الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبرات في عالم الإنسان.... ج2

سعد شاكر شبلي

2016 / 5 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


.....................شبهات في طريق عيش الإنسان بسلام ..................

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الصادق الوعد الأمين محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن دنس الشهوات إلى جنات القربات، يا أيها الذين آمنوا بالله العزيز رباً واحداً، بوحدانيته، وبكماله، وبعلمه، وبرحمته، وبحكمته، وآمنتم بأسمائه الحسنى وصفاته الفضلى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) (الحجرات: 6).
والفاسق، هو العاصي أو المنحرف ، والفاسق إنسان يخرق حدود الشرع فلا ينبغي أن يؤخذ كلامه على أنه صحيح، العاقل من تحقق من الأخبار التي تصله قبل الشك بالآخرين، وعلى الإنسان أن يحقق مع أخيه في أي خبر من فاسق من أجل حسن العلاقة بين الأخوة..
أيها الأخوة ربما كان الفسق سبب دمار الأمة: قال تعالى : ( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ) ( الزخرف : 54).
إن كثير من العبرات التي يمكن إفادة الإنسان منها والتي تقف في طريق عيشه بسلام توجب البحث عن فرص العيش في سلام مع الآخرين خاصة بعد الاحداث الراهنة التي تعيشها شعوب أمتنا المنكوبة، بما يتطلب ربط ذلك بعملية تحقيق السلام والمصالحة ، مع التأكيد على أهمية نزع روح الكراهية والحقد في نفوس الناس قبل بدء أي عملية مصالحة. ورغبة في تعميم الفائدة المرجاة لجميع أبناء الأمتين العربية والإسلامية.
وعملاً بقوله تعالى (( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ))ـ فإن عالم الإنسان يستوجب الوقوف عند تلك العبرات المهمة في هذا العالم، والتي تتناول بعض الشبهات، ومن بينها تلك القضية التي هي في غاية الخطورة، أخذت تسري بين مستخدمي صفحات التواصل الاجتماعي وبدأت تأكل حسناتهم كما تأكل النار الهشيم ، فقد لوحظ قيام بعض الناس بإطــــلاق الأحكام الشرعيـــــة وبأنهم مـــــن الدعـــاة الإسلاميين - هدانا الله وإياهم لطريق الحق - ويخوضوا في مسائل العقائد أو الأمور الفقهية بغير علم، أو لأغراض أخرى ، كالحديث بأن الإنسان خلق من العدم ويعود للعدم ، أو الحديث عن المرأة وحقوقها وما لها وما عليها ، أو الحديث عن الأسرة وعدم الترابط الاجتماعي.
ويلاحظ أن بعض تلك المسائل تحمل من المغالطات وسوء الفهم للنصوص الشرعية وعدم التأدب في الخطاب تجاه تلك النصوص، أو تجدها تسعى لايجاد تأويل لبعض القضايا الفقهية ، وقد يكون بعض هؤلاء ((الدعاة!!)) قد حصل على تعليم عالي في مجال الدراسات الإسلامية ، والإسلام منهم براء، فتراه يخوض في المسائل الشرعية عبر كتابات وأقوال بما يثير البلبلة والفوضى والفتنة بين الناس، ويجعل من الناس - ولاسيما العوام والجهلة وضعاف الإيمان - ومن ينخدع ويغتر بمثل هذه الكتابات أو الأحاديث وينصرف إلى كثير من الشبهات والأقوال والآراء الشاذة التي لا دليل عليها، وفي هذا مفسدة عظيمة لا تخفى.
وكما هو معلوم فإن كل صاحب هوى قد يجد من شاذ الأقوال والآراء ما يوافق هواه؛ فالواجب الانتباه الشديد لمثل هؤلاء الذين يخوضوا في المسائل الشرعية لأغراض دفينة بعضها يتعلق بسوء الفهم ، وبعضها تقف ورائه جهات معادية لأمة الإسلام ؛ بما يزيد التشكيك وإثارة الشبهات والفتن بين الناس ، تحت زعم أنه يريد المناقشة وتحقيق الفائدة ، كما يلاحظ اختيار شخصيات تتمتع بقدرات لفظية ومظاهر جمالية في الشكل حيث يتم قبول ادعاءاتها بسهولة.
لذلك نقول أنه ليس من المناسب قيام مستخدمي صفحات التواصل الاجتماعي بتداول كل ما لا تقبله مصادر الشريعة كالنص القرآني ومن ثم السنة النبوية ، وبقية مصادر الشرع ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن الحلال بيّن والحرام بيّن ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وأن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب)).
لذا ندعو إلى عدم تداول تلك الشبهات وإثارتها على صفحات التواصل الاجتماعي، والانصراف عنها عبر طريق الاتصال بالعلماء مكاتبة أو مشافهة للسؤال والاستيضاح امتثالاً لقوله تعالى: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} ( النحل : 43).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز