الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في الفكر الأبوكاليبتي – 8 – ما قبل المسيحية – 3.

نضال الربضي

2016 / 5 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قراءة في الفكر الأبوكاليبتي – 8 – ما قبل المسيحية – 3.

تحدَّثنا في المقال السابق عن حتمية ظهور الأسفار النبوية الأبوكاليبتية في الأجواء التي تبرز ُ فيها التحدِّيات ُ الدينية ُ الصَّعبة، و كيف ُ يلجأ ُ العقل الديني إلى نصوصِه كي تفسِّر َ له مسار َ الأحداث على ضوء الهويَّة ِ الدينية ِ التي تُعرِّفُه، و التي تصوغ ُ له رؤيته كاملة ً للتاريخ المُنصرم و الحاضر و المستقبل ِ معاً.

أبرزنا بلوغ َ هذه التَّحدِّيات ذروتها باقتحام ِ السلوقين ِ للهيكل اليهودي و إبطال المحرقة الدائمة و نصب تمثال زيوس، بل و بمنع اليهود من ممارسة شعائرهم الدينية أو خِتان ِ أطفالهم في مناطق محدَّدة كانت معقلا ً للتشدُّد الديني و الاضطرابات المحلِّية، هي: يهوذا (القدس و جنوب إسرائيل) و السامرة.

رأت المجموعة ُ الأبوكاليبتية ُ في هذه الأحداث اكتمالا ً تامَّا ً للشر، ذروة ً لَه ُ بلغت ِ الحدَّ المعلوم َ عند الإله في فكرِه ِ القديم الأوَّل، و الذي عندَه ُ - و عِنده ُ فقط – تبدأ ُ المرحلة ُ النهائية ُ الفاصلة: مرحلة ُ التَّدخل ِ الإلهي في العالم و استعادة ِ السيطرة على مجريات ِ الحاضر كاملة ً، و تدمير الشر، و إقامة ِ المملكة ِ الإبراهيمية ِ الداودية ِ السُّليمانية ِ التي لا تُنتقض، و التي يملك ُ فيها الشعب ُ الإسرائيلي على باقي الأمم و تتحقَّق ُ فيها نبوءات ُ جميع أنبياء ِ إسرائيل.

"الآن، اليوم، هذه السنة، في بضع ِ سنين، ربما في جيل ٍ أو جيلين قادمين، لكن: قريبا ً جدَّا ً، نعم قريبا ً جدَّاً سيحدث"، هكذا يُفكِّر ُ العقل الديني، و يتدبَّر ُ الأحداث، و يُفسِّر حركة َ الماضي و تفاعلات الواقع. إنَّه عقل ٌ لا شأن َ لَه بقوانين ِ قيام ِ الدُّول و الممالك و الإمبراطوريات، و لا علاقة َ له بعجلة ِ الاقتصاد أو دورة ِ رأس المال أو إدارة ِ الموارد الطبيعية و البشرية و المالية، فهو لا يفهمُ شبكة َ العلاقات التي تربط السياسة بالاقتصاد بإدارة الدولة و التي بسببها تُنشأ التحالفات، أو تقوم الحروب و تُنتهك ُ الموارد ُ الطبيعية للضعيف و تُسعبد ُ الطاقات ُ البشرية، و التي بسببها أيضا ً تم انتهاك ُ إسرائيل َ كشعب و كممالِك َ صغيرة لا وزن َ لها بين القوى الجبَّارة الصاعدة التي تتحكَّم ُ في الجغرافيا و التاريخ كالفراعنة و البابلين و الفرس و اليونان و منهم السلوقين و الرومان.

هذا العقل الديني لا يلجأ ُ إلى العُلوم و المعارف ِ البشرية، لكن إلى النصوص، و يستشيرُ هذه الأخيرة َ في كلِّ شئ، فهي بالنسبة ِ له ُ جِماع ُ الحقيقة ِ المُطلقة و ضمان ُ الحقِّ الكامل ِ و معقِل ُ المعرفة الحقيقية و مصدر ُ الكشف ِ الصادق و منبع الفهم النقي، هنا فقط في هذه النصوص نجد التشخيص و الجواب و الحل، و منها نعرف: من، و لماذا، و كيف، و ماذا، و متى، و أين، فهي: كلُّ شئ، و خارجها: لا يوجد شئ.

عاد ُ العقل ُ الديني اليهودي إلى نصوصِه ليسأل: "ما هذا الذي يحدُث؟ إنَّها المرَّة ُ الثانية ُ التي يُنتهك ُ فيها الهيكل، مسكن ُ إله إسرائيل، ما التفسير؟"

كانت ِ المرَّة ُ الأولى حينما هدمَه نبوخذ نصَّر، بعد َ أن اقتحم َ أسوار َ أوراشليم (سلسلة أحداث بين الأعوام 588 حتى 586 قبل الميلاد)، و الثانية ُ على يد أنطيوخس أبيفانُوس الرابع عام 168 أو 169 قبل الميلاد. هذان ِ الحدثان ِ العظيمان ِ في دلالتهما شكَّلا نقطتي بداية و نهاية لخط ِّ الفهم، أمَّا نقطة ُ البداية فهي الفكر ُ الأبوكاليبتي الأوَّلي (ما قبل أبوكاليبتي) الذي عالجناه في المقالات السابقة، و فيه نرى قبول َ الشعب اليهودي للحُكم ِ الإلهي بعقابهم على يد ملك بابل، و إيمانهم بحتمية ِ عودتهم من السبي و إعادة ِ إعمار ِ هيكلهم و إقامة ِ مملكتهم.

إلى هذه النقطة عاد َ الفكر ُ الأبوكاليبتي يبحث ُ عن الإجابة، فوجدَها في سفر أرمياء النبي، و بالتحديد في الآيات التالية:

أ (فصل 25 آيات 8 إلى 14)

8 لذلك هكذا قال رب الجنود: من أجل أنكم لم تسمعوا لكلامي
9 أنذا أرسل فآخذ كل عشائر الشمال، يقول الرب، وإلى نبوخذراصر عبدي ملك بابل، وآتي بهم على هذه الأرض وعلى كل سكانها وعلى كل هذه الشعوب حواليها، فأحرمهم وأجعلهم دهشا وصفيرا وخربا أبدية
10 وأبيد منهم صوت الطرب وصوت الفرح، صوت العريس وصوت العروس، صوت الأرحية ونور السراج
11 وتصير كل هذه الأرض خرابا ودهشا، وتخدم هذه الشعوب ملك بابل سبعين سنة
12 يكون عند تمام السبعين سنة أني أعاقب ملك بابل، وتلك الأمة، يقول الرب، على إثمهم وأرض الكلدانيين، وأجعلها خربا أبدية
13 وأجلب على تلك الأرض كل كلامي الذي تكلمت به عليها، كل ما كتب في هذا السفر الذي تنبأ به إرميا على كل الشعوب
14 لأنه قد استعبدهم أيضا أمم كثيرة وملوك عظام، فأجازيهم حسب أعمالهم وحسب عمل أياديهم

ب (فصل 29 آيات 8 إلى 10)

8 لأنه هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل: لا تغشكم أنبياؤكم الذين في وسطكم وعرافوكم، ولا تسمعوا لأحلامكم التي تتحلمونها
9 لأنهم إنما يتنبأون لكم باسمي بالكذب. أنا لم أرسلهم، يقول الرب
10 لأنه هكذا قال الرب : إني عند تمام سبعين سنة لبابل، أتعهدكم وأقيم لكم كلامي الصالح ، بردكم إلى هذا الموضع


لاحظ أيها القارئ ُ الكريم أن سفر أرمياء يُحدِّد ُ في النصوص السابقة مدَّة سبعين عاما ً من السبي، بعدها تتمُّ العودة ُ إلى أوراشليم، و يتمُّ عقاب ُ بابل. أودُ هنا أن ألفت َ نظرك َ إلى أن َّ بابل تتحوَّل ُ في المخيال الديني اليهودي بعدها إلى رمز ٍ للشرِّ نفسِه، فتكتسب ُ دلالة َ دينية َ شاملة تعبر ُ الزمن. ستغدو بابل تجسيداً للشر و منبعاً له، و سيرى الأبوكاليبتيون فيها رمزا ً للسلوقين اليونان و مملكتهم، و بالتالي ستحمل ُ نبوءة ُ دمارها نبوءة َ دمار ِ الإمبراطورية السلوقية. و من نفس المنهج ِ سيُستَتبَع ُ أيضا ً أن َّ العودة َ القديمة َ إلى أوراشليم بعد السبي البابلي بسبعين سنة، تعني عودة َ مجد َ الشعب اليهودي بعد دمار الإمبراطورية السلوقية، و سيسحب ُ العقل ُ الديني من النبوءَة القديمة ِ سياقها التاريخي المُنصرم الذي يجبُ أن تُفهم من خلاله، و يُسقط َ عليها أحداث َ الحاضر، و يتَّخذ َ من حرفية ِ وقائعها التي تمَّت: رمزية ً لأحداث َ مُتخيِّلة يعتقد ُ أنَّها ستتم و ستغدو بدورها وقائعا ً، و بالتالي يجعل ُ لها سياقا ً جديدا ً هو سياق ُ المجموعة ِ الأبوكاليبتية ِ المُعاصرة ِ للسلوقين.

و من خلال ِ هذه الرَّمزية تستعير ُ المجموعة ُ الأبوكاليبتية فترة َ السبعين سنة ً المذكورة في الآيات ِ السابقة، لترى أنَّ القصد منها كان َ مُزدوجاً منذُ البداية في فكر ِ إله إسرائيل، و أن َّ هذه الازدواج َ في النبوءة ينبغي أن يُفهم على الشكل الآتي:

- إن سبعين عاما ً حقيقية ً مرَّت منذ السبي حتى عودة الشعب إلى أوراشليم و إعادة بناء و تدشين الهيكل. و هذا جزء ُ النبوءة ِ الأوَّل الحرفي الذي تحقَّق في القرن السادس قبل الميلاد.

- أما جُزؤها الخفي، غير الظاهر، و الرمزي الذي سوف يتحقَّق، فهو أنَّها تشير ُ إلى زمن ِ المجموعة ِ اليهودية ِ الأبوكاليبتية ِ في عهد ِ السلوقين (القرن الثاني قبل الميلاد). و لأن هذا الجزء يفهمُ بالَّرمز ِ لا بحرفيته فستتحوَّل ُ السبعون َ عاما ً إلى سبعين َ أُسبوعاً، و سيكون ُ كلُّ أُسبوع ٍ فيها أُسبوعا ً من السنين لا من الأيَّام، و عليه فإن السبعين عاما ً التي وردت في سفر أرمياء ستُصبح ُ في سفر دانيال: سبعين َ وحدة ً للقياس الزمني، في كل ِّ وحدة ٍ منها سبع ُ سنين، فيغدو حاصل ُ الضرب هنا 490 عاما ً (70 مضروبة في 7).


هذه هي نقطة ُ النهاية في خط ِّ الفهم، و سيُسجِّل ُ سفر دانيال هذه النبوءة الجديدة َ في:

أ الفصل التاسع الآيات 20 حتى 27:

20 وبينما أنا أتكلم وأصلي وأعترف بخطيتي وخطية شعبي إسرائيل، وأطرح تضرعي أمام الرب إلهي عن جبل قدس إلهي

21 وأنا متكلم بعد بالصلاة، إذا بالرجل جبرائيل الذي رأيته في الرؤيا في الابتداء مُطارا واغفا (أي: طائراً بسرعة) لمسني عند وقت تقدمة المساء

22 وفهمني وتكلم معي وقال: يا دانيال، إني خرجت الآن لأعلمك الفهم

23 في ابتداء تضرعاتك خرج الأمر، وأنا جئت لأخبرك لأنك أنت محبوب. فتأمل الكلام وافهم الرؤيا

24 سبعون أسبوعا قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة لتكميل المعصية وتتميم الخطايا، ولكفارة الإثم، وليؤتى بالبر الأبدي، ولختم الرؤيا والنبوة، ولمسح قدوس القدوسين

25 فاعلم وافهم أنه من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها إلى المسيح الرئيس سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعا، يعود ويبنى سوق وخليج في ضيق الأزمنة

26 وبعد اثنين وستين أسبوعا يقطع المسيح وليس له، وشعب رئيس آت يخرب المدينة والقدس، وانتهاؤه بغمارة، وإلى النهاية حرب وخرب قضي بها

27 ويثبت عهدا مع كثيرين في أسبوع واحد، وفي وسط الأسبوع يبطل الذبيحة والتقدمة، وعلى جناح الأرجاس مخرب حتى يتم ويصب المقضي على المخرب



ب الفصل الثاني عشر الآيات 9 حتى 13:

9 فقال: اذهب يا دانيال لأن الكلمات مخفية ومختومة إلى وقت النهاية

10 كثيرون يتطهرون ويبيضون ويمحصون، أما الأشرار فيفعلون شرا. ولا يفهم أحد الأشرار ، لكن الفاهمون يفهمون

11 ومن وقت إزالة المحرقة الدائمة وإقامة رجس المخرب ألف ومئتان وتسعون يوما

12 طوبى لمن ينتظر ويبلغ إلى الألف والثلاث مئة والخمسة والثلاثين يوما

13 أما أنت فاذهب إلى النهاية فتستريح، وتقوم لقرعتك في نهاية الأيام


لا بُدَّ لنا أن نتوقَّف َ لنلاحظ َ أن َّ فرار َ العقل الديني إلى النص الموروث ُ سيطلب ُ بالضرورة إعادة َ فحصه و إنتاج َ تفسير ٍ جديد، و الذي بالضرورة ِ سيلجأ ُ إلى مكوِّنات الدين و عناصِر بناء ِ منظومته بكل رموزها، وسيُنشِأُ بينها علاقات ِ جديدة لم تكن موجودة، فالواحد ُ في اليهودية هو رمز ُ الاكتمال، إنَّه ُ كيان ُ الوحدة ِ، و السّبعة ُ هي تفصيل ُ هذا الكيان: فالخلق الواحد تم َّ في سبعة ِ أيَّام، و منظومة قوانين أبناء نوح الواحدة تحتوي على سبعة ِ قوانين، و أرض ُ إسرائيل َ الواحدة تُزرع ُ ست َّ سنين و تُترك ُ السابعة َ للراحة فتكتمل ُ دورتها الإنتاجية ُ الواحدة المُرتبطة ُ بالمُقدَّس الإله. السبعة ُ تفصيل ُ الواحد ِ، و لذلكَ فحرفية ُ سنة ِ أرمياء تتحوَّل ُ إلى رمزية ِ سبع ِ سنين دانيال، و يتلو من ذلك َ أن سبعين سنة ِ أرمياء تصير ُ 490 عاما ً عند دانيال.

في المقال القادم سنفحص ُ هذه النبوءة َ الجديدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 5 / 11 - 14:40 )
مساء الخير اخي نضال..

فتحت صفحتي على الفيسبوك على مقالك في الفكر الرؤيوي الابوكاليبسي وتحليلكم الرائع وعلى طيبتكم قبل كل شيء..
اسفار الرؤية والكشف الالهي الابوكاليبسي تظهر ايام الازمات والمحن وفي المفاصل التاريخية لاي شعب من الشعوب
اتفق معكم في التحليل ..

لازال عند اليهود عقدة بابل ومع الاسف فان سفر الرؤيةمن اسفار العهد الجديد يستخدم نفس الفكر والرموز اليهودية الابوكاليبسية . والانتقام الدموي لمسيح سفر الرؤية يظهر لنا بجلاء ان كاتب انجيل يوحنا ورسائله الثلاث لاعلاقةله بكاتب سفر الرؤية.وهي مقارنة بين مسيحين مختلفين تماما .
اسفار العهد القديم كتبت بين القرن الثاني والسادس قبل الميلاد بعد حدوث الاحداث بزمن بعيد جدا ..
وسيعود الرسول بولس في رسائله الى الفكر الابوكاليبسي بعد مزجه ومطابقته بالفلسفة اليونانية وخصوصا الر واقية وديانات الاسرار والخلاص والاتحاد بالاله عن طريق الطقوس ومنها طقس العشاء السري . اقول يعود بولس ليعطي تفسيرا مسيحيا وليس تفسيرا يهوديا لاسفار العهد القديم ومنها اقتباس مقاطع من عدة اسفار ويقوم بقطعها ولصقها او القيام بالتاويل ..ختاماتقبل وافر محبتي وتقديري .


2 - الاخ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 5 / 11 - 14:55 )
رسالتي رقم - 2 -

اسعدني استعادتكم لنشاطكم وللحيز الضيق المتوفر لكم من الزمن للعودة الى الفكر الابوكاليبسي واتمنى عليكم الاستمرار في السلسلة..

والدخول في الفكر الابوكاليبسي المسيحي واستنتاجاتك حول الموضوع وراجيا منكم عدم قطع السلسلة خصوصا انها تمثل مبحثا مهما قلما يتطرق اليه الكتاب والباحثون ..

نلتقيكم ومجتمعاتنا تمارس الحداثة بدون الحاجة الى عكازة الفكر الرؤيوي الابوكاليبسي ومخدر نهاية الازمنة والتاريخ واقامة ملكوت الله . وكما يقول يسوع( ملكوت الله في داخلكم )
نلتقيكم على خير وعلى افضل اخي نضال ..


3 - الأخ العزيز وليد يوسف عطو
نضال الربضي ( 2016 / 5 / 11 - 14:57 )
تحية طيبة أخي العزيز وليد!

شكرا ً لهذا الحضور الثري الجميل و لكلماتك الطيبة!

تستند الأبوكاليبتية المسيحية على أساسها اليهودي استنادا ً تاما ً كأساس، ثم َّ تُفارقُه حينما تتبنى تفسيرها الخاص للبنوة (من قومية للشعب اليهودي نحو عالمية لجميع البشر)، و طبيعة الملكوت القادم، و مكان كل إنسان فيه، لكنها تُحافظ ُ على ذات الرموز: ابن الإنسان، مسيح، ملكوت، شيطان، بابل، ملائكة.

في المقالات القادمة من السلسلة و حينما أتناول ُ الأبوكاليبتية المسيحية سوف أتحدَّث عن أصالة تجذُّر فكر يسوع و بولس بالإبوكاليبتية اليهودية بحكم انتمائهم إليها، و تفسيرهم الخاص لماهيتها، ثم َّ في التطور اللاهوتي الذي تبنته الجماعات المسيحية الأولى للمفهوم.

احترامي و مودتي!


4 - جناب الأَخ نضال الربضي المحترم
بارباروسا آكيم ( 2016 / 5 / 11 - 19:20 )
الأَخ نضال الربضي المحترم .. بعد التحية

وتعقيباً على كلام الأَخ وليد المحترم .. قرأت في دائرة المعارف الكتابية تشكيك في سفر الرؤيا ومخالفة نصوصه عموم العهد الجديد

لكن الصدمة كانت حينما عرف إِن سفر الرؤيا لايوجد له مخطوط قبل القرن الثالث الميلادي !!

ولايوجد له استشهاد من آباء الكنيسة قبل القرن الرابع!!!

يعني 4 قرون مرت على أجدادنا المسيحيين الأوائل ولم يسمعوا بهذا السفر!!

مارأي العزيز نضال الربضي بهذا؟

ودمتم على الأَفراح والمسرات


5 - الأخ العزيز بارباروسا آكيم - 1
نضال الربضي ( 2016 / 5 / 11 - 20:39 )
أهلا ً بك أخي بارباروسا و يشرفني حضوركم!

بالنسبة لسفر الرؤيا، فهو من الأسفار الأبوكاليبتية الكثيرة التي كانت متداولة بين اليهود و المسيحين الأوائل و منها: رؤيا أخنوخ، رؤيا آدم، رؤيا موسى، رؤيا إبراهيم، و الكثير من الأسماء التي يُقصد من استخدامها استحضار هيبة صاحبها و سلطته الدينية و بالتالي إعطاء النص مصداقية لدى القارئ.

المتفق عليه بين الدارسين الأكاديمين أن سفر الرؤيا كتبت أول أجزاؤه في ستينات القرن الأول (يعني بعد 30 إلى 40 عام من صلب المسيح)، و لقد استشهد به آباء الكنيسة الأوائل من القرن الثاني، و توجد مخطوطات بردية لأجزاء منه تعود للقرن الثاني، فهو سفر معروف و متداول بين المسيحين الأوائل، لكن تم قبوله كسفر قانوني في العام 415 فقط.

كاتب هذا السفر لا يمكن أن يكون نفسه كاتب إنجيل يوحنا، فالثاني متمرس و خبير في اللغة اليونانية بينما الأول ضعيف فيها و تتسم بعض الأجزاء من السفر بالركاكة في القواعد، لكنه استطاع أن يجمع في داخله ثلاثة أنواع من الكتابات الدينية و هي:

يتبع
يتميز هذا السفر بأنه


6 - الأخ العزيز بارباروسا آكيم - 2
نضال الربضي ( 2016 / 5 / 11 - 20:44 )
تابع

1- الرسائل الرعوية: أي الموجهة إلى رعاة كنيسة.
2- النبوءات.
3- الكشف الأبوكاليبتي.

يتأثر هذا السفر بشكل خاص بسفري دانيال و حزقيال (لا باقتباس منهما لكن بتقمص روحهما) مما يدل أن كاتبه من نفس الجماعة الأبوكاليبتية المسيحية التي استندت على أبوكاليبتية يهودية خالصة.

في مقالي اليوم تحدثت ُ عن نبوءة دانيال الجديدة، و التي سأكملها في المقال القادم، هذه النبوءة تبناها المسيحيون الأوائل و جعلوها تتحدث عن المسيح موعد نبوءات إسرائيل و محققها، بينما كانت في حقيقتها انعكاسا ً لتدنيس أنطوخيوس أبيفانوس الرابع للهيكل و منعه للعبادات اليهودية و بالتالي تحقق موعد قيام مملكة إسرائيل، لاحظ كيف يتطور الدين يا صديقي.

المسيحية عاشت و ستعيش لأنها قادرة ان تتطور و تتعايش، هذا هو قانون دارون نراه في الدين أيضا ً.

أتمنى أن أكون قد أجبت على تساؤلاتك!

ارحب بحضورك و لك الاحترام و المودة!

اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا