ِّ شخص ٍ في العالم الخارجي يتماهى مع هذه الصور.

ينبغي هُنا أن أُشير َ أنني لا أعني أبدا ً أن تصرُّفات ِ جميع البشر و ردود أفعالهم مُتطابقة تماما ً تجاه العالم الخارجي و ما فيه، لكنِّي أقول َ أن المبادئ النفسية التي تحكم ُ هذه الاستجابات واحدة كأساس بينما تختلف ردود الأفعال باختلاف البيئة و التربية و الثقافة و المُجتمع، فأرجو الانتباه إلى هذه النُقطة.

يُقدِّم ُ الإيمان ُ نفسَه ُ كتفسير ٍ للوجود ِ و الحياة، و يُجذِّر ُ نفسه في المشاعر ِ النفسية المتلاطِمة و الجيَّاشة و الباحثة عن علاقتها بـ و تدعيم مركزيتها أمام: تفاعلات الحياة، و بالتالي يلتصق ُ بالضَّرورة في جميع ِ البُنى النفسية كتصديق ٍ على أصالة ِ وجودِها من جهة، و كمظهر ٍ يعكس ُ رغبة ً إنسانية ً بحتَة ً في إشباع الحاجات التي تتعامل معها هذه البُنى النفسية. فهل ينجح ُ فيما يروم؟

دعوني أُجيب ُ بمثال ٍ من الواقع:

أحد الأنماط الأوَّلية هو نمط ُ البطل، و يُمثِّل ُ في النفس البشرية خبرة َ المجموعة أمام َ حدث ٍ عظيم ٍ جلل كان يتهدَّد ُ وجودها فأوجد َ له ُ أحد الأفراد ِ حلَّا ً. إنَّه ُ نمط ُ: البطل المُخلِّص، و الذي يوجد ُ في كلِّ زمان ٍ و كل ِّ مكان ٍ و كُل ِّ مجموعة ٍ بالضرورة. إنه نمطُ التفرُّد ِ و القيادة و السبب ُ وراء النجاة ِ و البقاء و حفظ الهوية ِ و الكيان. لذلك نجد ُ الأديان َ بشكل ٍ عام تعتمد تقديس الشخصيات، فالتقديس هو المظهر ُ الديني للبُنية ِ النفسية ِ الأوَّلية ِ التي تتماهي مع شخصية ِ البطل.

و ستسأل عزيزي القارئ: إذا ً أليس هذا اعترافا ً بأن َّ المنظومة َ الدينية َ مُنسجمة ٌ مع الطبيعة ِ البشرية؟

و سيكون ُ الجواب: لا!

فالمنظومة ُ الدينية لا تخوض ُ في الأصول ِ النفسية للبُنى التي تتعامل معها، إنَّها لا تعرف ُ منشأها، و لا تفهم ُ الحاجات ِ الغريزية َ التي تُلبِّيها، و بالتالي لا يمكن ُ أن تُقدِّم حلولا ً مُشبعة ً لها، فالبُنية النفسية لقبول ِ شخصية القائد أو الزعيم أو البطل مُشتركة بين جميع البشر و لذلك فهم يقبلون الزعامة َ و القيادة َ و البطولة َ، و يرفعون رموزهم دوما ً، لكن َّ المنظومة اللادينية َ العلمانية قد استطاعت أن تفهم َ بقوَّة ِ علوم ِ النفس و الاجتماع و الأنثروبولوجيا أن وجود البطل يخدم ُ المجموعة َ و يحافظ ُ على هويتها، و بالتالي فهو بطل ٌ طالما حمل َ مسؤولية َ البطولة و خدم َ المجموعة َ، بالتالي أنشأت ِ المجتمعات ُ المُتحضِّرة دساتيرها بناء ً على احترام فردية المُنتمي للمجموعة و خير المجموعة العام، لا على تقديس خادم المجموعة و حصانته من النقد و المُساءلة، بينما اتَّخذت المنظومة ُ الدينية ُ المسار َ المُعاكِس تماماً، فرفعت البطل فوق المجموعة و منعت نقده و مُساءلته، و احتفظت بشخصه كنوع ٍ من الطوطم الذي يُحرَّم ُ الاقتراب منه فأفسدت تماما ً إدراك ماهيته و حجبت وظيفته و عطَّلت إشباع َ البُنية ِ النفسية التي يرتبط ُ بها، أي عملت بطريقة ٍ مُباشرة ضد َّ البُنية ِ التي نشأت عنها صورة ُ البطل.

راقب عزيزي القارئ الحرِّيات ِ في الدول الغربية، و كيف َ يُعبِّر ُ الأفراد ُ عن فشل ِ رموزهم و غضبهم تجاه هذه الرموز بكل ِّ جُرأة ٍ و صراحة. إن الانسياب َ التلقائي للنقد في الدول العلمانية ما هو إلا صورة ٌ عن خيبة ِ الأمل ِ من فشل ِ الصورة ِ الواقعية للبطل في التماهي مع البُنية النفسية الأولية أو الأصلية المُختزنة في اللاوعي الجمعي و التي تفترض ُ فيه سلوكا ً حافظا ً للمجموعة، مُنسجما ً مع توقُّعاتها، مُحقِّقا ً لآمالها، مُؤثرا ً إيَّاها على نفسه، مُتجرِّدا ً من نرجسيته، خاضعا ً لرقابتها و سيطرتها، خادما ً لها على الدوام.

إن دراسة َ النقد ِ للصورة ِ الواقعية التي تُمثِّل ُ البُنية َ النفسية َ:البطل، في الغرب تُمكِّنُنا بشكل خاص من إدارك ِ حقيقة ِ الحاجات ِ النفسية للأفراد الذين يشكِّلون المجموعة المعروفة باسم: الدولة، و بالتالي فإن هذه البُنى النفسية المُشتركة لا بُد َّ لها من إشباع ٍ مُتشابِه ٍ على الصعيد الإنساني، و الذي يعمل في الدولة تحت مفهوم ِ: المواطنة، و منه ُ يجب ُ أن تنطلق َ التشريعات و القوانين ُ كونَه ُ المُشترك الجمعي لأفراد الدولة، و بالتالي و بالضرورة سينتفي أي ُّ حقٍّ لأي ِّ منظومة ٍ دينية ٍ في فرض ِ تشريعها الخاص على المجموعات الأخرى.

لا تستطيع ُ المنظومة ُ الدينية ُ أن تُقر َّ بمبدأ ِ المساواة ِ بين جميع البشر، حتَّى و إن بنت مُعتقداتِها على الاستجابة (أو الأصح على محاولة ِ الاستجابة ِ) للبُنى النفسية المُشتركة بينهم، فهي بطبعها جامِدة لا تتفاعَل ُ مع الحاجات المُتغيِّرة للجماعات و بالتالي الحلول الديناميكية المُطالبة بالتجديد. أما المنظومة ُ اللادينية فتشتمل ُ في ذاتها على الإنسانية ِ كمبدأ ٍ يُعرِّف ُ هويتها، و ينسجم ُ مع الطبيعة ِ البيولوجية التي تنشأ عنها – و كجزء ٍ منها - الطبيعة ُ النفسية و بُناها.

علينا دوماً أن نستكمل َ الغوص َ في أعماق النفس البشرية، نحو إخراج ِ ما تحتويه ِ من بُنى نفسية، و صور ٍ تنبثق ُ عنها تُشكِّل اللاشعور الفردي، و بغير ِ ذلك لن نستطيع َ أن نفهم ماهيتنا كبشر، و سنعجز ُ عن إيجاد ِ الحلول ِ للمشاكل ِ التي تواجهنا لأن َّ التشخيص َ الصحيح َ يغيب ُ حين َ تحضر ُ ادِّعاءات ُ اليقينيَّات ُ و القطعيَّات ُ و الثوابت ُ و المُسلَّمات غير المبنية على الدَّلائل و البراهين، أو مُضادَّاتها من المخاوف و الافتراضات و التوقُّعات و التشاؤمات و التكهُّنات، و سيظل ُ ظلام ُ النفس يدق ُّ باب الشعور و يفرض ُ سطوتَه عليه دون أن يعلم الأخير ُ بالأول، و سيصدق ُ فينا قول ُ كارل يونج:

"حتَّى يحين َ الوقت ُ الذي تُحَـوِّلُ فيه اللاشعور إلى شعور، سيستمرُ هذا اللاشعور في السيطرة على حياتكِ، و ستُسمِّيهِ: القَدَر"
Until you make the unconscious conscious, it will --dir--ect your life and you will call it fate.


-------------
مقالات ذات صلة:

قراءة في اللادينية – 7 - الأخلاق مُستتبـَعة ً من: علم النفس – مدرسة: كارل جوستاف يونج.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=507470








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البدايات و البناء التالي الفوقي وبروز النقد العلمي
علاء الصفار ( 2016 / 4 / 27 - 21:43 )
تحياتي
النفس البشرية وتفرداتها وضغط العقل القطيعي!يحكى أن رجلين كان في رحلة على حما ر في طريق صحراوي.مات حمارهم عند واحة,فأحسنا للحمار وتكفلوا بدفنه,لكن المشكلة حدت باحدهم كي يبكي خوفا من الموت هناك.مر ناس فرؤوا حال الرجل الباكي, فسألوا ما الخطب فبادر صاحب الرجل الباكي أن هذا القبر يعود لرجل حجة في الدين,ونحن قمنا بتعديل هذا القبر اليوم! فرمى المارين نقودا للرجلين المؤمنين!هكذا جمعا ثروة عند الواحة فالقبائل تعطيهم الطعام وترمي لهم المال. وحدث ان اشتروا حمارين واتفقوا لترك المكان,لكن شعر احدهم أن صاحبه يغشه في تقسيم المال, فحلف الثاني ببروح السيد الذي دفناه سوية, فرد الثاني تحلف بقبر الملعون الذي نحن سوية دفناه ههه!قصة توضح خداع البشر فحين يقوم بتمجيد شيء وهمي يصدق اكاذيبه وينشرها,فيبقى امر التقديس حالة خرافية في البداية يصبح حاجة يستغلها البطل ام المخادع, فلا يوجد حالة ثبات مطلقة سواء عقلية ام موقف بطولة, فالانسان خاضع لكثير من التقلبات الفكرية فكم من متدين صار شيوعي وبالعكس. رجل الدين, قائد وجد في القدسية امر يحصنه ابد الدهر,فلحية وعمامة يعيش كما اصحاب الحمار,بمساعدة وجود قطيع يمجد!ن


2 - قرأت هذا قبل 6 شهور فحصلت على معرفة قيمة
علاء الصفار ( 2016 / 4 / 28 - 01:36 )
تحية ثانية
هذه للمؤمن النزيه في الاختياروالانحياز. ما موجود في هذه التحفة التاريخية ليس امر الدين والمقدس بل وجد الانسان النزيه الباحث عن الحق, لكن نرى ان المبادئ ليست حكراً على الاتقياء بل يتطفل عليها الانذال وحتى على الدين يسيطر رجال برابرة ويحرف الدين والقيم , رغم أنها خرافية و لا نتفق اليوم معها, لكن أصبحت تلك الاديان والقيم قوة فيها آثار القدم الهمجية للبرابرة الذين زنوا بالقيم, هذا ينطبق على السياسي الذي يتبى العلمانية أم اليسارية, فكثير من رجال آمنوا بصدق في الدين لكن بمرور الزمن تحولوا إلى ظالمين, هكذابدأ هتلر تاريخه كيساري قومي أنتهى إلى فاشي دموي وقبله روبسبير كان زعيم في الثورة الفرنسية صار جلاد رفاقه,!في الرابط أدناه نرى قيم يمكن تفسيرها وفق الميول الذاتية, كيف لتتهشم على يد انسان بسيط بكلمات واقعية, كما لبطل هذه التحفة التاريخية الذي تحطمه أمرأة بسيطة من الحياة في نقاش في الحب.وكيف تتهشم القناعات ولم يدوم الزيف الديني و السياسي!ن
http://www.eschoolsy.net/Downloads/library/%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81%20%D8%B2%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%86/%D8%B9%D8%B2%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D9%84.pdf


3 - الاخ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 4 / 28 - 03:07 )
مساء الخير اخي نضال..

تحدثت في مقالتك عن الصور الاولى المشتركة لدى الانسان ..

يقول العالم يونج ان الانسان يحمل في عقله اللاواعي مشتركات مع الشعوب الاخرى اطلق عليها انا تسمية التشبيك الكمي لانها تقع في منطقة الكم .. العالم يونج يقول ان كثير من الظواهر لايمكن تفسيرها بالتاثير والمشاهدة المتبادلة بسبب بعد المسافات وهي نتاج للعقل الجمعي وللنفس اللاواعية في اعمق اعماقها في العالم المنطوي واسميتها انا بالتشبيك الكمي ..

مثال ذلك تشابه بناء الاهرامات في مصر القديمة مع الاهرامات في الحضارات القديمةلشعوب اميركا اللاتينية .. بالتاكيد ليس هنالك رحلات وتزاور بينهما ولايمكن تفسير التشابه الابالعامل النفسي الجمعي المشترك والذي يتم التواصل معه عن طريق عالم الكوانتم وليس عن طريق العالم الظاهري ..

ختاما : احسنتم النشر اخي نضال ..

تصبحون على خير ..


4 - حاولت في ت1 ت2نسف الخرافة ومنظومتها لقيمية
علاء الصفار ( 2016 / 4 / 28 - 03:18 )
تحياتي
اوضحت الخرافة واسبابها بشكل مبسط اذ من البسيط ينبثق المعقد, فالسلطة التي نعرفها عبر التاريخ هي سلطة اقوياءالمجموعة, وتناغمت مع الافكار والقيم. و رجلها الاول هو رجل الدين,لا تزال الدولارت تطبع وعليها (نؤمن بالله)! فهذا الله جاء من خلال رجال الدين, والتشريعات اساسا جاءت من الاديان, فرغم العلمانية هناك معايير دينية في كل الدساتير الغربية واكثر ما نجدها في امريكا. البشرية لازالت في مرحلة تخبط هاالطفولي في امر العلمانية, لنرجع الى قرون من الحضارت العريقة التي وجدت من فرعونية الى سومرية فالى كل الوثنيات في كل الارض من مغاربها الى مشارقها, والى حين الاديان الابراهيمية, والى ضهور الدول الحديثة و كتابة (نؤمن بالله)! فلا تزال مقاطعات امريكية ترفض نظرية دارون, ولا زال الاسقاط للجنين ممنوع في كثير من الدول الغربية,والى دول الاسلام بتشريع القرآن و السنة, لكن اكبر تحول ثوري يحصل للبشرية لا بالغوص بالنفس البشرية,ان اساس القوانين يعود لكل الحضارات و حضارتنا الى امر الصراع من اجل الطعام ,موجز شديد للغاية,فهناك غني متسلط بالتشريع إذاعمل البشر لإزالت إستغلال الانسان للإنسان سيصل لتشريع انساني!ن


5 - الزميل العزيز علاء الصفار
نضال الربضي ( 2016 / 4 / 28 - 23:02 )
تحية طيبة أخي علاء و أشكرك على مساهماتك القيمة،

أتفق معك أن الإنسان يعيش دوماً في حالة من الصراع الداخلي التي تتطلب حلولا ً، و لذلك فالدين و العلمانية خاضعان للإنتاج البشري بكل ما فيه من مراحل و من فيه من شخوص نبلاء أو فاسدين. أشكرك لوضعك رابط رواية يوسف زيدان -عزازيل-، إنها رواية من نوع -الفانتازيا التاريخية- تلك التي يمتزج فيها جزء حقيقي من التاريخ مع أجزاء مُتخيلة من الكاتب، نقلا ً لفكرة ما مبنية على بيئة حقيقية و إطار مُنصرم، دون أن تكون الأحداث نفسها حقيقية، أحب هذا النوع من الأدب لأنه يلقي الضوء على الكثير من مجاهل الماضي (أو يدعو لذلك) بطريقة ساحرة.

التشريع الإنساني أعطانا شريعة حقوق الإنسان و مواثيق الأمم المتحدة و الدساتير و القوانين العلمانية، و لقد قطعنا شوطا ً كبيرا ً حينما اعترفنا في القرن الماضي أننا كلنا متساوون و ألغينا العبودية و التفرقة الجندرية، حتى أننا توصلنا لاتفاقيات أخلاقية بشأن الحروب و الأسرى و الشعوب المحتلة.

ما زال أمامنا الكثير لكننا في الحقيقة قد أنجزنا أيضا ً الكثير و المُدهش!

أرحب بك و تقبل الاحترام!


6 - صديقي الباحث وليد يوسف عطو
نضال الربضي ( 2016 / 4 / 28 - 23:11 )
تحية طيبة لكم أخي وليد و يسعدني حضورك َ دوماً!

واجه كارل يونج الكثير من النقد بشأن أنماطه الأولية التي تحدثت ُ عنها بمقالي هذا و سابِقه، فتفسيره لكيفية نشور الصور الجمعية عن الأنماط الأولية لم يكن مقبولا ً للكثيرين، لكن هذا الرفض لا يعني خطأ طرحه، فهو في النهاية يستند ُ إلى علم ِ التطور الذي يعلِّمنا أن الكائن البشري يتغير بفعل الطفرات في الخلايا التناسلية germline و بفعل الترجمة المختلفة لنفس الجين من شخص إلى آخر، و هو ما يعرف بعلم التخلق epigenetics، و العقل جزء ٌ من هذا التطور و التخلق و هو مشترك ٌ بين البشر جميعهم كأساس بيولوجي، و نحن ُ نعلم أن النفس ما هي إلا مظهر ٌ للوعي الذي هو مظهر ٌ للدماغ.

قديما ً قدم دارون فكرة التطور عن طريق الانتخاب الطبيعي، دون أن يعلم أي شئ عن وجود الDNA ثم حينما اكتُشف هذا الأخير صادق على نظرية دارون مئة بالمئة و ساعدنا أن نطورها و نفهمها،،،

،،، أعتقد أن الكشوف القادمة ستلقي الضوء و تفسر كيفية نشوء هذه الانماط و وراثتها و دور البيولوجيا و الترجمة الجينية فيهما.

تقبل الاحترام و المودة!

اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا تلغي حفل التخرج الرئيسي جراء الاحتجاجات المؤي


.. بالمسيرات وصواريخ الكاتيوشا.. حزب الله يعلن تنفيذ هجمات على




.. أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً كبيراً من مسيّراته خلال ح


.. أردوغان: سعداء لأن حركة حماس وافقت على وقف إطلاق النار وعلى




.. مشاهد من زاوية أخرى تظهر اقتحام دبابات للجيش الإسرائيلي معبر