الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الداهية لوكال زاكيزي، اخر ملوك سومر

نور خضير بدر

2016 / 4 / 29
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لوكال زاكيزي (2400–2370ق.م) ملك دولة (أوما) وآخر ملوك السومريين قبل أن يظهر الأكديين على الساحة السياسية في بلاد ما بين النهرين، حيث جعل لوكال زاكيزي الوركاء عاصمة لمملكته، واستطاع بدهائه ان يسيطر على أغلب مدن الجنوب ويضمها إلى حاضرته الجديدة، وبذلك أقام أول دولة موحدة في بلاد سومر، وبقيت البلاد خاضعة لنفوذه السياسي إلى أن ظهر الملك القوي سرجون الأكدي (2371-2316ق.م) الذي أستطاع القضاء على الحكم السومري وأسس الدولة الأكدية (2371-2230ق.م). تميز لوكال زاكيزي بمقدرته العسكرية الفائقة وقد وضع حداً لنزاع طويل أمتد أكثر من مائة عام بين لجش و أوما حتى تم دحر لجش نهائياً وإحراق المدينة كلياً تقريباً، وقد ساعدت الأوضاع الداخلية لمدينة لجش لوكال زاكيزي على القيام بعمله هذا .هذا البحث يوجز ملامح الدولة الموحدة التي اسسها لوكال زاكيزي في بلاد سومر ومجمل الاصلاحات السياسية والاقتصادية التي قام بها اثناء فترة حكمه التي امتدت الى 25 سنة.
جعل زاكيزي الوركاء عاصمة لمملكته، واستطاع بدهائه ان يسيطر على أغلب مدن الجنوب ويضمها إلى حاضرته الجديدة، وبذلك أقام أول دولة موحدة في بلاد سومر، وبقيت البلاد خاضعة لنفوذه السياسي إلى أن ظهر الملك القوي سرجون الأكدي (2371-2316ق.م) الذي أستطاع القضاء على الحكم السومري وأسس الدولة الأكدية (2371-2230ق.م).
اتبع لوكال زاكيزي سياسة الفتح العسكري وكان من نتائجها ان أصبحت جميع بلاد سومر تحت سيطرته وجعل مدينة الوركاء عاصمة له بعد أن أنهى حكم دويلة لجش اثر هجوم مفاجئ قام به لينهي بذلك صراع استغرق زهاء القرن بين دويلته اوما وبين دويلة لجش وقد دمر المدينة وأعمل فيها وفي أهلها النار والسيف مما ترك صدى في نفوس الكتاب والأدباء فخلف لنا أحدهم رثاءاً مؤثرًا يندب فيه ماحل بلجش ومعابدها وأهلها ويطلب استنزال العقاب الإلهي عل لوكال زاكيزي وأعقب قضاءه على دويلة لجش ضمه دويلة مدينة أور واستيلاءه على دويلة مدينة الوركاء الشهيرة واتخذ لقب ملك أوروك) وذكرته جداول الملوك السومرية بأنه مؤسس سلالتها الثالثة.
ومن الممكن تفسير نجاح لوكال زاكيزي يعود إلى أن سكان جنوب بلاد النهرين قد ضجرت من النزاعات الداخلية وكانت تواقة للتنظيم والتجمع ضمن دولة واحدة موحدة حيث ساعد هذا لوكال زاكيزي الى أن يتوصل إلى مسألة الوحدة. فعلى الرغم من ضعف دولة لوكال زاكيزي ، إلا أنها استطاعت أن تجند أعداداً كبيرة من الجيش وكانت غالبيته من لجش نفسها حيث أن الناس في لجش كانوا تواقين الى السلم والوحدة بعد ان مزقتهم النزاعات الداخلية .
وهكذا اسس لوكال زاكيزي دولته الموحدة المنشودة من كل من أوروك – أور – الاين – شاكوشان ، لوكال كنيشيدودو ، لوكال كيسالى، والتي حكمها ما يقرب من 25 سنة بدءاً من سنة 2336 ق. م ولكن ما متوفر حتى الان من اثباتات هل تشمل فترة حكمه في أوروك فقط أو تشمل سنوات حكمه في أوما فقط. كما لا يمكن الجزم في ظل كل هذه الظروف والمعطيات، كيف حصل لوكال زاكيزي على السلطة في أوروك ، هل كان نتيجة قرابته من سلالة أور الثانية أو كان نتيجة احتلاله لها.
نجح لوكال زاكيزي في فتح مدينة أوروك وجعلها عاصمةً لملكه حوالي عام 2355 ق.م مؤسساً بها سلالتها الثالثة، كما تمكن من توحيد الكثير من دويلات المدن الجنوبية لبلاد ما بين النهرين وآخرها كانت مدينة لجش والتي كانت تحت حكم آخر ملوكها اورو – كاجينا. كانت لجش من اشهر المدن في عصر فجر السلالات وتقع بالقرب من شط الحي (الغراف)، وعلى بعد حوالي عشرة اميال الى الشمال الشرقي من بلدة الشطرة.
قام لوكال زاكيزي بإصدار مجموعة من الإصلاحات الاجتماعية في ظل سياسية حكمه وفلسفته في ادارة الدولة والتي حاول من خلال تلك الاصطلاحات من تصحيح الاوضاع المتردية التي طرأت على مجتمعه من جراء استيلاء كهنة الاله ننكرسو على الحكم لمدة عقدين من الزمن على وجه التقريب بعد الاطاحة بهم مع كبار رجال الدولة والأغنياء الذين تضخمت ثرواتهم الشخصية على حساب عوائد الآلهة ومواطني مجتمعه كما انه ارسى دعائم الحرية والمساواة بين ابناء شعبه. وجاء في مقدمة اصلاحاته انه حرر مواطني دولته من الربا والاحتكار والجوع والسرقة والاعتداءات وارسى دعائم الحرية. كما انه اصدر عدة قوانين تخص المعاملات التجارية منها أحكام خاصة بالتسعيرة الجبرية واحكام خاصة بالبيع والشراء واحكام خاصة بالقروض والائتمان والديون وعدة تشريعات واحكام تختص بالشراكة والمساهمات التجارية.
عندما بدأ سرجون الاكدي الحكم، كان لوكال زاكيزي في السنة العشرين من حكمه، أي يعني في 2316 ق. م. وخلال 3-4 سنوات بسط سيطرته على الفرات بأكمله، وفتحت لسرجون الطريق إلى البحر الأبيض المتوسط ومن ثم شيد عاصمة جديدة له ، وبعد ذلك بدأ حربه ضد لوكال زاكيزي ، وتبعا لما تقوله الإثباتات أن سبب الحرب كان رفض زاكيزي مصاهرة سرجون. حيث قام سرجون الاكدي بحرب اكتسح بها زاكيزي ودولته في سومر حتى قضى على حكام السلالة الثالثة في وأخضع كل دويلات بلاد ما بين النهرين للحكم الأكدي بشكل مطلق واستمرت هذه السيطرة لمدة قرنين وتحديداً للحقبة من 2334 الى 2154 ق.م، اي قرابة 180 عاما . وقد وقع لوكال زاكيزى في الأسر ونقل إلى " باب إنليل " تكريما لسيطرة آلهة نيبور ، ويضيف أحد النقوش أن سرجون سلم لوكال زاكيزي لمحكمة إنليل ، وبدون شك أصدرت المحكمة حكما بالموت على زاكيزي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة