الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العجم في ميزان الشوفينية

ستار بزيني

2016 / 5 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


‎العرب والعجم مدلولان احتفظت بهما العرب منذ العصر الجاهلي مرورا بعصر النبي فالخلافة الاسلامية الى اليوم .فاحتلتا مكانتهمافي التراث العربي الاسلامي ،فماذا أرادوا بمدلول العجم؟وما كانت الغاية منها بحيث ارتقت الى المعالي لتُحشر بين اسطر الوحي وتعطىٰ-;- لها حق السرمدية ضمن آيات القرآن .في حين انتقد الوحي الالهي بعض عادات وتقاليد العصر الجاهلي لعدم توالمها وانسجامها مع دين جديد والتي تدعوا لإنشاء وبناء حضارة جديدة .والامثلة على ذلك كثيرة ،منهاكآية،يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) وغيرها من آيات الإرشاد والتوبيخ بحق تقاليد بالية لاتنسجم مع تطلعات تغيير واقع المجتمع العربيي،والتي تهدف الى تغيير جذري لنمط حياتهم الجاهلية،،بينما تغاضى الوحي الالهي مسألة في غاية الأهمية التي تمس أحاسيس الأقوام والامم ،وهو رص جميع لغات الأقوام ،والتي تضم جميع لغات امم أوروبا وآسيا وإفريقيا وبقية القارات في بودقة واحدة، وإطلاقها بالعجم .فماذا تعني تلك الكلمة من معانيفي معاجم اللغة العربية وما كانت الغاية من استخدامها. علما كان العرب ولا يزال يتفاخرون ببلاغة لغتهم وفصاحتها مما اختارها الله من بين لغات العالم لتكون لغة القرآن في اللوح المحفوظ ،فيكاد معظم المعاجم العربية تجمع على صيغة واحدة ومعنى واحدا لمدلولها .فجاء في لسان العرب العجم (بضم وفتح العين )خلاف العرب اي كل من لم يكن عربيا فهو أعجمي .كذلك معجم الوسيط والصحاح في اللغة ،العجم خلاف العرب ،الواحد عجمي نطق بالعربية او لم ينطق وبما ان اللغة تتكون من أصوات ورموز يستخدمها الانسان كوسيلةتفاهم فيما بينهم لأغراض شتى وتلك الوسيلة كانت العامل الأساسي لبناء الحضارات والتعايش الى اليوم. بينما أصوات الحيوانات كخوار البقر وشحيح البغل ورغاء الجمل أصوات لم يتمكن الانسان من فك رموزها ولذا تعد لنا مجرد أصوات تطلقها الحيوانات فيما بينهم وان كانت عند الحيوانات تعد وسيلة ما،فعدم فهم وادراك لغة ما ليس مبررا ًلنعتها بالعجم التي تعني البهيمية كما جاء في مختار الصحاح العجماءالبهيمية واستشهد بحديث نبوي (جرح العجماء جُبار)اي كل ما اتلفه البهيمة هدار مالا يضمن، فالبهيمية كل الحيوانات سوى الآدمي وإنما سميت بالعجماء لانها لا تتكلم ولا يقدر على الكلام أصلاً ،فهو عجم ومستعجم ،وهذا التعبير ملئ بالسخرية والتقليل من شأن لغات العالم والانتقاص من مكانتها حيث تتناقض مع منطوق الآية(أنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) فهل يجرىالتعارف بين الناس شُبه بالبهيميةمن جهة ومع من يميز نفسه عن بقية الأقوام بنظرة استعلاء واستخفاف .ففرض وتقديس الذات بأسلوب الاستعلاء والاستهانة بالآخرين والتقليل من شأن الامم ومعادات ثقافات الاخرى هي الشوفينية بعينها ،اذ عُرف عن العرب قديماً بعصبيتهم لدينهم ولقبيلتهم ولتقاليدهم الى حد العنجهية فما بال نبي ينحو المنحى نفسه فلم يأتِ القرآن بمصطلح بديل لتلك التي استخدمها العرب القدماء، حيث ورد العجم في عدة آيات (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ-;- لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰ-;-ذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ )واية(وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ ... ،)فإعطاء صفة افضلية العرب على الخلق وتدرجها في مرتبة التقديس الإلاهية فيآية( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ 000) فكلمة كُنتُم فعل ماضي ،يراد به العرب مطلقاً وان كانوا من عبد الأصنام والأوثان ،فقدحاول النبي جاهداً العمل لرفع شأن ومكانة العرب ولغتهم ،كما جاء في حديث له ان الله خلق الخلق فبعث جِبْرِيل فقسم الناس قسمين فقسم العرب قسما وقسم العجم قسماً، وكانت خير الله في العرب فتلك إشارة واضحة الى أنّ المراد بهم هم العرب قبل الاسلام بغض النظر عما كانوا يعتنقون او يعتقدون ، و حديث أحبوا الرب لثلاث لأَنِّي عربي، والقرآن عربي ،وكلام أهل الجنة عربي ،فلم يخفَ النبي حبه وإخلاصه واعتزازه بقومه ولغته ،فكان صادقا أمينا لمبادئه ولم يخف لومة لائم في تحقيق حلمه الذي هو توحيدهم بتوحيد دينهم، وجمع تلك القبائل المتفرقة والمتناحرة فيما بينهم في إطار أمة موحدة ومتآلفة فيما بينهم مهيأة لقيادة أنفسهم و البشرية كما أشار اليها في الآية السابقة الذكر انفاً. والآية (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ-;- وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ-;- شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ-;- كَذَٰ-;-لِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ،،،،) إشارة واضحة الى ما بذله من جهد في سبيل توحيدهم ولم شملهم ، فاستراجيته في التعامل مع قبيلته وقومه يُبين لنا سرّ اهتمامه وغايته في رسم كيان لهم على غرار الحضارات المجاورة لهم،فكان لطيفا مع بني جلدته بالرغم من محاربتهم له فعفىٰ-;- عن اسرى المشركين في معركة بدر الكبرى رغم اصرار بعض الصحابة على قتلهم لكونهم أعداء الله من المشركين ،فقرار عفوه عنهم، سبق حكم الله وارادته فاكتفى رب العالمين بآية عتاب ((مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ..))ثم عفوه عن أهل مكة حين فتحها ووقع مكة بمن فيها أسيراً بين يديه ،فحبه لاهله وبني جلدته أنساه ما عناه من جور وضيم ومما اقترفتها أيدهم فقال قولته المشهورة ماذا تظنون أني فاعل بكم ،قالوا اخ كريم لابن اخ كريم قال فذهبوا فأنتم الطلقاء.اما تعامله مع اليهود وبقية الأديان في مناطق نفوذه كان قاسيا جدا،فاشترط عليهم الاسلام او الجزية او القتل،رغم كونهم مسالمين كَمَا تروي لنا التاريخ علاقة اليهودوالنصارى والصابئة الودية ووصفهم في القرآن بأنهم في حالة الطمأنة والرضا عند الله ﴿-;- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون )فكانوا منشغلين بالزراعة والتجارة وكان تربطهم علاقة حسنة ومكانة مرموقة داخل الجزيرة العربية،بل كان هناك مشاركة بعض اليهود في نصرة المسلمين في غزوة أُحد، وبالرغم من ذلك فقد أبادهم جميعاً فقتل رجالهم وسبى نساءهم وأطفالهم وأخلى الجزيرة من الأديان كافة . وبعد أربعة عشر قرناًسلك الدولة الاسلامية،داعش،نفس المنهج حيث قتل جميع رجال الكورد الايزيديين في سنجار وسبى نساءهم وأطفالهم بينما لم يمس رجلا ولا امرأة عربية في الموصل والرقة،فالعوامل الذاتية والموضوعية مما تطرقنا اليه كانت الغاية منها جمع شتات العرب في أمة واحدة وحفظ عاداتهم وتقاليدهم لتصبح منهجا وشريعة ودستورا للدولة،فحب العرب وتفضيلهم على بقية الأقوام وتخصيص قريش من بينهم كما ُروي عنه في حديث(الأئمة من قريش) فالعجم وما تحمله من معاني في ذهن يعقوب بقي الى اليوم ،وذهب الامام احمد الى ان من لم يقر بحديث،حبهم إيمان وبغضهم نفاق، فقد أقر بقول الشعوبية و وأراذل الموالي الذين لا يحبون العرب ولايقرون لهم بفضل ،فإنّ لهم بدعا ونفاق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج