الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


]دفاعا عن المفهوم الماركسي للسلطة

عبد العزيز الراشيدي

2005 / 12 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


- رد ماركسي على فلسفة ميشل فوكو-
يقول الفيلسوف الوجودي جون بول سار تر في مقدمة كتابه >
مقولة سار تر هده توضح مدى إدراكه لكون الماركسية هي الإجابة الموضوعية والعلمية لنمط الإنتاج الرأسمالي .ومادمت الرأسمالية هي روح العصر فالماركسية إذن هي فلسفة العصر,هذه هي الفكرة التي أدركتها البورجوازية جيدا ومن هذا المنطلق ستجند هذه القوة الساسية كل ما تملك من أجهزة إيديولوجية من أجل تمويه هذه الحقيقة وعلى هذه الأرضية ستأتينا فلسفة ميشل فوكو كوحدة من هذه الأبواق.هذا ادا ما سلمنا بمقولة لينين التي أعد صيغتها ألتوسيروتقول هذه الأخيرة <إن كل جدال فلسفي هو في العمق صراع سياسي –صراع طبقي على حد تعبير ألتوسير- يمارس على المستوى النظري‹›
من هذه النقطة سينطلق المشروع الفكوي الهادف إلى إعادة صياغة مفهوم السلطة عبر مجموعة من الأعمال التي أصدرها هدا الأخير في هذا الصدد ﴿ نظام الخطاب,المعرفة والسلطة ...﴾
اذ يرى هدا الفيلسوف البورجوازي أن المفهوم الذي قدمته الماركسية لسلطة مفهوما كلاسيكيا يمركز السلطة في جهاز الدولة .هدا التمركز يرى فيه ميشل فوكو مربط الفرس ونقطة الضعف في التحليل الماركسي,لأن فوكو يرى حسب فلسفته أنه لا يمكن أن نتحدث على السلطة باعتبارها ذلك الجهاز الذي يقبع على قمة المجتمع والدي يدعى الدولة أو السلطة السياسية العليا بل يجب أن نتحدث عن السلطة باعتبارها شبكة علاقة القوة المزروعة في كل جسد المجتمع والمنبثقة في كل مؤسساته وخلاياه.
ومن هنا فالسلطة بالنسبة لميشل فوكو موجودة في كل مكان وتمارس فعلها بأشكال متعددة,إنها تلك القوة الموجودة في كل مناحي الحياة الاجتماعية, وبالتالي فهي ليست سلطة جهاز القمع الإيديولوجي كما يرى ذلك كارل ماركس.
إن نقد فوكو ﻫﺬا للمفهوم الماركسي للسلطة نجيده على سبيل المثال في كتابه نظام الخطاب الذي يناقش من خلاله سلطة الخطاب .من خلال دراسته لمنظومات نبد الخطاب وعلى رأسها منظومات النبذ الخارجي التي تمارس فعلها القمعي من الخارج وعلى رأس ﻫﺬه المنظومة :الكلمة المحظورة أو ما يمكن أن نسميه بالثالوث المحرم بتعبير بوعلي ياسين ﴿ الدين الجنس الصراع الطبقي ﴾لكن ميشل فوكو يقف فقط على الدين والجنس باعتبارهما مناطق محظورة تمارس سلطتها القمعية من الخارج ,لكن فوكو في نقاشه لهده المسألة يكتفي بالوصف وفقط دون أن يتجاوز ذلك ليتساءل عن من يجعل هذه الموضوعات محظورة ويعطيه هذه السلطة .ميشل فوكو لا يفعل ذلك لشيء بسيط هو إذ طرح مثل هدا السؤال سيصل إلى أن السلطة هي سلطة جهاز القمع الإيديولوجي ,لكن مهمة فوكو هاهنا هي تمويه هذه الحقيقة .
إن سلطة الخطاب التي يتحدث عنها فوكو ماهي في الحقيقة إلا سلطة مؤسسة إنتاج الخطاب وكما يقول الأنثروبولوجي الماركسي نيكولا غريما لدي <ان سلطة الخطاب هي سلطة مؤسسة إنتاج ذلك الخطاب >
من هنا نستنج فكرة أساسية هي أن السلطة التي يمتلكها الحطاب كيف ما كان نوعه لا يمتلكها من ذاته,بل هي سلطة تلك المؤسسة التي أنتجته وهذه المؤسسة لا تخرج في نهاية المطاف عن الأجهزة الإيديولوجية للدولة,وبالتالي فهذه السلطة التي يتحدث عنها فوكو ماهي إلا تجلي ميكروسكوبي للسلطة المكروسكوبية التي هي سلطة جهاز الدولة الطبقي ,لكن فوكو الفيلسوف البنيوي لن يعترف بهذه الحقيقة التاريخية والعلمية.لأنه كما يقول ألتوسير الفلسفة صراع طبقي يمارس على المستوى النظري .ومن هنا لا يمكن لفوكو ومن يسير على دربه إلا أن يصارع طبقيا هذه الحقيقة الماركسية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تبدع في تجهيز أكلة مقلقل اللحم السعودي


.. حفل زفاف لمؤثرة عراقية في القصر العباسي يثير الجدل بين العرا




.. نتنياهو و-الفخ الأميركي- في صفقة الهدنة..


.. نووي إيران إلى الواجهة.. فهل اقتربت من امتلاك القنبلة النووي




.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب نتنياهو أركان حكومته المتطرف