الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعنة الله

جهاد علاونه

2016 / 5 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تعلمنا ونحن في مدارس الحكومة وفي مجالس الأهل والأقارب والتي يقال عنها ( المجالس مدارس) تعلمنا وتفقهنا بأن الله يلعن الناس, حتى أن الأهل كانوا وما زالوا يقولون للذين يغضبون منهم (روح الله يلعنك) أو (الله يلعن ...د....ك), وكل يوم نسمع من مكبرات الصوت كلمات مثل ( أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون...لعنة الله عليهم...لعنهم الله بالكتب السماوية), واللعن والسب والشتم في ديانتنا الاسلامي عندنا مثله مثل شرب الشاي والقهوة أو الدخان, اللعن عندنا في المجتمع الإسلامي عندنا عادة يومية يمارسها الناس كما يمارسون شم الأكسجين وكما يمارسوا شرب الماء أو المشروبات الباردة, فكلمة (الله يلعنه) أو كلمة (الله يلعنك) يقولها القائل بكل برودة أعصاب وكأنه طبيب جّراح بريطاني, الناس في مجتمعنا من السهل عليهم أن يلعنوك أو أن يلعنوني أو أن يلعنوا أمي وأبي وجدتي أو جدي, نسمع كلمة اللعن وكأننا نسمع كلمات الشكر والحُب والعرفان في المجتمعات المتقدمة, اللعن نسمعه في المجتمع العربي الإسلامي كل ساعة وكل دقيقة فمن الممكن أن تدخل الدكان أو متجرا لبيع الملابس وتسمع كلمة (الله يلعنه) أو كلمة (عليه لعنة الله), وهذا شيء طبيعي أن نستمع للعن في الشوارع والمقاهي لأننا اصلا نقرأ هذه الكلمة في القرآن, يعني إذا بالمساجد ودور تحفيظ القرآن والمدارس والجامعات نسمع كلمة اللعن! فكيف مثلا لا نستمع لها بالشوارع والطرقات الضيقة!!؟.
ولست أدري وهذه ثقافة مستقاة من القرآن كيف الله يلعن ويشتم ويسب؟ هذا لا يدخل العقل والمخ!!هل الله حقود وقلبه مريض؟ مستحيل, الناس أحرار بتصرفاتهم وإن كنت أنا مخطئ فالله يوم الدينونة هو من يحاسب الناس, ولكن أن نقول بأن الله يلعن البشر فهذا غير عقلاني, وإذا تعارض النقل مع العقل فالأولى أن نأخذ بالعقل ونترك النقل, وهنالك من لهم رأي بعكس هذا الرأي وهذا بحد ذاته اختلاف في وجهات النظر لا يستدعي من الله نفسه صاحب الجلالة أن يشتم ويسب.
تعلمنا تعاليم حقيرة ومغلوطة وفهمنا وحفظنا عادات سيئة لا ترقى إلى مستوى الإنسان المدني المتحضر المعاصر, تعلمنا صفات عن الله لا يمكن أن تكون هذه الصفات إلا في قلوب الحاقدين والمرضى نفسيا والكارهين للجمال وللحرية التي سقفها السماء, تعلمنا أن الله له أعداء وله خصومات مع الناس, تعلمنا أن الله يكره بعض الناس ويعشق البعض الآخر, تعلمنا أن الله عنصري وفئوي يرزق بعض الناس والبعض الآخر لا يرزقهم, تعلمنا أن الله يلعن ويشتم هو ونبيه وملائكته المرأة التي يدعوها زوجها للفراش وتأبى حين تكون متعبة من ظروف العمل أو المشاكل النفسية, غير أن الحقيقة والملاحظة والتجربة تقول غير ذلك, الملاحظات والدلائل والإشارات كلها تقول أن الله محبة وأن الله حنون وأن الله غفور رحيم يشرق شمسه كما قال الإنجيل على الأشرار والأخيار, يطعم القوي ويطعم الضعيف, ليس له أعداء أو ثارات قبلية ولا ينصر قبيلة على قبيلة أخرى, تعلمنا من الحياة والإنجيل أن الله يطعم الحشرات والدواب, البقر والحمير والتيوس فكيف لا يطعم أبناءه وكل الذين ليشتهوا أن يلمسوا الثقوب التي في يدي ابنه الوحيد بالجوهر وبالروح القدس, الله متعاطف معنا نحن البشر صاحب وجه حنون وليس عبوسا, الله محبة لا يلعن ولا يشتم ولا يسب ولا ينتقم من أعدائه لأنه أصلا وأصلا وأصلا ليس له أعداء بتاتا, يعطي الكبير ويعطي الصغير, وليس شرطا أن يعطينا المال, فمن الناس من أعطاهم الصحة وطول العمر وأخذ منهم المال والجاه والسلطان, وهنالك من أعطاه المال والجاه والسلطان وأخذ منه الصحة, وهنالك من أعطاه الجاه والسلطان والصحة ولكنه أخذ منه راحة النفس والبال, فكم من أصحاب الملايين الذين انتحروا بسبب سوء الصحة النفسية, الله يا جماعة الخير يعطي الناس بحسب غناه بالمجد وذلك ليس على الله بكثير, الله لا تفوته فائته, الله لا ينسى أحد من فضله, نحن نصلي له ونطلب منه ولا نطلب من الناس وهو الذي ييسر الناس للناس حسب رغبته, الله غني معه المال والجاه والسعادة والسلطان والحزن ومعه الفرح, يعطينا شيئا ويأخذ بمقابل ذلك مننا أشياء أخرى ويعطيها لغيرنا, والمفروض أن نقتنع بهذا الإله الذي يشرق بشمسه على الأشرار والأخيار والصالحين والطغاة والعادلين والمفسدين, الله يعطي الأولاد لنا ويعطي المال لغيرنا أو الجاه والسلطان ولا يعطيهم الخِلفةَ والإنجاب, الله لا يلعن ولا يسب ولا يشتم ولا يحقد على أحد, الله ليس كائنا بشريا له أعداء بل يعطي بحسب غناه بالمجد والذين ليسوا مسيحيين نجدهم مسلمين والذين نجدهم بوذيين نجد أن الله يعطيهم حتى الملاحدة يعطيهم لأنه وحده من يعلم بقلوب الناس وما يفعله الناس, فما الفائدة من رجل ثري وغني المال يصلي ويصوم ويدخل المسجد أو الكنيسة وبنفس الوقت لا يطعم أخاه الجائع ويلعن ويسب وهو معتقد بأن الله يلعن ويسب معه ويشتم الناس, فهل الله سبّابٌ وشتّامٌ؟.
تعلمنا أن الله يلعن أبا جهل ويلعن أمية ويلعن كل من ليس على دين محمد أو الدين الإسلامي, ويلعن المرأة التي ترفض مضاجعة زوجها, يلعنها هو وملائكته وهذا غير مقبول عقليا ولا يصدر إلا عن الذين لا يتسع صدرهم لسماع الرأي والرأي الآخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أخي جهاد
عدلي جندي ( 2016 / 5 / 16 - 14:31 )
من فضلة القلب يقول الكتاب
لا يزال رجال الدين السياسة يضحكون علي عقولنا ويرددون وباقي شعوبهم كالببغاوات
ثوابتنا ..مبادئنا ..عاداتنا .. تقاليدنا .. وفي نفس الوقت جميعهم لا يطبقون ما يثرثرون به فالغالبية العظمي تتخلي عن تلك الثوابت والمبادئ في أول فرصة يجدوا أن التخلي عنها فيه مصلحة ومنفعة وتضخم حساباتهم في البنوك
آسف عندما أكتب
إخص تفوووووووو علي ثوابتكم الإرهابية يا أمة العلاج بالبول والنخامة
و إغتصاب طفلة الأنثي وعقول العامة


2 - ذ عدلي جندي
بلبل ( 2016 / 5 / 17 - 16:58 )
لكن هم اصلا ليست لهم توابث ولا مبادئ ولا تقاليد صالحة


3 - ملعون كل من علق على خشبة
عبد الله اغونان ( 2016 / 5 / 17 - 21:45 )

من رسالة غلاطية ماجاء على لسان الرسول بولس3--13
المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب
ملعون من علق على خشبة

هههههههههههههه


4 - نظرية التطور واله الانجيل
muslim aziz ( 2016 / 5 / 18 - 02:53 )

السيد الكاتب بكتابته لهذا المقال يريد ان يقول لنا ان اله المسلمين علمنا اللعن بينما اله الانجيل علمنا المحبة ولكن الكاتب المبجل نسي او تناسى ان يقول لنا عن اله الانجيل بعهديه ام بعهده الجديد فقط علما ان يسوع المسيح هو الرب وهو الاله وهو رب العهدين القديم والجديد ولم يشرح لنا السيد الكاتب كيف تطور اله العهد القديم من اله جبار الى اله خروف او اله محبة فهل النظرية الداروينية طالت إله الانجيل ايضا !!!!!!!!!


5 - مسلم عزيز
جهاد علاونه ( 2016 / 5 / 18 - 15:31 )
الكاتب يريد أن يقول أنظر الى أتباع المسيح اليوم.

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah