الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى تُتَّهّم بأزدراء الأديان

فاروق سلوم

2016 / 4 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العقل الديني مغيّب ومحجوز بل ممنوع من التساؤل والتفسير اوالنقاش اوالتأويل ، فهو يواجه التهديد والوعيد بنار الدنيا قبل جحيم الآخرة .
وتلتصق بالعقل الديني رهبة العقاب لذلك فهو لايجرؤ ان يستفسر اويطلب او يتساءل مثلا، حتى وهو مع نفسه ، عن احقية رجل معمم يتسلط او داعية او خطيب في ان يلقنه طوال العمر عشرات الأساطير والقصص والأحاديث التي لايقبلها منطق ، دون ان يستطيع مناقشتها او ردّها ، لمجرد الرهبة من الترويج للخوف من العقاب ..
ولكن هذا العقل يرضخ خائفا امام تدفق و تحشيد قوة الوعيد التي يتلقى من خلالها الرسائل الدينية الخرافية فيخزن منساقا او مضطرا اما لكي لايخالف مسلك القطيع او لكي يتقبل ان يوغل في التغييب افضل من الصحوة وقول الرأي . وبسبب قمع الوجدان هذا يعاني الكثيرون من امراض نفسية تنعكس فيما بعد صورة الكبت والتكميم في افعال من العنف نعيشها اليوم بصور شتى من الأرهاب الى قعقعة السلاح ومحو الآخر وابادة المكونات المختلفة!!
ويظهر من الصورة التي تتقدم الآن الساحات الدينيةوالمحاكم وحتى وسائل الأعلام ، ان الخلافات التي كانت بين اصحاب الديانات الأبراهيمية الثلاث ، بسبب اختلافاتهم في الرواية والدلالة والمعنى حول الولادة والصلب والرفع او حول النصوص الدينية في الكتب الثلاثة ، وتسلسل الديانات وعلاقاتها ببعض ، قد تجاوزت دلالاتها الفكرية واختلاف الرأي لتصبح جريمة ً وسلاحا بوليسيا وقانونيا بيد السلطة الدينية والسلطة السياسية ،هدفه المزيد من التكميم ومنع الرأي الحر وتكريس التلقين الديني والحفظ النمطي واستمرار منهج الترهيب والوعيد من عقاب الدنيا قبل جحيم الآخرة .
حتى انك حين تطالب بالحرية الفكرية اوحرية الرأي من خلال النص الديني مثلا "* وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ-الكهف* ا و * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ – الكافرون* يأتيك الرد اما اعتبار ذلك تجديفا او تحريفا او خروجا على الملة .
وبما ان الآزدراء قد بدأ منذ تسييس الأسلام في معارك معروفة و ظهور الخوارج وصراع المذاهب والمجموعات المذهبية الصغرى ومعاقبة الفقهاء والمجتهدين وصراع جمع الأحاديث المسندة والرويات المنحولة وجدل تنقية النص الديني من ما اصابه من استغلال وتشويه على مر العصور . فأن تهمة ازدراء الأديان هي تهمة سياسية جاهزة بيد الأحزاب والأنظمة السياسية لقمع كل راي وتكميم الأفواه عن قول الرأي او قول الحقيقة .
وبقدر ما تفاجؤنا الأحكام المباشرة بالألحاد او ازدراء الأديان التي يواجهها اعلاميون ومفكرون وادباء واصحاب رأي في البيئات الأجتماعية والثقافية والسياسية التابعة للأنظمة التي تحكمها احزاب وتوجهات دينية اليوم .. فأن صور تغييب الآخر و ارتجال سفك الدم وعقوبة وضع الحد والتكفير والرجم تظل شاخصة كشواهد على غياب العقل .. وانفلات الذات المقموعة نحو الأنتقام والمبالغة في اظهار ثأرية مطلقة يبررها رجل الدين ويبيحها العقل الديني النمطي السائد الآن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تجنيد يهود -الحريديم-.. ماذا يعني ذلك لإسرائيل؟


.. انقطاع الكهرباء في مصر: -الكنائس والمساجد والمقاهي- ملاذ لطل




.. أزمة تجنيد المتدينين اليهود تتصدر العناوين الرئيسية في وسائل


.. 134-An-Nisa




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم