الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصهيونية الإسلامية

عمر سلام
(Omar Sallam)

2016 / 5 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الصهيونية الإسلامية
في ذكرى اغتصاب فلسطين 15 أيار 1984. لا بد من نظرة على جزء ممن ساهم بالمشروع الصهيوني بقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وتهجير اليهود اليها وتهجير شعبها منها.
في البداية لا بد من الحديث عن الفرق بين اليهودية كديانة وبين الصهيونية كحركة عنصرية استثمرت الدين اليهودي واستثمرت اليهود في مشروع احتلال فلسطين ومحاولة تفريغها من سكانها وإقامة وطن قومي لليهود.
ان اليهود العرب شكلوا جزء أساسي من الشعب العربي والديانة اليهودية هي نتاج المنطقة ولم تأت من المريخ مثلها مثل باقي الديانات هم نتاج المنطقة نفسها.
وعلى الرغم من سطوة الفكر الإسلامي الذي حاول تهميش الديانات الأخرى لا بل وإلغاء التراث ما قبل الإسلامي الغاء كاملا. ولا زالت الى الان القوى الإسلامية المتطرفة تحاول محو ما تبقى من اثار تدل على هذا التراث.
وبالرغم من التهميش المتعمد للديانات الغير إسلامية الا انها لعبت دورا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية. وربطهم بالوطن حس المواطنة مثلهم مثل باقي افراد المجتمع.
وإذا كان هدف الصهيونية هو تجميع اليهود في فلسطين فان من ساهم بهذا المشروع يعتبر صهيوني سواء كان يهودي او مسيحي او مسلم.
فوعد عبد العزيز ال سعود بالاعتراف لبريطانيا بانه لا مانع عنده بإعطاء فلسطين لليهود المساكين، لا يختلف عن وعد بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود على ارض فلسطين.
ولم يتعرض أحد الى مساهمة المسلمين بهذا المشروع الذي بقي مغيبا. ونقرأ عن الصهيونية المسيحية. ولكننا لم نقرأ عن الصهيونية الإسلامية.
فالمسلمون الذين ساهموا بهجرة اليهود الى فلسطين او دفعوهم للهجرة هم ما اسميهم الصهيونية الإسلامية. بدءا من عبد العزيز ال سعود الى الملك الحسن الثاني ...الخ. وهذا ليس تجني على أحد لان الأرقام تثبت ذلك.
بنظرة سريعة الى الديمغرافية السكانية لعدد اليهود في فلسطين نجد
900000 يهودي مغربي
404000 يهودي عراقي
350000 يهودي يمني
150000 يهودي مصري
80000 يهودي سوري
ففي العراق
كان التيار السائد ليهود العراق يرفض الفكرة الصهيونية الى أتت الاعمال العدائية المزدوجة إذا قامت الحركة الصهيونية بتفجير بعض كنائس بغداد اليهودية ثم ترافق مع حملة عدائية من المسلمين تبناها بعض المشايخ في تلك الفترة وهو ما عرف بحملة الفرهود حيث قتل العديد من اليهود وحرقت ونهبت ممتلكاتهم. مما اخذ بقسم كبير للهجرة والخروج من هذا الوضع العدائي.
وبعد 1948 زادت الحكومة العراقية الضغوط على اليهود واعتبرتهم مواطنين من الدرجة الثانية ومنعتهم من السفر. الى ان سمحت لهم بالهجرة ليجدوا متنفسا لهم بالهجرة الى فلسطين.
هذا الموقف سواء من بعض مشايخ العراق او من الحكومة العراقية ساهم بهجرة اليهود العراقيين الى فلسطين وهذا هو جوهر الفكرة الصهيونية. وهذه هي الصهيونية الإسلامية العراقية ساهمت بتهجير مئات الالاف من يهود العراق الى فلسطين.
وفي سوريا
