الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأبكار

أكرم حبيب الماجد

2016 / 5 / 8
المجتمع المدني


- الأَبْكار -
- مقتطفات من كتاب الملك والمملكة ورسالة الأبكار
- الأبْكار : جمع بِكْر ، وهو أول الشيء ، كأَول ولد للأَبوين ذكرًا أَو أُنثى . ونار بِكْر : لم تقتبس من نار . ودُرَّةٌ بِكْر : لم تثقب . والبكر : المرأة التي لم تقرب رجل ، وكذا يقال للرجل بكر إذا لم يقرب إمرأة .
وفي التنزيل : ( لا فارِضٌ ولا بِكْرٌ )، أَي : ليست بكبيرة ولا صغيرة .
والفارض : الهرمة أو المسنة . وقد فَرضت تفرِض فُروضاً ، أي : أسنَّت . ويقال للشيء القديم فارض . ( عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ ) ، نصف بين البكر والهرمة .
وروي أن ضربات علي عليه السلام كانت أبكارا ، إذا اعتلى قدّ ، واذا اعترض قط . أي : قاطعة لاتنثني .
فالأبكار وصف للشيء كما ذُكر وما كان بمعناه .
ولما كان الإنسان مادياً ومعنوياً ، فالبكر وصفه كذلك .
فقد يكون غير بكر مادياً، لمقاربته في جسمانيته لنكاحٍ صالح أو سِفاحٍ طالح ، وبكراً معنويا لعدم مقاربته من حيث إختلاف نفسه أو إنكاره أو طهارته ومثل ذلك . وقد يكون بكراً مادياً لعدم مقاربته في جسمانيته ، وغير بكر معنوياً لخطئه أو خطيئته في نفسه أو مقاربة نفسية شرعية كمن لم يدخل بها زوجها بعد ، ومثل ذلك . وقد يكون بكراً مادياً، وبكراً معنويا لعدم مقاربته في الحالتين . وقد يكون غير بكر مادياً ، وغير بكر معنوياً لمقاربته في الحالتين .
فليس كل تقارب غير بكر على الإطلاق ، ولا كل تباعد بكر على الإطلاق . كل ذلك بالمقابلة من حيث المادي والمعنوي .
فالعاهر الداعر يسافح ، والشريف العفيف يناكح ، والموقن المؤمن يناكح وقد يسافح ، على ما ورد في الحديث : ( يا رسول الله هل يزني المؤمن ، قال : قد يكون ذلك ، قال : هل يسرق المؤمن ، قال : قد يكون ذلك ، قال : هل يكذب المؤمن قال : لا ،( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَٰ-;-ئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ )، أو لايزني المؤمن حملا على حديث ، ( إذا زنى العبد خرج منه الإيمان ، وكان كالظلة ، فإذا أنقلع منها رجع إليه الإيمان ). ويمكن الجمع بينهما.
والعبد الخصي لايكون له النكاح والسفاح المادي ، وقد يكون له المعنوي . سواء كان ممن ولد من دون عضو ، أو معطل عضوه ، أو فُعل به العطل .
والحر السليم قد يكون له السفاح المعنوي ، ( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ) . أي : هلم وأقبل وتعال . وهي امرأة العزيز ، طلبت منه أن يواقعها . قيل : وأصل المراودة : الإرادة والطلب برفق ولين . يقال في الرجل : راودها عن نفسها ، وفي المرأة راودته عن نفسه . والرود التأني ، يقال : أرودني : أمهلني .
وقد لايكون له السفاح المعنوي فضلا عن المادي ، ويكون النكاح ، ( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ-;- قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ-;- ) ، أي : أعوذ بالله وأعتصم مما دعوتني إليه ، ( إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ-;- إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) أي زوجك أكرم منزلي ، أو الله ربِّي تولاني فلا أرتكب محارمه ، ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ-;- بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَٰ-;-لِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ). وأختلف في معنى ( هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا ) عند المفسرين . وما ذكرناه مثال ، بناءاً على حمله على البراءة المعنوية والمادية .
وقد لايكون النكاح المعنوي والمادي ، فضلا عن السفاح : ( فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ ) ، زكريا عليه السلام ، ( أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ-;- مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ )، من الحصر ، وهو الحبس. الذي لايأتي النساء . وقيل : الحصير : العنين . وقيل : الذي لايولد له ، وليس له ماء . وقيل : الفقير الذي لامال له ، فيكون بمعنى المحصور ، يعني الممنوع من النساء . وقيل : مانع نفسه من الشهوات . وقيل : ليس له شهوة في النساء . فقد أختلف في عدم إتيانه النساء مع القدرة وعدمها . ومن ثَمَّ روي عن النبي صلى الله عليه وآله ، إنه قال : ( كل ابن آدم يلقى الله بذنب قد أذنبه يعذبه عليه إن شاء أو يرحمه إلا يحيى بن زكريا فإنه كان سيدا وحصورا ونبيا من الصالحين ) ، ثم أهوى النبي صلى الله عليه وسلم بيده إلى قذاة من الأرض فأخذها وقال : ( كان ذكره هكذا مثل هذه القذاة )، وفي رواية ( كل بني آدم يأتي يوم القيامة وله ذنب ، إلا ما كان من يحيى بن زكريا . قال : ثم دلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده إلى الأرض ، فأخذ عويدا صغيرا ، ثم قال : وذلك أنه لم يكن له ما للرجال إلا مثل هذا العود ، وبذلك سماه الله " سيدا وحصورا ).
والحَصِيرُ : الملِكُ ، سمي بذلك لأَنه مَحصُورٌ ، أَي : محجوب .
قال لبيد : وقَماقِمٍ غُلْبِ الرِّقاب كأَنَّهُمْ *** جِنُّ ، على باب الحَصِير قِيامُ .
وهذا المعنى الملكي في منع النكاح والسفاح المادي والمعنوي هو الذي يستقيم وسيادته ، ( وَسَيِّدًا وَحَصُورًا ) ، فالسيد : الذي يسود قومه وينتهى الى قوله . أو الذي يفوق أقرانه ، أو الشريف ، أو الكريم على الله ، أو في خلقه ودينه ، أو في العلم والعبادة والتقوى . ومثل ذلك .
*** وللموضوع تتمة .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يعلن -هدنة تكتيكية- في جنوب قطاع غزة والأمم


.. بكين تفرض قواعد جديدة في -بحر الصين الجنوبي-.. واعتقال كل من




.. المتحدث باسم اليونيسيف يروي تفاصيل استهداف الاحتلال أطفال غز


.. مأساة إنسانية في غزة.. أكثر من 37 ألف قتيل ونصف مليون تُحاصر




.. مسؤول إسرائيلي لـ-أكسيوس-: حماس رفضت مقترح بايدن لتبادل الأس