الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحب والشعور(4)

طارق الخولي

2016 / 5 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن الحب هو حصيلة بضع من المراحل، وخلاصة أفكار ومشاعر تكونت في فترة ما، وقبل أحد الشريكين ما بدا من الآخر، وإن كانت تلك الظواهر السطحية للعلاقة. فأي علاقة ينتهي بها الحال إلي راحة خالصة ورضا نابع من النفس، لابد أن يتأتي لكلا الشريكين الخوض في بواطن النفس، وعلم المنازع والرغبات النفسية والجنسية، فإذا كانت تلك المنازع هي ما يتضاد مع منازع الآخر، فذاك هو التراكب الجنسي والتناغم الجسدي. ونجد في الجانب الاكثر من العلاقات تؤول إلي الفشل بسبب طبيعة تلك المنازع والرغبات التي تشذ عن الطبيعة والفطرة السليمة. وهذا التضاد الجنسي وحده القادر علي إجتياز الكثير من الاختلافات الخلقية والفكرية الاخري. وليس من الحكمة القويمة أن نتجاهل الرغبة الجنسية في العلاقة وندعي بأنها بلا قيمة، وأنها غريزة حيوانية يجب أن نتغاضي عنها ونقذفها بعيداً. إن أصل العلاقة بين الذكر والانثي هي العلاقة الجنسية، وإن كانت لا تمثل العلاقة بكاملها فإنها بمثابة الركيزة والعامل المحفز والدافع القوي والمتين لأي علاقة.
والمنازع الجنسية هي نتاج ما خلفته التربية وخلقته البيئة من أفكار وميول ورغبات. ونجد أن هناك الكثير من الرغبات والميول التي تشذ عن الطبيعة الانسانية السليمة ، عند الرجل والمرأة علي حد سواء.
فالسليقة السليمة تقول بأن الرجل يميل الي السيطرة علي المرأة في العلاقة الحميمة، وإن كانت هذه السيادة والاحتواء لا تظهر بشكل واضح. ولا نقصد هنا بالسيطرة سيطرة السيد علي العبد، لا، بل نقصد الاحاطة بإشباع الغريزة الذكورية. والمرأة تحب هذا. تحب هذا الاحتواء، والشعور بالامان. وأن شريكها يمتلكها ويغار عليها، ويكره أن يشاركه فيها رجل آخر.
ولكن ماذا لو شذت تلك الرغبات عن السجية السليمة؟
في واقعنا قصص وحكايا كثيرة توضح مدي بلوغ تلك الميول الجنسية وشذوذها. وآلت أغلب هذه العلاقات إلي فشل ذريع. وحدث قريباً كانوا حديثي الزواج، ولكن الزوج كانت له ميول ورغبات سادية، لديه رغبة دائماً بأن يري شريكه موضع ضعف ودونية، ويحب أن يشعر بنفسه المسيطر والمهيمن علي الاخر، وتفاجأت زوجته من تلك الرغبات الشاذة، وهذه الرغبات تتكون في العقل لإحداث التوازن النفسي بين الناس، ثم يخرج هذا الكبت النفسي علي صورته أثناء العلاقة.. أي أنه يعوض ضعفه النفسي من خلال السيطرة وممارسة السادية علي الشريك. ولكن ماذا يحدث لو كان الشريك لديه منازع معاكسة لمنازع الاخر؟ ماذا كان سيحدث لو أن زوجته كانت تحب وتستهوي تلك الرغبات الشاذة؟ لو كان لديه ميول سادية وكان لديها ميول مازوخية؟ أكانت العلاقة ستستمر؟.
ونجد أنه قد يحدث عكس هذا، فقد يميل الرجل إلي المازوخية، في حين أن شريكته كذلك. أستستمر العلاقة؟
لا يمكن أن تستمر أي علاقة إلا بإشباع الغريزة الجنسية بإختلاف منازعها وميولها ورغباتها.
ولكن؛ هناك ميول جنسية بدرجات متفاوتة. وأن المرأة بطبيعتها لا يصح لها أن تميل نحو السادية، وإن حدث فهناك خلل.
وإن للرجل بطبيعته لا يصح له أن تكون ميوله مازوخية. وإن حدث فهناك خلل.
ولا نقصد هنا أن نلصق الصفات لكل جنس. ولكن الرجل بطبيعته فيه شئ من السادية. وليست السادية المفرطة، والهيمنة الكاذبة التي تشذ عن القوامة والاستقامة وإحترام الاخر وتقدير مشاعره.
والمرأة لديها شئ ضئيل من المازوخية. حيث أن الدائرة تكتمل بهذين النقيضين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قال الرئيس الفرنسي ماكرون عن اعتراف بلاده بالدولة الفلس


.. الجزائر ستقدم مشروع قرار صارم لوقف -القتل في رفح-




.. مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب رفع العلم الفلسطيني خلال


.. واشنطن: هجوم رفح لن يؤثر في سياستنا ودعمنا العسكري لإسرائيل




.. ذا غارديان.. رئيس الموساد السابق هدد المدعية العامة السابقة