بعد صدور قرار التقسيم تم حرق 300 منزل ومحل لليهود وتم حرق الكنيس القديم اليهودي وقتل 75 يهوديا وجرح المئات، بتحريض من مشايخ حلب. وفي دمشق قتل 12 يهوديا اثناء الصلاة بإطلاق النار عليهم ويعتقد ان حادث دمشق قامت به الحركة الصهيونية لدفع اليهود للهجرة.
مما أدى لدع الالاف من اليهود للهجرة وهنا توافق مطلق سواء عن علم او عن غباء بين ما تقوم به الصهيونية بالضغط على اليهود للهجرة وما يقوم به بعض مشايخ المسلمين من اعمال عدائية تدفع اليهود للهجرة. فما الفرق بينهما.
في المغرب
في البداية ساهمت فرنسا مساهمة مباشرة في هجرة اليهود المغاربة.
وساهمت أحداث وجدة وجرادة سنة 1948، حيث قامت مواجهات عنيفة بين المسلمين واليهود، قُتل على إثرها 48 يهوديا وجرح قرابة 150، مما دفع قسم كبير من اليهود المغاربة للهجرة.
وخفت الهجرة بعد الاستقلال في عهد محمد الخامس.
حين تُوفِّي محمد الخامس وخلفه ابنه الحسن الثاني؛ لتبدأ بعد هذا مرحلة جديدة من هجرة المغاربة اليهود عبر "صفقة" بين الأمريكيين والفرنسيين والإسرائيليين من جهة وملك المغرب من جهة ثانية حيث قبض ملك المغرب مبلغا على كل يهودي يهجره الى فلسطين تراوح بين 50 دولار و250 دولار.
وهذا ما جعل يهود المغاربة أكبر نسبة يهود في فلسطين. وهذا هو جوهر المشروع الصهيوني. اذن لا يمكن ان نقول عن ملك المغرب الا انه إسلامي صهيوني.
وفي اليمن
تعرض اليهود في اليمن لعدة انتهاكات عقب إعلان قيام دولة إسرائيل، قُتل 82 يهودي وأحرق 106 متجر يهودي من أصل 170 خلال مذبحة عدن 1947. واغلب هذه الاعتداءات تمت بتحريض من رجال دين مسلمون ليصبحوا مساهمين في بناء المشروع الصهيوني بتهجير اليهود الى فلسطين.
وفي مصر ساهم الاخوان المسلمون في حرق محلات يهودية شهيرة لأنهم كانوا من اغنياء مصر في ذلك الوقت مثل شيكوريل وعدس وغيرها.
وبهذا العمل يصبحوا مسلمون اخوان الصهاينة.
نلاحظ ان هناك مسلمون ساهموا بالمشروع الصهيوني أكثر من اليهود أنفسهم. فاليهود الذين اقتنعوا بالمشروع الصهيوني كانت نسبتهم قليلة جدا ولم يهاجر سوى بضعة الاف الى فلسطين قبل حصول هذه الاعمال العدائية ضد اليهود.
والصهيونية الإسلامية اخذت بعدين بعد ديني شعبي قاده رجال دين مسلمون بالتحريض على اليهود
وبعد قانوني على مستوى الدولة المتواجدين فيها بتشريع قوانين بإلغاء حق المواطنة الكاملة لهم. والتعامل معهم كعنصر مريب مما أدى الى الدفع بهجرتهم نحو فلسطين. للمساهمة بمشرع اضطهاد شعب اخر وهو الشعب الفلسطيني الذي ساهم أبناء جلدته من العرب في ظلمه بدعمهم لمشروع اعدائه واعداؤهم.
ولو ان العرب والمسلمين تعاملوا مع اليهود من مبدأ حق المواطنة لما رضي الكثير منهم بغير اوطانهم بديلا. على الرغم من قسم من اليهود العرب ايد المشروع الصهيوني لكن الغالبية لم تتعاطى معه في البداية ولكنهم دفعوا دفعا للتعاطي معه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحقيقة
رائد الحواري ( 2016 / 5 / 15 - 20:23 )
جيد أن نكشف أوراقنا، ونتقدم من حقيقتنا، فنحن العرب ساهمنا ـ إن كنا ندرك أو لا ندرك ـ في تقوية دولة الاحتلال وامدادها بالعناصر البشرية،

اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب