الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة قومية ،إثنية وأرثوذكسية ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2016 / 5 / 10
المجتمع المدني


دولة قومية ،إثنية وأرثوذكسية ..
يدورُ في اسرائيل، وفي اوساط اليهود تحديدا، نقاشٌ حاد، يُشاركُ فيه اكاديميون ،صحافيون ، سياسيون ومعلمون، حول كتابٍ مدرسي في موضوع "المدنيات" .. والمدنيات هو موضوع يدرسه الطلاب بدءاً من الصف السابع وحتى الدراسة الثانوية ، ويتقدم الطلابُ فيه لإمتحان البجروت (أي التوجيهي بلغة العرب). وهو موضوع تعليمي اساسي إلزامي.
كتب المدنيات المخصصة للعرب ، تتحدث عن نظام الحكم في اسرائيل ، فصل السلطات ، الحياة البرلمانية ولا تخوضُ في مواضيع خلافية ، كالدين والدولة ، الدولة المدنية ، التعددية القومية ، الفجوات أو التمييز بين العرب واليهود وبين اليهود الغربيين والشرقيين .
لكن الطلاب اليهود يدرسون الموضوع تحت مسمىً آخر، وهو موضوع "المُواطَنة" .. ويتناول الموضوع القضايا الخلافية ، حول طبيعة الدولة ، والفجوات "الطائفية" بين شرقيين وغربيين ، العلمانية والدين وغيرها من المواضيع التي يدور حولها نقاشٌ حاد في المجتمع الإسرائيلي اليهودي .
الجديد في الموضوع ومع صدور الكتاب الجديد ، يتضح بأن دولة اسرائيل هي دولة قومية إثنية (يهودية وديموقراطية) ،تتبنى التعريف الارثوذكسي لليهودي ، وهو من ولدتهُ أُمٌ يهودية فقط .
طبعاً ، ولم لا يعلم ، فنسبة كبيرة من مواطني اسرائيل اليهود ،يُعرفون انفسهم على أنهم "علمانيون" يهود ، ولا يقيمون وزناً للتعريف الديني الارثوذكسي ، عدا عن أنّ هناك تيارات في الديانة اليهودية ، لا تُعرف نفسها على أنها ارثوذكسية ، كالتيار الديني الإصلاحي والتيار الديني المحافظ ، وهذان التياران يمثلان اغلبية اليهود في امريكا الشمالية ..
الخلافات بين التيارات الدينية اليهودية ليست شكلية البتة ، وتمس أموراً في صميم القراءة الدينية ، فالإصلاحيون مثلاً لا يؤمنون بفصل النساء عن الرجال في الكنيس ، بل ومسموح لديهم أن تقود المرأة الصلاة ، على عكس الارثوذكس الذين يعتبرون صوت المرأة عورة ، ويُحرّم الاستماع اليها أو السماح لها بالإنشاد أمام جمهور من الرجال ..
أما القضية الخلافية الأكبر والتي يُحاول كتاب المواطنة الجديد ، التعمية عليها ، فهي قضية الفجوات بين الشرقيين والغربيين . ولا يذكر الكتاب على عكس سابقه ،الحركات الشرقية التي تشكلت بهدف النضال من أجل المساواة ، كحركة الفهود السود .
يغيبُ عن كتاب المواطنة ، عرب اسرائيل ايضاً ، فهم وحسب ما ورد في الكتاب، يُمارسون أعمالاً ارهابية.
ولدى اجابة المحرر اللغوي عن وصفه لليهودي من خلال الكتاب ، قال : بأن اليهودي هو مستوطن يميني ومتدين ولا يهودي غيره ..(حسب ما ورد في الكتاب)، ولا تعددية ثقافية أو اثنية ..!!
وفي الاقتصاد ، فلا ذكر لفكر اشتراكي كما قال استاذ جامعي آخر ، فالاقتصاد هو النيوليبرالية فقط ..!! عِلماً بأن الأحزاب التي أقامت دولة اسرائيل ، كانت تحمل فكرا اشتراكيا صهيونيا ..
الكتابُ يعبر عن التغييرات التي مرّ بها المجتمع اليهودي الاسرائيلي ، فهو أكثر يمينية وأكثر تديناُ. لكن الا يعيش آخرون في اسرائيل (يهوداً وعربا) لا تنطبق عليهم هذه النمطية ، يهودي متدين ويميني ؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العقل المتطرف
نضال الربضي ( 2016 / 5 / 10 - 12:13 )
يوما ً طيبا ً يا صديقي،

العقل المتطرف أحادي يرى نفسه فقط، و بطريقة واحدة، و يمارس في سبيل تثبيت أحاديته إقصائية تلغي الآخر، لاحظ اقتباسك:

--- قال : بأن اليهودي هو مستوطن يميني ومتدين ولا يهودي غيره ..(حسب ما ورد في الكتاب)، ولا تعددية ثقافية أو اثنية ..!! ---

المتطرف يعتقد أنه يحتكر الحقيقة و لا يحتمل أن يفكر في أن ما لديه ناقص يستطيع غيره أن يكمله، أو خطأ يمكن لغيره أن يصححه، فمن شأن هذا الإكمال و ذاك التصحيح أن يقوِّضا أساسات استقوائه على الآخر، و يُخفِّضا من قيمته التي يعطيها لنفسه، و يرفعا إلى منزلته من يظنُّهم أقل َّ منه.

أعتقد أن َّ التطرف كمنهج أيديولوجي سمة مشتركة بين البشر بأجمعهم، لكنَّ مظاهر التعبير عنه و آليات الفعل التي ينتهجها يحدِّدان أذاه و مدى تأثيره، و من هنا بعض التطرف يحتاج ُ مجهودا ً فكريا ً مُضادَّا ً، و بعضه الآخر يلزمه بالإضافة للسابق إجراءات أمنية و حروب (التكفيريون مثالا ً).

أرى أن العالم بالمجمل يتجه نحو انفتاح كبير و لذلك تشتدُّ النزعات المتعصبة التي تدافع عن هشاشة ما عندها في وجه تيَّار ٍ العلمانية بوجهيها: لا دينية أو تطور الدين بدرجات.

دمت بودّ!


2 - تخريج ( مداخلتنا ) على موضوعكم السابق
غريب بصري ( 2016 / 5 / 10 - 16:08 )
تحية للأخ الأستاذ قاسم حسن محاجنة الموقر إسرائيل أمة مختلفة المذاهب والمنحدرات اليهودية الشرقية والغربية داخل كيانها العبري وخارجه..، نقيض إسرائيل الأبرز في المنطقة الجمهورية الإسلاميةا لإيرانية تعتمد المواطنة مع قومياتها العرقية ومللها ونحلها الإثنية والدينية ومن ضمنهم اليهود الإيرانيين الممثلين في برلمانها مجلس الشورى الإسلامي وفق الدستور الإيراني. الناطق الرسمي لرئاسة الدبلوماسية الإيرانية (حسين جابري أنصاري) صرح اليوم بأن إيران تدافع عن وحدة واستقلال بلدان جوارها الحيوي لصيانة بلدان الجوار بما فيها إيران..، السيد الناطق الرسمي الإيراني يسمي مواطني هذه القوميات والديانات بالمفردة الفارسية الجامعة المانعة الدالة (مردم) أي (ناس)، عليهم أن يتحاوروا ليتفقوا على وحدة وإستقلال وطنهم، وذلك في رده على دعاوى الذين وصفهم بالتيارات السياسية العراقية، قاطعا الطريق على النزعات العرقية والإثنية للانعزال كأنه شعب الله المختار المفضال على سائر الأقوام/ عقلية التخلف (التي يروج لها نفر منفر نشاز باسم الحوار المتمدن!)، وتوظيف الإثنية لغايات سياسية.

وأختم بإعلامك أني موقن من اطلاعك على مداخلتنا
تلك


3 - الجملة الغامضة
يعقوب ابراهامي ( 2016 / 5 / 11 - 07:21 )
إلى الزميل قاسم حسن محاجنة
جاء في المقال: ولدى اجابة المحرر اللغوي عن وصفه لليهودي من خلال الكتاب ، قال : بأن اليهودي هو مستوطن يميني ومتدين ولا يهودي غيره ..(حسب ما ورد في الكتاب)

أغلب القراء (إن لم يكن كلهم) الذين لا يعيشون في اسرائيل، لا يقرأون العبرية ولا يعرفون من هو هذا المحرر اللغوي الذي تشير إليه (ولماذا قال ذلك) سوف يعتقدون إن الجملة (اليهودي هو مستوطن يميني ومتدين ولا يهودي غيره) وردت في الكتاب نفسه وإن هذا هو رأي المحرر اللغوي نفسه

أنا أقول هذا طبعاً ليس دفاعاً عن الكتاب بل دفاعاً عن المحرر اللغوي


4 - العزيز نضال تحياتي
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 5 / 11 - 09:00 )
صباحك فل
شكرا لاثرائك الموضوع .
لكن القضية هنا في إسرائيل هي قضية تحديد ملامح الدولة ..
مودتي


5 - غريب بصري المحترم
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 5 / 11 - 09:03 )
تحياتي الحارة
. نعم رأيتُ تعليقاتك السابقة واشكرك على المتابعة والتعليق
وشكرا على تعليقك هنا .
كل ما يقرب بين الناس هو خير .
مودتي


6 - الاستاذ يعقوب المحترم
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 5 / 11 - 09:06 )
تحياتي الحارة
المحرر اللغوي الذي ذكرته وسائل الاعلام هو السيد يعاري على ما اذكر .
ومنعاً للالتباس فانه قال بأن ما يُستشفُ من الكتاب هو بأن اليهودي هو متدين ،مستوطن ويميني . ولا ذكر للعلمانيين او العلمانية الا على الهامش .
شكرا لك على ملاحظتك الهامة والدقيقة .

اخر الافلام

.. معاناة النازحين الفلسطينيين في غزة تزداد جحيماً بسبب ارتفاع


.. السيسي: لم تتردد مصر في إغاثة الأشقاء الفلسطينيين وصمدت أمام




.. أخبار الصباح | -العمال البريطاني- يفقد تأييد الأقليات العرقي


.. اللاجئون السودانيون في تشاد يعانون نقص الخدمات الأساسية




.. مراسل العربية أسامة الكحلوت: الجيش الإسرائيلي يحاصر عددا كبي