الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين أفيون الشعوب

عمار الهاشمي

2005 / 12 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عبارة (الدين أفيون الشعوب) عبارة شهيرة جدا للفيلسوف كارل ماركس وقد قالها في ضروف أجتماعية وثقافية خاصة فكان يرى الناس يهربون من مشاكلهم الاقتصادية وظلم الاقطاعيين والسلاطين لهم ويتجهون الى الكنيسة لمواستهم على همومهم من دون ان يتجرؤن ويواجهون مشاكلهم بأنفسهم فعندما رأى ماركس هذه الظاهرةالاجتماعية أعتقد ان بمجرد القضاء على الدين يمكن القضاء على الظلم الاجتماعي القائم فقال مقولته الشهيرة .
لكن هل من الممكن تطبيق هذه المقولة على المجتمع الاسلامي , قبل الاجابة عن هذا السؤال يجب توضيح ظاهرة اجتماعية يعترف بوجودها علماء الاجتماع وهي ان التدين ظاهرة اجتماعيةعامة موجودة في شعوب العالم وبصيغ مختلفة وان السبب في ذلك هوان الانسان مهدد بالاخطار ومحاط بالمشاكل وهو اذن في حاجة الى عقائد وطقوس دينية تساعده على مواجهة تلك الاخطار والمشاكل وتبعث في نفسه الطمأنينة تجاهها
والان أعود الى مقولة ماركس وأمكانية تطبيقها في العالم الاسلامي , عند دراسة الاديان هناك حقيقة تأريخية وهي ان الاديان لم تكن دائما مخدرة للشعوب ويمكن القول ان اغلبها في بداية دعوتها كانت ثورة ضد الظلم والطغيان الذي كان سائدا في فترة ضهور الدعوة الدينية ,لكن بمرور الوقت ماذا يحدث للدين هل يبقى محافضا على ثورته وعلى مبادئه التي نشأ عليها والتي من اهمها القضاء على المترفين والمساواة بين الناس ,لااعتقد ذلك بل ان الدين يبدأ بالانجراف مع الدنيا تحت تأثير السلاطين الذين يحكمون بأسم الدين من جهة وتحت تأثير عامة الناس من جهةاخرىلهذا يصبح رجل الدين مضطرا ان يجاري السلاطين في ترفهم ويجاري العامة في خرافاتهم , اذا انحراف الدين ليس عيبا فيه بل العيب برجال الدين لانهم حولوه الى مهنة يرتزقون عليها فهم مضطرون الى مداراة مصدر رزقهم سواء أكان ذلك من الحكام ام من العوام.
ان رجل الدين قديكون ثائرا حين يجد تشجيعا على الثورة من مصدر رزقه (العوام) ويحدث في الغالب عندما يثور الناس على حكامهم فيثور رجل الدين معهم فاذا تقاعس عن ذلك هبطت منزلته بين الناس وباء بالخسران.
فقد حدثنا التأريخ عن سلاطين قمة بالانحطاط والظلم لكن مع ذلك استطاعوا جذب رجال الدين اليهم , ورأينا بعض العوام بلغوا الدرجة القصوى من الانهماك بالسخافات والخرافات وقد ايدهم رجال الدين عليها أو سكتوا عنها خوفا على منزلتهم بين الناس , لذلك فأن مقولة ماركس لا يمكن تطبيقها على الدين في بداية دعوته (الدعوة الثورية) لكن يمكن تطبيقها مع مرور الوقت عندما يفقد الدين بريقه ويصبح لعبة بيد مجموعة من التجار يتاجرون بأسم الدين فيحولونه من مبادئه السامية التي تخاطب الانسانية عند الانسان وتدعوه الى التسامح والمحبة والعيش بسلام الى مجرد أحكام جامدة وطقوس بالية ويبدئون يتكلمون بأسم الرب ويزرعون بداخل الناس البسطاء فكرة انهم الوسطاء بينهم وبين الرب ولايمكن للناس البسطاء الاقتراب منه الى عن طريقهم لانه سلطان وملك عظيم وله حاشية ولا يمكن له ان يقابل الناس البسطاء الى بواسطتهم , فاه ثم اه من تجار الدين الذين افرغوه من روحه الحقيقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة الاعتداء علي فتاة مسلمة من مدرس جامعي أمريكي ماذا فعل


.. دار الإفتاء تعلن الخميس أول أيام شهر ذى القعدة




.. كل يوم - الكاتبة هند الضاوي: ‏لولا ما حدث في 7 أكتوبر..كنا س


.. تفاعلكم | القصة الكاملة لمقتل يهودي في الإسكندرية في مصر




.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا