الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر في طمطمانيات التوبة 30

بارباروسا آكيم

2016 / 5 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في إِطار التحضير لسلسلة مقالات [ ورطة صاحب القرآن مع عزير ] ، والتي نُشِرَت تباعاً في 5 أَجزاء على الحوار المتمدن ، كان لابُدَّ لي من تتبع ردود المسلمين حول ورطة عزير إِبن الله .

فوجدت أَحد المواقع السلفية المتخصصة فيما يسمونه الرد على الشبهات ، يحاولون قدر الإمكان تسخيف الموضوع الى الحد الذي لاتعود تعرف هل هذا رد على الشبهة أَم تهريج ؟!

على كل حال قال أَحدهم بما معناه أَو ما مضمونه ، أَنه قد جاء في كتب اليهود أَلقاب تفخيم لأَشخاص سواءاً كهنة أَو أَنبياء أَو ملوك ..الخ الخ

وهذه الأَلقاب قد أُستخدم ما يشابهها في حق الذات الإلهية ، فبالتالي اليهود يؤلهون البشر وبما أَنهم يؤلهون البشر ، قد يكون بعضهم قد أَلَّه عزير وبالنتيجة يصبح الإتهام القرآني : (قالت اليهود عزير إِبن الله) صحيح !!!

وقبل الرد لابُدَّ أَن أَقول : الحقيقة أَعزائي أَنا لست طرفاً في موضوع الإتهام القرآني لليهود ، لأَنني ببساطة لا أَنتمي لأَي من الطرفين ، لكن مايعنيني هو الحقيقة التاريخية المجردة
بالنسبة لأَسماء الله في العبرية هي أَسماء مشتقة من أَفعال وبالنتيجة يمكن أَن الأَسماء تكون مقام عام تجوز به الشركة بين الله والبشر ماعدا إِسم واحد يأَتي للدلالة حصراً على الله ولايجوز به الشركة وهو إِسم [ يـهـوه ] وهو كذلك إِسم الله الأَعظم عندهم وهو ليس مشتقاً من أَي فعل .


يعني مثلاً لقب ( سيدي ) في العبرية قد يأتي للدلالة على الله وقد يأتي لأَي من الناس

أَو مثلاً الملك .. قد يأتي هذا الإسم للدلالة على الشخص العادي وقد يأتي للدلالة على الله

ونفس الشيء ينطبق على اللغة العربية والإسلام

على سبيل المثال كلمة ( رب ) هي مصطلح يجوز فيه الشِرْكة ، يعني هي كلمة تستخدم للدلالة على الناس وقد تأتي للدلالة على الله

كقولنا : رب الأُسرة - رب العمل - ربة بيت ..الخ الخ

يقول موسى بن ميمون : (( جـمـيـع أَســمـــائــه تـعــالى الموجودة في الكتب كلها مشتقة من الأَفعال ، وهذا ما لا خفاء به ، إِلا إِسـم واحد وهو : الياء والهاء والواو والهاء = [ يهوه ] ، فأنه إِسـم مرتجل له تعالى ولذلك سمي : الإسم الأَعظم ، معناه يدل على ذاته تعالى دلالة بينة لا إِشتراك فيها . أَما سائر أَسمائه المعظمة ، فتدل بإشتراك لــكــــونــهـــا مـشــتــقــة من أَفـعــال يوجد مثلها لنا ، كما بيّنا حـتى الإسم المكنى به عن : الألف والدال والنون والياء = [ آدني ] ، وهو أَيضاً مشتق من السيادة : قد خاطبنا الرجل سيد الأَرض * . والفرق بين قولك آدُني [ سيدي ] بكسر النون وبين أَن تقوله بمد النون بفتحة طويلة [ آدُونّاي = ربي ] مثل الفرق بين قولك ســارِي الذي معناه : رئيسي ، وبين قولك : ســاراي إِمرأة ابرام لأَنَّ ذلك تفخيماً وعموماً للغير وقد قيل للملك : ياسيدي فلا تجز* ))

* تنويه : النصوص المشار اليها ضمن الإقتباس هي إِقتباسات توراتية .


دلالـة الـحــائـريـن ، تأليف : موسى بن ميمون القرطبي الأَندلسي ، صفحة 149 - 150 ، عارضه بأصوله العربية والعبرية : د . حسين آتاي ، الناشر : مكتبة الثقافة الدينية - ميدان العتبة


وهكذا أَيضاً بالنسبة للمعتقد اليهودي الخاص بــعبارة ( إِبن الله ) ، حيث من الظاهر أَن المسلم يتصور بأَن العبارة قد تعني عند اليهود بنوة جسدية أَو مشاركة بالإلوهية وهذا تصور فاسـد لا علاقة للديانة اليهودية به ، فاليهود يرفضون نسبة كائن من كان لله جسدياً ( أَخ - إِبن - أَب .. الخ الخ ) ويرفضون قطعاً أَن يكون مع الله شريك

فقد جاء في تفسيرات العلماء الربيين كـــ [مدراش رباه] تفسيراً للنص الوارد في إشعياء 44 : 6 ( أَنا الأَول وأَنا الآخر ولا إِله غيري )

(( أَنا الأَول وبذلك فليس عندي أَب ، وأَنا الآخر وبذلك ليس عندي ولد . ولا إله غيري ، وبذلك ليس عندي أَخ ))




I am the first and I am the last , and besides Me there is no God [ Isa 44 : 6 ] ,The sage interpret this to mean : I am the first in that I have no father . first and I am the last , in that I have no son . Besides Me there is no God , in that I have no brother

ABRAHAM MIGUEL CARDOZO
SELECTED WRITINGS
THE CLASSIC OF WESTERN SPIRITUALITY
Chapter xv - page 234
Whether the First Cause Is the God of Israel , Creator of the World
وكما سبق وقلنا ونكرر لسنا بصدد نصرة عقيدة على عقيدة ، كما أَعتبر نفسي عنصر محايد بين المسلمين واليهود ، ولكن يبدو من كل ما سبق إن صاحب القرآن قد أَخطأ فيما يخص إِتهامه لليهود في ( التوبة 30 ) .. هذا طبعاً إِذا إفترضنا سلامة النوايا ، رغم إِنني لا أَظن ذلك.

ولكم جزيل الشكر والتقدير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعقيب سريع
بارباروسا آكيم ( 2016 / 5 / 12 - 16:21 )
تعقيب سريع


الأَخ سامي سيمو المحترم يقول : [لا يوجد شيئ في التوراة اسمه عزير ابن الله]

بل ياعزيزي لايوجد في أَي نص يهودي شخص بإسم عزيز فضلاً عن عن إنه إدعى الإلوهية .. تحياتي عزيزي

الاخ
Chahir Syed

يقول : [ لو صليت ركعتين في جوف الليل و طرحت سؤالك على الله من يكون عزير و ما هي قصته؟]

أَخي العزيز .. أَنا عن نفسي أُحب الله ولذلك أُنزه الله - إن كان موجود -عن سقطات البشر ، الله أَكبر من أَن يتخذ عقيدة أَو يتبادل الإتهامات مع أَحد أَو يظلم أَحد ، الله -إن كان موجوداً - لايحتاج صلاة أَو صيام ، تحياتي عزيزي


2 - أجهدت نفسك بلا فائدة
عمرو أحمد ( 2016 / 9 / 24 - 22:44 )
طبعا أجهدت نفسك بلا فائدة فى محاولة شرح معنى ابن الله عند اليهود

لأن شرح معنى ابن الله عند اليهود بأنه الانسان التقى أو النبى يعنى معنى مجازى ، هذا لا ينفى وجود معنى حقيقى عندهم فى فترة من الفترات

مثلهم مثل المسيحيين ، الذين يقولون على أنفسهم أبناء الله بالمعنى المجازى بينما المسيح ابن الله بالمعنى الحقيقى لأنه كلمة الله المولود من الله
يعنى بالنسبة لهم بنوة المسيح مختلفة عن بنوتهم


لذلك عندما تأتى وتظل تشرح معنى ابن الله عند اليهود وأن هذا لا يعنى البنوة الحقيقية
فهذا ليس دليل على أنهم لم يعتقدوا بوجود شخص له بنوة حقيقية مختلفة عن بنوتهم مثلما يفعل المسيحيين

خاصة بعد أن عرفنا وجود اليهود الهلينستيين فى الفترة الهلينستية والذين تشبهوا بعبادات اليونانيين وعبدوا بالفعل البشر

نقرأ من سفر المكابيين الأول :-
3: 48 و نشروا (( كتاب الشريعة الذي كانت الامم تبحث فيه عن مثال لاصنامها ))

اخر الافلام

.. مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف


.. تعمير-لقاء مع القس تادرس رياض مفوض قداسة البابا على كاتدرائي




.. الموت.. ما الذي نفكر فيه في الأيام التي تسبق خروج الروح؟


.. تعمير -القس تادرس رياض يوضح تفاصيل كاتدرائية ميلاد المسيح من




.. تعمير -القس تادرس رياض: كنيسة كاتدرائية ميلاد المسيح مرسومة