الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية والحرية للكرد الفيلية

مسعود عكو

2005 / 12 / 7
القضية الكردية


لعل ما يدفعني إلى كتابتي الأولى لمادة عن الكرد الفيلية, هي إرسال رسالة شكر, وتقدير إلى مؤتمر الكرد الفيليين, الذي عقد برعاية السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان, وبمبادرة السيد جلال طالباني رئيس جمهورية العراق الذي عقد في يوم 3/12/2005 في فندق خانزاد بمدينة أربيل, وبحثوا في دورهم في نضال الحركة التحررية الكردستانية, ومقارعتهم للديكتاتورية الصدامية, ويعود تأخري في هذه الكتابة إلى تقصيري الشخصي, والتقصير العمومي لكل الكتاب, والمثقفين الكرد عن البحث في قضية هامة جداً هي قضية الكرد الفيلية, والتكلم سواءً بمقالة, أو بقصيدة, أو حتى بكلمة نتحدث فيها عن شريحة منفية عن الواقع الكردي, ونالت ما نالت نصيبها من مسلسل جرائم الديكتاتور السابق, وعهده الذي ولا إلى غير رجعة.

هذه الشريحة الواسعة من الكرد الأقحاح, الذين غيبتهم عمليات التطهير العرقية, والجينوسايد التي قاداها الديكتاتور المخلوع, ومن المؤسف أن الكرد الآخرين تركوا الحديث عن هذه الجرائم البشعة, ولم يقتربوا منها لفضح جرائم الديكتاتورية البعثية التي حكمت البلاد بالنار, والحديد, وما كان حكمه إلا على جبال من جماجم, وبحور من دماء فالمثقفون الكرد كانوا مقصرين في هذا المجال, حتى ولو أشار البعض منهم في جملة من مقالاته وتكلم عن هذه الجرائم البشعة.

باعتقادي مهما تكلمنا عن واقع هذه الشريحة العريقة في النضال, ومقارعة الديكتاتورية, ومهما عرضنا الجرائم التي ارتكبت بحقهم, من قبل أعتى الأنظمة الاضطهادية على وجه الخليقة, ومهما تحدثنا عن شهادة الآلاف في سبيل رفع الظلم, والاضطهاد عن أنفسهم. لن نوفيهم حقهم بل سنبقى دائماً في خجل على تقصيرنا في هذه المجال, والذي يعود برأي إلى ضعف معلوماتنا عنهم, وعن واقعهم, وحقيقة الجرائم, والترحيل والإبادة التي وقعت عليهم من قبل الدكتاتورية البعثية في العراق.

على جميع العراقيين بكردهم, وعربهم, وباقي أقلياته التضامن مع الكرد الفيليين في سبيل استعادة حقهم الطبيعي في الإنسانية, والتمتع بالحرية, والديمقراطية, ومساعدتهم في رفع الغبن, والظلم, والاضطهاد الذي حل على الشعب العراقي بعموميته, وعلى أقليات عرقية كالفيليين بخصوصية, وخاصة أن الكرد الفيليين يتفاخرون بانتمائهم القومي, والطائفي، وكانوا دوماً محركاً رئيساً للحركة التحررية الكردستانية والوطنية العراقية المخلصة وحتى الإسلامية, وما كانوا أبداً متقاعسين عن النضال من أجل تحرر العراق. بكل قومياته من براثن الطاغية البعثية.

ولا ننسى أبداً نضالات المرأة الكردية الفيلية, في سبيل هذه الحرية, وهذه الديمقراطية التي بات كل عراقي حر, وأبي يتوق إليها هذه المرأة الفيلية البطلة التي شاركت الرجل الفيلي في كل نضالاته, وما الشهيدة ليلى قاسم إلا واحدة من الآلاف من النساء الكرديات اللواتي قارعن الظلم بأنفسهم, ولم يبخلوا بدمائهم للنيل من طغيان الفاشية التي لطخت أيديها شرف, ودماء كل العراقيين الأبرار, وسلام إلى روحها الراقد عند بارئها.

على الحكومة العراقية الفيدرالية, والحكومة الكردستانية اتخاذ الكثير من الخطوات في سبيل إعادة الاعتبار التام للكرد الفيليين, والتطبيق الفوري, وغير المشروط لقانون إعادة المواطنة إلى جميع المهجرين, والذين أسقطت عنهم جنسياتهم، وعلى رأسهم الكرد الفيليين, وضمان عودة المهجرين, والمهاجرين منهم, وخاصة الذين طردوا إلى إيران, والعمل على إعادة جميع ممتلكاتهم من أموال, وغيرها التي صودرت منهم من قبل البعثية الشوفينية, والعمل على تثبيت الجرائم التي ارتكبت بحقهم من قبل صدام, وأعوانه وإدخالها إلى ملف قضية محاكمة الرئيس المخلوع, ولعل أهم ملف في تجريم الطاغية هو اختفاء عدة آلاف من شباب الكرد الفيليين منذ عام 1980 بعد إلقاء القبض عليهم من قبل الأجهزة الأمنية القمعية التابعة لصدام حسين, وحزبه. علماً أن عدداً كبيراً منهم كان في معتقلات النظام حتى عام 1986, وهناك العديد من السجلات تؤكد بأن الكثير منهم قد تعرضوا, وبأساليب, وطرق وحشية للإعدامات الجماعية, والفردية, وإن ثمة براهين كثيرة أخرى, وأقوال شهود عيان تشير إلى أن النظام استخدمهم في التجارب الكيمائية التي كان يقوم بها, لمعرفة نتائج, وتأثيرات أسلحة الدمار الشامل على البشر. كما استخدموا كدروع بشرية في الجبهات الأمامية للقتال خلال الحرب العراقية الإيرانية.

فألف تحية إلى مؤتمر الكرد الفيليين, وألف تحية إلى شهداء حركة التحرر العراقية, والكردستانية كلها وعلى رأسهم شهداء الكرد الفيلية ويداً بيد نلج بوابة الديمقراطية, والحرية, ولتنتهي سنين الظلام والعبودية لأننا نهوى الديمقراطية, والحرية التي افتقدها كل العراقيين بكردهم وعربهم وكل قومياته وطوائفه وأقلياته لعدة عقود في زمن الأوغاد والطغاة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبو حمزة: الطريق الوحيد لاستعادة الأسرى هو الانسحاب من غزة


.. جبال من القمامة بالقرب من خيام النازحين جنوب غزة




.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق


.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟




.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع