الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام هو الحل ؟ ... لماذا ؟ وكيف ؟

فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)

2005 / 12 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وأنا أتابع الانتخابات البرلمانية المصرية شاهدت بعض الحملات الانتخابية لجماعة الأخوان المسلمين وطبعاً كالعادة كان شعارهم الأول " الإسلام هو الحل " ونحن هنا عندما نتحفظ على استخدام هذا الشعار في الانتخابات بهدف الدعاية السياسية فهذا لا يعنى التحفظ على دور الإسلام المعتدل في المجتمع ولكن من الملاحظ أن تيارات الإسلام السياسي ترفع هذا الشعار دائماً في العمل السياسي وبدون إن تطرح هذه الجماعات برامج انتخابية واضحة تعطى تصورها للأهداف السياسية لهذا الشعار ومفهومها له وان كانت بعض الجماعات الإسلامية قد أعطت برامج ولكنها خالفتها بمجرد الاقتراب إلى الحكم كما حدث لجبهة الانقاد في الجزائر عندما هددت بالانقلاب على الديمقراطية بمجرد الفوز في الدورة الأولى وهذا يخالف ما كانت تعلنه من أهداف قبل الانتخابات . .
فالإسلام هو الحل لماذا ترفعه الجماعات الإسلامية في المجتمع ؟ فالمجتمعات العربية والإسلامية جميعها تضع في دساتيرها إن دين الدولة هو الإسلام واعتبار الإسلام احد المصادر الرئيسية للتشريع وكذلك فان عقود الزواج والطلاق والنفقة وتوزيع الميراث وهيئات الأوقاف وصوم رمضان وصناديق الزكاة وجمع الخمس والمساجد والجوامع والبنوك الإسلامية منتشرة في المجتمعات العربية والإسلامية وبالتالي فما هو الهدف من استخدام شعار الإسلام هو الحل ؟ أو بعبارة أخرى ما هو المطلوب تحقيقه سياسياً من هذا الشعار ؟ ومشكلتنا هنا إن غالبية التيارات الإسلامية لا تطرح برنامج سياسي توضح فيه رؤيتها لهذا المفهوم والبعض الأخر يكتب على الورق شيئاً وينفذ أجنده أخرى بمجرد الوصول إلى السلطة سوءً كانت برلمان أو رئاسة .

فإذا كان كل هذه التشريعات موجودة في المجتمعات العربية والإسلامية فبماذا تطالب الجماعات الإسلامية بتطبيقه في هذه الدول ؟ فإذا كان الهدف غير المعلن وهو الهدف الرئيسي من وراء هذا الشعار هو تشكيل دوله دينية فهذا خط احمر ونحن نرفضه والمجتمعات العربية والإسلامية وصلت إلى مراحل من التقدم لم يعد هذا الطرح مقبولاً وكذلك هو التاريخ الاسلامى والحاضر لا يوجد فيه أجماع على شكل الدولة الدينية فإذا كان المسلمون قد اختلفوا قبل قرون عند وفاة الرسول على الخلافة وشكلها فهل يتفقون اليوم ؟.
فبينما يقتنع البعض بولاية الفقيه يطالب البعض الأخر بالأمير الاسلامى وبعضهم يطالب بعودة بالخلافة كما كانت في عهد الخلفاء الراشدين ولكن كل هذه الإشكال هي لا تتفق مع الزمن والعصر الحالي وهى مطالبه بالعودة إلى الماضي وهى تشبه كان تخرج جماعة ألان في أوروبا وتطالب بعودة القياصرة والكنيسة إلى الحكم فهل هذا تقدم أو عودة إلى الوراء ؟ وإما النماذج من الدول الدينية من أفغانستان إلى إيران إلى السودان وغيرها فماذا حققت لشعوبها ؟ وهل حققت شعار الإسلام هو الحل ؟ بل على العكس هي أساءت إلى الإسلام وقدسيته فهذه دول يجمعها القمع لشعوبها وانتهاك حقوق الإنسان وعدم وجود ديمقراطية فهل هذا هو تطبيق شعار الإسلام هو الحل ؟ وبالتالي فما هو الجديد لدى الجماعات الإسلامية لتقدمه لشعوب المنطقة لتحقق شعار الإسلام هو الحل ؟ .
وكيف يكون الإسلام هو الحل ؟ هل يتم ذلك بالعنف وبتفجير الفنادق وقتل المصلين في المساجد وقتل الأبرياء في القهاوى والشوارع ؟ فهل هذه وسائل تحقق شعار الإسلام هو الحل ؟ وخصوصاً إن هناك جماعات إسلامية تعترف علناً أنها تقتل الأبرياء وكيف تحقق الجماعات الإسلامية هذا الشعار هل بدفع الرشاوى للمواطنين للتصويت لهم في الانتخابات النيابية ؟ وبماذا نفسر ابتزاز بعض الجماعات الإسلامية للمواطنين بإعطائهم حاجات منزلية مقابل التصويت لهم في الانتخابات النيابية ؟ فهل هذا هو تكفوء الفرص الذي حث عليه الإسلام ؟ وهل هذه وسائل مشروعة في الإسلام إن يدفع المرشح الأموال إلى المواطنين مقابل التصويت له ؟ فإذا كان الرسول حفظ حق أهل الكتاب في البلاد الإسلامية فكيف يقتحم اليوم بعض الخطباء المساجد ليشتمون مسلمين آخرين ويحولون المسجد إلى منبر سيأسى حزبي وليس لكل المسلمين فهل هذه طرق تحقق شعار الإسلام هو الحل ؟.
لذلك فان مشروع الدولة المدنية قادم وسوف يتطور ومشروع الدولة الدينية انتهى مند زمن ولن يعود فالزمن لا يعود إلى الوراء وكما سقطت التيارات التكفيرية المسلحة في الجزائر ومصر وسقط نظام الترابي في السودان فان الديمقراطية لن تكون وسيلة لمن يرغب بدولة دينية وان الذي لم يستطيعوا تحقيقه بالسلاح لن يحققوه بالديمقراطية لان الشعوب العربية جربت القمع القومي والقمع الاشتراكي وقمع حكم تيارات الإسلام السياسي وبالتالي لن تعود عقارب الساعة إلى الوراء و كذلك سوف يتضح زيف بعض التيارات الإسلامية كجماعة الأخوان المسلمين التي تدعى أنها تحترم الديمقراطية بينما هي تاريخها وممارساتها اليومية فى جميع الدول بما فيهم البحرين لا تحترم الديمقراطية ويكفى الفساد الادارى الذي يمارسونه في بعض الوزارات ومؤسسات أخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah