الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحب والكذب المقدس

خطاب عمران الضامن
باحث وكاتب.

(Khattab Imran Al Thamin)

2016 / 4 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الحب يمثل واحداً من أجمل وأسمى المشاعر الإنسانية التي عرفها الانسان في تأريخ تطوره على الإطلاق!.

فهو يضفي الألوان لصور حياتنا الباهته فيجعلها أجمل وأبها من حقيقتها، وبفضله تكون لنفوسنا الأنانية القدرة على التضحية، الحب يمنحنا الأمل، والحب يهبنا الصدق والشجاعة ومعه لا نعرف المستحيل.

هذا هو الحب كما عرفته في سنين صباي الباكرة.

أما حبيبتي التي لم تشأ الأقدار أن يطول عهد حبي لها، لأسباب هي ما دفعني لكتابه هذه السطور، فكانت حينها في عمر الزهور، شقراء بعيون زرقاء، وشعرٌ ذهبي، ابتسامتها الصادقة كانت تشرق لها القلوب، وصوتها تستأنس به النفوس.

وصديقي هو الأخر، عهدته طيباً صادقاً ونزيه وهو ابن قريتنا، ومما زاد ثقتي به في ذلك الوقت، التزامه بالدين الإسلامي، حيث أطلق لحيته، وقصر ثيابه، ووضع السواك في جيبه، والتزم الصلاة في المسجد، لقد كان في نظري مثالاً يحتدا به في تطبيق المثل الإنسانية والدينية والأخلاقية.

تجربة الحب التي أحدثكم عنها كانت صادقة وبريئة، فنظره وابتسامه من حبيبتي قبل الغروب كانت تكفي لإيقاد شمعه السعادة والحيوية والأمل في نفسي حتى الصباح.

وفي احد الأيام وبينما كنت مارا من أمام دارهم، لمحني صديقي السلفي وأنا أبادلها الابتسامة، لحق بي على الفور وبادر بسؤالي عن علاقتي بها ولماذا تكلمت معها، وما كان مني إلا أن أنكر خوفا عليها، واعتذرت باني كنت أسألها عن أخيها الذي كان صديقي أيضا.

وبعد مدة قصيرة، لاحظت تردد صديقي المتدين أمام دارهم، تكرار مروره في شارعهم اشغلني وجعلني اضن انه ربما يرغب بإقامة علاقة مع البنت، أو ربما يطلب يدها فهو كان شاباً يكبرني بثلاث أو أربع سنين.

وبالفعل، صدق ضني، حيث فاتحني بموضوع حبه لها، واقسم لي انه تحدث معها إمام باب دارهم عدة مرات، وقال لها انه يحبها، فأجابته أنها تحبه أيضا وان ترتيبات الخطوبة سوف تكون قريبة جدا!!.

شعرت حينها بالدوار، والصداع، وخيبة الأمل، كيف لها أن تخون، تتحدث مع هذا وتقول له أنها تحبه، كيف يعقل ذلك؟.

حاولت تكذيبه مرارا وتكراراً.
لكن كيف كان لي ان اكذبه وهو قد اقسم لي بالله ورسوله على صدق ما اخبرني به، وهو كما يبدو يخاف الله كثيراً، ومن المستحيل أن يكذب!
لحيته، صلاته في المسجد، كل شي يشير إلى صدقه وخيانتها الحتميه.

قررت حينها وتحت تأثير عنفوان الشباب الأول ورعونته وقلة خبرتي في الحياة ودعاة الدين، قررت أن اقتل الحب في داخلي دون رحمه، كنت قاسيا جدا، بكيت وتألمت دون أن اسمح لنفسي أن أمر بطريقهم، أو أجيب على واحدة من الرسائل الورقية والشفوية التي أرسلتها لي وهي تستفسر عن سبب غيابي وقطيعتي، استكثرت عليها حتى كلمة عتب واحده، تركتها فحسب.

وبعد مرور مدة طويلة ربما سنتين أو ثلاث، جاءني ذلك السافل، ليخبرني أن كل ما قاله لي سابقا كان محض كذب وافتراء، فهو لم يتحدث مع البنت، وهي لم تقل له كلمة واحدة، وكل ما في الأمر انه طبق السنة النبوية علينا حيث فرق بيننا، وعذره في ذلك حديث منسوب للنبي محمد يجيز فيه الكذب وربما فعل أي شيء أخر في سبيل تطبيق الشريعه الاسلامية أو منع حدوث شيء محرم.

لقد طعن هذا الرجل بشرف بنت شريفه ونسب اليها ما لم تفعل او تقول بهدف كسب رضى الله ورسوله!!.

ومثله نرى اليوم من يقوم بقتل الأنسان، واغتصاب الأطفال والنساء، ويمارس الاستعباد، والنهب في سبيل كسب رضى الله تعالى!!!.
هنالك اشكالية كبيرة تواجهها مجتمعاتنا وهي تبرير النصوص الدينية لكل الجرائم التي حدثت وما زالت تحدث على يد الغلاة من المتدينين، وينبغي علينا جميعا التصدي لها بغية اقامة العدل الانساني واشاعة قيم الانسانية في الصدق والعدل والمحبه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ومن الدين ...ماقتل
صلاح البغدادي ( 2016 / 4 / 30 - 13:08 )
حروبهم...غزواتهم...كراهيتهم لكل ماهو جميل
حول حياتنا الى جحيم
وحول مدننا الى مكب للنفايات
لم يقدموا للبشرية غير البشاعة
موقع (Kat torrent)..ينشر تقريبا في كل دقيقة..كتاب في القصة والحاسوب والطب
وهم ينشرون قي كل ثانية سمومهم
يحرمون شابا من حوريته قي الحاضر
لينالوا (72) حورية في الاجل
الا بئس مايعتقدون
تحية الى خطاب عمران


2 - لقد دمروا حياتنا ومستقبلنا
خطاب عمران الضامن ( 2016 / 4 / 30 - 15:21 )
كما تفضلت الاستاذ الفاضل صلاح البغدادي عبدة النصوص المزورة دمروا حياتنا ومستقبل اجيالنا ، انهار من الدماء سالت واكوام من الخراب امست مدننا بسببهم، حللوا الاغتصاب والقتل والنه والكذب وكل ما يسيئ للأنسانية والطبيعة والاخلاق. اننا امام مسؤولية اخلاقية وانسانية عظيمة تتركز في البحث والتحليل والكتابه لتنوير اجيالنا القادمة لعلنا نجنبهم الكوارث التي حلت بنا. تقديري لك واحترامي استاذ. ا

اخر الافلام

.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي