الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيء عن التجنيس في البحرين - مقدمة

موسى راكان موسى

2016 / 5 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن (( التجنيس )) من المواضيع الساخنة و المُتداولة بإستمرار في البحرين ، فمن له أدنى متابعة لأخبار البحرين المحلية سيدرك المدى الذي يمثله هذا الموضوع من إهتمام لمعظم الأطراف و الفئات في داخل البحرين ، بل و لبعض من هم في خارج البحرين ــ لكن رغم هذا الإهتمام و التداول فإن الموضوع يتم تعاطيه بسطحية مُفرطة حتى ليكاد المرء أن يظن أن تحقيق الإلتباس هو الغاية ، لذا فهناك ضرورة لتناول الموضوع بشيء من السعي لتحليل إجتماعي يتجنب التسطيح و التلبيس .


و على ذلك أتقدم بهذه المحاولة ــ و هي عبارة عن سلسلة بعنوان (( شيء عن التجنيس في البحرين )) ، و التي ستكون على أجزاء كالتالي :
* فسيفساء أم جيتوات ؛ ما بين المُتوقع و المُتخيّل .
* العمل في القطاعين الخاص و العام .
* أدوار المثقفين و رجال الدين ، و دور الإعلام .
* صياغة المشكلة .


و مما يستوجب التنبيه إليه ، أن التجنيس في البحرين له خصوصية تميّزه عن غيره مما يجري في الدول الأخرى ، من حيث هو جزء من خصوصية الوضع البحريني أو الكل الإجتماعي في البحرين . لكن هذه (( الخصوصية )) ليست كما يقدمها البعض في هيئة مُلتبسة ، ذريعة يُستند عليها لإقرار أو في محاولة لإقرار إجراءات ذات غايات مرضية أو مشبوهة ــ نعم يجب التأكيد على خصوصية التجنيس في البحرين هذا أمر لا شك فيه ، من منطق التميّز الذي يفرض نفسه بين البحرين و غيرها من دول ؛ و لا يُقصد بالخصوصية هنا الذريعة التي تلجئ إليها الأطراف المؤيدة للتجنيس ، أو الخصوصية الذريعة التي تلجئ إليها الأطراف المعارضة للتجنيس [ فالغاية من هذه السلسلة الإقتراب قدر الإمكان من تحقيق تحليل إجتماعي من موضوع التجنيس في البحرين ــ و إن كان الموقف الوسطي هو ما يبدو موقف بدايتنا في السلسلة ، إلا أنه كذلك في الظاهر فقط ؛ فكل من الخصوصيتين الذريعتين في موقع واحد و إن بدا التناقض بينهما هو الظاهر ، في موقع واحد هو هو إلغاء الفهم الإجتماعي لمنطق هذه الخصوصية ، تحقيقا لمصالح مشبوهة ] .

و على الرغم من التأكيد على (( الخصوصية )) إلا أنه يحق أن تُناقش بل و لتُعارض ماهية هذه الخصوصية ؛ فما بين (1) خصوصية منطلقها ميتافيزقي تقول بالأصلانية و الطهرانية الأولى [ و هو ما نرفضه ] ، و (2) خصوصية منطلقها مادي تقول بضرورة النظر في الواقع الإجتماعي هو كما هو وفق منطقه و ضروراته [ و هو ما نتبناه ] ، جرى (3) غمضنة الخصوصية خوفا من تصفية مُحتملة أو خدمة لمصالح مُتغيّرة ، فتتنقل بين خصوصية المنطلق الميتافيزقي و خصوصية المنطلق المادي ، تنقّل هو في حقيقته تمييع و إبتذال برفض التمييز بينهما [ و هو ما نسعى لكشفه ] .


و مما يستوجب التنبيه أيضا هو نفي كون التجنيس في البحرين يجري تعسفيا في كله أو معظمه ، خدمة لمصالح سياسية ؛ بلا شك أن السياسة تجري في كل الأمور بتفاوت نسبي ، إلا أن التعسف إن كان فهو يكون إستثناء ، فإن تجاوز كونه إستثناء يكون تعبيرا عن أزمة ، و الأزمة تكون و تتحدد وفق شروطها لا وفق أهواء و أوهام معارضي التجنيس ، و رغما عن عمّي أبصار و بصائر مؤيدي التجنيس ــ فالتجنيس بذاته ليس أزمة أو يؤدي إلى أزمة ، و إن كانت الأزمة ترتبط بالتجنيس في حالات خاصة . و التجنيس ذاته و إن مثل دور الأداة أو الوسيلة [ سواء للمؤيدين أو للمعارضين ] ، إلا أن من يقع وصفهم بالمجنسين هم ذوات في المجتمع البحريني كأي ذات أخرى إنسانية ؛ ليسوا ملائكة أو شياطين أو فضائيين ، فأدوارهم و مواقعهم في المجتمع البحريني لا تتحدد بوصفهم مجنسين ، بل تتحدد أدوارهم وفق دورهم الذي يقومون به ، و موقعهم هو ما يشغلونه من موقع في المجتمع ، تماما مثل أي ذات أخرى تقوم بدور ما في المجتمع أو تشغل موقع ما فيه [ فالقوّاد قوّاد ليس لأنه مجنس ، بل لأنه قوّاد ] .

فواقع التجنيس هو قضاء مدة معينة في البحرين على إثرها يكون للمُقيم الحق بالمطالبة للحصول على الجنسية البحرينية ؛ حتى بالنسبة لمن ينظر لهم على أنهم قد تم تجنيسهم تعسفيا [ أي إستثناء ] ، فما دام أنهم قد (قضوا ذات المدة بعد حصولهم على الجنسية) ، فهم يتساوون مع من (قضوا ذات المدة قبل حصولهم على الجنسية) ، (( بعد قضاء المدة المعينة ذاتها )) ، و إن كانت الإمتيازات تختلف حتما بين (القبل) و (البعد) (( في ذات المدة قبل قضائها )) ــ و الجدير بالذكر أن واقع التجنيس لا يستند وحده على قضاء مدة معينة ؛ ففيما يتعلق بتجنيس أبناء المرأة البحرينية فالوضع مأساوي ، إذ يتضمن تمييزا ضد المرأة لا عقلاني ، و لأنها هامشية في نظر البعض فمأساتها بأبنائها تزيد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بانتظار الباقي
جلال البحراني ( 2016 / 5 / 11 - 10:30 )
ننتظر بقية السلسلة أستاذ راكان بفارغ الصبر فهو موضوع حساس و مهم جدا


2 - الشكر والتقدير
حميد خنجي ( 2016 / 5 / 11 - 16:33 )
اكيد موضوع هام جدا.. وملتبس أيضا. في انتظار بقية المقال أو البحث

اخر الافلام

.. الهدنة في غزة: ماذا بعد تعقّد المفاوضات؟ • فرانس 24


.. هل تكمل قطر دور الوساطة بين حماس وإسرائيل؟ • فرانس 24




.. 4 قتلى وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة -ميس الجبل-


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. والضبابية تحيط بمصير محادثا